الرئيسية - محليات - التعليم رسالة مقدسة وليس » وظيفة«
التعليم رسالة مقدسة وليس » وظيفة«
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ اعتمدنا خطة لتطوير العملية التعليمية بدأت ثمار نجاحها » تتشكل« قال الأستاذ صالح عزي أحمد مقلا – مدير تربية مديرية نهم بمحافظة صنعاء إن التعليم يشكل طوق النجاة لكل المشكلات التي تعاني منها البلاد داعياٍ العاملين في مجال التعليم إلى أداء عملهم بكل أمانة وإخلاص لبناء جيل قوي ينهض بالبلاد والعمل على إدراك أن العملية التعليمية هي رسالة مقدسة وليست وظيفة وأكد صالح عزي في لقاء مع ” الثورة” أنه يعول الكثير على التعليم في نشر الوعي وحل جميع المشاكل التي تعاني منها مديرية نهم كباقي مديريات الوطن مشيراٍ إلى أنه يبذل جهوداٍ كبيرة في التغلب على المعوقات التي تعترض العملية التعليمية بالمديرية من خلال خطة بدأت ثمار نجاحها تتشكل هذه القضايا وغيرها ناقشناها مع مدير تربية نهم صالح عزي في حديث لم يخل من الهموم والآمال وهاكم حصيلة اللقاء: ندعو الوجهاء والمواطنين إلى التعاون للنهوض بالتعليم 14 ألف طالب وطالبة في 70 مدرسة نـرفـــض إقــحام الحـزبيــة فــي العمــل التــربـوي صعوبات ● تقييمكم للعملية التعليمة في مديرية نهم¿ استطيع القول أن مديرية نهم تعتبر من المديريات التي تكثر وتتشعب فيها التجمعات السكانية المتباعدة وهي ذات مساحة جغرافية كبيرة وهو ما أثر بدوره على العملية التعليمية في المديرية وأوجد صعوبات عدة في طريق جهودنا للارتقاء بالتعليم داخل المديرية. تجاوزنا التحدي ● كيف تعاملتم مع هذه الصعوبات¿ من أول يوم تسلمنا فيه مهمة عملنا هنا وجدنا أنفسنا أمام تحد كبير يجب تجاوزه ولله الحمد اعتمدنا خطة مدروسة تهدف في الأساس إلى النهوض بالعملية التعليمية وبدأنا في تطبيقها العام الماضي وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد إلا أنه بتوفيق من الله عزوجل دشنا خطتنا التعليمية وتلاشينا جميع الأخطاء السابقة وقد وجدت خطواتنا هذه استجابة وتفاعلاٍ كبيراٍ من قبل المواطنين الذين بدأوا يعون أهمية تعليم أبنائهم. خطة تطويرية ● ماذا تضمنت هذه الخطة¿ الخطة تتضمن كل جوانب العملية التعليمية منها سرعة توفير جميع المستلزمات والاحتياجات المدرسية وإيصالها مباشرة من الكتاب المدرسي والمعلم والمقاعد المدرسية والوسائل. كما تتضمن العملية التقويمية للمعلمين ومعرفة جوانب القصور التي لديهم وانتهاج برنامج تدريبي وتأهيلي لهم بالإضافة إلي خلق عملية إنعاش وبث التفاعل والحيوية لمختلف الأنشطة المدرسية لجميع مدارس المديرية. والعمل على بناء واستحداث مجمعات تربوية لمعالجة العجز في نسبة المعلمين والمدارس حيث توجد في المديرية نحو 70 مدرسة في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي لكنها تفتقر إلى القوة والكادر التعليمي حيث يصل العجز في المعلمين إلى نحو 200 معلم بكافة التخصصات لذا وجدنا الحل في إيجاد مجمعات تربوية وقد بدأنا العام الماضي في بناء أول مجمع تربوي كما سعينا إلى إيجاد حل لمشكلة الازدحام في نسبة الطلاب بالمدارس من خلال التوسيع في الفصول والمدارس بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية ومكتب الأشغال والمجلس المحلي. إقبال كبير ● ماذا عن إقبال الطلاب على التعليم في المديرية¿ لله الحمد هناك إقبال كبير من قبل أبنائنا الطلاب على التعليم فخلال هذا العام