الرئيسية - محليات - فقراء الحديدة يعجزون عن شراء الأضاحي والملابس الجديدة لأطفالهم
فقراء الحديدة يعجزون عن شراء الأضاحي والملابس الجديدة لأطفالهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مدينة الحديدة وعلى غير عادتها في أيام ما قبل الأعياد والتي غالباٍ ما تشهد ازدحاماٍ وتدفقاٍ على أسواقها سواء من المواطنين فيها أو من القادمين من المحافظات الأخرى .. إلا أن أسواق الحديدة اليوم وقبيل عيد الأضحى المبارك تبدوا فارغة تماماٍ وغير مقصودة .. فالعديد من المواطنين أكتفوا بما اشتروه من حاجيات قبيل عيد الفطر المبارك .. فالأسواق المليئة بكل البضائع مختلفة المصدر ومتنوعة الخامة والشكل بدت فارغة من المشترين وحتى من الزائرين الذين يرون أن ذهابهم إلى تلك الأسواق يزيد حصرهم بسبب الضائقة المالية التي يعيشونها .. فالعديد من المواطنين في الحديدة وهي ( المحافظة الأشد فقر ) اكتفوا بترديد بعض العبارات التي تواسي نفوسهم وتبرر وضعهم مثل ( العيد عيد العافية ) .. ناهيك من أن العديد من الجمعيات الخيرية والتي تنشط خلال المواسم الدينية ومنها عيد الأضحى المبارك فتقوم بتوزيع الأضاحي وكسوات العيد على الفقراء والمعوزين شكى العديد من القائمين عليها من قلة الدعم الذين كان يقدمه رجال الخير من الميسورين على الجمعيات والذي يذهب بعد ذلك على تلك الأسر .. ملابس مرحلة شهران ونيف فقط  منذ تم الاحتفال بعيد الفطر المبارك وفيه أو قبله قام الآباء بشراء الملابس الجديدة لأبنائهم ( مستفيدين من بركات رمضان ) كما يقولون .. ناهيك من أن الكثير منهم ما يزالون مثخنون بكثير من الديون المالية التي أقترضها لتغطية احتياجات العيد ( الفطر) أو تغطية لصرفيات الدراسة التي بدأت عقب عطلة العيد .. ولهذا وأمام ضعف القدرة المالية اكتفى العديد من الآباء بترحيل الملابس التي تم شراؤها في عيد الفطر المبارك إلى عيد الأضحى .. وقال العديد من هؤلاء المواطنين أنهم بذلوا جهدا كبيرا في إقناع أبنائهم في الاحتفاظ بملابس عيد الفطر ليتم الاستفادة منها في عيد الأضحى .. فالمواطن نصر الدين غازي وهو أب لـ 5 أبناء يقول ( إن الذهاب إلى أسواق باب مشرف أو المطراق والتي تمتلئ بالملابس الجديدة لا تعني غالبية المواطنين والذين بالكاد يستطيعون توفير الحاجيات الضرورية للعيد وأيامه .. فهو لديه 5 أبناء وشراء ملابس جديدة لهم يعني ما قد يكلفه 40 ألفاٍ بما يعادل 8 آلاف ريال لكل واحد من أبنائه وهو مبلغ كبير يصل في مقداره إلى ثلثي  راتبه الذي يتقاضاه من الدولة  الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان أسرته من شراء الاحتياجات الأساسية للعيد .. وأضاف نصر الدين (الحمد الله على كل حال نحن مازلنا نعاني من الديون التي علينا منذ عيد الفطر قبل شهرين تقريباٍ وما يزال الدائنون يطالبوننا بالتسديد ناهيك من أن الراتب يذهب إيجار وسداد للبقالة وتسديد لفواتير الماء والكهرباء والتلفون فكيف يمكن أن نقوم بشراء ملابس لأبنائنا .. صحيح أننا نعاني أمام طلبات عيالنا المتتالية بشراء ملابس العيد وخاصة الصغار منهم لكننا قمنا بإقناعهم باستخدام ملابس عيد الفطر والحمد الله اقتنعوا ..)  نصر الدين حاله حال كثير من المواطنين في محافظة الحديدة الذين باتوا تتجاذبهم المعاناة من كل اتجاه .. دائنون يطالبونهم بالسداد والتزامات مالية شهرية (إيجار – ماء – كهرباء – بقالة) وطلبات أبنائهم الصغار الذين لا يعرفون معنى لا يوجد أو مافيش معي قدرة  …. أسواق مليئة خالية أسواق الحديدة والتي تعد من الأسواق التي يقصدها المواطنون والزائرون سواء من محافظة الحديدة ومديرياتها المختلفة أو من تلك المحافظات القريبة منها كما هو الحال مع ( ريمة – والمحويت – وحجة – وجزء من ذمار  فهذه (الأسواق) تستقبل خلال المناسبات وخاصة الأعياد كثيراٍ من هؤلاء الزائرين الذين يقصدونها بهدف شراء ملابس جديدة وخامات حديثة وموضات يقال إنها تنزل