"مسام" يطلق برنامج تدريبي لفرقه الهندسية بمأرب وعدن لضمان سلامة نزع الألغام
الخارجية تعلن إستئناف عمل سفارة الجمهورية اليمنية في دمشق
الأونروا: حوالي نصف مليون شخص نزحوا خلال الشهر الماضي في غزة
وزير الإعلام الإرياني : تحركات أممية تحاول منح الحوثيين "طوق نجاة سياسي" في لحظة انكسار
تراجع اسعار الذهب مع تهدئة التوترات التجارية
وزير الخارجية السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان العلاقات الثنائية ويبحثان الموضوعات الإقليمية والدولية
السيسي يؤكد أن مصر تقف سداً منيعاً أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية
عضو مجلس القيادة عثمان مجلي يعزي بوفاة الشيخ صالح الوادعي
اليمن نائباً لرئيس الاجتماع التحضيري للمؤتمر الاممي الـ15 لمنع الجريمة والعدالة الجنائية
الأونروا: نصف مليون نازح جديد في غزة خلال شهر

• ماذا تحدث المناضل محمد عبدالله الارياني أحد مناضلي ثورة26 سبتمبر البارزين عن ما حققته الثورة بعد ٥ عقود من عمرها وكيف يرى الواقع اليوم من رؤية رجل خاض تجارب نضالية وسياسية من أجل إرساء دعائم النظام الجمهوري¿
- وماذا سيتحدث الملازم الذي عاش ليلة 26 سبتمبر وكان أحد أبطالها عما شهدته الأيام الأولى للثورة من أحداث أسقطت النظام الملكي وكيف عاشت صنعاء حينها¿
يتحدث القائد العام للقوات المسلحة الأسبق محمد عبدالله الإرياني عن ملحمة السبعين وحصار كاد يوقع بصنعاء لولا بسالة الثوار في الدفاع بكل شجاعة واقتدار وكيفية التنسيق والتعاون مع رفاق السلاح من ثوار 14 أكتوبر في وحدة النضال والمصير حتى تمكن اليمنيون من تحقيق ثوراتهم المجيدة.
في هذا الحوار نتابع أحداثاٍ كثيرة من عمر الوطن يرويها واحد ممن صنعوا مرحلة جديدة بعد ثورة سبتمبر فإلى التفاصيل:
• سيادة المناضل اللواء محمد عبدالله الارياني في العيد الـ51 لثورتكم هل يمكنك استرجاع حتمية قيامها¿ - يسرني أن أستقبل صحيفة »الثورة« التي انطلقت ورافقت الثورة وكانت لها اسهاماتها والواقع أن الثورة كانت حتمية ولا بد من قيامها لأنه حسب تقديري لم يكن هناك نظام بل فراغ والجميع يتطلع لقيام الثورة لأن النظام بطبيعته مهترئ وهش ولا وجود لأي مقومات فعلية للدولة وكان البعض يتطلع للتغيير فأتذكر الطلاب في الشارع عند مرور أي ضابط يبادر بسؤاله متى ستقوم الثورة. • هل يمكن شرح ساعة إشعال فتيل الثورة وأين كان الملازم محمد الارياني¿ - كما قلت لك فكرة التغيير كانت موجودة لكن التخطيط لهذا اليوم غير موجود وكان هناك خلاف على ساعة الصفر وكنت حينها برتبة ملازم وتحديداٍ في 26 سبتمبر كنت في المستشفى طلعت منه الصباح يوم 27 سبتمبر وتفاجأ الجميع باندلاع الثورة وبحسب معلوماتي فإن السبب في تعجيل الثورة هو تسريب معلومات عن توجه الإمام البدر لشن حملة ملاحقة واعتقالات للثوار لعلمه بأن هناك تحركات لاندلاع الثورة وفتح مخزن الأسلحة وهذا ما أقلق الثوار وعملوا على التعجيل بالثورة. • بحسب معلوماتكم من