الرئيسية - محليات - ارتفاع أسعار الأضاحي.. هم يؤرق الفقراء
ارتفاع أسعار الأضاحي.. هم يؤرق الفقراء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

‬ارتفعت أسعار الأضاحي‮ ‬بشكل كبير مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك لتتحول الأضحية في‮ ‬ظل الأسعار القائمة اليوم إلى حلم‮ ‬يزداد بعداٍ‮ ‬كل عام‮ ‬‮ ‬ويجعل من مقولة العيد عيد العافية واقع حال اليمنيين اليوم‮ ‬‮ ‬بعد أن كانت الأضحية عادة لايخلو منها أي‮ ‬بيت‮ ‬يمني‮ ‬حين كان سعر الخروف لايتجاوز مائتي‮ ‬ريال خلال عقد الثمانينيات كما‮ ‬يتناقل ذلك العامة في‮ ‬المقايل التي‮ ‬لاتكاد تخلو من الحديث عن الأضاحي‮ ‬وأسعارها الجنونية‮.‬ أسعار الثروة الحيوانية تواصل ارتفاعها كل عام‮ ‬‮ ‬ووصل سعر الأضحية الواحدة إلى أربعين ألف ريال‮ ‬‮ ‬لكن حلول عيد الأضحى ورغبة الكثيرين في‮ ‬تقديم الأضاحي‮ ‬كشعيرة دينية‮ ‬يزيدها ارتفاعا ليتجاوز سعر الأضحية أربعين ألف ريال في‮ ‬بعض الحالات‮ ‬‮ ‬يقابلها انخفاض مستوى الدخل وأوضاع اقتصادية متدهورة تزداد قساوة كل عام وتودي‮ ‬بعشرات الأسر إلى مطحنة الفقر‮.‬

‬أسعار جنونية ‮❊ ‬لايمكنك الحصول على خروف للأضحية بأقل من خمسة وثلاثين ألف ريال هنا في‮ ‬محافظة المحويت التي‮ ‬تعد واحدة من المحافظات التي‮ ‬تمتلك ثروة حيوانية لابأس بها‮ ‬‮ ‬وكانت إلى وقت قريب تتمتع بمعروض جيد من الأضاحي‮ ‬وبأسعار معقولة لكن الأمر تغير خلال الفترة الأخيرة بسبب عدة عوامل تقف في‮ ‬مقدمتها الأزمة السياسية والاقتصادية‮ .‬ ‮❊ ‬ويؤكد علي‮ ‬البرطي‮ – ‬موظف‮- ‬انه و خلال العامين الماضيين وفي‮ ‬ظل الأزمة القائمة في‮ ‬البلاد وتدهور مستوى الدخل لكثير من الأسر فقد أحجم عن الأضحية أسر كثيرة اعتادت أن تضحي‮ ‬كل عام بسبب الارتفاع الكبير في‮ ‬أسعار الأضاحي‮ ‬‮ ‬وتدهور مستوى المعيشة والدخل للكثير من الأسر بسبب الركود الاقتصادي‮ . ‬ ويقول‮ : ‬تفوق أسعار الخرفان ثلاثين ألف ريال في‮ ‬الأيام العادية وهو مبلغ‮ ‬باهظ بالنسبة للكثير من الأسر وخاصة شريحة الموظفين‮ ‬‮ ‬ويجد رب الأسرة نفسه مضطرا امام الالتزامات العديدة تجاه أسرته إلى الاكتفاء بشراء كيلو من اللحم لأسرته‮ ‬يمضي‮ ‬به‮ ‬يوم عيد الأضحى‮.‬ ويتفق معه عبدالسلام المؤيد‮- ‬مدرس‮ -‬لافتا إلى أن كثيراٍ‮ ‬من الأسر باتت تمضي‮ ‬عيدها مع الدجاج المثلج الذي‮ ‬نشطت تجارته في‮ ‬السنوات الأخيرة بعد أن كانت أيام عيد الأضحى تشكل كسادا كبيرا بالنسبة لهذا النوع من التجارة‮.‬ ويؤكد بأن من اعتادوا التضحية كل عام هم اليوم‮ ‬غير قادرين على أداء هذه الشعيرة الدينية بسبب الارتفاع الجنوني‮ ‬لأسعار الأضاحي‮ ‬‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الرقابة الحكومية وجشع التجار‮ ‬‮ ‬ناهيك عن تدني‮ ‬الدخل في‮ ‬ظل أزمة سياسية واقتصادية تطحن البلاد‮.‬