الأسواق لأول مرة .. فيسعى ملاك وأصحاب المحلات التجارية للاستفادة من تلك المناسبات وذلك بتوفير كميات كبيرة من البضائع المتعدد الألوان والأشكال يقدم العديد من أصحاب المحلات التجارية عروضا في لافتات تعلق في بعض شوارع مدينة الحديدة بهدف التأثير على المواطنين .. إلا أن أسواق الحديدة اليوم تبدو مليئة مع كل البضائع إلا من الزائرين والمشترين الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى النزول إلى تلك الأسواق لمعرفة الجديد والحديث .. فالمطراق وباب مشرف والمحلات التجارية في شارع صنعاء والمحلات التجارية الكبيرة بات الواقفون فيها يتمنون حتى الزائرين أو المتفرجين الذين كانوا في السابق يضيق صدور أصحاب المحلات بهم .. مروان الدبعي صاحب أحد المحلات التجاري في باب مشرف أكد أن الموسم الحالي يعد من أكثر المواسم ركودا من حيث توافد المشترين .. فبالرغم (وكما يقول) من توفيره لكثير من الملابس التركية والهندية الحديثة سواء منها الرجالي أو النسائي أو ما يتعلق منها بالأطفال إلا أن محله التجاري وكما هو الحال مع العديد من المحلات التجارية الواقعة في سوق باب مشرف والمطراق تخلو من المشترين وإذا وجد المشتري الراغب لا يتم الاتفاق على سعر القطعة الأمر الذي يؤثر على أصحاب المحلات .. وأضاف الدبعي قائلاٍ: (لم نشهد ركوداٍ اقتصادياٍ كما نعيشه هذه الأيام والسبب يعود إلى وضع الناس المالي الذين ما عادوا يقدروا على توفير كثير من الحاجيات وفي مقدمتها ملابس العيد والتي أصبحت تعد من الترف أو الأشياء التي تدرج في قائمة (غير المهم) نظراٍ لتدهور حال المواطنين مالياٍ). وعن الأسعار المرتفعة التي تشهدها الملابس الموجودة في أسواق الحديدة أرجع  مروان الدبعي ذلك إلى أن العديد من الملابس الموجودة في الأسواق حالياٍ هي ملابس تم استيرادها من العديد من الدول وخاصة تركيا والهند وماليزيا حرصاٍ من قبل التجار في الحديدة على توفير خامات جيدة ونوعيات متميزة بما يلبي رغبة وطموح المواطنين في هذه المحافظة ..وهذا يكلف مبالغ مالية كبيرة لشرائها من بلد المصدر ونقلها ثم إيصالها إلى المحل .. بخلاف البضائع التي يتم تصنيعها هنا وهي أقل سعرا من البضائع التركية والهندية .. لكن لم يتم مراعاة الواقع المالي للمواطنين والذي باتت يتدهور يوماٍ بعد يوم .. جمعيات تشكو * غالباٍ ما تسهم العديد من الجمعيات الخيرية في محافظة الحديدة في تغطية احتياجات بعض الأسر في مناسبات الأعياد الدينية وكما هو الحال مع عيد الأضحى المبارك والذي تقوم فيه بعض تلك الجمعيات بتوزيع ملابس العيد أو ما بات يعرف (كسوة العيد) على الفقراء والأيتام والأرامل سواء في مدينة الحديدة أو في بعض القرى الريفية في المحافظة .. كما تقوم تلك الجمعيات بتوزيع لحوم الأضاحي على بعض الأسر الفقيرة في يوم العديد (إدخالاٍ للفرحة والسرور على تلك الأسر) لكن الحال هذا الموسم يبدو مختلفاٍ أيضاٍ .. فمعظم تلك الجمعيات التي تتبنى هذه المشاريع تبدو خاوية المخازن كما أكد أحد (مدراء تلك الجمعيات) فالداعمون  من رجال الخير والتجار أو حتى التبرعات التي تأتي عن طريق الجمعيات الموجودة في بعض الدولة الشقيقة لم ترفد تلك الجمعيات باحتياجات عيد الأضحى المبارك كما هو العادة .. * فكري أحمد وهو مدير لإحدى الجمعيات الخيرية أكد أن الدعم الذي كان يقدم في السابق للجمعيات الخيرية من قبل جهات متعددة للإسهام في إعانة الأسر الفقيرة والمحتاجة تضاءل بشكل كبير وغير متوقع ففي السابق – حسب قوله – كان يتم توزيع كميات من لحوم الأضاحي للعديد من الأسر الفقير سواء في المدينة أو في المدن الريفية وحتى في القرى البعيدة … مئات الأضاحي يتم شراؤها بمبالغ مالية يتم تسلمها من قبل داعمين أو حتى تلك الأضاحي التي تأتي من جهات خيرية أخرى  ليتم توزيعها على تلك الأسر .. واليوم أصبح حال العديد من الجمعيات الخيرية محدودا جدا بالكاد يغطي الأسر المقيدة في سجلات الجمعيات