تمر هذه الأيام الذكرى العشرون لـ«اتفاق أوسلو» بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي وقع في العام 1993م برعاية أميركية . وبرغم مرور هذه السنوات الطويلة إلا أن الفلسطينيين لم يحظوا لحتى هذه اللحظة بدولتهم المستقلة حسب الوعود الاميركية فالقدس الذي يفترض أن تكون عاصمة الدولة الفسلطينية المستقله تئن تحت وطأة التهويد الاحتلالية والضفة الغربية ينخرها الاستيطان وغزة التي تم سلخها عن الضفة الغربية زاد فيها الصف الوطني الفلسطيني انقساما وقطيعة غير مسبوقة بين ابناء النضال الواحد ما جعل القضية الفسلطسينية تخسر الكثير من بريقها في اطار صراع داخلي على كعكعة السلطة وبالتالي تم تجزيء المجزأ .. في هذه المساحة نتناول المتغيرات على الساحة الفلسطينية والعوامل الإسرائيلية الرافضة لأي تسوية سلمية بالتسويف واستغلال الوقت بتسمين المستوطنات اليهودية التي تلتهم الأراضي المحتله بشكل دراماتيكي مريع يجعل من المتسحيل انشاء الدولة الموعودة ¿ «فمنذ اتفاق أوسلو» ظلت قضايا الحل النهائي الخمس عالقة إلى اليوم ولم يتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق حولها رغم محاولات عدة رعتها الولايات المتحدة الأميركية ولا تزال من أجل التوصل إلى اتفاق تاريخي ينهي معاناة الفلسطينيين . هذه القضايا هي: الدولة الفلسطينية / القدس / الحدود /الامن / واللاجئين والمياه من أبرز التغييرات التي دخلت الساحة السياسية الفلسطينية بعد «اتفاق أوسلو» انتهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية التي هيمنت على هذه الساحة طوال عقود سابقة. ومع قيام السلطة الفلسطينية انتقلت عملية صناعة «الهيمنة» في الحقل السياسي الجديد من أطر منظمة التحرير إلى أطر سلطة فلسطينية تسعى للتحول إلى دولة على إقليم فلسطيني. ولذا باشرت فور قيامها إلى منح نفسها رموز شكل دولة حديثة في المجالات المتاحة لها وفقاٍ لـ«اتفاق أوسلو» والاتفاقات اللاحقة. وبعد قيام السلطة الفلسطينية برز تصور مفاده أن الدولة الفلسطينية باتت حقيقة قائمة أوعلى وشك. فبعضهم اعتبر أن «الدولة الفلسطينية باتت قائمة بعد الانتخابات العامة وأن فلسطين الدولة وليس فلسطين الثورة هي التي تفاوض اليوم من أجل استكمال سيادتها المنقوصة». وبعودة الحديث عن استئناف المفاوضات فإن المؤشرات على الأرض سلبية جداٍ وتوحي بأن إسرائيل لم توافق على الانخراط فيها مجدداٍ رغبة في السلام بل تنفيذاٍ لرغبات أمنية إسرائيلية ورغبات أميركية محضة في ظل تدهور الوضع العربي الذي لا يشجع على الصمود بعدما فقدت القضية الفلسطينية إلى حد بعيد امتدادها العربي ومن ثم باتت مقترحات الرئيس السابق للحكومة الإسرائيلية سقفاٍ مقبولاٍ للمفاوضات المقبلة. أما أمن إسرائيل وهو الأهم بالنسبة إلى تل أبيب فيبدو أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طمأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن واشنطن ستحصن إسرائيل عسكرياٍ وتكنولوجياٍ وأن الضفة الغربية ستبقى مجردة من السلاح الثقيل ومن دون جيش وأن هدف المؤسسات الأمنية الفلسطينية هوالحفاظ على الأمن الداخلي الفلسطيني وضمان عدم استعمال الضفة مقراٍ أوممراٍ للاعتداء على إسرائيل … بمعنى إن اتفاقية أوسلو لم تقدم للفلسطينيين سوى المزيد من المعاناة..

=== اوسلو واخواتها

1993م: 13/سبتمبر: إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية توقعان على اعلان مبادئ حول الحكم الذاتي بعد ستة اشهر من المفاوضات السرية في اوسلو. 1994م: 1يوليو: ياسر عرفات يعود إلى الأراضي الفلسطينية بعد 27 عاما في المنفى. ويشكل حكومة حكم ذاتي باسم السلطة الفلسطينية يتم انتخابه رئيسا لها في يناير 1996م . 1995م: 4/نوفمبر: اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين على يد متطرف يهودي معارض لعملية السلام. 2000م: 25ــ11/يوليو: الرئيس الأميركي بيل كلينتون يستضيف محادثات مع عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك في كامب ديفيد تنهار بسبب قضيتي القدس واللاجئين الفلسطينيين. في اواخر /سبتمبر قام ارئيل شارون بزيارة الحرم القدسي في القدس الشرقية ما ادى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة… 2003م: 30/ابريل 2003م: اللجنة الرباعية تنشر “خارطة الطريق” لاقامة دولة فلسطينية بحلول العام 2005م وتضم اللجنة الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة. 2005م: 9/يناير: انتخاب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية عقب وفاة ياسر عرفات في 2004م … 12/سبتمبر: إسرائيل تنسحب من قطاع غزة بعد 38 عاما من الاحتلال بموجب خطة للانفصال عن القطاع تقدم بها شارون … 2006م: 25/يناير: حماس تفوز في الانتخابات العامة بعد عشر سنوات من سيطرة فتح عليها. وبعد اسبوع من الاشتباكات الدامية تسيطر الحركة الإسلامية على قطاع غزة في يونيو.. 2008م: 27/ديسمبر: إسرائيل تبدأ هجوما عسكريا مدمرا يستمر 22 يوما على قطاع غزة ما دفع الفلسطينيين إلى تعليق محادثات السلام… 2011م: – /ابريل- /مايو: التوقيع في القاهرة على اتفاق مصالحة بين فتح وحماس. وتوقيع اتفاق جديد في 2012م وتم تاجيل تنفيذ الاتفاقين مرارا. 19/مايو: الرئيس الأميركي باراك اوباما يعرب عن تاييده لاقامة دولة فلسطينية استنادا إلى حدود 1967م التي تشمل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.. 2012م: 29/نوفمبر: الامم المتحدة تمنح فلسطين مقعد مراقب غير عضوفي المنظمة 2013م: 29/يوليو2013م بعد ثلاث سنوات من التوقف التقى مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون لاجراء محادثات اولية مباشرة بعد جهود حثيثة من وزير الخارجية الأميركي جون كيري. والتقى المفاوضون مرات عدة منذ ذلك التاريخ. وكانت المفاوضات المباشرة السابقة انهارت في سبتمبر 2010م بسبب النشاط الاستيطاني اليهودي..