الرئيسية - محليات - الأهجر.. قبلة سياحية تشكو من الإهمال
الأهجر.. قبلة سياحية تشكو من الإهمال
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

“سلام يا روضة الأهجر وروضة بلادي” بهذه الكلمات الرائعة خاطب فنان اليمن الكبير محمد حمود الحارثي في واحدة من أجمل الأغاني التراثية اليمنية منطقة الأهجر والفنان الحارثي هو المولود في جبل كوكبان ويعي فعليا مدى الجمال والسحر الذي تختزنه منطقة الأهجر في محافظة المحويت.. فمع وصولك إلى باب الأهجر قادما من صنعاء يتبدل المشهد كليا وتستولي الدهشة على جوارحك حين يتباين المشهد أمامك تماما عما ارتسم في ذهنك وألفته من قحل قاع المنقب الذي يربط بين العاصمة صنعاء ومنطقة شبام قبل أن تخفف من ذلك بساتين شبام الجميلة وإطلالة كوكبان الشامخة. تقع منطقة الأهجر إلى الغرب من العاصمة صنعاء على بعد ما يقرب من خمسين كيلومترا والمنطقة برمتها أشبه بانهيار كبير وضخم وقع قديما فحين تطل من جهة شبام قادما من صنعاء فإنك تبدأ بالنزول في طرق ملتوية تمتد لأربعة عشر كيلومترا حتى تصل إلى الجزء الثاني من الجبل. وتتميز منطقة الأهجر بتفاصيل طبيعية غاية في الجمال والروعة فهذه المنطقة الرائعة والتي تدل الآثار على تكونها جراء انهيار عظيم في جبل ضلاع كوكبان قبل مئات أو الآلاف السنين ما نتج عنه تكون تضاريس طبيعية غاية في الجمال والسحر تتوسط قمتي الجبل بشكل نصف دائرة مفتوحة في اتجاه الجنوب الغربي. غياب تام رغم أهميتها السياحية الكبيرة تعاني منطقة الأهجر إهمالا فاضحا من قبل السلطات المحلية التي لم تستطع إلى اليوم استكمال متنزه سياحي تم بناؤه على إحدى القمم , ودكان عبدالله الأهجري هي الوحيدة التي يمكنك التبضع منها قبل الوصول إلى شلال الأهجر -الخلتبي-. فدكانه المبنية من الحديد والصغيرة نسبيا يكتظ بالبضائع والمستلزمات الغذائية التي يحاول توفيرها لزائري المنطقة المتنفس المفضل لسكان العاصمة بعد وادي ظهر لما تحويه من مقومات جمال طبيعي وخلاب حباها به المولى سبحانه وتعالى يفوق بكثير تلك التي يختزنها وادي ظهر. ويرجع عبدالله من جانبه الإهمال في تطوير منطقة الأهجر سياحيا إلى الإهمال الحكومي في الاعتناء بالمنطقة ويقول بأنه فتح دكانه بجهود شخصية بحتة وهو يقدم خدمات للسياح والزائرين لا تقدمها الدولة ويقول: سوق الأهجر يبعد عن منطقة مدخل الشلال أكثر من 3 كيلومترات وهنا حيث أقيم دكاني أبعد بحوالي كيلومتر عن منطقة الشلال والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر المشي على الأقدام وهناك أيضا تغيب أي مظاهر للمدنية ناهيك عن خدمات سياحية أو خدمات توفرها الدولة مثلا. يقبع دكان عبدالله في منتصف جبل الأهجر لجهة الغرب وهو يتوسط في مكانه السفوح المطلة على منطقة الأهجر ويتخذها الزوار مكانا للمقيل وتناول القات وفي منطقة الشلال تنعدم أية مظاهر أو نوع من الخدمات المقدمة ويضطر الزائر لشلال الخلتبي إلى حمل كل أمتعته معه وإحضار جل غذائه من المنزل أو من سوق الأهجر البعيد نسبيا. الدور