الرئيسية - محليات - اليمنيون ولحظة الحقيقة
اليمنيون ولحظة الحقيقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مرة أخرى يضع الرئيس عبدربه منصور هادي الشعب اليمني بمختلف فئاته وقواه الفاعلة أمام مسؤولياتهم الوطنية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد بالتأكيد على ضرورة تغليب مصالح الوطن العليا والتعاون الكامل في سبيل اغلاق ملفات الماضي بغثه وسمينه والتوجه الخلاق لبناء المستقبل الأفضل الذي يحقق لأبناء هذا الشعب ما يصبو إليه من تطور وسلام وازدهار. وما فتئ الرئيس هادي وهو من قبل تحمل مسؤولية قيادة المسيرة في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة في تاريخ اليمن يذكر الجميع في الساحة الوطنية بأهمية وطبيعة المرحلة وما تتطلبه من جهود مخلصة وصادقة للعبور الآمن نحو المستقبل المنشود والتغلب على التحديات الصعبة والمتعددة التي تعترض المسيرة الوطنية. وها هو خلال لقائه أمس وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية يجدد التأكيد على ضرورة اطلاق النوايا الطيبة على طريق التعاون الوطني الكامل لطي صفحة الماضي والإقبال بآمال كبيرة وطموحات محققة من أجل المستقبل وتلبية تطلعات وطموحات الشعب اليمني التواق للتغيير الإيجابي والعيش الكريم في ظل موطن موحد وآمن ومستقر¡ ولا ينسى الرئيس الدور المأمول والمحوري للمجتمع الدولي الذي بارك ودعم بقوة عملية التسوية السياسية التاريخية منذ يومها الأول¡ وهو ما يتوجب عملية الاستمرار والمواصلة في دعم ومساندة توجهات اليمن للخروج من الوضع الحساس والحرج إلى آفاق التطور والازدهار . ويشير في هذا الصدد إلى أن اليمن عانت الكثير من الآلام والمتاعب جراء المناكفات والصراعات منذ أكثر من خمسة عقود ومنذ انطلاق ثورة سبتمبر واكتوبر .. موضحا◌ٍ أن الشعب اليمني لم يتمكن من تحقيق احتياجاته الأساسية من الخدمات الحياتية الضرورية منذ ذلك الزمن بسبب الصراعات والأزمات المتلاحقة ومحاولة بعض الأطراف الاستحواذ وإقصاء الآخر والاستئثار بالثروة والسلطة .. ويضيف الرئيس هادي أن 75% من سكان اليمن من فئة الشباب وهناك نحو 6 ملايين منهم بحاجة إلى العمل في إشارة إلى ضرورة الدعم الدولي لليمن لإقامة مشاريع استثمارية استراتيجية تؤدي إلى توفير فرص عمل لهؤلاء وبالتالي قطع الطريق على دعاة التطرف والغلو من قبل الجماعات الإرهابية التي تستغل حاجة وضياع الشباب في تنفيذ أجندتها وأنشطتها التخريبية. ويبقى القول أن ما تمر به البلاد في الظرف الحالي من مخاض صوب التحول الحضاري وبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدها اليمنيون منذ عقود طويلة تتطلب من الجميع أفرادا◌ٍ وأحزابا◌ٍ ومنظمات التفاني في سبيل تحقيق هذه الغاية السامية وترك المصالح الضيقة والحزبية جانبا◌ٍ والعمل الموحد لاستيعاب مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي يحمل في طياته طموحات وآمال اليمنيين قاطبة في إقامة نظام الحكم الرشيد وبناء دولة القانون ووطن يتسع لجميع أبنائه ويكونون فيه شركاء في الثروة والسلطة دون استئثار أحد أو طرف بعينه بهذه المزايا التي اقتصرت على رموز وأقطاب محددة فيما مضى من المراحل السابقة من عمر هذا الشعب التواق اليوم إلى الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم وها هو الشعب بجميع فئاته وشرائحه أمام لحظة الحقيقة والفصل الحاسم ما بين الماضي وآلام المستقبل وآماله وليس بينهما سوى إعلان النجاح الكامل لاستحقاق الحوار الوطني الشامل.