وبعد ساعات قليلة وليس أياما◌ٍ عديدة ومن موسكو وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يطلق ما بات يعرف بالمبادرة الروسية وأوجز هذه المبادرة حين قال: ندعو القادة السوريين ليس فقط إلى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه¡ لكن أيضا◌ٍ إلى الانضمام بالكامل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. المفاجأة لم تكن قاصرة على هذا الـ«تناغم» بين واشنطن وموسكو¡ بل هي كانت مدهشة بإعلان فوري لوزير الخارجية السوري وليد المعلم ومن موسكو أن بلاده «ترحب بالمبادرة الروسية» وهو أعلن أيضا◌ٍ استعداد سوريا الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. كيف حدث هذا وفي ذروة الضغوط الدبلوماسية والعسكرية والضجة الإعلامية في شأن العملية العسكرية الأميركية ضد سوريا على خلفية مزاعم واشنطن واتهامها السلطات السورية باستخدام السلاح الكيماوي في مجزرة ريف دمشق الوحشية والتي تنفيها دمشق وتدلل على ذلك بأن الجريمة ارتكبت في وقت كانت سوريا تستقبل الوفد الأممي المحقق في شأن استخدام الأسلحة الكيماوية بناء على طلبها للوقوف على الحقيقة في شأن هذه القضية¿. تعددت التفسيرات في هذا الشأن¡ أميركيون من الدافعين إلى الحرب اعتبروا أن المبادرة الروسية ثمرة الضغوط الدبلوماسية والعسكرية الأميركية في هذا الاتجاه وهناك من يرى أن الأمور تعود إلى تفاهمات اميركية روسية كانت ناشطة بعد مؤتمر لوكسمبوج عبر قنوات سرية وأن هذه التفاهمات اختزلت المسافة بين المتوافقين لإعلان هذه النتيجة. وهناك من يرى أن الروس كانوا يسابقون الزمن لدرء العملية العسكرية وأنهم في اللحظة الحاسمة أقدموا على إطلاق هذه المبادرة التي يروا أنها حل مرض◌ُ للجميع وتشكل مخرجا◌ٍ مناسبا◌ٍ لورطة الإدارة الأميركية ولتجنب سوريا والمنطقة السقوط في دوامة الدمار الجهنمية. وبغض النظر عن كل هذا المشهد كان ناطقا◌ٍ بأن الجميع يبحث عن مخرج ومن هنا كان هذا اللفيف من التطورات السريعة. هل تنجح المبادرة الروسية المرتبطة بتراجع أميركي عن العملية العسكرية ضد سوريا¿ هذا ما ستجيب عليه هذه الأيام الحاسمة.