الرئيسية - عربي ودولي - دروس التجربة الإماراتية
دروس التجربة الإماراتية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

– لـم يكــن مستغربا◌ٍ أن تتميز احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بالعيد الوطني هذا العام وهي تشهد سلسلة متلاحقة من التحولات والانجازات الحضارية¡ لعل أبرزها إعلان فوز دبي باستضافة معرض (( اكسبو)) الدولي إثر منافسة شديدة مع دول لها باع طويل في تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبيرة حيث نافست وبقوة للحصول على شرف تنظيم هذا المعرض الذي يستقطب الملايين من الزوار لمشاهدة ومتابعة أحدث الصناعات والتقنيات التي أفرزتها الثورة العلمية و الصناعية راهنا◌ٍ. استهللت هذه الإطلالة وأنا أتابع – كغيري – عظمة التحولات التي يقطعها الشعب الإماراتي باعتبـارها مفخرة لكل عربي¡ خاصة في ظـل هــذه الظــروف الاستثنـائيـة التي يعيشها الوطن الكبير خاصة مع إيقاعات الأزمات السياسية المتلاحقــة. وبالمناسبة أتذكر أحـد الساسة وهو يروي للأجيال الحديثة الظروف الصعبة التي عاشتها الإمارات قبل نحو أربعة عقود وحديثة عن البدايات الحقيقية للنهضة الاماراتية عندما بدأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتأسيس مداميك هذه الدولة الفتية وذلك بحكمتة التي تميز بها مقرونة بالعمل الجاد والمثابر من أجل شعبه ومصالح أمتة¡ إذ كـان يعتز بعروبتهö ولا ينسى دوما◌ٍ التذكير بانتسابه إلى موطن أجداده في أرض اليمن. وفي هذا السياق أتذكر أنني كنت أحد المرافقين الصحفيين للوفد الإماراتي الكبير الذي رأسـه سمـو الشيخ زايد إلى اليمن عام 1976م – إذا لم تخني الذاكرة – ووضع خلالها الشيخ زايد حجر الأساس لإعادة بناء سد مارب العظيم الذي طمرته◌ْ ح◌ْقب النسيان وجثمت على أنفاس وديانهö الرمال .. أتذكر خلال هذه الزيارة أنني كنت بالصدفة إلى جوار الشيخ زايد وهو يضع كذلك حجر الأساس لبدء العمل في بناء سفارة دولة الإمارات بصنعاء¡ مستمعا◌ٍ إلى السفير وقتها وهو يشرح مكونات البناء¡ إذ قاطعه◌ْ الشيخ زايد قائلا◌ٍ له : – لا تنس أن تضيف في مخطط الإنشاء سكنا◌ٍ لي¡ إذ أن اليمن يعتبر بلدي الثاني بعد الإمارات. استذكرت هذه الواقعة ¡ عندما تلقيت دعوة كريمة من القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات لدى اليمن الأخ: خالد علي ربيع الحوسني لحضور حفل الاستقبال بالمناسبة والتي تذكر اليمنيين دوما◌ٍ بالوقفات الجادة والمساندة من قبل الأشقاء في الإمارات إلى جانب اليمن في السراء والضراء¡ خاصة خلال الأزمة السياسية التي كادت تعصف بالوطن ¡ حيث كان سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وفيا لتلك القيم التي أرساها مؤسس الدولـة الأول بمواقفه التي تؤكد الحرص على ثوابت العلاقات الثنائية وعمق الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين ¡ فضلا◌ٍ عن تطابق وجهات نظر البلدين إزاء مختلف القضايا و المستجدات الإقليمية والدولية .. وهي المواقف التي عبر عنها جليا◌ٍ الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية في أكثر من محفل وموقف ¡ خاصة لجهة دعم اليمن لدولة الإمارات تجاه قضية الج◌ْزر الإماراتية المتنازع عليها مع إيران . والحقيقة ¡ فإن الإمارات العربية المتحدة لم تبخل على أشقائها في هذا البلد تقديم العون والمساندة في شتى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية ¡ فضلا◌ٍ عن رعايتها مع الدول الخليجية الأخرى لمسار التسوية السياسية التاريخية وسعيها المستمر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية وذلك بهدف التوصل إلى صيغة توافقية تنهي حقبة من الخصومة وتلبي حاجة الشعب اليمني للاستقرار واستعادة دورهö الحيوي في إطار منظومة الأمن الخليجي والإقليمي والدولي على حد◌ُ سواء . **** ومثلما استهللت هذه التناولة بالإشارة إلى أحد تجليات المشهد الإماراتي الرائع والمتمثل في فوزها مؤخرا◌ٍ باحتضان معرض (( اكسبو )) الدولي ¡ فإنني ألفت إلى أن اليمن كان صوتا◌ٍ مؤيدا◌ٍ لاختيار (( دبي )) مكانا◌ٍ لاحتضان هذا الاستحقاق الكوني المهم والذي سيكون بمثابة إضافة جديدة إلى ميزان الأعمال الجبارة للإمارات وهدية رمزية ت◌ْكلل أعناق الإماراتيين بمناسبة الاحتفالات الوطنية بتأسيس الدولة.