الرئيسية - محليات - مررت بأهوال ومواقف عصيبة .. ورئيس الجمهورية كان يتابع شخصيا◌ٍ قضية اختطافي
مررت بأهوال ومواقف عصيبة .. ورئيس الجمهورية كان يتابع شخصيا◌ٍ قضية اختطافي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ يجب على الدولة حماية القضاة في سبيل الوصول إلى قضاء مستقل ونزيه

ما جرى لي يعد إساءة بالغة للسلطة القضائية في بلادنا

سأعود لمواصلة الحفاظ على الحقوق ومواجهة الخارجين على القانون

لم يضع القاضي سالم يسلم عبدون رئيس نيابة استئناف حضرموت في حساباته أن تمر عليه أيام عديدة وهو في قبضة ثلة من الخاطفين الذين اتجهوا به من أمام منزله بمدينة المكلا إلى محافظة شبوة يوم الخميس الموافق 29 اغسطس الماضي عبر طرق وعرة ومخيفة ولم يكن يخطر على باله بأنه سيتعرض للتهديد بالتصفية الجسدية طيلة فترة اختطافه التي استمرت أحد عشر يوماٍ. حول هذه الجريمة يكشف القاضي عبدون في الحوار التالي الذي أجرته (الثورة) معه بعد عودته إلى أهله ومحبيه في مدينة المكلا عن تفاصيل كثيرة من العذاب الأليم والمعاناة القاسية التي عاشها خلال فترة الاختطاف .. فإلى التفاصيل:

* يقول القاضي سالم عبدون في سرده لقصة اختطافه : صباح يوم الخميس الموافق 29 أغسطس الماضي اتصلت بالحارس الشخصي الخاص بي الذي كان في النيابة العامة بالمكلا وقد انتظرته في البيت لكنه تأخر فخرجت لانتظاره أمام باب منزلي وفجأة اتصل بي شخص اسمه محسن العولقي وقال لي أين أنت فقلت له: أنا ذاهب للعمل ومباشرة فوجئت بستة أشخاص فتحوا باب التاكسي وهجموا عليِ هجوماٍ كاسحاٍ بدون استئذان وضربوني بأعقاب البنادق وحين حاولت أن أقاومهم قاموا بربطي بالحبال وكان المكان خالياٍ من المارة ثم قاموا بحقني بإبرتين مخدرة لإيقافي عن الحركة ومشينا فترة طويلة حتى أفقت من الإغماء فوضعوني في مؤخرة سيارة هايلوكس وغطوني بفرش . مغامرة وادي الضراء * ويتابع القاضي عبدون حديثه عن التهديدات التي بدأت تتخذ منحى جديداٍ بترديد الخاطفين لكلمات الذبح والقتل وأضاف: أحسست حينها بوهن وتعب وإرهاق شديد وأخذني شخصان أحدهما يضع جنبيته على رقبتي والآخر يشهر سلاحه الآلي وهو مشحون ويوجهها إلى وجهي ودخلنا في طريق لا نقاط تفتيش فيه وفي أماكن غريبة ومكظومة حتى وصلنا إلى صحراء ثم أخرجوني من السيارة وجاءوا لي بالأكل والملابس ثم قالوا لي كن جاهزاٍ فنحن نتجه إلى شبوة وسنقابل شخصاٍ هناك وطلبوا تنفيذ ما يريده ذلك الشخص وإلا فأنا مقتول لا محالة وواصلنا المسير حتى اوصلوني إلى منطقة نصاب وهناك أخذنا استراحة وصليت ثم قالوا سنتوجه إلى الشخص المذكور لكن في وقت متأخر لأننا سنمر بوادي اسمه وادي الضراء ولا يمكن لأحد المرور فيه إلا في ساعات متأخرة من الليل وفي الطريق تم إيقاف السيارة وواصلنا الطريق مشياٍ على الأقدام في موقع موحش حتى سلموني إلى المدعو محسن بن مبارك العولقي أحد المتهمين في القضية . التهديد بالتصفية * وأردف قائلاٍ: في اللحظة الأولى لمقابلتي المدعو العولقي أخبرني أني السبب في إلقاء القبض على أقاربه في الرياض بالسعودية وطالبني بتحرير خطاب لفك أسرهم من السلطات السعودية لكني رفضت ذلك خاصة وأن أسلوبه في الكلام كان سيئاٍ للغاية وطلبت منه أن يعفني في تلك الليلة عن أي كلام لأني مرهق جداٍ ولا أستطيع الحديث عن شيء. ومع هذا استمعت له وهو يهددني ويتوعدني بالقتل والذبح حتى وصل به الحال بالقول نحن قادرون على الوصول لأي شخص وإن كان النائب العام ثم أعطاني جوالي بعد أن أخذه مني الخاطفون. تهديد مستمر للأسرة.. * وأستطرد: صادف خلال عملية اختطافي ضياع جوال أحد الخاطفين أمام منزلي فأخذه أولادي وسلموه لمدير أمن محافظة حضرموت العميد فهمي حاج محروس وبعد ذلك علمت أن الخاطفين يهددون أسرتي بالقتل والخطف فكان الدور الرجولي للأخ فهد باقطمي الذي اتصل بالعولقي شخصياٍ ليطالبه بإيقاف مثل هذه التهديدات لأسرتي .. تطور في ملف القضية * ويضيف القاضي عبدون: في اليوم التاسع من احتجازي جاءني المدعو العولقي وقال: لي سننقلك إلى بيت الشيخ عوض بن الوزير بعد وساطة رئاسية ساهم فيها وزير الدفاع الذي تواصل مع الشيخ عوض لنقلي إلى بيته أولاٍ ومتابعة حيثيات القضية وتم نقلي كرهينة إلى بيت علي بن الحسين حتى يتم البحث في القضية والوصول إلى حل . * أما مسألة نقلي من بيت المدعو العولقي إلى بيت آل بن الحسين فلم يكن بالأمر السهل فقد انطلقت ليلاٍ كما دخلت وإلى جانبي ستة أشخاص أحدهم أمامنا يستطلع المنطقة وشخصان جنبي وشخصان خلفي للخروج من هذه المنطقة المخيفة سيراٍ على الأقدام إلى بيت بن الحسين الذي لقيت فيه كل الضيافة والكرم وحسن الاستقبال وتم تطويق البيت بحراسة أمنية مشددة. مقايضة * وأشار قائلاٍ: أعتقد أنه تم للخاطفين ما أرادوا فقد اتصل بي النائب العام الأستاذ علي الأعوش وأخبرني بأنه تم إطلاق سراح الجناة في السعودية وحينها دخل أحدهم علينا وقال لي تجهز فقد حان الرحيل والعودة لأهلك وأسرتك وتم ذلك وبعد أن تجهزت توجهنا إلى مطار عتق وكانت هناك مروحية عسكرية جاهزة للإقلاع بي إلى صنعاء التي توجهنا إليها في تمام الساعة الثانية ظهراٍ وكان في استقبالنا الأستاذ علي الأعوش وعدد من القيادات العسكرية. ضرورة توفير الحماية الأمنية * وشدد القاضي عبدون في حديثه على ضرورة توفير الحماية الأمنية للقضاة كونه بات أمراٍ ضرورياٍ حتى لا يتعرضوا لأي ابتزاز أو لي ذراع كما هو الحال في حادثة اختطافه التي كشفت عن ضعف الدولة واهتزاز لم يسبق له مثيل لمؤسسة القضاء التي يقع على عاتقها حماية المواطن من أي تهديد أو استهداف أو تعدي. وطالب كافة القضاة في اليمن بتسجيل موقف موحد لإيقاف مثل هذه المهازل التي قد يتعرض لها من يجب أن يحافظوا على الأمن للمواطنين لا أن يتعرضوا للاختطاف والإهانة. مواصلة الدفاع عن الحقوق * وأكد القاضي سالم عبدون أن ما تعرض له من عمل جبان لن يثنيه عن مواصلة نهجه في الدفاع عن حقوق المواطنين وسيستمر في الذود عن الضعفاء بعد أن يأخذ قسطاٍ من الراحة والنقاهة من ويلات مغامرة كاد أن يفقد فيها حياته مع تأكيده بأن لا رجوع عن العمل في مجال القضاء الذي يعد السبيل لنصرة المظلومين والحفاظ على الحقوق ومواجهة الجناة. شكر مستحق * في الختام توجه القاضي عبدون بجزيل الشكر لرئيس الجمهورية على متابعته الشخصية لقضية اختطافه ومواقفه تجاهها وتكليفه لوزير الدفاع كوسيط لإنهاء احتجازه وهو الأمر الذي تم مؤخراٍ إضافة إلى دور النائب العام الدكتور علي الأعوش الذي كان يتابع كل التفاصيل وكذا السيد خالد سعيد الديني محافظ حضرموت وكافة الشخصيات والأعيان في حضرموت وأعضاء مؤتمر الحوار عن حضرموت وشبوة والمهرة الذين سجلوا موقفاٍ للمطالبة بسرعة إطلاق سراحي من الخاطفين ومحاسبة الجناة والخارجين عن القانون.