بين الماضي‮ ‬والحاضر ‮❊ ‬مبيعات اللحوم خلال سنين خلت كانت تسجل ادنى مبيعاتها في‮ ‬أيام عيد الأضحى بسبب توفر الأضحية لدى معظم الأسر‮ ‬‮ ‬لكن الأمر تغير عما كان عليه في‮ ‬الماضي‮ ‬‮ ‬ويقارن سعد المهدي‮ -‬جزار‮- ‬بين الوضع خلال الأعوام الأخيرة والماضي‮ ‬فيما‮ ‬يتصل بعيد الأضحى وشعيرة الأضاحي‮ ‬‮ ‬ويشير إلى انه كان‮ ‬يتوقف عن ممارسة مهنته خلال أيام عيد الأضحى المبارك في‮ ‬أعوام سابقة‮ ‬‮ ‬كون‮ ‬غالبية الأسر كانت تضحي‮ ‬خلال أيام عيد الأضحى المبارك في‮ ‬مدينة المحويت‮ ‬‮ ‬لكن الوضع تغير خلال الأعوام الأخيرة‮.‬ ويشير إلى أن‮ ‬يوم الذبائح وهو اليوم الذي‮ ‬يسبق عيد الأضحى التاسع من ذي‮ ‬الحجة‮ ‬يشهد ازدحاما كبيراٍ‮ ‬من قبل المواطنين الذين‮ ‬يأتون لشراء اللحم ولو بكميات قليلة‮ ‬‮ ‬بعكس الوضع في‮ ‬الماضي‮ ‬حيث كان هذا اليوم‮ ‬يعتبر من أقل الأيام مبيعا في‮ ‬السنة بسبب امتلاك الناس للأضاحي‮.‬ ويضيف أحد العاملين معه‮: ‬أوضاع الناس أصبحت صعبة جدا كنا في‮ ‬الماضي‮ ‬نذبح في‮ ‬الأيام العادية كبشين وثلاثة‮ ‬‮ ‬اما اليوم فنحن نبقي‮ ‬الذبيحة في‮ ‬بعض الأيام إلى اليوم التالي‮ ‬‮ ‬وهكذا حال الجزارين بجوارنا‮ ‬‮ ‬لقد تحول اللحم إلى رفاهية بالنسبة لكثير من الأسر التي‮ ‬تجد صعوبة في‮ ‬شراء نصف كيلو من اللحم فكيف بتوفير أضحية وشراء كبش بحاله‮.‬ ويؤكد انه كان‮ ‬يجني‮ ‬الكثير من المال من ذبح الأضاحي‮ ‬في‮ ‬يوم عيد الأضحى في‮ ‬الأعوام الماضية ويعجز عن زيارة أقاربه وأرحامه في‮ ‬أول أيام العيد بسبب كثافة الحجوزات لديه‮ ‬‮ ‬لكن الحال تبدل وبالكاد‮ ‬يذبح اضحيتين أو ثلاث في‮ ‬المنطقة التي‮ ‬يعمل فيها‮.‬

‮ ‬الأضحية‮ ‬بـ‮002 ‬ريال ‮❊ ‬في‮ ‬الثمانينيات لم‮ ‬يكن سعر الخروف‮ ‬يتجاوز‮ ‬200‮ ‬ريال‮ ‬‮ ‬ويسرد عبد الله عباد قصصا من الماضي‮ ‬وعينيه تلمع بشوق إلى تلك الأيام التي‮ ‬كان لايمضي‮ ‬فيها عيد الأضحى دون أن تكون أضحيته في‮ ‬البيت‮ ‬‮ ‬ويقول‮ : ‬كنا نفترق أنا واخوتي‮ ‬ثلاثة آلاف ريال تكفي‮ ‬لشراء ثور‮ ‬يكفي‮ ‬أربعة بيوت اما اليوم فبالكاد‮ ‬يتمكن عبدالله من تأمين الضروريات لأسرته من عمله في‮ ‬بيع وتجارة الجنابي‮ ‬‮ ‬وأصبحت الأضحية في‮ ‬منزله شيئا من الماضي‮.‬ قصص عبدالله عن الماضي‮ ‬وأسعار الثروة الحيوانية في‮ ‬الثمانينيات تجعلك تشعر وكأنك تسمع قصصا عن عالم آخر‮ ‬‮ ‬فأسعارالخراف تقترب من الأربعين ألف ريال للخروف وتقترب من حاجز الخمسين ألف ريال في‮ ‬موسم عيد الأضحى‮ ‬‮ ‬مايكشف مستوى التدهور الذي‮ ‬بلغته العملة الوطنية‮ ‬‮ ‬ويجعل من هذه الشعيرة الدينية صعبة المنال على كثير من الأسر التي‮ ‬تكتفي‮ ‬في‮ ‬أحسن الأحوال بشراء بعض من اللحم لتمضي‮ ‬به عيدها‮ ‬‮ ‬فيما تفتقد على الضفة الأخرى عشرات الأسر الفقيرة هدايا اللحم التي‮ ‬كان المضحون‮ ‬يجودون بها في‮ ‬أيام عيد الأضحى‮.‬