أعلم الضباط بذلك¿ - كان من أبلغهم هو شخص يدعي أحمد عبدالواحد وهو القائم بأعمال السفارة المصرية لأنه كان على اطلاع وصلة بما يدور بين الضباط والإمام وأبلغ الضباط بأنه إذا لم يتم التحرك فإن الإمام البدر سيفشل الثورة عن طريق اعتقال المدبرين للمخطط لكنه حقيقة كان ضعيفاٍ لم تكن لديه القدرة على المواجهة فالسلاح والمدرعات بيد الإخوة الضباط. فخرج الاخوة الضباط لمحاصرة دار البشائر بالمدرعات والمصفحات واتلفت مدرعة أثناء مهاجمة القصر واستشهد الشهيد المحبشي والشراعي كان مصدر خروجها من مدرسة الأسلحة التي يديرها جزيلان وعلي عبدالمغني أبرز الضباط. وأيضاٍ لعب دوراٍ أساسياٍ الأخ عبدالله السلال إذ طلع فجراٍ إلى الكلية الحربية وقد أشرفت الذخائر على الانتهاء إلا أن السلال وجه بفتح قصر السلاح باسم قائد الحرس الملكي حين كان يعمل في المنصب وتوجيهه باسم قائد الحرس الملكي ولم يكن باسم قائد للثورة أو غير ذلك واستمرت الأحداث إلى المساء وفر الإمام البدر إلى همدان واستقبله الشيخ عاطف المصلي وانزعج السلال من هروب البدر لأن الخطة هي القضاء عليه لا بفراره أحبط الإخوة الثوار خوفاٍ من عودته بعد حشد القبائل كما فعل والده الإمام أحمد. * بحسب معلوماتكم كيف استطاع الفرار والحصار كان محكماٍ على القصر¿ - يقال أنه خرج من الباب الخلفي- الغربي للقصر بلباس عكفي منتقلاٍ إلى همدان ليعيق الثورة من هناك ونصحه الشيخ المصلي الذي أعدم آنذاك بعدم البقاء في همدان فاراٍ إلى حجة ومنعه من دخول المدينة علي سيف الخولاني وبعض السجناء هناك الذي خرجوا من السجن ثم استقر به الأمر في منطقة وشحة. وتحركت دبابات وأفراد إلى همدان لملاحقته لكنه كما قلت لم يستقر هناك. • كيف كان الوضع في الأيام الأولى للثورة¿ - للأسف كانت هناك فوضى غير مسبوقة وشهدت إعدامات غير منطقية وهو ما أزعج بعض المناضلين من ذلك أيضا لم تكن هناك قيادة تتحمل زمام الأمور لأن المصريين وعدوا بمساعدتنا بعد إطلاق أول طلقة وظلت الأمور فوضى في الأيام الأولى حتى أتى الإخوة المصريون وتسيد الموقف الأخ السلال قليلاٍ ولعب دوراٍ وبعدما تسلم المصريون كل شيء ولم يستطع إيقاف الإعدامات التي تمت والتي كانت مؤلمة فمن الذين أعدموا يحيى محمد عباس المتوكل وعلي يحيى حميد الدين والقاضي عبدالرحمن السياغي وتوجهت إلى الشهيد عبدالمغني سألته هل مجلس قيادة الثورة على علم وعن يوجهه فأجابني بأنه لا يعرف شيئاٍ. • كم كان قوام الجيش الوطني آنذاك¿ - الجيش الجمهوري قليل جداٍ مقارنة بأنصار الإمامة كان هناك الجيش النظامي الذي انضم بعضهم لقوات الملكية مرحلة النضال كانت طبيعية لإرساء النظام الجمهوري لعدد من العوامل وبعض الممارسات والأخطاء مثلاٍ قاسم منصر والشيخ الغادر الذي توفي ولم يعترف بالنظام الجمهوري كانا من أوائل رجال النظام وممن ساندوا الثورة ووقفوا إلى جانبها فالخلافات الشخصية وبعض التصرفات لم تكن بمستوى الطموح. • ماذا عن تنظيم الضباط الأحرار¿ - الحقيقة كما قلت لك لم أنضم إليه ولم أسمع به قبل الثورة بل سمعت عن عدد من الاجتماعات لعدد من الضباط عقدت في منزل الأخ عبدالله المؤيد مما يدعو لوضع علامة استفهام حول حقيقة ذلك التنظيم أنه لم يلاحظ قيامه بأي دور في أيام الثورة الأولى وعلى الأقل اليوم الأول. • أين كنت في فترة الإعدامات أو بمعنى الأيام الأولى من الثورة¿ - موقعي آنذاك عملت بعد الثورة لمدة ثلاثة أسابيع مع الأخ المقدم ناجي الأشول في إدارة كانت تسمى إدارة الجيش وبعدها عينت من قبل السلال في لجنة الحصر لأن البعض كانوا يتصرفون بشكل غير ملائم وارتكبوا مخالفات واطماعاٍ شخصية أثرت على سمعة ضباط الثورة. • الوجود العسكري المصري هل هناك توجهات بعدم القبول به¿ - كان وجود القوات المصرية مطلوباٍ ولولا الأشقاء المصريون لما نجحت الثورة وهذه حقيقة لا ننكرها صحيح أن اليمنيين هم من قاموا بالثورة على هذا النظام وغيروه وهناك شخصيات بطولية وجهت ضربتها القاصمة للملكية مثل اللقية والعلفي وما قاموا به من بطولات أسقطت هيبة النظام وساعدت الطامحين بالتغيير على مواصلة النضال وشكلت ضربة للإمام أحمد حميد الدين كونها أودت بحياته.. • شخصياٍ ما وجهة نظركم عن دعم الأشقاء المصريين¿ - الأشقاء المصريون قدموا تضحيات كبيرة مع أخوانهم اليمنيين قدمت مصر 12 ألف شهيد وبذلت دعماٍ كبيراٍ ووقفت إلى جانب النظام الجمهوري ومهما كانت السلبيات فإننا نشكرهم صحيح لديهم أهداف معينة للسيطرة على الجزيرة العربية لكن لا ننكر مساندتهم وبالفعل كان هناك تيار اختلف مع المصريين بسبب ممارستهم كان يقود هذا التيار القاضي الإرياني والنعمان ومحمد علي عثمان والزبيري وهم من وقفوا مؤخراٍ ضد التدخل السعودي وكانت لهم مواقف في محاولة الاستفراد بالقرار الوطني. • ماذا عن الدور الذي لعبه الجانب السعودي في مؤتمر الطائف في استقطاب مشائخ مناصرين للجمهورية¿ وما موقف الآخرين من ذلك¿ - كان ذلك في عام 1965م سافر عدد من المشائخ إلى السعودية وعقدوا مؤتمراٍ مع قيادات ملكية ومن بينهم الشيخ سنان أبو لحوم والقوسي ونعمان قائد بن راجح وأحمد ناصر الذهب وغيرهم وخرجوا بقرارات المصالحة الوطنية في ظل نظام جديد سمي الدولة الإسلامية بدلاٍ عن النظام الجمهوري وفي تلك الفترة سافر الأستاذ محمد الفسيل والأستاذ حسين المقدمي ومحمد الرعدي وعقدوا مؤتمراٍ وهاجموا القيادة المصرية لتصرفاتها بعدها اجتمع الرئيس عبدالناصر بالقاضي الإرياني ومحمد أحمد نعمان واتفقوا على إرسال النعمان لإقناع المشائخ وتعقدت الأمور واستاء الرئيس وقال حينذاك »أولادنا يموتون دفاعاٍ عن النظام الجمهوري وهؤلاء يذهبون للمتآمر علينا سوف أذهب إلى السعودية للتفاهم مع النظام السعودي وقرر الذهاب وحدثت اتفاقية جدة التي عقد عليها بناء مؤتمر حرض بين الجمهوريين والملكيين . • ماذا عن اعتقال وسجن الحكومة اليمنية في القاهرة من قبل الرئيس عبدالناصر¿ - كان في عام ٦٦م أثناء اقتراح الأستاذ نعمان الذهاب إلى بيروت لكن