الرئيسية - محليات - مقاهي الإنترنت بالحديدةإقبال ورقابه غائبه!!
مقاهي الإنترنت بالحديدةإقبال ورقابه غائبه!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة/ فتحي الطعامي – أصبحت مقاهي الإنترنت تتزايد بشكل كبير نظراٍ لتزايد المقبلين عليها من الشباب والمراهقين والذين تتزاحم بهم هذه المحال ويقضون فيها أوقاتاٍ طويلة شاغلين أوقاتهم في الغالب بالتواصل الاجتماعي (الفيس بوك – أو الدردشة) دون الاستفادة مما ينشر من مقالات أو بحوث أو أخبار سياسية أو متخصصة . وبات العديد من هؤلاء الشباب والمراهقين يرتبطون نفسياٍ وثقافياٍ بما يطرح في هذه الشبكة منفصلين في الوقت نفسه عن واقعهم الأسري والاجتماعي وعن واجباتهم التعليمية والتزاماتهم الشخصية . ويمكن أن يقال أن الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعية باتت تمثل لكثير من المراهقين أسرة وهمية يتلقى منها أفكاره وثقافته وتؤثر على أخلاقه وعادته الاجتماعية . وفي المقابل ابتعد هؤلاء المراهقون عن واقعهم الحقيقي (أسرهم وعائلاتهم) وغابت في كثير من الأوقات الرقابة الأسرية والأبوية لما يتلقاه الأبناء في هذه الشبكة التي يرتبط بها المراهقون أكثر من ارتباطهم بآبائهم ولأوقات طويلة .

> قبل عدة سنوات لم يكن الكثير من الشباب اليمني يعرف أو يستخدم أجهزة الحاسوب ولا يتعامل مع شبكة التواصل الاجتماعي لكن وفي السنوات الخمس الأخيرة شهدت اليمن إقبالاٍ كبيراٍ للتعامل مع الإنترنت من مختلف الشرائح والأعمار وفي مقدمة هؤلاء شريحة الشباب والمراهقين خاصة أثناء وبعد ثورات الربيع العربي والتي استخدم فيها الانترنت وبالتحديد شبكة التواصل الاجتماعي في التأثير على مجريات الحياة السياسية وكان للشباب حضور ملحوظ وواسع لهذه التقنية ولهذا السبب (تزايد الإقبال على الإنترنت) وانتشرت معه محال مقاهي الإنترنت والتي امتلأت بها الشوارع الرئيسية والفرعية بشكل كبير . القائمون على هذه المقاهي يرون في أن الاستثمار في هذا الجانب وسيلة ناجحة للربح خاصة مع تدني قيمة الاستخدام (الفواتير) التي تفرضها الدولة عليها وهي عبارة عن 30 الف ريال مقابل 4 ميجاوات تم استخدامها طوال الشهر .. يقول صلاح الحطامي وهو صاحب محل أنه قام بفتح محله الذي وفر فيه العديد من أجهزة الكمبيوتر ويعمل أكثر من 20 ساعة تقريباٍ وأن الشباب يرتادون محله على طول الوقت نظراٍ لأن العديد منهم لا يمتلكون في منازلهم أجهزة كمبيوتر وإن جدت فهم يفتقرون لاشتراكها في خدمة الإنترنت . ويضيف الحطامي بأنه وبسبب الإزدحام الذي يشهده محله وبقية المحال من قبل الشباب بالرغم من كثرتها يظل العديد من الشباب رهن الانتظار حتى يفرغ هذه المقعد أو ذاك . وفي المقابل فإن العديد من محلات الانترنت باتت تفتح أبوابها على مدار الساعة وعملت على توفير مجالس عربية للمخزنين وكراسي وماسات لغيرهم ولهذا استوعب الكثير من الراغبين بالتصفح والمدمنين على شبكة التواصل