الرئيسية - محليات - من‮ ‬ينصف محافظة إب من لصوص الآثار ¿
من‮ ‬ينصف محافظة إب من لصوص الآثار ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

‮❊ .. ‬مسلسل نهب الآثار والعبث بالمواقع الأثرية والتاريخية العريقة لاسيما في‮ ‬ظل الصمت المريب من قبل الدولة والجهات المختصة رغم النداءات والاستغاثات المتكررة لحماية الآثار في‮ ‬محافظة إب من العبث والنهب والتدمير فمسلسل النهب والنبش والاعتداءات مازال مستمرا على منطقة العصيبة ظفار بمديرية السدة محافظة إب التي‮ ‬كانت‮ ‬يوما ما حاضرة الحميريين وعاصمة دولتهم‮.‬

ولعل هذه الاعتداءات تأتي‮ ‬استمرارا لسابقتها من اعتداءات عصابة نهب الآثار والتي‮ ‬أقدمت على نهب آثار مقبرة العصيبية قبل حوالي‮ ‬خمسة أعوام أمام مرأى ومسمع من الحراسة الأمنية التي‮ ‬كانت موجودة آنذاك وحينها أضحت هذه القضية هي‮ ‬حديث الألسن بقيام عصابة مسلحة بنهب الآثار وتدمير التوابيت البرونزية التي‮ ‬تم اكتشافها والتنقيب عنها من قبل عمال وخبراء الآثار‮.‬ في‮ ‬خضم هذه الحادثة والجريمة الأثرية شرعت الحكومة السابقة بالمتابعة والتوجيه بفك الطلاسم المعقدة لهذه القضية ووجهت بإيقاف عدد من مسؤولي‮ ‬الآثار بالمحافظة ومدير عام المديرية ومدير الأمن والتحقيق معهم لكشف المتورطين في‮ ‬هذه القضية التي‮ ‬ظلت ولازالت طي‮ ‬الكتمان إلى‮ ‬يومنا هذا وما‮ ‬يزيد الأمر‮ ‬غرابة هو كيف أسدل الستار على قضية هامة كهذه¿ إنه تاريخ وطن ومن حق أبنائه عليه الانتصار له والذود عن إرثه وتاريخه‮.‬ ولعل مثل ذلك التستر والتجاهل الملحوظ من قبل الحكومة السابقة والصمت المريب من قبل الحكومة الحالية قد فتحا شهية عصابات النهب وتجار الآثار للاستمرار بهذا الجرم الذي‮ ‬لا‮ ‬يغتفر‮ ‬غير مدركين للتاريخ العظيم الذي‮ ‬ينتهك هذا ما‮ ‬يؤكده العديد من أبناء المنطقة والمهتمين والمختصين في‮ ‬هذا الجانب‮.‬ العديد من الاكتشافات ‮❊ ‬في‮ ‬البداية تحدث الأخ فؤاد الغشم مدير عام الآثار بمحافظة إب قائلا‮:‬ ‮- ‬يعد انتهاك حرمة التاريخ والآثار والاعتداء على المواقع الأثرية جرماٍ‮ ‬لا‮ ‬يغتفر فالعديد من الناس قد لا‮ ‬يدركون أهمية الحفاظ على التاريخ خصوصا في‮ ‬منطقتي‮ ‬العصيبية والشاهد اللتين هما من مناطق ظفار الأثرية‮ ‬وأشارت العديد من الدراسات والأبحاث إلى أهميتهما وغناهما بالموروث التاريخي‮ ‬والأثري‮ ‬فالاستكشافات السابقة في‮ ‬منطقة العصيبية تؤكد تلك الأهمية وذلك الثراء التاريخي‮ ‬حيث تم اكتشاف عملتين نقديتين‮ ‬يعود تاريخهما إلى عهد حاكم روما‮ »‬ميرون القيصر‮« ‬واللتين تم العثور عليهما في‮ ‬أحد قبور العصيبية المكتشفة قبل عدة أعوام‮ ‬بالإضافة إلى عقد ومجوهرات ذهبية تمثل مجموعة من الأقراط وبعض الخواتم والحلي‮ ‬المتناثرة التي‮ ‬كان بعضها بحاجة إلى ترميم نتيجة قدمه واندثاره‮ ‬‮ ‬بالإضافة إلى أنه تم العثور على سيف وأوان زجاجية في‮ ‬ذلك القبر وقد تم تحريزها‮ ‬وتسليمها إلى متحف ظفار‮.‬ وأضاف الغشم‮: ‬إن المكتشفات الأثرية من الحلي‮ ‬والمصوغات الذهبية‮ ‬يغلب عليها طابع النحت والتشكيل الروماني‮ ‬القديم وهذا‮ ‬يدل على عمق الصلات والعلاقات التي‮ ‬كانت تربط الحميريين في‮ ‬ظفار بالرومان آنذاك‮.