الرئيسية - محليات - التحقت بالعمل الفدائي مطلع الستينيات في إطار التنظيم الشعبي
التحقت بالعمل الفدائي مطلع الستينيات في إطار التنظيم الشعبي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

نتيجة لنشاطنا الفدائي بعدن طوردنا من سلطات الاستعمار فذهبنا إلى تعز

كتابة تاريخ الثورة اليمنية كانت ولا تزال خاضعة لأمزجة وأهواء بعض الذين يحاولون تفصيل التاريخ على مقاسهم وتجاهلوا -ربما عن عمد- كثيراٍ من الحقائق النضالية الثابتة كما تجاهلوا أناسا كانت لهم أدوارهم النضالية المشهود لها بالتضحية والفداء أولئك الأبطال الحقيقيون الذين أدركوا الواجب الوطني الملقى على عاتقهم فقاموا به خير قيام حتى إنجاز مرحلة الكفاح الوطني فركنوا في الظل ولم يعد أحد يقرأ عن مناقبهم ومآثرهم البطولية وأعمالهم الفدائية التي أيقظت مضاجع الإمامة في شمال الوطن والمستعمر البريطاني وأذنابه في جنوبه ومن بين ركام الذكريات ومحطات الركون التي استظل أولئك الأبطال بظلالها منذ ذلك الوقت البعيد نستعيد الذكريات مع مناضل خرج من قلب عدن المدينة ليجد نفسه على جبال كوكبان مدافعاٍ عن صنعاء ومشاركاٍ في فك حصارها.. إنه المناضل فضل حسن صالح الملقب بـ(الشجون) الذي تحدث عن بداياته في العمل الوطني وذكرياته خلال فترة الكفاح المسلح في جنوب الوطن سابقاٍ والتحاقه بالمدافعين عن مدينة صنعاء فماذا قال: في تعز دربنا المتطوعين لفك حصار صنعاء وحاربنا في كوكبان والنهدين هربنا من صنعاء بسبب إشاعة عن اعتقال صغار الضباط بعد المصالحة مع الملكيين