الاجتماعي. وعن الأرباح التي يجنيها أرباب هذه المحال التجارية قال محمد عبيد (صاحب لمحل الانترنت) إن الكلفة الحقيقية تتمثل في توفير أجهزة الحاسوب والكراسي والماسات المناسبة وهي مبالغ تعد ميزانية تأسيس لمثل هذا المشروع… ليتم بعد ذلك الاشتراك في خدمة الإنترنت والتي تكلف الدقيقة الواحد شيئاٍ بسيطاٍ. ضعف الخدمة هذا الإقبال الكبير والازدهار لمحال الإنترنت هناك ما ينغصه كما يقول أغلب أصحاب هذه المحال والذين يشتكون من ضعف خدمة الإنترنت وانقطاعها في العديد من الأحيان ناهيك عن الانقطاع المتكرر لخدمة الكهرباء والذي بات يزعجهم بشكل كبير ويكلفهم خسائر مالية تذهب بعضها في شراء المشتقات النفطية الخاصة بالمولدات الكهربائية التي يستخدمها أصحاب المحال أثناء انقطاع التيار الكهربائي . وقال بعض أصحاب محلات الإنترنت إن الفترة الماضية من العام الجاري 2013م كانت هي الأسوأ بسبب ما شهدته المحافظة والعديد من محافظات الجمهورية من انقطاع التيار الكهربائي أو انقطاع لشبكة الإنترنت والتي تتعرض بين الوقت والآخر للاعتداء من قبل بعض العصابات . وطالب العديد من أصحاب المحال من الدولة القيام بتقوية خدمة الإنترنت بشكل جيد وبما يحسن من سرعة الخدمة ويعمل على الاستفادة بشكل جيد وأضافوا أنه في العديد من الأوقات يعاني الزبائن ومعهم أصحاب المحال من بطء سرعة الخدمة حيث يظل الشخص لدقائق طويلة بانتظار أن يفتح موقع أو صفحة على شبكة الإنترنت وهو الأمر الذي يؤدي إلى مغادرة العديد من الزبائن. الأسرة البديلة: تمتلئ محال الانترنت بالمتصفحين للمواقع والتواصل الاجتماعي أو للمواقع الإخبارية والبحثية لكن اللافت للنظر أن أغلب من يرتادون هذه المحال هم من الشباب والمراهقين الذي تقل أعمارهم عن 18 عاماٍ ويعملون على قضاء أوقات طويلة فيها قد تصل إلى ثمان ساعات متفرقة وبما يمكن أن يقال إنها حالة إدمان من هؤلاء المراهقين على صفحات التواصل. حسن عبدالله وهو طالب في الصف الثاني الإعدادي يقول إنه يعتكف على الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر في إحدى المحال بعد عودته من المدرسة الساعة الثانية عشرة ظهراٍ وحتى صلاة العصر ليعود بعدها من 4 عصراٍ وحتى 8 مساءٍ وربما تزيد. مؤكداٍ أنه يعمل خلال هذه الفترة يومياٍ للدخول على شبكة التواصل الاجتماعي والدردشة بأصدقائه في المدرسة أو بالأصدقاء الذين تم التعرف عليهم عن طريق الفيس بوك كما أنه يقوم بمتابعة المنشورات التي ينزلها الأصدقاء (والتي تكون في الغالب ساخرة) ويعمل حسن وغيره بالتعليق عليها بصورة جدية أو ساخرة في العديد من الأوقات وهكذا بقية الأيام . ويقول حسن: إن الإنشغال بالفيس بوك أصبح يبعد الملل الذي كان يسيطر على حياته قبل أن يتعرف على كيفية التعامل مع الفيس بوك والذي أصبح يقعد عليه أكثر مما يجلس مع أسرته فهو وكما يقول إنه يقسم أوقات يومه بين (المدرسة – الجلوس على الفيس بوك – والنوم والأكل في