الرئيسية - عربي ودولي - الضربة المرتقبة لسوريا – المخاطر والأبعاد
الضربة المرتقبة لسوريا – المخاطر والأبعاد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

هناك ثمة إجماع ¡ بأن الضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد سوريا وعلى خلفية اتهام دمشق باستخدام الكيماوي لم يثبت – حتى الآن صحته من عدمه ¡ إن هكذا عمل عسكري خارج مظلة الأمم المتحدة سيجر منطقة الشرق الأوسط إلى مهب الريح خاصة وانه يعيش واقعا متأزما اقرب مايكون إلى حافة البركان لا ينقصه سوى شرارة بسيطة ليشتعل نارا في الهشيم قد تكتوي بنيرانها دول الجوار وتخرج عن نطاق السيطرة لتطال دول المنطقة عموما لاسيما وان إسرائيل كانت وراء تأليب حلفائها على العمل العسكري ضد سوريا وهي حسب المعطيات المتوفرة – تتحفز كليا للمشاركة في هكذا ضربه تأمل من خلالها الاجهاز على الجيش السوري لتكون هي – شرطي المنطقة – باعتبارها دولة احتلالية زرعها الاستعمار الحديث غصبا في الخاصرة العربية لتحقيق اهدافه.الشرق الاوسط الكبير. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فسرعان ماخابت ظنون الدولة العبرية بعدما انكشف الغطاء عن ضربة محدودة لسوريا لاتتجاوز في سقفها الزمني 48 ساعة وستخضع لتصويت الكونجرس الاميركي الذي تتجه اليه الانظار اثر رمي الريئس باراك اوباما الكرة في ملعب الكونجرس ويأتي ذلك عقب انفراط التحالف الغربي المأمول بخروج بريطانيا عن المسار وبفعل تصويت مجلس العموم البريطاني ضد العمل العسكري .. خاصة وان سيناريو العراق لايزال◌ْ ماثلا للعيان وامتناع كل من المانيا ومعظم الدول الاوروبية عن المشاركة في العمل العسكري ضد سوريا باستثناء تركيا وقد يكون مرد هذا الامتناع الغربي نابعا من مسألة حساب المصالح والمكاسب ¡ فالعكعة السورية غير دسمة على عكس مثيلتها العراقية عام 2003م ووفقا◌ٍ لمراقبين فإن التلويح بضربة عسكرية ضد سورياº يهدف إلى جلب مكاسب سياسية لصالح الولايات المتحدة وحلفائها¡ في حين يشيرون إلى أن النظام السوري يقابل تلك التهديدات “ببرودة أعصاب”. وعموما فإن لبنان سيكون على المحك وسيتأثر اكثر من غيره من هكذا عمل عسكري كما انه سيلقي بظلاله السلبية على القضية الفلسطينية لجهة انتزاع مزيد من التنازلات لصالح اسرائيل في جولات مفاوضات التسوية التي ترعاها واشنطن بين الطرفين غير المتكافئين ¡ حيث من المنتظر وفقا للضربة العسكرية – اخراج سوريا من معادلة الصراع مع اسرائيل واستثمار اختلال توازن القوى بالمنطقة لصالح الدوله العبرية لاسيما وان مصر مشغولة بترتيب اوضاعها الداخلية بعد احداث الثلاثين من يونيو ¡ وهي التي كانت تساهم بوضع تقاربي بين الحمساويين والفتحاويين وصولا الى اتفاق المصالحة الفلسطينية بالقاهرة والذي لم ير النور حتى اليوم . وبالنتيجة “فإن سقوط أي نظام حاكم¡ في المنطقة ومعاد للكيان الصهيوني¡ يعني فقدان الكثير من المكاسب السياسية¡ والعسكرية لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية”. وبات من المؤكد◌ٍ اليوم أن القضية الفلسطينية بحاجة لزخم عربي يحافظ على حاجز العداء ضد الكيان الصهيوني وفي ظل : المشهد المرتبك – ¡ فإن القضية الفلسطينية ستكون الخاسر الاكبر حيث◌ْ سيتضاعف معدل الضغط على المفاوض الفلسطيني لإجباره على التنازل عن الكثير من الحقوق والثوابت الفلسطينية”¡ ويحتمل ان تكون الخسارة الأكبر للتنازل لجهة ” حق العودة¡” الذي تنص عليه القرارات الاممية ومواثيقها واتفاقات اوسلو واخواتها وتسود الافق الاقليمي مخاوف ¡ من تصاعد دراماتيكي لمحنة اللاجئين الفلسطينيين بحدوث موجه هجرة جديدة بدول الشتات ¡ وخاصة سوريا التي تحوم في سمائها حرب وشيكة لا يعلم احد اين وكيف ستنتهي ¿على الرغم من التحذيرات الروسية – الصينية من المخاطر المتعددة لهكذا مغامرة عسكرية قد تقضي نهائيا على آمال انعقاد مؤتمر جنيف 2 للسلام .. واعتبرت ذلك موسكو وبكين اخلالا بقواعد النظام الدولي و تدخلا سافرا في شئون دولة مستقلة وفقا لما تنص عليه مواثيق الامم المتحدة وفي حين لم تظهر حقائق التحقيق الدولي في جريمة استخدام السلاح الكيماوي بالغوطة الشرقية اثر سحب مفتشي الامم المتحدة من دمشق اواخر الماضي دون ان يستكملوا عملهم نهائيا بدعوى اقتراب الضربة العسكرية – التي يرى الكثيرون بانها تصب لصالح المعارضة السورية وتمكينها من احداث اختراق مملوس ضد الجيش النظامي وحال لسانهم يقول للغرب “طبقا لبعض المحللين” اعطونا مفاتيح دمشق كي نحكم .