تكون الوعي الوطني منذ أن كنت طالباٍ شاركت في المظاهرات ضد سلطات الاحتلال البريطاني في مدينة الشيخ عثمان ومدينة عدن (كريتر) وبدأنا نقرأ ونتابع أخبار الثورة المصرية وبطولات جمال عبدالناصر وفي عام 1963م التحقت بالعمل الفدائي ضد الاستعمار البريطاني في إطار التنظيم الشعبي (فرقة سند ورسول) حيث أطرت على يد المناضل الشهيد علي عبدالله الرخم والمناضل علي قاسم مسعود في إطار الفرقة التي كان يقودها المناضل عبدالله المجعلي وبعد مرور فترة من الوقت وتدريبي على بعض الأسلحة مثل القنابل اليدوية إنجليزية الصنع وأنواع المسدسات والرشاشات الإنجليزي والألماني وهناك كثير من المناضلين الذين كانوا معنا في تلك الفترة وشاركوا في العمل الفدائي أذكر منهم المناضل فاروق فارع والمناضل الفقيد ناصر فضل «نبيل» والمناضل الشهيد عمر الرخم وآخرون ونتيجة لنشاطنا الفدائي في مدينة عدن بدأت السلطات البريطانية تطاردنا بعد أن حصلت على معلومات من عملائها بأسمائنا ومناطق سكننا.. غادرنا مدينة عدن وسرنا إلى منطقة الخداد في محافظة لحج ومن ثم اتجهنا إلى مدينة تعز وهناك استقبلنا المناضل عبدالله المجعلي ومكثنا فترة بسيطة في تعز ثم سافرنا إلى جمهورية مصر العربية للدراسة في الكلية الحربية وقد سافرنا بحراٍ عن طريق الحديدة وكان من بين الذين سافروا معنا المناضل هادي محمد عامر والمناضل الفقيد محمد ناصر حسن والمناضل ناصر هادي والمناضل عبدالرزاق والمناضل ثابت قاسم وهناك تعرفت على عدد من المناضلين من مختلف المحافظات اليمنية. مواقف بطولية أثناء دراستي في الكلية الحربية بمصر حصل العدوان الإسرائيلي على مصر في 5 حزيران 1967م حينها كان للطلاب اليمنيين الدارسين في الكلية الحربية موقف بطولي وطالبنا بالمشاركة في الحرب إلى جانب إخواننا المصريين وتم توزيعنا على ضواحي القاهرة وقرب المطار وفي الكلية الحربية وأخذنا مواقع دفاعية وقمنا بحفر الخنادق للأفراد وقد ضربنا من قبل القوات الإسرائيلية والطيران الإسرائيلي بالقنابل حيث كانت الشظايا تتطاير إلى خنادقنا الدفاعية ولم يكن لدينا غير سلاحنا الشخصي الذي استخدمناه. العودة إلى صنعاء  في 30 نوفمبر 1967م تخرجت من الكلية الحربية بمصر وهو اليوم الذي صادف يوم جلاء الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن وبعد التخرج طرحت علينا القيادة المصرية خياري العودة إلى عدن أو العودة إلى صنعاء للالتحاق بالمناضلين المدافعين عن مدينة صنعاء المحاصرة وفضلت العودة إلى صنعاء ومعي عدد كثير من الضباط المتخرجين من الكلية الحربية وكان وصولنا من القاهرة إلى تعز حيث قمنا بتدريب المتطوعين للدفاع عن صنعاء في منطقة «صالة» وإرسالهم إلى صنعاء للالتحاق بالمدافعين عن الثورة وفتح الحصار ثم اتجهنا نحن الضباط إلى صنعاء والتقى بنا قائد القوات المسلحة الفريق حسن العمري وتم دمجنا في القوات المسلحة ضمن الدفعة السادسة وتم توزيعي في اللواء العاشر مشاه وكان قائد اللواء المناضل محمد علي راجح حيث تم تعييني قائد موقع في بيت «المرازم» في كوكبان حيث كانت المعارك القتالية شبه يومية واستشهد عدد من الجنود في عملية القنص التي كان يقوم بها العدو وبعض الجنود فارقوا الحياة بسبب إصابات بسيطة تسببت في النزيف لأنه لا يوجد إسعافات أولية بحكم وجودنا فوق جبال مرتفعة وأذكر أن الملازم محمد مثنى عمر أصيب إمامي وكان بجوارنا موقع آخر فيه عدد من الضباط والجنود منهم الملازم المناضل هادي محمد عامر والملازم المناضل الفقيد محمد ناصر حسن كما أذكر من الضباط المشاركين في فك الحصار عن صنعاء المناضلين الملازم علي حجر والملازم عبدالله الجبري والملازم عبدالعزيز والملازم عبدالله علي حسين والملازم فضل ناصر أمذيب والمناضل عمر علي حسين والملازم محمد سالم الزجر والمناضل زيد أحمد طه والمناضل محمد علي راجح والملازم سامي خليفة والملازم بدر والملازم قاسم ثابت فضل الحجري والملازم مقبل سلام والملازم صالح مثنى الرفاعي والملازم محمد أحمد محسن أبو حميد والملازم رشيد دحمان ثم انتقلت ضمن السرية من كوكبان إلى موقع النهدين في صنعاء وكان من ضمن الضباط الذين برفقتي الملازم علي حجر ثم توجهنا إلى منطقة سنحان وهناك دارت معركة بيننا وبين الملكيين وتم محاصرتنا حتى المساء وكان من بين الضباط المحاصرين قائد اللواء العاشر محمد علي راجح وفي الموقع ذاته استشهد ملازم اسمه محمد حيث أذكر أنه كان موجوداٍ في المؤخرة حيث كان يوجد المناضل الكبير محمد عبد ربه العواضي. اعتقال الضباط الصغار بسبب الحوارات التي كانت جارية بين قادة الجمهوريين والملكيين في عام 1969م بثت إشاعة بأن هذه الحوارات ستفضي إلى الاتفاق على اعتقال الضباط الصغار لذلك اضطررت إلى الهرب إلى عدن ومعي عدد من الزملاء وقبل وصولنا إلى عدن أخبرناهم بأننا طلاب وليس لنا علاقة بالعمل السياسي ثم عملت بعد ذلك في السلك المدني كمدرس في عدد من مدارس عدن وبعدها انتقلت إلى العمل في الجمارك. مناشدة المناضل  فضل الشجون الذي عمل في وزارة الثروة السمكية في عدن الآن هو متقاعد ولكنه أسير الفراش يشكو من عدة أمراض وهو يناشد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بمد يد العون ومساعدته في توفير منحة علاجية وأعتقد  أن هذا أقل ما يمكن أن يقدم لرجل قضى أجمل سنوات عمره في خدمة الوطن ومدافعا عن مكتسباته. كما أن المناضل سجن في السبعينيات وتعرض للتعذيب وتعرض لكثير من المعاناة والإهمال أيضاٍ.