‬ مشيرا إلى أن متحف ظفار‮ ‬يحوي‮ ‬العديد من القطع الأثرية والتحف التي‮ ‬تم اكتشافها خلال شق الطريق إلى منطقة ظفار بالإضافة إلى الآثار الأخيرة الخاصة بالعصيبية‮.‬ غياب الجهات الأمنية ‮❊ ‬وعن الاعتداءات والنبش للآثار في‮ ‬منطقة العصيبية والشاهد‮ ‬يقول‮: ‬المنطقة الأثرية تتعرض لاعتداءات مستمرة وتصلنا البلاغات عن هذه الاعتداءات ونقوم بإجراءاتنا بإبلاغ‮ ‬قيادة المحافظة والجهات الأمنية إلا أنه لم‮ ‬يتم عمل شيء ولا زال مسلسل الاعتداءات والنبش مستمرة وبين الاعتداءات والحفريات التي‮ ‬حصلت هناك تم عمل شبك من حديد لتطويق المنطقة وتوفير حراسة أمنية مكلفة بحراسة المنطقة من أفراد الأمن وبشكل دائم والتي‮ ‬تم سحبها دون سابق إنذار ولا نعرف أسباب سحبها مما جعل المنطقة معرضة للاعتداء بشكل مستمر وعلى الجهات الأمنية تحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه ذلك لأننا مع المجلس المحلي‮ ‬بالمديرية قدمنا بلاغاٍ‮ ‬بعدد من الاشخاص الذين‮ ‬يقومون بالاعتداء والحفر إلا أنه لم‮ ‬يتم ضبط أي‮ ‬من أولئك‮.‬ واستطرد‮: ‬الموقع‮ ‬يحتاج إلى إمكانيات كبيرة وتعاون كافة الجهود لحمايته إضافة إلى ضرورة توفير الإمكانات لعمل الدراسات وإجراء البحوث اللازمة من قبل خبراء الآثار لدراسة المنطقة والحفاظ عليها وعلى تاريخها والتوعية بأهمية الحفاظ عليها وعلى تاريخها الممتد من آلاف السنين‮.‬ واختتم الغشم حديثه بالقول‮: ‬لقد قمنا بالتعاون مع الأخ المحافظ ومدير الأمن بتحرير مذكرة تحت توقيعنا وتوقيع مدير الأمن والمحافظ إلى وزير الداخلية في‮ ‬العام ‮٢١٠٢‬م من أجل توفير حماية أمنية بشكل مستمر وإيجاد منطقة أمنية هناك واقترحنا على المحافظ والمجلس المحلي‮ ‬الموقع المناسب لذلك لكن لم‮ ‬يتم عمل شيء‮ ‬يذكر إلى الآن لذلك فنحن لا نستطيع عمل شيء إن لم تتضافر جهود الجميع وفي‮ ‬مقدمتهم الأمن وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة‮.‬ أضرار كبيرة ‮❊ ‬أما الأخ عبدالسلام الأغبري‮ – ‬أمين عام المجلس المحلي‮ ‬بمديرية السدة‮ – ‬فيقول‮: ‬ربما استغل العابثون الانفلات الأمني‮ ‬والمشاكل والأزمة التي‮ ‬شهدتها البلاد فأقدموا على النبش والتخريب بحثا عن الآثار والذي‮ ‬سبب عبثاٍ‮ ‬وألحق أضرارا كبيرة في‮ ‬منطقة العصيبية إحدى أهم المناطق الأثرية في‮ ‬ظفار‮.‬ ونحن في‮ ‬المجلس المحلي‮ ‬نقوم بدورنا في‮ ‬متابعة الإبلاغ‮ ‬عن أية اعتداءات وقدمنا طلباٍ‮ ‬إلى الجهات الأمنية لضبط‮ (٢٣) ‬شخصا من المناطق المجاورة متهمين بالاعتداءات على الآثار بحسب ما‮ ‬يصلنا من بلاغات وتحولت المذكرات من الأمن إلى النيابة ولم‮ ‬يتم ضبط شخص من المعتدين‮ ‬وهذا بالتأكيد فتح شهية المعتدين والباحثين عن الآثار خصوصا أنهم لم‮ ‬يجدوا ما‮ ‬يردعهم‮ .‬ وقد التقينا الأخ المحافظ وطرحنا عليه الصعوبات التي‮ ‬نواجهها وحجم الاعتداءات التي‮ ‬تتعرض لها المنطقة في‮ ‬ظل انعدام الأمن وتم التواصل إلا أن مبرراتهم قلة الإمكانيات لديهم‮.‬ كما قام الأخ المحافظ بزيارة المنطقة واطلع على الأضرار التي‮ ‬لحقت بمناطق العصيبية والشاهد والقطن وتوعد بإعادة الحماية الأمنية لها ووجه اللجنة الفنية بإعداد دراسات للمنطقة وإنشاء متحف إقليمي‮ ‬للآثار الموجودة في‮ ‬هذه المناطق‮ ‬إلا أننا لازلنا ننتظر ذلك الذي‮ ‬لم‮ ‬يتحقق منه شيء‮.‬