الرئيسية - محليات - إب.. 16 حالة وفاة و1500 حالة إصابة بداء الكلب ومكتب الصحة يستغيث بالوزارة لتوفير اللقاح
إب.. 16 حالة وفاة و1500 حالة إصابة بداء الكلب ومكتب الصحة يستغيث بالوزارة لتوفير اللقاح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أثارت إحصائية الإصابة بداء الكلب التي سجلت بمحافظة إب هذا العام مخاوف أبناء المحافظة, ومثلت مؤشراٍ خطيراٍ لتوسع رقعة هذا الداء العضال بصورة مخيفة ما تسبب بانتشار الذعر والخوف بين المواطنين.. حيث بلغ عدد الإصابات بهذا الداء خلال النصف الأول من العام الجاري حسب الإحصائيات التي سجلتها وحدة داء الكلب بمكتب الصحة بالمحافظة  “1500” حالة, منها “16” حالة وفاة ما بين أطفال وبالغين ومسنين. ورغم ما تحمله هذه الإحصائية من أرقام مخيفة مقارنة بالأعوام السابقة إلا أنها تظل مرشحة للزيادة لأن هناك العديد من الحالات التي ظلت تصارع المرض دون أن تجد اللقاح أو المصل لإنقاذها من تلك النهاية المحتومة ..إضافة إلى حالات أخرى لم يتم إسعافها إما لظروف مادية حالت دون ذلك أو نتيجة لقلة الوعي بمخاطر هذا الداء القاتل فعولجت بعض تلك الحالات بطرق بدائية وعقاقير غير نافعة في محاولة يائسة لعلاج ذلك المرض ما ترك المصابين يواجهون مصيرهم وقدرهم المحتوم كل ذلك في ظل عجز وصمت الجهات المعنية التي اكتفت بدور المراقب لما يدور في معترك الصراع مع المرض والموت .. وللاطلاع عن كثب على التفاصيل الكامنة خلف هذا الداء ومسبباته والإجراءات المتخذة حياله, أجرت صحيفة (الثورة) هذا الاستطلاع وخرجت بالحصيلة التالية:

ظاهرة خطيرة الدكتور/عبد الملك الصنعاني مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة تحدث عن هذه الكارثة قائلاٍ: يمثل انتشار الكلاب الضالة والمسعورة في محافظة إب ظاهرة خطيرة  أدت إلى سقوط العديد من الضحايا بشكل يومي, حيث بلغت عدد الحالات المصابة بداء الكلب خلال النصف الأول من العام 2013م (1500) حالة و(16) حالة وفاة, وهذا بالتأكيد يضع مكتب الصحة والمكاتب ذات الصلة أمام مسؤولية كبيرة للحد من هذه الظاهرة وبالفعل فقد تحركنا خلال شهر يونيو الماضي وتم تدشين حملة للقضاء على الكلاب المسعورة بالتعاون مع مكتب الأشغال العامة وصندوق النظافة واستمرت الحملة خمسة أيام استهدفت سبع مديريات هي مديرية المشنة والظهار وسط المدينة والمخادر وجبلة والعدين وذي السفال والسياني. وقد تم من خلالها إبادة 625 كلباٍ باستخدام 1112 جرعة سامة وتم دفن الكلاب المقتولة في حفر بمقلب القمامة في منطقة السحول وتم ردمها بجرافات وقد بلغت كلفة تلك الحملة “مبلغ مليون ريال ” ورغم أن الحملة نجحت وحققت بعضاٍ من أهدافها ولاقت ارتياحاٍ كبيراٍ من قبل المواطنين, إلا أننا نأمل مواصلة هذه الحملات لتحقيق نتائج أفضل . ودعاٍ الدكتور الصنعاني إلى التعامل مع هذه القضية كقضية مجتمعية وليست مسؤولية جهات