في كشوفات الأيتام المكفولين .. وأضاف فكري (نحن نبذل قصارى جهدنا في التواصل مع الجهات الداعمة سواء رجال أعمال أو مؤسسة خيرية والكل يتعذر بعدم القدرة المالية .. ندرك تماماٍ الوضع المالي المتردي للمواطنين في محافظة الحديدة بالتحديد والذين لا يقدر بعضهم على شراء كيلو لحم ليوم العيد ناهيك عن شراء أضحية ولهذا يتحتم على كل جهة أن تقوم بالتخفيف وإدخال الفرحة على تلك الأسر وليس بالضرورة عن طريق الجمعيات الخيرية بل بالطريقة المباشرة حتى يشعر الفقراء بالسرور في هذا اليوم .. استنفار رسمي وأمني * وقبيل كل عيد تقوم العديد من المكاتب الرسمية في محافظة الحديدة بإعداد خطة أمنية استعداداٍ لمواكبة أيام العيد في المحافظة والتي تشهد إقبالا للزائرين بشكل كبير خاصة في عيد الأضحى المبارك .. والذي تمتلئ فيه الفنادق والمساجد والمدارس والشواطئ بعشرات الآلاف من الزائرين إن لم يكن مئات الآلاف .. والذين يتدفقون من معظم المناطق الجبلية من المحافظات الأخرى .. ولهذا تشرع المكاتب في الحديدة للاستعداد وفي مقدمة تلك المكاتب يبرز الأمن والذي أكد القائمون فيه أنهم أعدوا خطة أمنية للحفاظ على الأمن داخل مدينة الحديدة وعلى طول الخطوط الرئيسية .. وقال مدير أمن محافظة الحديدة العميد / محمد المقالح أن أمن الحديدة قد رفع الجاهزية الأمنية خلال الأيام التي تسبق العيد وكذا خلال أيام عيد الأضحى المبارك والتي تشهد تدفقاٍ كبيراٍ للزائرين لمدينة الحديدة الساحلية .. وقال: إن أهم بنود الخطة الأمنية تتمثل في توزيع دوريات (أمن) على المنافذ البرية للمدينة برفقة رجال مرور منعاٍ لدخول بعض الأشخاص المسلحين والذين يعكرون صفو مدينة الحديدة ويزعجون المواطنين بتلك المشاهد المزعجة إضافة إلى أن سيارات المرور ستوكل إليها المهمة في الوقوف مع أي حوادث قد تقع وبالتالي القيام بالمسئولية القانونية والإنسانية مع تلك الحوادث .. وأضاف المقالح: كما أن الأمن سيعمل على توزيع دوريات في الأسواق والشوارع العامة لمنع أي تعدُ على المواطنين سواء الرجال أو النساء أو ما قد تقوم به بعض العصابات التي تعمل على السطو على بعض المواطنين ونحن سنعمل بكل جهد لمنع وقوع تلك الحوادث .. وقال: لقد وجهنا على الجهات الأمنية أن تكون في كامل الجاهزية لتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين في هذه المحافظة وكل الزائرين فيها ولا مكان في هذه المحافظة إلا للأمن والهدوء … من ناحية أخرى أكد مدير شركة النفط بالحديدة الأستاذ عايض دارس  أن محافظة الحديدة ستشهد حالة استقرار في توفير المشتقات النفطية وخاصة الديزل .. مؤكداٍ أن الشركة عملت على وضع خطة لتوفير تلك المشتقات النفطية على المحطات التابعة للشركة أو حتى المحطات الخاصة وستعمل على المراقبة المستمرة والمتكررة لسير توزيع وبيع تلك المشتقات على المواطنين حتى لا يستغل البعض فترة العيد لابتزاز المواطنين أو صناعة أزمة لتلك المشتقات .. مؤكداٍ أن الشركة قامت بتوفير كميات كافية من تلك المشتقات وبما يغطي احتياجات المواطنين وكميات احتياطية متمنياٍ للمواطنين في محافظة الحديدة وفي كل أرجاء الوطن عيداٍ سعيداٍ بدون منغصات … طلبات سريعة وفي خضم الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى المبارك الذي ينتظره اليمنيون ومع كل المسلمين طالب أبناء محافظة الحديدة من الدولة والمسئولين فيها أن يقوموا بمسئولياتهم حتى لا تتكرر منغصات عيد الفطر الماضي .. وقال العديد من المواطنين: منذ العيد المنصرم والحديدة تعيش في وضع مأساوي يزداد يوماٍ بعد يوم خاصة في ما يتعلق بالانطفاءات الطويلة والكثيرة للتيار الكهربائي والتي تعكر راحة المواطنين في الأيام العادية ناهيك من تعكير فرحته في أيام الأعياد .. وشدد المواطنون على ضرورة أن يتم استثناء مدينة الحديدة من أي انقطاع للكهرباء خلال أيام عيد الأضحى المبارك خاصة وأن المحافظة تعيش طقساٍ شديد الحرارة .