الرئيسية - عربي ودولي - مفاوضات عبثية !
مفاوضات عبثية !
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

< من المعروف أن إسرائيل بحكوماتها المتعاقبة - الصقور والحمائم تسعى مع سبق الإصرار والترصد إلى إفشال أية تسوية سياسية مع الفلسطينيين عبر جولات مفاوضات ماراثونية برعاية أميركية وأخرى أوروبية لم يحصد الفلسطينيون منها سوى التسويف والوعود "العرقوبية " طيلة السنوات العشرين الماضية وأكثر تحديدا منذ اتقاقية أوسلو ضاربة بجميع الجهود الدبلوماسية والمكوكية وقرارات مجلس الأمن وأخواتها بذلك عرض الحائط¡ مستهينة بالمجتمع الدولي والغرب الذي لم يبذل أي جهد يذكر بممارسة الضغوط على (إسرائيل) الطفل المدلل لأميركا¡ الأمر الذي جعل من مسار " مفاوضات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية " فارغا ويمكن اعتبار تسمين المستوطنات المترافق مع حملة شرسة لتهويد القدس المحتلة والضفة الغربية تفخيخا◌ٍ إسرائيليا◌ٍ للسلام من أساسه مع أن هذا المولود قتل قبل أن يرى النور . وبهذه الإشكالية تراجعت القضية الفلسطينية واستحقاقاتها إلى أدنى مستوى لها. فالدولة العبرية ترفض انهاء الصراع مع الفلسطينيين والعرب¡ على اساس حل الدولتين¡ بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران في العام 1967م¡ بحجة ادعاء اليهود¡ بأن الضفة الغربية¡ هي أرضهم¡ أي يهودا والسامرة¡ وبأن القدس أي (يورشليم) بأنها عاصمتهم الأبدية¡ كذلك فان إسرائيل¡ ترفض حل الدولة الديموقراطية الواحدة¡ للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي¡ بحجة أيضا◌ٍ¡ انهم يريدون أن تكون دولتهم¡ دولة يهودية نقية¡ لليهود وحدهم فقط¡ إذن¡ ما هو مصير الشعب الفلسطيني¡ الذي يطالب بأرضه التاريخية المسلوبة في فلسطين¡ بالقوة المسلحة وبالخديعة¡ إن الفشل التراكمي الناتج عن سياسة المماطلة والتسويف الإسرائليلية لم يعد اليوم مقبولا◌ٍ وبأي صيغة كانت وبالعودة إلى مواعيد عرقوب الأميركية فقد كان من المفترض قيام الدولة الفلسطينية عام 2004¡ وهو ماترك المجال واسعا لأن تطبق إسرائيل بتوسيع مستوطناتها على ماتبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة وبنسبة 85% . اذن على ماذا سيفاوض الفلسطينيون في هذه الحالة وهل يمكن انشاء دولة مستقلة على 15% من الأراضي بما فيها أراضي 67م مع التذكير أن هناك خلافات متعددة الأوجه تتعلق بقضايا المرحلة النهائية ومنها القدس¡ وحق العودة اللاجئين والمياه ..الخ. والحصيلة في ظل تلكؤات إسرائيل تجاه كل الحلول السلمية المستندة على أسس الشرعية الدولية¡ وعلى مبدأ الحقوق المتساوية والمتكافئة العدالة الحقة¿¿¿¿ فإن الوضع بات ميؤوسا◌ٍ منه تماما◌ٍ وأضحت مفاوضات التسوية بنظر الكثيرين مضيعة للوقت مالم يحدث تحريك للمياه الراكدة في الاتجاه الصحيح¡ ومن منظور أن الموقف الفلسطيني ومعه الأوضاع في المنطقة لن يكون ثابتا¡ وإلى الأبد¡ فقوانين الطبيعة¡ هي التغير والتبدل مما يستلزم من وزير الخارجية الأميركي جون كيري وضع خطة واضحة مفصلة لمسار التفاوض مرفقة بجدول زمني لتنفيذ الاتفاقيات التي يتم التوصل اليها .. مع تجميد كامل للاستيطان الذي لايمكن أن يلتقي بأي حال من الأحوال مع السلام . [email protected]