بعينها فالكلاب تتكاثر حول محلات الجزارة وذبح الدجاج ومقالب القمامة بشكل ملفت نتيجة رمي مخلفات الجزارة والمسالخ في هذه المناطق سواء كان ذلك  داخل المدينة أو المديريات, وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع للقضاء على هذه الظاهرة . نفاد اللقاح وأكد الدكتور الصنعاني أن مكتب الصحة قد استنفد تماماٍ الكمية المخصصة له من هذه اللقاحات منتصف العام وأن المكتب حالياٍ لا يوجد فيه ولا حبة لقاح واحدة وقد قام المكتب برفع مذكرة عاجلة إلى وزارة الصحة العامة لتزويدهم باللقاحات لكنهم اعتذروا أيضاٍ بسبب نفاد المخصص لمحافظة إب وبقية المحافظات كما أن المنظمات الدولية الإنسانية اعتذرت عن تقديم أي لقاحات إضافية كون المخصص من اللقاحات لليمن يعد كبيراٍ وقد استنفد بالكامل. وقال الصنعاني : نحن لا نلوم المنظمات الدوليةº لأن نسبة الإصابة بداء الكلب في محافظة إب وبقية المحافظات اليمنية مرتفعة جداٍ ولا يمكن لأي دولة بالعالم أن تتجاوز هذا الرقم من الإصابات.. مؤكداٍ بأن وزارة الصحة والسكان تقوم بتزويد مكتب الصحة بإب سنوياٍ بآلاف اللقاحات لمعالجة المصابين ومواجهة خطر الداء والحد من اتساع رقعته غير أن تلك الكمية التي يحصل عليها المكتب لم تعد تفي بالغرض هذا العام بعكس الأعوام السابقة والتي كان عدد الحالات فيها قليلاٍ مقارنة بكميات الدواء التي كانت تصرف للمكتب, وفي هذه الحالة بقي دور مكتب الصحة ممثلاٍ بوحدة داء الكلب مجرد مكان لتسجيل حالات الإصابة وتدوين أسماء المصابين في السجلات والكشوفات وتزويد المصابين بالإرشادات الوقائية لمنع نقل الفيروس إلى آخرين وضرب جرع اللقاح في حال استطاع أهل المصاب توفيرها أو شرائها. تقصير الوزارة الدكتورة خديجة البعداني, المشرفة على وحدة داء الكلب في مكتب الصحة بإب قالت: “حقيقة إن عملي في وحدة داء الكلب يعد عملاٍ إنسانياٍ وما يؤسف له هو انعدام اللقاح والمصل الخاص بداء الكلب لذلك فنحن نبذل جهود كبيرة لمواساة المصابين وأسرهم ودفعهم لشراء اللقاح من الصيدليات الخارجية بأي طريقه لأن التغاضي عن ضرب اللقاح يعني الموت لا محالة.. لذلك فإننا في الوحدة نستقبل كل يوم من 20 إلى 30 حالة عضة لكن افتقارنا للقاح يجعلنا نشعر بخيبة الأمل تجاه هذه الحالات خصوصاٍ تلك الحالات التي نلاحظ من أعراضها الأولى أنها  قد أصيبت بالسعار .. وأوضحت البعداني أن وحدة داء الكلب منذ يناير مطلع العام الجاري تلقت فقط (224) أنبوبة لقاح و(100) مصل أي ما يمثل (2100) جرعة لكنها لم تف بالغرض بل غطت فقط قرابة 10% من المشكلة حيث نفدت الكمية مطلع شهر يونيو الماضي. لذا فإن الكثير من المرضى كانوا يتوجهون إلى الصيدليات لشراء اللقاح لكنهم للأسف لا يجدونه في الصيدليات إلا في النادر وغالباٍ ما يكون مهرباٍ وغير ذي جدوى وهناك الكثير من المرضى بسبب الظروف المادية الصعبة لا يستطيعون شراء اللقاح من