القاضي الإرياني طلب الذهاب للقاهرة لطرح الموضوع على الرئيس عبدالناصر وبعد اجتماعات كتب القاضي الإرياني رسالة لعبدالناصر يستعرض الاجتماعات الذي دارت في القاهرة بهدف إصلاح الأوضاع في اليمن وأكدت على تحمل الجانب اليمني المسؤولية الحالية في مواجهة الأحداث والجانب المصري يكون داعماٍ لأن تولي المصريين كامل المسؤولية على الأرض اليمنية من أسباب تعقيد الموقف. وفي مساء ذلك اليوم تم اعتقال الأستاذ النعمان مع الفريق حسن العمري وعدد من الضباط وقد حمل الشيخ أمين عبدالواسع نعمان القاضي الإرياني المسؤولية وتوالت الاعتقالات لم يبق خارج السجن إلا القاضي عبدالرحمن الإرياني والقاضي عبدالسلام صبرة والبعض من الوزراء حيث تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية وبعد نكسة 67م عدنا إلى اليمن والتقينا بالرئيس السلال وكما ذكرت حثنا على الالتفاف مع القاضي لتثبيت النظام الجمهوري. • ماذا عن حصار السبعين¿ - بعد مغادرة الرئيس السلال وبعد بروز حركة توفمبر وتشكيل المجلس الجمهوري تحت شعار قيادة جماعية للدفاع عن الثورة وشكلت الحكومة بتكليف الأستاذ محسن العيني وعين حينها مساعد وزير الدفاع بينما القوات الملكية تعد العدة وبعدها وصلت البرقيات بسقوط عدد من المواقع بأيدي القوات الملكية وتم دعوة الضباط المتواجدين في صنعاء للدفاع عن النظام في ظل سقوط المواقع وتم إعداد خطة للدفاع عن صنعاء وتكليف الكلية الحربية بترتيب الوضع الدفاعي في جبل نقم وكلية الشرطة مع كتيبة مدفعية تحت قيادة النقيب جار الله عمر ومحمد عبدالسلام منصور وبعدها الترتيب لحماية المناطق الأخرى وكانت القوات الملكية لديها التأكيد على إسقاط صنعاء لضعف القوات بعد رحيل المصريين وعدم قدرتنا نظراٍ لعدم وجود طيران حربي. بعدها تبادر لذهني مقترح قيام الخبراء الروس بطلعات جوية ضربت العاصمة صنعاء لمدة سبعين يوماٍ بمختلف الأسلحة من جبل عيبان وبني حشيش ضمن دعم عسكري من عناصر المرتزقة كما أخبرتي عضو البرلمان البريطاني الذي التقيته في لندن أثناء عملي كدبلوماسي بأنهم قدموا الدعم والمساندة للقوات الملكية أثناء تواجدهم في الجنوب واعتمدت أموالاٍ عشرة أضعاف ما صرفت منذ بداية الحرب غير أن إرادة الثبات بددت هذه المخططات بفضل جهود الأبطال من أبناء اليمن الأحرار لقد كانت أياماٍ استثنائية في تاريخ اليمن واجه النظام الجمهوري فيها أعتى وأشد الهجوم الملكي المدعوم خارجياٍ إلا أن إرادة الحق انتصرت . • هذا بالنسبة لثورة 26 سبتمبر ماذا في جعبتكم عن ثورة 14 أكتوبر¿ - الحقيقة الثورات اليمنية عظيمة سواء كانت أكتوبر أو سبتمبر فثورة 14 أكتوبر كان لها زخم شعبي واسع في الجنوب وقياداتها ووجوه شبابية من الجنوب والشمال وأمثال قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف وعبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي وعلي ناصر وعلي عنتر وعلي سالم البيض وعدد من القيادات الشبابية الواعية الناضجة فكرياٍ ولا ننسى مطلق شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبل ردفان الشيخ راجح لبوزة. ثورة 14 أكتوبر كانت معدة ومخطط لها بشكل جيد ناهيك عن الانقسامات التي حدثت مؤخراٍ. • كيف أسهمت ثورة أكتوبر في دعم ثورة الشمال من وجهة نظرك¿ - بالفعل أسهمت إسهاماٍ كبيراٍ فقد أفشل ثوار 14 أكتوبر ما تم التخطيط له وقرب تنفيذه من قبل الاستعمار في فتح جبهة ملكية تنطلق من الجنوب لتسيطر على المناطق الوسطى في الشمال ضد ثورة 26 سبتمبر وكما هو معروف عن المناطق الوسطى كانت مخزن الثروة البشرية للثورة وللدفاع عنها وكان الهدف من وراء ذلك هو السيطرة على إب وذمار ولم يكن يوماٍ الاستعمار مع النظام الجمهوري كما ذكرنا لأنه كان يشعر بالخطر من الحركات الوطنية وقام بتكليف السلطان شعفل للتواصل مع محافظ إب عن إمكانية عدم فتح الجبهة مقابل الكف عن دعم ثوار 14 أكتوبر. • هل كان هناك تعاون بين ثوار الشطرين سيادة اللواء وكيف كانت علاقتك شخصياٍ مع زملائك في الشطر الجنوبي¿ - نعم كانت هناك علاقة بيننا وكانت حركة القوميين العرب تضم ثواراٍ من الطرفين فعلاقتي الشخصية كانت جيدة بزملائي وقدمت مساعدات في السلاح أثناء عملي في محور كوكبان وأرسلت كمية من السلاح للأخ عبدالفتاح إسماعيل وبشكل سري عن طريق مالك الإرياني وكنت أوصلها بسيارتي الخاصة. • هل يمكن إعطاء القارىء ملخصاٍ عن مرحلة السبعينيات أثناء تقلدكم مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة¿ - في أي فترة تقصد.. دعنا نتحدث عن النصف الثاني من عام 1970م أثناء مجابهة العناصر التخريبية في المناطق الوسطى عندما قامت عناصر شمالية يسارية بالتوجه للجنوب وبدأت تنفذ أعمال تخريب واغتيال مشائخ بارزين بطريقة مشينة قررت القيادة إرسال حملة للتصدي لها بعد احتجاز مسافرين في طريق صنعاء – تعز واسندت قيادة الحملة للأخ العقيد إبراهيم الحمدي وبعدها تقرر أن أقوم بقيادتها ونظراٍ لشحة الامكانيات للجيش استعنا بالقوات الشعبية لمساندتنا وتم تطهير المنطقة بأقل قدر من الخسائر وبعد عشرين يوماٍ زارني العقيد الحمدي وأبلغني أن هناك أعمالاٍ تتطلب تواجدي في صنعاء لمتابعة مشروع نتظيم القوات المسلحة وعدنا إلى صنعاء وبعد عودتنا أيضا من منطقة رداع والسوادية بعد أعمال التخريب هناك حضرت إجتماعاٍ لمجلس الوزراء لمناقشة نتائج الزيادة وأبدى رئيس الوزراء محسن العيني تعاوناٍ كبيراٍ في حل الاشكالات التي طرحتها. • ماذا عن التحركات التي قام بها البعثيون والحمدي من جهة أخرى للعمل على تغيير النظام¿ - حدث اجتماع بعد زيارة البيضاء مع بعض الضباط هم العقيد إبراهيم الحمدي وحسين المسوري ومحمد عبدالله أبو لحوم وعلي أبو لحوم وأحمد الغشمي ودرهم أبولحوم تركز الحديث حول أهمية حزم الأمور وضبط من يحاول زعزعة الأوضاع وطلب الرئيس التوجيه باتخاذ أو قبول استقالتنا حتى لا نتحمل المسؤولية بعدها التقى العقيد حسين المسوري بالأستاذ أحمد النعمان وطرح ما دار في الاجتماع