فقط سجلنا زيادة نحو 2000 طالب عن العام الماضي.. وهذا مبشر بخير بأن كل جهودنا التي نبذلها لن تضيع هدراٍ فهذا شيء أفرحني وبث السرور في نفسي كون المواطنين والآباء أصبحوا يتمتعون بنسبة جيدة من الوعي بأهمية التعليم وأن هناك توجهاٍ عاماٍ في للاهتمام بالتعليم كونه الوسيلة المثلى للتخلص من العادات والتقاليد السيئة التي يعاني منها أفراد المجتمع بالمديرية حيث يصل عدد الطلاب إلى 14 ألف طالب وطالبة. التعليم هو طوق النجاة ● هل يؤمن الأستاذ صالح بأن التعليم هو العلاج لكل المشاكل التي تْعاني منها مديرية نهم¿ – نعم التعليم هو طوق النجاة لكل المجتمعات حيث ينتشلها من التخلف والتعصب والعادات المقيتة إلى الوعي والعمل الجماعي البناء لذا نحن نحرص على أهمية نشر الوعي وبث ثقافة حب التعليم من خلال طابور الصباح والأنشطة الثقافية والمدرسية والتوعوية بالإضافة إلى ما يتضمنه المنهج من غرس للعادات والتقاليد الحميدة وحب الوطن وغرس تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في نفوس أبنائنا الطلاب. المشكلة في الجهل والأمية! ● تقييمكم لتعامل أولياء الأمور مع جهودكم للنهوض بالتعليم في المديرية¿ – كما أسلفت هناك شريحة واسعة تدعم جهودنا وتتفهم حرصنا على تطوير التعليم بالمديرية لكن في المقابل هناك من يْعيق أي خطوات لنا في طريق التطوير بالتعليم وهذا ناتج عن الجهل والأمية لهؤلاء الأشخاص. فعلى سبيل المثال تجد أكثر من مدرسة في منطقة واحدة وبعضها تفتقر للمعلمين ومعظم المستلزمات وعندما تقترح عليهم إنشاء مجمع تربوي يتمتع بكافة المعامل والمعلمين والتجهيزات المدرسية تتفاجأ بوجود أصوات تْعارض هذا المقترح وتقف ضده حيث تجد كل شخص يعتقد بأن المدرسة ملك له وهنا نحن بحاجة إلى توعية في أوساط المواطنين والآباء بأهمية بناء واعتماد المجمعات التربوية. لا مشكلة في الكتب ● ماذا عن الكتب هذا العام¿ – الحمد لله لا أكون مبالغاٍ إذا قلت لكم بأن هذا العام بالنسبة لتوفير الكتاب المدرسي يعد من أفضل الأعوام السابقة فلا توجد أي شكوى في هذا الجانب فالعام الماضي كانت مدارس المديرية تْعاني من نقص كبير في الكتب. وهنا نقدم رسالة شكر وتقدير لمعالي وزير التربية ومدير عام مكتب التربية بالمحافظة على جهودهما في تجاوز هذه المشكلة التي طالما عانينا منها كثيراٍ طيلة الأعوام السابقة. تجاوزنا الأزمة خلال الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد عام 2011م واندلاع الثورة الشبابية شهدت نهم الكثير من الأحداث ما مدى تأثير ذلك على العملية التعليمية¿ – بلا شك العملية التعليمية بالمديرية كانت الخاسر الأكبر ليس على مستوى نهم فقط بل تكاد تكون على مستوى البلاد أجمع. وكانت المبادرة الخليجية هي المخرج والحل الوسطي الذي أنقذ البلاد فجسد اليمنيون أنهم بحق أهل حكمة كما شهد لهم بذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونحن أدركنا أهمية تلافي وعلاج آثار هذه الأزمة من خلال قيامنا بدعم وإسناد وإنجاح مبادرة «حماية الأطفال» التي أطلقتها منظمة اليونيسف وأدخلنا العديد من المدارس في هذه المبادرة من خلال معالجة الجوانب النفسية لدى الأطفال من آثار هذه الحروب التي شهدتها المنطقة فاستهدفنا العام الماضي 6 مدارس وفي هذا العام استهدفنا ثمان مدارس بحيث تتم معالجة الجوانب النفسية لدى الأطفال بالعمل على خلق بيئة تعليمية ونفسية مناسبة وإنشاء الحدائق