الرئيسية - عربي ودولي - الدولة الفلسطينية 00الى اين¿
الدولة الفلسطينية 00الى اين¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* انشغل الفلسطينيون لعقود طويلة من الزمن بالكفاح المسلح من أجل الاستقلال , وحلموا دوما في ثنايا مرفأ ذاكرتهم الجمعية – بما تحمله من طهارة ورومانسية – بالوطـن ºوالعـودة إليه لمن هجúرهم الاحتلال الإسرائيلي قسراº وباتوا يعرفون ” بـ ” اللاجئيـن في أرض الشتات ” في إشارة إلى مأساتهم الإنسانية المستمرة لأكثر من خمسة عقود وتجلت فكـرة الوطن أكثر من الدولةº باعتبار أن مفهومها المعاصر لا يتطابق مع مفهوم الدولة, وذلك لبروزه في الفكر السياسي الفلسطيني الحديث وتحديداٍ منذْ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية 1964م, فخلال أربعة عقود طرح الفلسطينيون وتعاملوا مع ستة تصورات ومشاريع لإنشاء دولتهم المرتقبة وعاصمتها القدس الشريف بداءُ بـ ” الميثاق القومي الفلسطيني 1964مº ” فلسطين ما بعـد التحـرير لتكون جزاءاٍ من دولة الوحدة العربيةº ثم ” الميثاق الوطني الفلسطيني 1968م” فلسطين بحدودها عام 1948مº ومنذْ 1971مº تم تبني هدف فلسطين الديمقراطية العلمانية لكي يعيش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون على قدم المساواة º مرورا بالفكرة الرابعة عام 1974م التي تم خلالها تبني البرنامج المرحلي الذي ينص على انبثاق سلطة وطنية فلسطينية على أي جزء من أرض فلسطين المسلوبةº وفي إعلان الاستقلال بالجزائر1988م تم تبني هدف الدولة الفلسطينية المستقلة حسب قرارات الشرعية الدولية º وأخيراٍ خارطة الطريق بالإجماع العالمي التي تؤكد وتنص على قيام دولة مؤقتة عام 2005م ما لبثت بفعل التسويف الأميركي – في عهد بوش واللاءات الإسرائيلية أن تأجلت, لكي يتاح لسرطان الاستيطان اليهودي التمدد مع الزمن في شريان الأرض والإنسان الفلسطيني ليقضي بالتالي على أية مكونات للدولة الموعودة 00 لكن ذلك لا يلغي حلم الشعب الفلسطيني في البحث عن بدائل لدولته المشروعة وإن طال الزمن . لاشك أن حق الشعب الفلسطيني في كامل فلسطين حقِِ لاِ يمارى فيهº ومع ذلك يمكن القول أنه ينبغي على الفلسطينيين التعلم والاستفادة من دروس التاريخ º فالشعوب لا تحيا فقط على الشعارات والأهدافº والأخيرة لا تتحقق بمجرد المطالبة بها ودبجها بالتنظير 00 ولكنها الشعوب – تعيش ِ في واقع وتتعامل مع واقع ليست الإرادة الذاتية الفاعل الوحيد فيه مع أنه الفاعل الأساسي أحياناِ 0 فالأهداف المشروعة إن لم تصاحب بممارسة عقلانية وأدوات تنفيذية ومراكمة إنجازات فإنها ستتحولْ إلى أضغاث أحلام , وستتآكل مشروعيتها عبر الزمنº وعليه فإن أي إنجازْ على أرض الواقع مهúما يكون صغيراٍ فإن الأملْ سيبقى متقداٍ في النفوس وستبقى الصلة قائمْة ما بين الأهداف الوطنية المشروعة من جهة وواقعْ الحياة اليومية والتعامل اليومي من جهة أخرى0 إنِ ما بين التحرير الكامل من جهة والاستسلام لمشيئة الخصم من جهة ثانية, كثيراٍ ممúا يمكن عمله من أجل فلسطين سواءٍ في إطار الواقع الجديد داخل مناطق الحكم الذاتي أو في إطار قرارات الشرعية الدوليةº وفي جميع الحالات يتوجب على الفلسطينيين الاعتمادِ على أنفسهم بالدرجة الأولى وأن يضعوا حداِ لحالات انتظار المنقذْ القومي العربي أو الفاتح الإسلامي أو المحرر الأممي أو انتظار تدخل العناية الإلهية لتقذف اليهود بحجارة من سجيلº الأمر الذي يتطلبْ من الفلسطينيين حسنْ إدارة معركة الحفاظ على الهوية والوطنº فالأخير الذي ليس الأرض فقط º قد يتعرض للاحتلال أو يفارقه المواطن قسراٍ ” كما حدثِ ويحدث ْ حاليا على يد الاحتلال الإسرائيلي ” 00 بل هو بالإضافة إلى ذلك إحساس بالانتماء وشعورِْ بالهوية واستعدادْ للعطاء في كل الظروف والأحوال 0 والفلسطينيونِ اليوم في ظل استحقاقات أوسلو واخواتها التي مر عليها عشرون عاما عليهم أن يؤكدوا – كما عهدناهم – أنهم كِالعنقاء التي تنهضْ من تحت الرماد 00 بينما الاعتقاِد أنهم ماتوا ونسوا قضيتهم 0 إذن بناء الدولة مسئولية مزدوجة: مسئولية السِلطة ومسئولية المواطن º فالمواطن الفلسطيني سواء كان مواطنا عاديا أو منتميا إلى حزب أو تنظيم عليه أن يدرك أن تأسيس دولة أو كيان سياسي لن يـتأتى إلا بوجود سلطة وطنية تمتلك الصلاحيات اللازمة للقيام بمهامها وتنفيذ القانون عبر المؤسسات الرسمية بما يخدم المصلحة الوطنية وإذا كان الاختلاف يجوز حول الشأن السياسيº فإنه لا يجوز عندما يرتبط الأمر بضرورة بناء وتأسيس الدولة وقوى المعارضة الفلسطينية التي تتوافر على الوعي والحس الوطني مما يجعلها تميزْ ما بين هذين النوعين من المعارضة º معارضة ممارسات السلطة º ومعارضة بناء الوطن 0 أن كل جهد يصب ْ في اتجاه بناء الإنسان الفلسطيني والمؤسسات والدولة الفلسطينية هو عمل وطني وللوطنº ومن الخطأ الإحجام ْعنه بحجة أن يجير لمصلحة تنظيم محدد أو توجه سياسي بذاتهº و على قوى المعارضة إن تربي أعضاءها على احترام مؤسسات ورموز السلطة الوطنية 0 وعليه فإن الطريق أمام الفلسطينيين ما زالِ صعباٍ وشاقا ومهمتهم أمام التعنت والصلف الصهيوني ” إيجاد البدائل الصحيحة – لانتزاع اعتراف دولي بإنشاء دولتهم المرتقبة على جزءْ من أرض الوطن تحتاج إلى تضافر كل الجهودº والتخندق من قبل فلسطينيي الداخل , وجهود فلسطينيي الشتات السياسيين منهم والمثقفين والمبدعين , وكل الكفاءات التي شتتها الاحتلال 00 ويكفي ضياعا للوقت والدخول في مفاوضات عبثية مباشرة أو غير مباشرة لا تخدم سوى الأجندة المتآمرة على تصفية القضية الفلسطينية من أساسها¿ [email protected]

??