الصيدلية وهو الأمر الذي يجعل مخاطر الحالات في تفاقم مستمر مشيرة إلى أنه خلال الأيام الماضية وصلت إلى الوحدة خمس حالات من أسرة واحدة أصابتهم عضة حمار مسعور نتيجة إصابته بعضة كلب مسعور فانتقلت العدوى إليه.. وقد توفي عائلهم بسبب أنه لم يستطع توفير اللقاح له ولأطفاله ففضل أن يتناول أطفاله اللقاح بينما هو سلم للأمر الواقع ومات متأثراٍ بداء الكلب. وتضيف البعداني: إن الجهل وعدم الوعي في القرى أحد أسباب انتشار الكلاب الضالة وعدم التنبه لخطورة عضاتها مشيرة إلى أنه ربما تكون العديد من حالات الوفاة بسبب هذا الداء وأنه إن وصلت حالات عض فإنها لا تصل إلى الوحدة إلا بعد فوات الأوان حيث لا يجدي اللقاح وحينها يكون الفيروس قد أصاب الدماغ والجهاز العصبي الأمر الذي يجعل أمر السيطرة عليه بالغ الصعوبة, وحملت البعداني وزارة الصحة والبرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب المسؤولية الكامله لعدم توفير اللقاحات اللازمة للداء في كافة وحدات المكافحة خصوصاٍ الوحدات التي تقع في محافظات موبوءة بالكلاب الضالة كما حملت أيضاٍ السلطة المحلية بالمحافظة وصندوق النظافة ومكتب الأشغال مسؤولية ارتفاع أعداد المصابين بسبب إهمالهم تنفيذ حملات مكافحة الكلاب الضالة. الصيدليات تشكو وعن سبب اختفاء اللقاحات والأمصال في صيدليات إب يقول الصيدلاني علاء العزب: في الحقيقة كنا قبل فترة نقوم بشراء اللقاحات الخاصة بداء الكلب بسعر مرتفع جداٍ حيث تصل قيمة إبرة اللقاح إلى مبلغ 3500 ريال ونظراٍ لأن هذا اللقاح يحتاج إلى جو بارد فقد قمنا بشراء ثلاجة للصيدلية ولكن للأسف كانت الكهرباء تنقطع باستمرار مما أدى إلى فساد هذه الإبر وعندئذ كان الطلب على هذه اللقاحات قليلاٍ نظراٍ لتوفره مجاناٍ في مكتب الصحة فاضطررنا إلى عدم جلبه لكونه مكلفاٍ ومخسراٍ لنا أيضاٍ.. اليوم بعد أن نفدت اللقاحات بمكتب الصحة يصل إلينا الكثير من الحالات المصابة فنضطر لطلب هذه اللقاحات من تعز أو صنعاء بحسب الكمية التي ستصرف وهذا بالفعل أثر كثيراٍ على الحالات المصابة بداء الكلب ولكننا نعمل ما في استطاعتنا.

من المسؤول¿ حاولنا معرفة الجهة الأولى المسؤولة عن إبادة الكلاب الضالة في الشوارع ولكن للأسف الشديد فقد كان الجميع يتنصل عن المسؤولية ويلقي باللوم على الآخر فالمسؤولون بمكتب الصحة العامة بإب يقولون إنهم قاموا خلال الأيام الماضية بتوجيه مذكرة إلى السلطة المحلية يذكرون فيها أن مهمة إبادة الكلاب تقع على مكتب الأشغال العامة بالمحافظة وتحديداٍ “إدارة صحة البيئة بمكتب الأشغال” فيما مكتب الأشغال يرى أنه قام بدوره من خلال قيامه مع صندوق النظافة والتحسين وبإشراف السلطة المحلية وتعاون مكتب الصحة بتدشين حملة مشتركة لتطهير سبع مديريات بالمحافظة من الكلاب الضالة والمسعورة لكن تلك الحملة لا تكفي ولم تتمكن من استئصال جذور هذه المشكلة . وبحسب الدكتور/ أحمد عبده أحد أعضاء فريق الحملة ومنسق وحدة داء الكلب بالمحافظة قال: إن الحملة بدأت بفريقين استهدفت المديريات التي تتواجد فيها الكلاب بكثرة وهي مديريات العدين وذي السفال والمخادر والظهار والمشنة وجبلة والسياني, وإنها قضت على ما يقارب من ألف كلب ولكنها لم تتمكن من إنهاء مهمتها في إبادة الكلاب بالشكل المطلوب نظراٍ لقصر فترة الحملة والتي استمرت لمدة أسبوع واحد فقط فيما الكلاب بهذه المديريات تحتاج إلى الملاحقة لفترة طويلة جداٍ. وأرجع سبب قصر فترة حملة التطهير إلى شحة المخصصات الماليه التي تم رصدها للحملة وأنها مبالغ ضئيلة جداٍ, مؤكداٍ على ضرورة اعتماد مبالغ إضافية للقيام بحملة تطهير أوسع تشمل معظم المديريات مطالباٍ المواطنين التعاون والقيام بقتل الكلاب الضالة بدلاٍ من تسخير الرصاص في الأعراس دون فائدة تذكر. حالات مأساوية في حادثة تعد هي الأغرب قام أهالي إحدى القرى بضواحي مدينة إب بالثأر من حمار عض ستة أشخاص من أسرة واحدة.. حيث تم أخذه إلى مكان خال من السكان ثم بدأ الأهالي بإطلاق الرصاص عليه من أسلحتهم المختلفة ومن ليس لديه سلاح قام برميه بالحجارة في مشهد مؤثر يوحي بأن أهالي القرية قد نفد صبرهم من تكرار هذه الحوادث بقريتهم معلنين تضامنهم مع هذه الأسرة التي تتكون من ستة أشخاص وهم: الجد محمد (60) عاماٍ والأب عبده محمد (40) عاماٍ والأحفاد وهم: نور الصباح 18 عاماٍ وبرهان 15 عاماٍ وفرقان 10 سنوات وغمدان 5 سنوات. يقول الأب “لقد كان لدي حمار يقوم على خدمتي بنقل أغراضي من السوق والتنقل به من قرية لأخرى لبيع الملابس وكنت أعتبره صديقاٍ وفياٍ ومخلصاٍ وفي أحد الأيام وبينما كانت ابنتي الكبيرة تقوم بتقديم العلف للحمار إذا به يركض نحوها ويقوم بعضها في كتفها ثم تابع عضه لبقية الأطفال الواحد تلو الآخر حتى ذهبت إليه وأنا مقتنع أنه عندما يراني سيعود إلى مكانه لكنه انطلق نحوي وقام بعضي بساقي فحاول والدي رحمة الله إبعاده فقام بعضه وقد تبين لنا لاحقاٍ أنه قد تعرض قبل أسبوع لعضة إحدى الكلاب المسعورة فاتجهنا جميعاٍ نحو وحدة داء الكلب في مكتب الصحة بإب وهناك كانت الكارثة حيث قيل لنا إن اللقاح المجاني قد نفد تماماٍ وأنه علينا الذهاب إلى تعز أو صنعاء لجلب إبر اللقاح الأولية. وعندما حسبنا قيمة الجرعة الأولية مع المصل اتضح لنا أننا بحاجة لمبلغ مقداره 36000 ريال مع المواصلات. ولأن ظروفنا المادية لا تسمح لنا بتوفير هذه اللقاحات فقد قام والدي باستلاف مبلغ مالي لتوفير أربع جرع وقال لي أبحث عن قيمة الخامسة فيما هو رفض رفضاٍ قاطعاٍ استخدام الجرع معللاٍ ذلك بأنه كبير في السن وأهم حاجة يعيش الأطفال فتم شراء الجرع ولم يعش والدي بعد هذه الحادثة سوى أسبوعين حيث ظهرت عليه أعراض السعار وتوفي.الآن نحن نريد الجرعة الثانية والتي تكلفني ما يقارب 17500 ريال ونحن ننتظر فاعلي الخير لمد يد العون إلينا.