والمرافق الصحية وتخصيص أخصائيين اجتماعيين ودعم الأطفال بالألعاب وغيرها من الاحتياجات الأخرى. العمل الحزبي مرفوض! ● أستاذ هناك من يقحم العمل الحزبي في ا لعمل التربوي رأيكم¿ أقولها بكل صراحة إقحام العمل الحزبي في العملية التعليمية مرفوض وهذا ليس شعاراٍ بل سلوكاٍ عملياٍ أمارسه كل يوم في مكتب تربية نهم فعندما جئت الإدارة وتسلمت عملي قبل نحو عام لا معيار عندي سوى العمل فلم نقص أو نغير أحداٍ فمن كان نشيطاٍ وكفؤاٍ نكرمه ونشد على يديه بغض النظر عن اتجاهاته أو تياره السياسي بل أرسلت تعميماٍ إلى مدارس المديرية لمنع ممارسة العمل الحزبي وإقحامه في العملية التعليمية اليمن بحاجة إلى تعاون أبنائه والاتفاق يكفينا تمزقاٍ وانقساماٍ وخلافات فالوطن يتسع للجميع. عناصر نجاح التعليم ● تحدثت كثيراٍ عن أوضاع التعليم باعتقادك ما هو العلاج لتطوير وتفعيل التعليم بالبلاد¿ يجب عند التوجه لعلاج العملية التعليمية في البلاد الانطلاق من ثلاثة عناصر هامة. أولاٍ: المنهج المدرسي وهذا يتطلب ضرورة إعادة تقييم المنهج كون المنهج الحالي عقيماٍ ويتضمن أخطاء وقصوراٍ لا يتناسب مع العصر الحالي. ثانياٍ: إعادة النظر في مستوى المعلمين فللأسف الشديد هناك العديد من المعلمين لا يحملون من التعليم سوى الاسم فقط مستواهم العلمي والمهاري ضعيف جداٍ وهنا يجب إعادة النظر بهم من خلال إعادة تأهيلهم وتدريبهم من خلال برنامج تأهيلي وتدريبي مكثف. ثالثاٍ: يجب على الحكومة أن تعيد النظر في السياسة التعليمية الحاصلة فالمجال التربوي والتعليمي لا يعني ميداناٍ لرفده بكل الضعفاء والمعاقين تعليمياٍ. يجب أن تكون هناك سياسة تعليمية تهتم بمدخلات العملية التعليمية. للأسف الشديد لقد اكتشفت من خلال العملية التوجيهية أن هناك معلمين من خريجي الجامعات والمعاهد والثانوية مستواهم العلمي ضعيف جداٍ وهو ما يتطلب سرعة تأهيلهم علمياٍ وعملياٍ. برنامج تأهيلي ● هذا يقودنا إلى السؤال أستاذ.. هل تبنيتم برنامجاٍ تأهيلياٍ للمعلمين في المديرية¿ – نعم لدينا برنامج تأهيلي للمعلمين لكنه للأسف يتزامن مع العام الدراسي وهو ما يتسبب في أحداث شلل في العملية التعليمية بالكثير من مدارس المديرية لذا فالأفضل أن تكون هذه البرامج التأهيلية خلال فترة الإجازة والعطلة. الشكر للوزير ومدير التربية ● هل من رسالة لمدير عام التربية ومعالي وزير التربية وللمواطنين بالمديرية¿ – نشكر مدير عام التربية بالمحافظة على كل ما يبذله من جهود للارتقاء بالعملية التعليمية لكننا ما زلنا نطمح ونتطلع إلى المزيد منه. أما رسالتي لوزير التربية فنحن نشد على يديه ونقدر جهوده في سبيل الارتقاء بالتعليم على مستوى اليمن ككل. ورسالتي للمواطنين والوجهاء بالمديرية هي دعوتي ومناشدتي لهم بالتعاون معنا في جهود الدفع بالعملية التربوية بالمديرية.. والاهتمام بالكيف وليس بالكم. رسالة مقدسة ● أستاذ صالح نترك لكم حرية إنهاء هذا اللقاء ماذا تقولون¿ – كلمتي ونصيحتي لكل العاملين في المجال التربوي أن يعلموا أن التربية والتعليم رسالة مقدسة وليست وظيفة.. ومن واجب المعلم تأديتها على أكمل وجه.. ولا ينظر إلى العقاب الوظيفي بل ينظر إلى العقاب الإلهي عند التقصير أو خيانة هذه الأمانة فالعملية التعليمية باليمن كما يعلم الجميع تمر بمرحلة صعبة وعصيبة وهو ما يتطلب بذل الجهود من الجميع من السلطة المحلية والجهات المعنية والمواطنين للنهوض بالتعليم.