المنزل) وبالكاد يجلس أوقاتاٍ محدودة وقصيرة مع أسرته . أما محمد حمود 17 عاماٍ فإنه يقول إن مهارة التعامل مع الحاسوب والفيس بوك التي اكتسبها مؤخراٍ قد أثرت بشكل كبير على شخصيته وأضيفت له العديد من المعلومات إلى ثقافته عن طريق ما يتم نشره من منشورات في صفحات التواصل الاجتماعي . وأضاف ليس كل ما نتابعه طوال الساعات الطوال دون فائدة بل إن كثيراٍ من الأوقات يتم التواصل مع الزملاء لمناقشة بعض الدروس التي تم تلقيها في المدرسة والتي يدار فيها ثقافات طويلة بين الزملاء وتكون الاستفادة أكبر إذا كان المدرسون مشتركين في المجموعة (الأصدقاء) . وعن التكلفة المالية التي يدفعها هؤلاء الشباب والمراهقون وخاصة من الطلاب قال محمد حمود إن متوسط ما يقوم بدفعه يومياٍ يتجاوز 55 ريالاٍ وهي جزء من مصروف المدرسة وبعض ما يعطيه الآباء لأبنائهم خلال فترة العصر… وفي بعض الأحيان يقوم بعض أصحاب المحلات بتسديد المبالغ كديون على هؤلاء الشباب . وأضاف وفي الفترة الأخيرة عمد بعض أصحاب المحال لاستلام المبالغ مقدماٍ واعتماد مدة زمنية مقدماٍ حتى لا يقع إشكال مع الزبائن وخاصة الأطفال وأصحاب المحلات .. ألعاب لاجتذاب الأطفال ليس كل من يدخل من هؤلاء الأطفال يعرفون التعامل مع شبكة التواصل الاجتماعي والفيس بوك. فبعض هؤلاء الأطفال يدخلون هذه المحال والتي أعدت لهم مسبقاٍ ألعاب تعمل على اجتذابهم وتنمية مهاراتهم العقلية ومن تلك الألعاب البريارودا أو لعبة المدينة وترتيبها ولعبة المباريات والتي يتولى في الغالب الطفل إدارة جزء من اللعبة . بحيث يكون هذا الطفل مسئولاٍ بحسب التقنية عن إدارة وتحريك الفريق أو اللعب كطرف في مقابل طرف آخر (حسب برمجة اللعبة) وهكذا . وتستمر هذه اللعبة في الغالب أكثر من ساعتين في بعض الأحيان وتعمل على جذب هؤلاء الأطفال وتفكيرهم بشكل كبير .. يقول بعض هؤلاء الأطفال إن محال الإنترنت وفرت لهم مكاناٍ مناسباٍ للتمتع بأوقاتهم واللعب الذي ربما لا يجيدونها في المنزل أو مكان آخر . غياب الرقابة: ومع هذا الإدمان من قبل كثير من الأطفال والمراهقين والشباب تغيب مع ذلك الرقابة الأسرية الذين أصبحوا غير عابهين بتلك الأوقات التي يقضيها ابناؤهم أمام شاشات الحاسوب في محال الإنترنت ولا مدركين لأهمية الحفاظ على أوقات ابنائهم وترتيب الأولويات لهم . فالعديد من الآباء لا يعرفون الكلام والثقافة التي يتلقاها ابنائهم من شبكة التواصل الاجتماعي ومدى ملاءمتها لأعمار ابناؤهم وبالعادات الاجتماعية والأخلاقية . وقال الكثير من الآباء أن أبناءهم يقضون أوقات طويلة أمام أجهزة الحاسوب في تلك المحال لممارسة عملية التواصل وهي فرصة للحديث مع أصدقائهم وتنمية مهاراتهم في التعامل مع الحاسوب لكنهم في نفس الوقت لم يسألوا أبناءهم عما يدور في جلساتهم وعن الحديث الذي يتداولونه والمنشورات التي تطرح ويتلقاها ابناؤهم ناهيك عما قد يشاهدنه بعض الأطفال من مناظر أو مقاطع مخلة