الرئيسية - محليات - قراءة في أبعاد خطاب الرئيس
قراءة في أبعاد خطاب الرئيس
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يأتي الاحتفال بأعياد الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر ونوفمبر كمحطة مهمة لتقييم مسيرة سنوات الثورة وما تحقق في ظلها من انجازات للوطن والشعب وللوقوف امام مكامن الخلل والاخفاقات التي حالت دون استكمال مبادئ واهداف الثورة .. وها هو شعبنا اليوم يحتفي بالذكرى الـ51 لثورة 26 سبتمبر المجيدة التي انهت عهدا من الاستبداد والظلم والطغيان وحقبة معتمة من الحكم الكهنوتي الذي ظل جاثما على صدر شعبنا طيلة عقود عانى خلالها ويلات الفقر والجهل والتخلف والاذلال وصودرت فيها كل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ويتزامن احتفال شعبنا اليوم بهذه الذكرى العظيمة مع ابرز استحقاق وطني وهو الحوار الوطني الشامل الذي جاء نتاجا لثورة التغيير الشبابية الشعبية السلمية المكملة لمبادئ واهداف ثورتي 62 سبتمبر و14 اكتوبر .. حيث ينتظر جميع اليمنيين ما سيتمخض عن هذا المؤتمر من نتائج وقرارات مصيرية لوضع مداميك وأسس بناء اليمن الجديد الذي لا يزال جميع ابنائه يحلمون بوطن تسوده الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والحياة الكريمة دون اقصاء أو تهميش لأحد ..وذلك ما أكد عليه الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية في خطابه الذي وجهه مساء أمس الأول: إلى جماهير شعبنا في الداخل والخارج بمناسبة ذكرى الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر بقوله:”هاهم اليمنيون يحصدون اليوم ثمار تضحياتهم ونضالاتهم بالقرارات التي ستخرج بها فرق مؤتمر الحوار الوطني والتي ستشكل في ختام المؤتمر بمجملها رؤية شاملة متكاملة لبناء اليمن الجديد بدولته المدنية الحديثة والتي سيتم صياغتها في دستور جديد يفي بكافة تطلعات شعبنا وآماله وطموحاته . لقد خاض شعبنا المكافح نضالا طويلا في سبيل التحرر والانعتاق للحصول على حريته وكرامته المنتهكة وحقوقه المسلوبة منذ عقود طويلة بدأت محاولاتها الاولى عام 48م ولم يكتب لها النجاح ثم تكررت عام 1955م وفشلت ايضا لكنها رسمت الخطوات الاولى نحو التغيير الذي اضحى حقيقة واقعة عشية السادس والعشرين من سبتمبر قبل واحد وخمسين عاما عندما انطلقت شرارتها الاولى بإطلاق اول قذيفة على دار البشائر إيذانا بانبلاج فجر جديد شمال الوطن والتي ايضا كانت الحافز الرئيسي لتحقيق ثورة 14 اكتوبر المجيدة وبدء الكفاح المسلح لطرد الاستعمار البغيض من جنوب الوطن .. وبقي الهاجس الاكبر يراود ابناء شعبنا من اجل استعادة لحمته الروحية فمضى يواصل نضاله لتحقيق واحد من اهم مبادئ واهداف الثورتين المجيدتين ويتمثل في الوحدة الوطنية العظيمة التي صارت واقعا ملموسا نتفيأ اليوم ظلالها ونتنفس عبقها بعد أن تحققت في لحظة تاريخية فارقة في تاريخ اليمن .. لكن حلم اليمنيين سرعان ما تحول كما أكد رئيس الجمهورية إلى كوابيس مظلمة بتصدر المشاريع الصغيرة للأولويات السياسية .. في واحد من أخطر المشاهد التي مرت على اليمنيين ولأن المشاريع الصغيرة لا تجلب إلا الخراب والدمار للوطن توالت الانتكاسات على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وأمنيا وخدميا طيلة واحد وخمسين عاما وذهبت جل اهداف الثورة اليمنية ادراج الرياح وكان لا بد من اعادة الروح للثورة المنتهكة ولو بعد حين .. ومضت الايام والسنون وتعرضت الوحدة الوطنية – التي كانت بمثابة ثورة ثالثة بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر – لتهديدات وانتكاسات متوالية لا تزال تداعياتها ماثلة حتى اليوم . وذلك ما جعل اليمنيين في مختلف المدن والمناطق يخرجون إلى الساحات في فبراير 2011م في ثورة شبابية شعبية سلمية ليستعيدوا أهداف الثورة اليمنية وليستعيدوا وهج الجمهورية وألق الوحدة وعبق الديمقراطية ونسيم الحرية في ملحمة شعبية سلمية شهد لها العالم ولا تزال محط اعجاب وتقدير من قبل المجتمع الدولي بأكمله باعتبارها واحدة من انجح ثورات الربيع العربي .. وها نحن اليوم نرسم خطوات التغيير الأولى ونصيغ ملامح دولة اليمن الجديد.. والاتجاه صوب المستقبل الافضل لليمن ..لكن الطريق لا يزال طويلا ولا يزال امامنا الكثير لاستكمال تصويب مسار الثورة الام وتحقيق أهدافها .. ومع ايماننا بأن ما تحقق للوطن بفعل الثورة ليس بالهين فشواهد الحال تتحدث عن نفسها بوضوح ولا يستطيع أن ينكر ذلك إلا جاحد ولكن في الوقت نفسه علينا الاعتراف كما قال رئيس الجمهورية بأن ما تحقق هو جزء يسير لا يرقى إلى آمال وتطلعات شعبنا اليمني في الحياة الحرة الكريمة ..وهو ما يتطلب منا جميعا قيادة وحكومة وشعبا بمختلف تكويناته وشرائحه واطيافه العمل معا من اجل المضي قدما في مواصلة بناء اليمن الجديد والتقدم نحو تحقيق كافة الأماني والطموحات متجاوزين كافة التحديات والصعوبات وان نشق الطريق بعزيمة لا تلين صوب مستقبل افضل حالا واكثر أمنا لأجيالنا القادمة … ان الاعمال الإرهابية التي تطل برأسها بين الحين والآخر وتستهدف ابناء المؤسستين العسكرية والامنية أو المواطنين الابرياء سواء في صنعاء أو شبوة أو ابين أو حضرموت لن تثني القيادة السياسية والحكومة وجميع ابناء الوطن عموما في المضي قدما نحو التغيير المنشود ولن تستطيع أن تعيق مسيرة التحول الحضاري والديمقراطي نحو صياغة واستشراف آفاق المستقبل الجميل للوطن وابنائه والذي اخذت ترتسم خطواته الاولى عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل ..فيما لن يجني الإرهابيون ومن يقف وراءهم ويساندهم من ثمار سوى غضب الشعب ولعناته التي ستطاردهم إلى كل مكان …