الرئيسية - عربي ودولي - لقاءات ثنائية بين أنصار الضربة العسكرية في »عقر بوتين«
لقاءات ثنائية بين أنصار الضربة العسكرية في »عقر بوتين«
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

انطلقت في قصر قسطنطين في ضواحي سان بطرسبورغ الروسية أمس الخميس أعمال قمة مجموعة العشرين والتي طغت عليها بشدة الأزمة السورية وغيرها من القضايا المتعلقة بالاقتصاد. وفي افتتاح أعمال القمة التي تستضيفها روسيا على مدى يومين وسط اجراءات أمنية مشدده وتحت عنوان ” النمو الاقتصادي والاقتصاد العالمي” اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته مناقشة الملف السوري خلال مأدبة العشاء وقال إن “بعض المشاركين (في القمة) طلبوا مناقشة مسائل السياسة الدولية التي ليست مدرجة على جدول أعمالنا بما في ذلك الوضع في سورية.. وأضاف “أقترح القيام بذلك أثناء مأدبة العشاء.. والآن سنناقش القضايا التي اجتمعنا من أجل بحثها أصلا والتي تعتبر رئيسية بالنسبة إلى دول مجموعة العشرين..”. وأعلن بوتين أن قمة العشرين أكدت قدرتها على إيجاد حلول لمسائل حساسة جدا مذكراٍ بالاقتراحات التي تقدمت بها روسيا والتي من شأنها أن تحول دون اندلاع ازمات اقتصادية ومالية عالمية جديدة وبينها تخفيض عجز الميزانية والحد من حجم دين الدولة في البلدان المتطورة والقضاء على السلبيات في مجال التنظيم المالي وحل مشكلة نقص الموارد.. وأشاد بوتين بالخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بغية تشكيل آلية الاستقرار الأوروبية وإضعاف العلاقة بين ديون الدولة في بعض الدول الأوروبية والمنظومة المصرفية الراكدة معتبراٍ أن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى إصلاحات هيكلية شاملة تضمن النمو المستقر طويل الأجل. وكانت قد بدأت الوفود الرسمية المشاركة في قمة “مجموعة العشرين” بالوصول إلى مدينة سان بطرسبرغ بروسيا وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما على رأس وفد من 600 شخص فضلاٍ عن عدد آخر من الرؤساء.. ويلتقي قادة الدول الكبرى اليوم في مسقط رأس بوتين في قمة تهيمن عليها الأزمة السورية حاجبة عنها المواضيع الاقتصادية التي تتناولها المجموعة عادة. ولم يتقرر عقد أي اجتماع بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين فيما لم تستبعد المصادر أن يحصل لقاء عرضي في الكواليس. وستسمح هذه القمة للمعسكرين بحشد صفوفهما ومن المقرر عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين أنصار العدوان العسكري على سوريا مع اقتراب التاسع من سبتمبر موعد استئناف عمل الكونجرس الاميركي الذي سيبت في مسألة توجيه ضربة لسوريا.. ويلتقي أوباما بصورة خاصة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند احد اكبر انصار الخيار العسكري ضد سوريا كما يلتقي هولاند على انفراد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان. هذا وتشهد اجتماعات قمة العشرين التي تستضيفها سان بطرسبورغ الروسية مشاورات مكثفة حول سوريا وسط تأكيدات من جانب دبلوماسيين في الأمم المتحدة أن الزعماء المشاركين سيبذلون قصارى جهدهم لتسريع انعقاد مؤتمر “جنيف 2” لإرساء حل سياسي للأزمة السورية وذلك رغم الاستعدادات العسكرية الجارية بقيادة الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية لدمشق. ويعد مؤتمر “جنيف-2” الذي تحاول الأسرة الدولية منذ أشهر عديدة عقده لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية استكمالاٍ لمؤتمر سابق عقد في جنيف في 30 يونيو 2012 وأثمر يومها اتفاقاٍ دولياٍ على خريطة طريق لعملية سياسية انتقالية في هذا البلد. وقال سفير أستراليا لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان إنه حتى وإن كان الخلاف لا يزال قائماٍ بين روسيا والغرب بشأن الضربة العسكرية التي تعتزم واشنطن توجيهها لسوريا فإن أعضاء مجلس الأمن متفقون على أنه “مازال عقد جنيف 2 أمراٍ ضرورياٍ وملحاٍ”. وأضاف أن “البحث سيتطرق لكيفية التوصل سريعاٍ إلى هذا الأمر (عقد جنيف-2) وأعتقد أن هذا سيكون أحد المواضيع الرئيسية التي سيناقشها الأطراف الرئيسيون” في مجموعة العشرين. وقال إنه “من المهم إعادة إحياء الجهود الدبلوماسية وأن يتم ذلك على مستوى أعلى”. وجاءت تصريحات كوينلان الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر سبتمبر الجاري في معرض إيجازه للصحفيين فحوى جلسة المداولات السرية التي عقدها المجلس. وكانت لندن أعلنت أن رئيس وزرائها ديفيد كاميرون سيؤكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتن في سان بطرسبورغ على هذه النقطة. وأكد دبلوماسي غربي أنه “سيكون هناك الكثير من المشاورات في سان بطرسبورغ لمحاولة التوصل إلى موعد لعقد جنيف-2” مشيراٍ إلى أن هذا الموعد قد يكون في أكتوبر القادم وقد يتم الإعلان عنه قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق أعمالها في 24 سبتمبر في نيويورك.. وقال دبلوماسي آخر في مجلس الأمن إنه “من المهم تحديد موعد لكن هذا الأمر يبدو صعباٍ في هذه المرحلة لإنه منذ وقت طويل لم يجر العمل على هذا الموضوع” موضحاٍ أنه “على الرغم من أن الأميركيين والروس لم يعلنوا أبداٍ رسمياٍ تخليهم عن جنيف-2 إلا أنهم جمدوا مفاوضاتهم حول المؤتمر”. وقدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إحاطة لمجلس الأمن حول الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى إيران حيث “كان موضوع البحث في المقام الأول سوريا وجنيف-2” بحسب السفير الأسترالي.