الرئيسية - محليات - ●الـ30 من نوفبر انتصار تحقق بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها اليمنيون
●الـ30 من نوفبر انتصار تحقق بفضل التضحيات الجسيمة التي قدمها اليمنيون
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اعتمدت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة منذ قيامها على أسلوب الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني الذي احتل جنوب اليمن أكثر من(129) عاما الكفاح الذي دك معاقل القوات البريطانية وقواعدها واجبرها على الرحيل من عدن منهزمة في الثلاثين من نوفمبر 1967م. و ليس بمستغرب أن يهب اليمنيون الجنوبيون في المناطق الجنوبية والشرقية التي كانت ترزح تحت نير الاستعمار البريطاني, للدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ..حيث يسجل لنا التاريخ أنهم هبوا للدفاع عن هذه الثورة الوليدة بالغالي والنفيس بالرغم من أنهم كانوا منخرطون في عمل ثوري منظم يقوده كوكبة لامعة من أبناء الوطن في شمال الوطن وجنوبه للتخلص من الاستعمار البريطاني . حول هذا الموضوع وهذا الحدث التاريخي الهام التقت الثورة بعدد من مناضلي ومناضلات ثورة 14 أكتوبر .. إلى التفاصيل:

المناضل/ أحمد الجعبلي سعيد/ من قيادات حزب جبهة التحرير تحدث في البداية قائلا: إن يوم 30 من نوفمبر 67م لم يأت كهبة من المستعمر بل جاء نتيجة للضربات الموجعة التي تلقاها المستعمر من مناضلي الثورة في كل جبهات القتال في مدينة عدن وفي مختلف لمناطق بجنوب الوطن وقد كانت تجمعنا الحركة الوطنية وهي عبارة عن قاسم مشترك بيننا في ذلك الحين السياسي والإعلامي وهناك من اختار وقدم الدعم المالي لشراء الأسلحة ونقلها من وإلى جبهات القتال.

المرأة والطلاب وتابع: كان للمرأة دور آنذاك في تنظيم المسيرات وإيواء المناضلين وإطعامهم وخزن الأسلحة إلى درجة أن الكثير من هذا القطاع قمن بتنفيذ الكثير من العمليات الفدائية وأذكر على سبيل المثال المناضلة المعروفة فوزية شمشير التي نفذت العديد من الأعمال الغذائية وكان للحركة العمالية دور هام منذ التكوينات الأولى لها و التي انبثقت منها الكثير من القيادات الميدانية في مرحلة حرب التحرير وكان الطلاب هم أوسع القطاعات مثلوا الإزعاج الأكبر للمستعمر لخروجهم إلى الشوارع في تنظيم المسيرات والمظاهرات وما أود قوله بأن كل الشرائح الاجتماعية عززت في ذلك موقف الكفاح المسلح حتى تحقق الهدف المتمثل بطرد المستعمر في 30 نوفمبر 67م وتوحيد السلطنات والمشيخات والولايات في الدولة الوليد.

قلعة الثوار أما المناضل/ صالح سعيد عاطف الملقب «الحكومي» فيقول: إن عدن كانت قلعة للثوار اليمنيين وكانت هناك تنظيمات منها تنظيم الجبهة القومية والتنظيم الشعبي العام وجبهة التحرير كانوا جميعهم جبهة واحدة داخل البلاد .. وكان هناك تنسيق بين المناضلين فعدن كانت القوة الفعالة بأبنائها المناضلين. فالمناضلون في مدينة عدن عندما كانوا يقومون بعملية فدائية والاستعمار البريطاني يطاردهم كان الناس في كل منزل يفتحون أبوابهم لحمايتهم من ذلك المستعمر المحتل بالرغم من أن الناس في المنازل عانوا أشد أنواع التعذيب من ضرب وشتم أثناء البحث والتفتيش. واضاف:أنا كرمت بوسام 14 أكتوبر ووسام الشجاعة ووسام الاخلاص وتحصلت على ست ميداليات وكوني احد المناضلين أعتبر أن أبناء عدن بمختلف أنواعهم شرفاء ومخلصون ومتعاونون لأنهم جميعاٍ كانوا يحمون الثوار الفدائيين المناضلين من مختلف المحافظات ليس فقط من عدن وإنما من لحج وأبين وحضرموت والمهرة وتعز . وكافة مناطق اليمن لايفرقون بين أي منهم…