إيحاد إلى أن العقيد إبراهيم الحمدي يحرض لتغيير الأوضاع وذهبوا إلى الرئيس الإرياني وأبلغوه بذلك واستشف بأنني موافق على كلامه وربما متفهم معه وأبلغوا أيضا الشيخ محمد علي عثمان عضو المجلس الجمهوري وطرح عليه ما دار وأن هناك إعداداٍ للإنقلاب من قبل العقيد إبراهيم الحمدي ومن الضروري إبعاده من منصبه نائب القائد العام. • بحكم علاقتكم بالرئيس الإرياني هل أبلغكم بذلك وكان مقتنعاٍ بإبعاد الحمدي عن منصب نائب القائد العام¿ - نعم أخبرني القاضي عبدالرحمن ولمست أن القاضي كان مقتنعاٍ بما طرح في أن العقيد إبراهيم الحمدي يتحرك لانقلاب- ولمست بأنه اقتنع بردي عليه آنذاك- بأن الجميع تحت أمر الرئيس وأبلغته إن مصدر المعلومات العقيد حسين المسوري والشيخ سنان أبو لحوم ونقلت له أيضا أن الأخ إبراهيم الحمدي أخبرني بأنه تلقى معلومات تفيد بمخطط لقيام حزب البعث بانقلاب وأن مبالغ وزعت على عدد من الضباط وأوضحت للرئيس أن الحمدي مستعد للعمل في أي موقع بديل تحدده القيادة والرئيس ولا يستطيع السكوت عن ما يجري. • برأيكم لماذا كل هذا التهافت على الحكم من قبل هؤلاء¿ - الحقيقة كان القاضي الإرياني زاهداٍ في الحكم وهو ما جعل الكثيرين يتطلعون للرئاسة ولا استبعد طموح الأخ إبراهيم الحمدي رغم تأكيده المتكرر وإيمانه بأنه لا يمكن أن يخون الأمانة بالإضافة إلى توجهات إقليمية بإبعاد الرئيس الإرياني وكذلك المخطط البعثي كان أكثر وضوحاٍ. • هل كنت موافقاٍ على مخطط العقيد إبراهيم الحمدي¿وهل تتطلع للحكم¿ - لا أعلم بذلك لكني كنت أرى بأن يتم استبعادهم جميعاٍ وطرحت ذلك للرئيس وبأن المصلحة لا تقتضي استبعاد العقيد إبراهيم الحمدي وحده بل الأفضل إحداث تغيير في القيادة العسكرية كاملة وقلت للرئيس »أريد أن أكون معكم أكثر صراحة بأنني على استعداد للاستقالة من القيادة العامة إذا رأيتم بأن ذلك سيصلح الأمور- ولا بد من المبادرة بإجراء تغييرات في القوات المسلحة حتى لا يفكر البعض بالمثل »صاحبك أحق بشنقك« أي صاحبك أحق بالاستيلاء على أموالك إذا كانت معرضة للضياع.نعم كنت اتطلع. • هل شك الرئيس القاضي الإرياني واهتزت ثقته بكم ¿ - التقيت بالقاضي الإرياني حتى بعد مرحله ولكن لم يحدث هذا فما حدث حصل وكنت في زيارة رسمية لفرنسا وطلبت مسبقاٍ منه تأجيل الزيارة فقال لا لزوم لتأجيل السفر وغادرت وأطلعته على نتائج الزيارة وبعد الزيارة ذهبت إلى براغ لقضاء إجازة أسبوع وفي 13 يونيو اتصل بي وأخبرني بأنه قرر الاستقالة وأنه مصر عليها ولن يتراجع بعد احتدام الخلاف مع بعض المشائخ الذي يريدون الحكم في البلاد وفقاٍ لمصالحهم ومصالح قوى خارجية- أخبرته بأنني أحجز للعودة على أول رحلة للوصول إلى الوطن وبالفعل بحثت عن طريق دمشق وعلمت بعدها بصدور بيان الاستقالة وتكليف العقيد الحمدي بالحفاظ على أمن البلاد وتم اختيار مجلس للقيادة برئاسته وعلق المجلس في أول اجتماعه العمل بالدستور ومجلس الشورى وإعلانه حالة الطوارئ. وصلنا إلى دمشق