الرئيسية - عربي ودولي - ليبيا تتخبط بين العجز عن ضبط الأمن وفوضى الحدود
ليبيا تتخبط بين العجز عن ضبط الأمن وفوضى الحدود
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يشهد الوضع الأمني في ليبيا حالة من الفلتان غير المسبوق مع ازدياد هجمات الجماعات المسلøحة والعنف المنظم. فلا يكاد يمرø يوم واحد إلا وتسجøل اعتداءات مسلøحة جديدة في تحدø م◌ْعلن للأجهزة الأمنية. وهذا بالإضافة إلى العجز الرسمي عن إيجاد حلø لمعضلة الحدود التي أضحت ت◌ْشكøل ممرøات للأسلحة وعناصر الجماعات المتشدøدة. وحسب العديد من المراقبين فإن استمرار العنف في ليبيا تغذيه بعض المجموعات المرتبطة بتيارات إسلامية متشددة¡ تبدو المستفيد الأكبر من حالة الفوضى السائدة في البلاد¡ وبما ي◌ْعرقل بناء مؤسøسات الدولة في ظلø ترهøل الأجهزة الأمنية وضعف المؤسسة العسكرية. وتدليلا على مدى عجز أجهزة الدولة على ضبط الأمن¡ فقد تمكن عدد من السجناء في سجن أجدابيا الجنائي شرق ليبيا¡ أمس الأول¡ من الهرب بعد إضرام النار داخل السجن. ون◌ْقل عن مصدر أمني قوله إنه بعد اضرام النار داخل السجن حدث إرباك شديد وتمكن عدد لم يحدده من المساجين من الهروب. والجدير بالذكر أن فرار السجناء من السجون الليبية قد تكرøر خلال الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق¡ أدøت اشتباكات مسلحة بمدينة درج الليبية الواقعة قرب مثلث الحدود الليبية التونسية الجزائرية إلى سقوط سبعة قتلى من قبيلة الجرامنة وثلاثة قتلى من سرية حماية الحدود إلى جانب عدد من المصابين. وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة درج إن سبب الاشتباك يرجع إلى مشاجرة بين شخصين تطوøرت فيما بعد وتدخل فيها آخرون ممøا قاد إلى تلك الحصيلة الكبرى من القتلى والمصابين. كما أدت هذه الاشتباكات العنيفة بين قبائل جرمانة وزناتة إلى نزوح حوالي 200 ليبي◌ٍا بصفة جماعية إلى مدينة اليزي الواقعة على مسافة 1700 كيلومتر جنوب شرق العاصمة الجزائرية والقريبة من الحدود الليبية. ومن جانبها¡ ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن وحدات الجيش الجزائري بمنطقة اليزي وضعت في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي طارئ بعد هذه الاشتباكات. وفي نطاق محاولات الحدø من تفاقم المواجهات المسلحة على الحدود¡ أعلنت السلطات الليبية أمس أن كتيبة تابعة لحرس الحدود برئاسة أركان الجيش الليبي شرعت في تنفيذ أوامر تكليفها بتسيير دوريات صحراوية في المناطق الصحراوية المتاخمة للحدود الليبية. وذكر الناطق الرسمي باسم الكتيبة أنø هذا التكليف يندرج في إطار تأمين وحماية الحدود الشرقية لليبيا ومكافحة موجات الهجرة غير الشرعية والتهريب بكافة أنواعه. ولا تزال أزمة الحدود تؤرøق السلطات الليبية¡ فقد أصبح من الواضح استغلال الجماعات المسلøحة هشاشة الوضع الأمني في البلاد وضعف التعزيزات الأمنية في المناطق الحدودية في القيام بأعمال إرهابية. وهذا بالإضافة إلى النشاطات الكثيفة لعصابات التهريب والتيøارات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ولم تقتصر فوضى الحدود على ذلك¡ بل تصاعدت وتيرة أنشطة عصابات تهريب المخدرات والأسلحة والذخائر التي أضحت تفرض قانونها الخاص¡ لتطوøر حراكها إلى درجة القيام بعمليات عسكرية تستهدف القوات العسكريøة المرابطة على الحدود. وهناك شبه إجماع في ليبيا على أنø تفاقم ظاهرة التهريب كان نتيجة مباشرة لتوتر الأوضاع الأمنيøة وحالة عدم الاستقرار المتفشøية في البلاد. كما نتج ذلك عن نقص انتشار الأجهزة الأمنية والعسكريøة الليبية على طول المناطق الحدوديøة الشاسعة التي خبöر المهرøبون مسالكها وأسرارها وربطوا علاقات نظرائهم من مهرøبي الدول المجاورة.