مواجهة المحتل المناضل صلاح محمد قال من جانبه :كنت بعد اندلاع ثورة 14 أكتوبر في المدرسة وكنا نقوم بمظاهرات يوميه نرفع خلالها صور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتعرض الكثيرون منا للاعتقالات وكان جنود الاحتلال يزورون منازلنا أيضا بشكل يومي ويضربون من يواجههم وقد كان الأطفال يخرجون من منازلهم إلى الشوارع يهتفون باسم الزعيم جمال عبد الناصر كان الفتيات لهم دور عظيم في حمل الذخائر والمؤن للفدائيين وكان المحتل يغض النظر عن تفتش الفتيات ولن انسى الدور الذي قامت به البطلة الشهيدة نجوى مكاوي عندما ركبة المدرعة من عند بنك عدن ودخلت الحوافي تحث الناس على فتح متاجرهم وتطمئنهم وتشجعهم على مواجهة المحتل.

فتيات الرعيل الأول المناضلة آمنة عثمان من مناضلات الرعيل الأول قائلة: كنت بالخلية القيادية في منطقة كريتر وخور مكسر التي كانت تتكون من آمنة عثمان وسلوى مبارك ونسيم عبد الخالق وأنيسة احمد سالم وعيشه سعيد السقاف . وقد بدأت حياتي النضالية عندما كنت بالصف الأول ثانوي بنات خور مكسر في ذات الوقت أمم الزعيم جمال عبد الناصر(قناة السويس) فقامت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالعدوان الثلاثي على مصر لم أدر ماذا حدث لي فقمت بجمع التبرعات من التجار والمنازل والموظفين ووضعت تلك التبرعات في صندوق وكنت بحماس غير عادي وأنا أجمع هذه التبرعات وكان جمال عبد الناصر هو قائدنا ولكن لم أفكر وأنا أقوم بجمعها إلى أين يمكن إرسالها وجمعت تقريبا خمسين ألف شلن وفي الصباح الباكر في أحد الأيام هجم علينا جنود الاحتلال الانجليزي واخذوا الصندوق وقالوا إنهم سيوصلوه لعبد الناصر وبعدها عنفني أبي وقال لي أن هذا العمل يمكن أن يعرضك للخطر ومتاعب وحبس . وأضافت: العمل السياسي له أصول وتنظيم يمكن من خلاله أن يقوم أي شخص بالدور الذي يستطيع أن يقوم به وفصلت من المدرسة وبعد وساطات كثيرة تمكنت من العودة ودخلت معهد تدريب المعلمين في البراق (قصر السلطان بكريتر ) وكنت في تلك الفترة أقوم بتعبئة زميلاتي ضد الاستعمار فنقوم بالإضرابات وفي عام 1962 تخرجت مع 25 طالبة من المعهد وكن جميعا مناضلات. وتابعت: بدأت الحركة النقابية للمعلمين ضد النقابات الست بالقيام بدور بارز في النضال الوطني كان عبد القادر أمين وفضل محسن ومحمود سلامي يقومون بتشجيعي وانضمت إلينا أنيسة احمد سالم وثرية منقوش كان دورنا القيام بالتحريض على الإضرابات وكنت أقوم بإخفاء وتخزين الأسلحة في بيتنا دون علم أبي كما كنا نراقب تحركات جنود المستعمر. تشكيل الحلقات النسائية وتابعت المناضلة آمنه عثمان يافعي: لقد تشكلت أولى الحلقات النسائية في عام 1963م من المناضلات الفقيدة نجوى مكاوي وفتحية باسند وأنيسة احمد وآسيا حميدان وفي عام 1964م استطاع قطاع المرأة بناء قطاع نسائي قادته المناضلة زهرة هبة الله علي والتي وصلت أعلى المراتب التنظيمية وهي الشعبة لقد كانت مرتبة التنظيم للقطاع النسائي للجبهة القومية الحلقة –الخلفية-الخلفية القيادية –الرابط-الشعبة) وكانت قيادة قطاع المرأة تتكون من زهرة هبة الله علي نجوى مكاوي وفتحية باسنيد وعائدة علي سعيد وفوزية محمد جعفر وثرية منقوش وأنيسة الصايغ وفطومة علي أحمد.