في 14 يونيو واستقبلتنا السفارة فقط كما لم تبلغ الحكومة السورية بوصولنا بعدها طرحت إمكان تأمين طائرة تقلني لصنعاء جاءني اتصال من الرئيس السوري لأكون ضيقاٍ واعتذرت عن ترتيب طائرة خاصة لأن المطارات اليمنية مغلقة وتحتاج إلى أذن مسبق من السلطات اليمنية وبلغني الأمر أنه لن يسمح للطائرة بالهبوط في صنعاء وإسقاطها في أحسن الأحوال. وأوضح لك هنا حقيقة أن ثورة 14 أكتوبر كانت ثورة ناضجة فرجالها حازوا وكرسوا حياتهم من أجل النضال وساهموا في تحقيق الوحدة اليمنية لكن الخلافات التي حدثت مؤخراٍ أثرت على انقسام الثوار وشق الصف النضالي. • تقصد الخلافات التي حدثت بين جبهة التحرير والجبهة القومية¿ - نعم هذه الخلافات مع أني أميل للجبهة القومية وعضو في حركة القوميين العرب كنت أميل للأخرى لكني كنت أشعر بعدم الرضا إزاء هذه الخلافات لأن الهدف واحد إلا أن الإخوة في أشد الصراع. • كيف تقيم وحدة النضال الوطني بين الثورتين في جنوب الوطن وشماله. هناك ترابط وثيق بين الثورتين وغياب الديمقراطية والمؤسسات حال دون تحقيق ما كان يطمح إليه أبناء شعبنا اليمني. لكن التواصل المستمر كان موجوداٍ وكان يتأثر الشطر بما يدور في الشطر الآخر فنحن أيدنا استقلال الجنوب وأتذكر حينها كانت هناك معارضة ووجهات نظر أخرى إلا أننا كنا نشعر بأننا أبناء وطن واحد مصيرنا واحد وهدفنا واحد هو الإرتقاء بمستوى بلادنا وتحريرها من الطغاة والظالمين. • ما مدى تأثير الانقسام في الحركة النضالية على الثورة في الجنوب¿ - ثورة أكتوبر نجحت وحققت انجازاٍ جيداٍ لكن من وجهة نظري ان الانقسام لم يكن ضرورياٍ ولو وجد الخلاف وبعد الاستقلال دخل الأخوة في خلافات حادة وانقسموا إلى تيارين يسار ويمين.. حيث كان قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف يمثلان اليمين ويمثل اليسار عبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع وغيرهما وكانت تدعمهم حركة القوميين في الشمال لثقتها بأن الاشتراكية ستحل كل مشاكل الجنوب والآخرون لهم وجهة نظر أخرى وهي أن الاتحاد السوفيتي هو الحل في اليمن بشكل عام وكان الشمال يحتوي الثوار في حال احتدام الخلاف وهذا يعمق وحدة الوطن وعندما يفروا إلى الشمال كيمنيين وليسوا أجانب. • لكن بعض الأطراف أيضاٍ في الشمال لم يرغبوا كأن هناك استقطاباٍ وعداء كيف يتم حل تلك الإشكاليات¿ - الدولة كانت ضد أفكارهم لكن لم تتعرض على تواجدهم كان القاضي عبدالرحمن لم يعترض على تواجدهم إطلاقاٍ وإن كانت علاقتي طيبة مع الجميع وكان الفريق العمري وأغلب القيادة في الشمال يغيضها تواجدهم وأتذكر تواجد الأخوان سالم ربيع علي وعبدالفتاح إسماعيل في تعز وتعرضا للحصار من قبل مجموعة تدعي انتماءها للصاعقة وكنت حينها قائداٍ للواء تعز حضرت للمكان الذي حوصر فيه الاخوان سالم وعبدالفتاح واستدعيت الشرطة العسكرية وتفاهمنا مع المجموعة المسلحة وقلت لهم بأن عملهم هذا يأتي مخالفة للقوانين وسنتعامل معهم وفقاٍ لهذا الأمر