يتزوج الملايين من النساء الشابات حول العالم قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة¡ وغالبا◌ٍ ما يكون هذا الزواج ضد رغباتهن ومخالفا◌ٍ للقوانين والإتفاقات الدولية.وفي اليمن¡ لا يزال زواج القاصرات يعمل على الحد من إسهامات المرأة في المجتمع¡ كما لا تزال الفتيات والنساء يعانين من ارتفاع معدلات الأمية ومن الإنتهاكات وحرمانهن من الفرص. نحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للأمم المتحدة للقضاء على العنف ضد المرأةº وهو يوم يسلط الضوء على التقدم الم◌ْحرز في النضال الطويل من أجل حقوق المرأة وكذا التحديات القائمة. فنحن¡ جنبا◌ٍ إلى جنب مع شركاء اليمن في المجتمع الدولي¡ ندعم ونحيي الجهود الحثيثة التي يبذلها اليمنيون الملتزمون بإنهاء العنف ضد المرأة وتأمين حقوقهن الأساسية. فعلى سبيل المثال¡ تعد البرامج التي تعمل على تعزيز التعليم والوعي أساسا◌ٍ لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي وعدم المساواة. فبإمكاننا الحد من تعرض المرأة للعنف والإنتهاكات المنزلية من خلال تعزيز برامج مكافحة الأمية التي من شأنها بناء الثقة بالنفس والإستقلالية. فقد أثبتت مشاريع مكافحة الأمية وفرص التدريب المهني بأنها مسارات جيدة لتوسيع مشاركة المرأة في مجال القوى العاملة وزيادة الطاقة الانتاجية وتعزيز الابتكار. ففي اليمن¡ تحرز المنظمات الشعبية تقدما◌ٍ مدعومة◌ٍ من الحكومة اليمنية والشركاء الدوليين. ويتفهم اليمنيون وعلى نحو◌ُ متزايد بأن قضايا المرأة يجب أن تكون في جوهر الأولويات الوطنية. ففي مؤتمر الحوار الوطني تمثل النساء 30% من نسبة المتحاورين. وقد عملت المشاركة القوية والفاعلة للمرأة في صياغة مستقبل اليمن على تعزيز المشاركة العامة للدور المهم الذي تلعبه المرأة في مواقع المسؤولية والثقة¡ وكذا تعزيز دورها الأكبر والمحتمل في الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع ككل. فعندما تعاني المرأة من الترهيب والعنف والانتهاك¡ فإن الوطن يعاني بأكمله. ومع ذلك¡ يقر اليمن أن هناك الكثير من العمل المهم الذي يتوجب فعله. فاليمن لديها أحد أدنى معدلات التعليم في العالم¡ وعليه فإن المرأة تتأثر بذلك وبطريقة◌ُ غير متناسبة. فعندما يتم تهميش وسوء معاملة قطاعات واسعة من السكان وتعرضهم للتمييز فإنه يتم إسكات الأصوات المهمة وضياع وجهات النظر. تكمن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في صميم بناء يمن◌ُ حر وديمقراطي ومزدهر. وتلتزم الولايات المتحدة بالعمل مع الحكومة اليمنية والمنظمات غير الحكومية التي تقدم العون للنساء المحتاجات لذلك في جميع أرجاء اليمن. وفي نفس الوقت¡ يجب علينا –نحن المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الجماهيرية والقطاع الخاص – الإستمرار في العمل معا◌ٍ لمعالجة قضايا التمييز والانتهاكات. كما تجدر الإشارة هنا إلى أن التشريعات التي من شأنها معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي تعد خطوة مهمة لتحسين وضع المرأة. إن الولايات المتحدة مستمرة في مساعدتها لمعالجة العنف القائم على النوع الإجتماعي في جميع أنحاء العالم من خلال خطة العمل الوطنية الأميركية والسلام والأمن وخطة الرئيس الطارئة لمكافحة الأيدز والتي استثمرت أكثر من 215 مليون دولار على مستوى العالم في برامج متعلقة بمكافحة العنف القائم على النوع الإجتماعي على مدى الثلاثة أعوام الماضية. وفي الوقت نفسه¡ قامت فرق العمل المشتركة برصد ومكافحة الإتجار بالبشر التابعة لرئيس الجمهورية بمضاعفة جهودها لإدماج برامج العنف القائم على النوع الإجتماعي في أنشطة الإستجابة الإنسانية. تأكدوا أن الأميركيين ملتزمون بمواصلة دعم الإنتقال السياسي في اليمن عبر مواصلة الإسهام في الأعمال المهمة لمنع حدوث العنف ضد المرأة. فنحن الأميركيون واليمنيون معا◌ٍ¡ ومع شركاء اليمن الدوليين¡ سنستمر في سعينا لتحقيق يمن◌ُ آمن◌ُ وديمقراطي ومزدهر في الوقت الراهن وللأجيال القادمة.

* القائمة بأعمال سفير الولايات المتحدة بصنعاء