الكفاح المسلح وأضافت قائلة: لعل أهم انتفاضة كانت من طالبات كلية البنات خور مكسر وذلك في مدينة عدن وذلك في الأول من فبراير من العام 1962م ضد السياسة التعليمية البريطانية الهادفة إلى مسخ الشخصية الوطنية عن طريق فرض المناهج الاستعمارية المعيقة وأعلن الإضراب العام والخروج في مظاهرة كبيرة وتجاوب معها مدارس البنين جابت معظم شوارع عدن وحاول الاستعمار تفريقنا بالقنابل المسيلة للدموع والتهديد بالاعتقالات والنفي وأغلقت كلية البنات سنة دراسية كاملة وأيضا مدارس البنين وتعرضت ست طالبات إلى الغرامة والمحاكمة وهن المناضلات نجاة راجح ومنيرة محمود منيباري وعيشة سعيد وأنيسة سليمان وهيام معتوق وعادلة صالح عوض وفي الأخير عدل المستعمر عن تهديداته ورضخ لمطالبهن إلا أن التحول الحاسم الذي شهدته بلادنا منذ أكتوبر 1963م بانتهاج أسلوب النضال المسلح ضد المستعمر جعل لنا فسحة كبيرة من المشاركة شاركت أعداد كبيرة من النساء في عدن ساندن وانضممن إلى الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن وجبهة تحرير جنوب اليمن.

ذكريات المناضلات وفي ذات تحدثت المناضلة سعاد عثمان بالقول: لقد أسهمت المرأة في نضال الحركة العمالية ولعبت دورا هاما في نضالات الحركة الطلابية وإنجاح الكفاح المسلح وحملت السلاح وقاتلت ضد قوات الاحتلال البريطاني أذكر الشهيدة لطيفة علي محمد شوذري كانت أول شهيدة في عدن وقبل استشهادها كانت واحدة من أنشط الفدائيات في جبهة التحرير وفي أيام المواجهة العنيفة في 1965م في يوم منع التجول خرجت في مظاهرة صاخبة لتشيع الشهداء الثلاثة أبناء الفقيد المرحوم عبد القوي مكاوي كانت تقود هذه لمظاهرة وترصدها العدو عند معسكر عشرين بكريتر وأطلق عليها سبع رصاصات غادرة أدت إلى استشهادها وكانت أول شهيدة في عدن امرأة. وتابعت: كنت شابة في الرابعة عشرة من عمري عندما انضممت إلى الجبهة القومية كنت من الرعيل الثاني كان اشد حماسا من الرعيل الأول كانت أختي آمنة هي المصباح المضيء لي وللكثير من المناضلات آنذاك وكنت في خلايا القاعدة للخلية القيادية التي تقع تحت مسؤوليتها الكثير من خلايا القاعدة والأنصار أذكر منهن: كريتر خور مكسر: إلهام سليمان ملكة موسى زينب السقاف سعاد عثمان اليافعي أنيسة عبود إلهام عيدروس وسلوى سليمان ومريم أحمد طه وسهام أحمد عبد المجيد. واستطردت سعاد عثمان: في يوم كنت عند صديقتي وأعلن حظر التجوال وبدأ الانجليز في التجول لاعتقال من يجدوه في طريقهم خفت من أبي ونزلت إلى الشارع في طريقي إلى المنزل وكان المنزل في نفس الحافة تقريبا استوقفني العسكري الانجليزي وبدأ يحاول معاكستي بطريقة غير أخلاقية قمت بضربه وقلت له أرحل عنا هذه بلادنا اذهب إلى الجحيم لقد أعطاني رب العالمين الشجاعة والقوة في تلك الأثناء وجاء القائد وسمح لي بالمرور كان أبي علي أحمر من الجمرة وهو يحاول الخروج من المنزل بقصد إحضاري من منزل صديقي والناس يمنعوه من النزول وجميع الناس من بيوتهم يحاولون مساعدتي للدخول إلى منازلهم المفتوحة لقد كانت منازل أهل عدن جميعها مفتوحه للثوار من النساء والرجال. وأضافت: كنا نقوم بجمع التبرعات وتوزيع المنشورات والبيانات وتوصيل الأكل للثوار والتحريض على الإضرابات وكلنا خلايا متفرقة لا تعلم ولا تعرف خلية عن الأخرى شيئا إلا عندما نكون في مظاهرة ضد الاستعمار كنا نساعد في عملية إخفاء الأسلحة والذخائر التي كانت عبارة عن مسدسات وقنابل كنا نخفيها في بيوتنا أما أنا فكنت أخفيها في دورق زجاجي في دولابي ولا يعرف المستعمر أن هناك يوجد سلاح عند تفتيش بيتنا لقد تعودنا أن يزورونا كل يوم تقريبا.

