الرئيسية - محليات - على مشارف الانطلاق الوطني الكبير
على مشارف الانطلاق الوطني الكبير
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بعد غد الثلاثاء يكون الشعب اليمني على موعد مع حدث واستحقاق وطني كبير ربما هو الأبرز في تاريخه المعاصر بوصول المسيرة الوطنية إلى المحطة الأخيرة قبل الانطلاق صوب المستقبل المنتظر¡ وذلك عندما يدشن المتحاورون على الجلسات الختامية لمؤتمر الحوار الشامل بعد أشهر من النقاشات العميقة والتدارس الحثيث لمعطيات الواقع الوطني والتأسيس القوي للدولة المدنية وفق أحدث مفاهيم الحكم الرشيد والديمقراطية الحقة. وجاءت كلمات الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية بالأمس خلال رئاسته لاجتماع هيئة رئاسة الحوار الوطني بحضور المبعوث الدولي بنعمر والذي كرس لمناقشة اللمسات الأخيرة لبدء الجلسات الختامية للمؤتمر.. جاءت لتحمل مجددا◌ٍ التوجيهات والنصائح القيمة التي يجب أن تستوعبها كافة القوى السياسية المشاركات في الحوار أو من خارجة من أجل تحقيق النجاح الكامل الذي بدونه سيجد الشعب نفسه أمام مخاطر وأهوال قد لا تحمد عقباها. وهنا حرص الرئيس هادي على تجديد تأكيداته بضرورة أن تتحمل جميع القوى السياسية المسؤولية الوطنية والتاريخية على أكمل وجه من أجل تلبية طموحات الجماهير التي تنتظر بفارغ الصبر مخرجات الحوار بعد معاناة كبيرة على مستوى الحرمان من الخدمات الأساسية التي تعرضت للأعمال التخريبية والإجرامية.. ولابد من القول أن الشعب اليمني أثبت من خلال صبره الأسطوري على تحمل الصعوبات المتعددة والمعقدة بأنه يستحق الكثير من سياسييه ونخبه الاجتماعية التي أوكل إليها مهمة رسم وتحديد ملامح خريطة المستقبل المنشود. ويضيف الرئيس هادي: لا بد من عمل حسابات دقيقة لكل شيء والعمل بقوة من أجل مصالح الشعب الحياتية اقتصاديا◌ٍ ومعيشيا◌ٍ وأمنيا◌ٍ.. وهو ما يتطلب العمل الوطني الصادق وتجنب المغامرات والمكايدات التي قد تؤثر سلبا◌ٍ على المخرجات المأمولة¡ وبالتالي تعثر الآمال والطموحات الواسعة. ويؤكد أن التجربة اليمنية من خلال تنفيذ التسوية السياسية التاريخية كانت ناجحة وفريدة وها هي اليوم على مشارف الانطلاق نحو المستقبل واللحظة الحاسمة¡ ولا بد هنا من جميع الأطراف أن تستشعر أهمية اللحظة وصعوبة المهمة وتعقيدها كونها تبحث في إزالة تراكمات رهيبة من ملفات الماضي¡ كما أن النجاح المتوقع لن يحسب لشخص رئيس الجمهورية أو لفئة أو حزب وإنما هو نجاح للشعب المتطلع إلى العيش الكريم في ظل دولة حديثة تحترم الحقوق وتصون الحريات ويسودها العدل والإنصاف للجميع دون استئثار طرف بأي شيء على حساب الطرف الآخر. ويبقى التأكيد بأن المطلوب في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة أن تتوحد الصفوف والطاقات وأن يتعزز التلاحم الوطني وأكثر من أي وقت مضى في سبيل الانتصار للشعب المثابر الصبور وآماله المشروعة في المستقبل الأفضل والعيش الكريم والذي لن يتحقق إلا من خلال منظومة متكاملة من قوانين وتشريعات حديثة مستمدة من أحدث مفاهيم ومبادئ نظام الحكم الرشيد والنهج الديمقراطي وهو الأمر الذي تنتظر الجماهير على طول الأرض اليمنية من مؤتمر الحوار الذي أبلى البلاء الحسن خلال الأشهر الماضية باتت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الغاية الأسمى في تحديد الملامح المستقبلية للدولة الحديثة تلبي تطلعاته المشروعة وتستوعب متطلبات القرن الـ 21 وتنطلق بهذه البلاد المكلومة إلى آفاق جديدة من الاستقرار والتطور والازدهار.