معارك وحروب عديدة اندلعت بين القبائل العربية في صدر الجاهلية تناقلتها الكتب وخطتها الأقلام.. كانت تندلع في الغالب بسبب لا يعقل ولا يقبله منطق.. رغم وجود رجال وعقول راجحة.. يفرقون بين الحق والباطل.. إلا أن المعارك والحروب.. كانت تستمر لسنوات ليست قليلة بين أبناء العمومة والفروع.. وتسيل الدماء وتقطع أواصر الأخوة والمودة بين أبناء القبائل حدث ذلك في قلب الجزيرة العربية. حرب داحس والغبراء التي كان سببها خيل سباق بين قبيليتين.. فتحت فيها كل الجروح.. واشتعلت الحرائق لتلتهم القبيلتين¡ واستمرت الحرب أربعين عاما. البسوس ثم كانت حرب البسوس .. التي اندلعت نيرانها بين أبناء القبيلة الواحدة كانت سببها عقر ناقة عجوز نزلت بضيافة جساس أحد رجال وزعيم مرة إحدى القبائل العربية. كانت ناقة العجوز ترعى في حديقة كليب فقتلها كليب ولأنه كبير القبيلة فعلها¡ لكن جساس اعتبر ذلك خسة ونذالة لأن العجوز قد نزلت بضيافة جساس. سرها في نفسه جساس وعندما سنحت له الفرصة قتل جساس كليبا◌ٍ غدرا◌ٍ. وهنا ثارت ثائرة الزير سالم وكان فارسا مقداما فاشتعلت الحرب سنوات طوالا◌ٍ.. تمزقت القبيلة.. وتقاطعت الأواصر.. فطلب الزير الثأر لكليب¡ وأنهكت وطلبت الصلح من الزير سالم الذي رفض الصلح واستمرت الحرب عشرات السنين. إنها الحرب قد تشعل القلب لكن خلفك عار لا تهادن ولا العرب تتوخى الهرب.. أمل دنقل.. والعرب تاريخ مليء بالمآسي والحروب.. كأنها لعنة كتبت عليهم ولا تزال تلاحقهم جيلا◌ٍ بعد جيلا◌ٍ.. من جيل الجاهلية.. وقبل بزوغ شمس الإسلام وحتى اليوم لا يزال سيف الزير سالم وثار كليب.. مسلطا على رقابهم..¿