حيث أبلغوني بأنها أوامر من القائد العام وأمرتهم بالانسحاب فوراٍ دون أخذ جدال بعد أن تم إيضاح لهم بأني القائد وأي أوامر تأتي عن طريقي وكان هدفهم هو تصفية الاخوين سالم ربيع وعبدالفتاح قبضت الشرطة على ٤ منهم وبعد التحقيقات انكشف الأمر أنهم تابعون لجبهة التحرير بتعز انضموا إلى الصاعقة مؤخراٍ وتصرفوا بدون علم قائد وحدتهم العسكرية. • بعد هذا الوقت من عمر الثورة اليمنية هل تشعرون بالرضا حيال ما تم تحقيقه من هذه الثورات التي صنعتموها¿ - ما تحقق إلى الآن لم يكن بمستوى الطموح وأشعر بالإحباط وأرى أن الخدمات الأساسية والضرورية لأبناء الشعب بهذا المستوى يغضبني أرى الانقطاع المتواصل للكهرباء عن المواطنين بعد خمسين عاماٍ من عمر الثورة اليمنية التي قامت من أجل تحقيق الرخاء للمجتمع تنتابني حالة من الغضب أيضا عندما أشاهد البلاد تعيش حالة الفوضى وعدم الاستقرار لا وجود لتدخل الدولة لإنصاف الناس ممن سلبت أراضيهم يحدث القتل في أي مكان ويلجأ الناس للقبيلة بعد عمر طويل من عمر الدولة اليمنية. أناشد الأخ رئيس الجمهورية والإخوة رئيس الوزراء والوزراء اتخاذ إجراءات تعيد للمواطنين الدولة فجميعهم على طول البلاد وعرضها يريدون بسط نفوذ الدولة وسيادة القانون يجب ألا نشاهد ونسكت على هذا الواقع الذي يعيدنا إلى أزمنة قديمة فوجود الدولة وتفعيل سيادة القانون أمر في غاية الأهمية وإلا البلد سيتشظى حين لا نستطيع لملمته. عندما نسمع نزعات الانفصال وتقسيم الوطن نشعر بالغرابة ومن ناضلوا من أجل الثورات اليمنية كان هدفهم النبيل والسامي إعادة تحقيق الوحدة اليمنية سواء ثوار سبتمبر أو أكتوبر فالوحدة اليمنية هي القوة للوطن. صحيح أن هناك أخطاء حدثت في الفترة الأخيرة وقد مست الجميع سواء من أبناء المحافظات الجنوبية أو الشمالية ولن نحمل الوحدة مسؤولية ذلك.. فالوحدة هدف نبيل وبدونها ستثقل المشاكل الكبيرة. • هل هناك آمال إيجابية لحل المشاكل العالقة تكتب مستقبلاٍ أفضل للبلاد من وجهة نظرك¿ - إذا عمل الجميع سواءٍ أحزاب سياسية أو جهاء وحكومة من أجل مصلحة الوطن وعدم الانجرار خلف المماحكات السياسية والمصالح الذاتية وعملوا على ترسيخ العدالة الاجتماعية والمساواة الدور هنا مطلوب وواجب على كل القوى الوطنية لا شك سيكون له مستقبل إيجابي. الحوار الوطني من وجهة نظري يأتي في القضايا الملحة مثل النظام السياسي الملائم وحل القضايا المعقدة وفي حال اختيار الفيدرالية نظاماٍ فإن الصيغة الوحدوية التي تميزت بها عبر تاريخها تتطلب النظر في المصلحة الوطنية بعيداٍ عن العصبية المناطقية مما يجعل تقسيم اليمن إلى ثلاثة أقاليم أكثر شكلاٍ محبذاٍ لتجسيد التجربة الديمقراطية في الحكم المحلي تحت مظلة دولة الوحدة كي لا نتراجع إلى الوراء بعد عقود طويلة في النضال الوطني خاصة اليمنيين ومن المعيب أن نحقق بأيدينا ما فشل الاستعمار عن تحقيقه ولا نغفل تداعيات الانفصال على كافة المستويات وحديثي من تجربة وخبرة لمستها.