بالأخلاق والقيم الاجتماعية والدينية . وأضاف هؤلاء الآباء إن قضاء ابناؤهم أوقاتاٍ في محال الانترنت فرص لتجنب المشاكل التي قد يفتعلها هؤلاء الأطفال مع إخوانهم أو مع أبناء الحارة . فارغة المضمون غالباٍ ما تنزل في صفحات التواصل الاجتماعي العديد من المنشورات والعبارات أو الصور التي لا تعتبر إلا عن عقليات فارغة وغير مدركة لما تكتبه وما تنزله في وسيلة يمكن الاستفادة منها كوسيلة التواصل الاجتماعي (الفيس بوك). حيث يشكوا العديد من الشباب الذين يتعاملون مع الإنترنت وبالتحديد مع (الفيس بوك) أن بعض الأشخاص يعمدون على إنزال منشورات فارغة المضمون والمعنى كأن يقوم أحدهم بكتابة كل ما يقوم به طوال اليوم والليلة أو أن يقوم البعض بالتهجم بطريقة غير مهذبة ولا داعي لها بحق أشخاص أو هيئات . أحمد غازي أحد الذين يتعامون مع شبكة التواصل الاجتماعي أكد أن البعض جعل من صفحات الفيس بوك فرصة لتصفية مشاكله مع الآخرين وتوجيه العبارات غير السوية . وطالب أحمد على أن يتم توعية الشباب بالآداب التي ينبغي أن ترافق متصفحي صفحات التواصل الاجتماعي وجعل هذه الوسيلة فرصة لتنمية المهارات والثقافة والأفكار لا أن تكون وسيلة لتبادل العبارات النابية والكلمات الجارحة . الهاتف البديل القادم: مع تطور التكنولوجيا والتي دخلت على العديد من أجهزة التلفونات وخاصة التي يتعلق فيها بإدخال الانترنت بهذه الأجهزة (الفيس بوك – واتس آب – الدردشة … وغيرها) أصبح العديد من الأشخاص يستغنون عن الذهاب لمحال الإنترنت بهذه الهواتف والتي أصبحت تشغل جزءاٍ كبيراٍ من أوقاتهم فهم يقضون معها أوقاتاٍ طويلة نظراٍ لمرافقتها لهم طوال اليوم والليلة لسهولة الاستخدام أيضاٍ . ويرى أصحاب الهواتف المزودة بخدمة الإنترنت أنهم يوفرون على أنفسهم التكلفة المالية وسهولة الاستخدام والتمتع بالخدمة في أي مكان … ناهيك عن أن هذه الطريقة تجنب مستخدميها منغصات انطفاء الكهرباء أو بطء الخدمة. وفي الأخير يجمع الكل على أن الإنترنت وما يحويه من وسائل وتقنيات متعددة قد أدى إلى نقلة نوعية في العقل واستفاد منه العديد سواء عبر المعلومات والأفكار التي يتم نقلها عن طريق نشر الفوائد والآراء وروابط العلاقات بواسطة تلك الوسائل . هذه الوسائل العديدة والمتنوعة والمتزايدة يوماٍ بعد يوم أصبحت تشكل هماٍ وخطراٍ دائماٍ على المستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي لكونها باتت تعمل على صياغة عقول الشباب والمراهقين والنشء بدون تهذيب أو توظيف أو مراقبة. الأمر الذي يتطلب على جميع الجهات وفي مقدمتهم الأسرة والآباء على وجه الخصوص العمل على مراقبة ومتابعة ترتيب أوقات أبنائهم وبما ينمي مهاراتهم ويصقل مواهبهم ويحافظ على ثقافتهم الاجتماعية والأخلاقيه. كما لا يمكن إغفال دور الدولة في التوعية والترشيد بضرورة الاستفادة من هذه التقنية والوسائل وبما يحذر النشء والشباب من مخاطر سوء استخدام هذه الوسائل.