المفقود من جانبه يؤكد محمد أنه يرغب في افتتاح مشروع سياحي خاص به وبناء مطعم وبوفية على مرتفعات الأهجر توفر خدمات الغذاء للزوار وعابري الطريق ويقول إن المشروع واعد وسيجتذب الكثيرين ممن سيفضلون تناول الغداء على سفوح الأهجر الجميلة من الزوار أو عابري الطريق التي تربط بين العاصمة صنعاء ومدينة المحويت ومنها إلى الحديدة. ويضيف إن الكلفة لإنشاء مثل هذا المشروع هي ما يعيقه فقط ومثل حال الكثيرين ممن أبقوا استثماراتهم محصورة بسوق الأهجر الذي تنحصر فيه معظم الخدمات ويضطر الزائر للأهجر للعودة إلى السوق لشراء أبسط المستلزمات. ويشير إلى أنه وفي حال تبني السلطة المحلية بناء منشآت يمكن استثمارها كمطاعم أو استراحات وقريبة من الطريق الإسفلتية وتمنح بكلفة استئجار معقولة للمستثمرين من أبناء المنطقة أو المستثمرين الصغار فإن ذلك سينعش الأهجر سياحيا كما أنه سيوفر فرص عمل لأبناء المنطقة بدل اقتصار فرص العمل على زراعة القات الذي توسعت زراعته وطغت على باقي المحاصيل الزراعية في الأهجر. متنزه مقفل على قمة جبل المذوب من جهة الغرب تقبع المنشأة السياحية الوحيدة في منطقة الأهجر في انتظار استكمال التجهيزات التي توقف استكمالها دون سبب معروف وتسمع أقاويل شتى من أبناء المنطقة حول أسباب عدم افتتاح المنشأة السياحية التي من المتوقع أن ترفع حجم الإقبال السياحي على المنطقة وتجتذب مئات الزائرين كون الأهجر منطقة سياحية واعدة وموقعها يؤهلها لإنشاء العديد من الاستراحات السياحية. مشاكل عدة تعرقل استكمال المنشأة السياحية التي شرعت ببنائها وزارة السياحية ويأمل المواطنون في المنطقة باجتياز المشروع العراقيل وافتتاحه قبيل عيد الأضحى المبارك كما يقول أحمد القاسمي أحد أبناء المنطقة والذي أكد أن متنزه الأهجر السياحي بات جاهزا من ناحية البناء والتجهيزات وحين تصدق النوايا كما يقول فإن الأمر لن يأخذ شهرا على الأقل لافتتاحه ويمكن افتتاحه قبل إجازة عيد الأضحى المبارك. ويضيف أن ذلك سيرفع من منسوب السياحة العائلية كون الكثير من الزوار يشتكون من افتقاد الخصوصية أثناء زيارتهم لمنطقة الأهجر إضافة إلى انعدام المرافق الصحية وخاصة للنساء, وهذه مشاكل يضعها أي زائر لأي منطقة بالحسبان. قبيل العيد خلال إجازة عيد الفطر المبارك استقبلت منطقة الأهجر الآلاف من الزوار وخاصة من العاصمة صنعاء لقربها الجغرافي من العاصمة وعج شلال الخلتبي هو الآخر بآلاف الزوار ممن استمتعوا بجمال المنطقة الآسر للألباب. وهي اليوم على موعد لاستقبال آلاف الزائرين أيضا مع حلول عيد الأضحى المبارك. وبالكاد تتسع حينها الأماكن على سفح الجبال للجلوس بعد أن افترشتها العوائل ونصبت الخيام فيما عمد الكثيرون إلى تسلق الجبال المحيطة للوصول إلى تجاويف الصخر وقضاء وقت جميل سيصبح من الأيام التي لا تنسى كما يقولون ما يجعل من إنشاء المتنزهات والاستراحات وتوفير الخدمات للزائرين وخاصة من يأتون مع عوائلهم حاجة ماسة وضرورة ملحة لتنمية قطاع السياحة الداخلية وتوفير فرص العمل.