قيود وحرمان كما تحدثت من جانبها المناضلة رضية شمشير قائلة: كانت المرأة اليمنية كغيرها من النساء في العالم العربي حيث لم يكن لها من حقوق من حق سوى حق الإنجاب ولم يكن المستعمر حريصاٍِ على نشر التعليم وخاصة تعليم الفتاة ومنذ العام 1937م ظهرت في عدن بعض الجمعيات العامة في الحقل الاجتماعي التي بدأت بالتوعية وعلى الرغم من خروج الرعيل الأول إلى ميدان العمال إلا أنهن لم يكن قادرات على أداء أدوارهن بفاعلية بسبب القيود فتعالت أصوات المنادين بحرية المرأة وحقها في العمل وأضافت المرأة والرجل حرما معاٍ من قبل الاستعمار من المشاركة في الحياة السياسية ومع هذا كان للمرأة دور كبير في دعم ومشاركة الرجل في النشاطات السياسية السرية وعندما انطلقت الحركة القومية العربية التي فرضت نفسها على مواقع الحياة السياسية وهب الرجل والمرأة في بلادنا معا لتأييد الثورة الجزائرية والفلسطينية وتقديم وجمع التبرعات للثورة المصرية وفي عام 58م بدأت الحركة النسائية من اجل احتواء نضالها بخضوع المستعمر لمطالبها بإنشاء أول مؤسسة نقابية للمرأة في تاريخ البلاد وتأسست جمعية المرأة العدنية برئاسة المناضلة الفقيدة رقية ناصر ومشاركة مناضلات أخريات مثل نبيهة حسن عيشة بازرعة صفية جعفر قدرية على جعفر فاطمة هانم فريال فكري وأخريات. ومع نمو الوعي السياسي في صفوف المرأة في عدن تكونت جمعيه المرأة العدنية عام 1960 م وتكونت جمعية المرأة العربية بقيادة المناضلة رضيه إحسان الله ونورا وصفيناز خليفة وليلى جبلي وقد جاء تأسيسها كفرع تابع لحزب البعث العربي الاشتراكي في عدن.

بطولات المناضلة مكاوي المناضلة نادية محمد قائد الأغبري من الرعيل الثالث قالت:كنت من القيادات الطلابية فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني من خلال انضمامي إلى الاتحاد الوطني لطلبه اليمن المحتل 1966م وقد كان هنالك حين ذاك الكثير من المناضلات الفدائيات اللاتي يقمن بتوعية المجتمع بحقوقه وبأهمية طرد المستعمر ومنهن المناضلة الفدائية الفقيدة نجوى مكاوي التي كانت من المناضلات الفدائيات ولها بطولات ومآثر فقد امتطت دبابة بريطانية قتل أفرادها في انتفاضة بمدينة كريتر في 20يونيو 1967م وقادتها في جميع أنحاء المدينة تدعو أصحاب المطاعم والأفران والبقالات إلى فتح متاجرهم لتقديم الخدمات للشعب وتوفير الأكل للثوار.