الرئيسية - عربي ودولي - أوكرانيا وأجواء الحروب الباردة
أوكرانيا وأجواء الحروب الباردة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

[email protected]

فقبل سبع سنوات شهدت أوكرانيا أولى موجات الثورات الملونة «البرتقالية» والتي اجتاحت عدة جمهوريات سوفياتية سابقة وانهت ما تبقى لروسيا من نفوذ حينها لاعتبار أن هذه الدول تشكل الحديقة الخلفية للاتحاد الروسي واستغل الغرب «الولايات المتحدة + الاتحاد الأوروبي» تلك المتغيرات لتتغلغل بواسطة دعم الحكومات والأنظمة الجديدة وتوقيع اتفاقات شراكة وتعاون معها للحد من أي تأثير مستقبلي لموسكو وتضييق الخناق أكثر وأكثر عليها. > التطورات الأخيرة التي تشهدها العاصمة الأوكرانية كييف من خلال اندلاع موجة الاحتجاجات والمظاهرات التي دعت إليها أحزاب المعارضة القريبة للغرب والتي خسرت نفوذها على الحكومة والبرلمان في الانتخابات الأخيرة لصعود الأحزاب الأقرب إلى روسيا والتي رفضت التوقيع على اتفاقية الشراكة مع بروكسل بحجة أنها تضر بسيادة ومصالح الأوكرانيين وتمسكت حكومة كييف بموقفها من رفض توقيع الاتفاقية مع أوروبا في قمة الشراكة الشرقية التي عقدت الجمعة الماضية رغم اشتعال الاحتجاجات لأنها ترى بأن الاتفاقية تمس سيادة أوكرانيا ولا تلبي مصالح الشعب الأوكراني مقابل عرض أوروبي بتقديم مساعدات تصل إلى 600 مليون يورو فقط وهو مبلغ زهيد نظرا◌ٍ لما ستقدمه أوكرانيا من مزايا ومنها إطلاق سراح رئيسة الوزراء السابقة المتهمة بقضايا فساد. وتبقى روسيا هي الأكثر تأثيرا◌ٍ على الجانب الأوكراني لما تشكله من أهمية اقتصادية وجوار¡ حيث يبلغ ما تقدمه موسكو إلى كييف 20 مليار دولار¡ كما أنها تشكل المورد الرئيسي للطاقة أيضا◌ٍ تحصل على رسوم مجزية مقابل مرور الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضيها الأمر الذي دفع بمسؤولين أوروبيين لاتهام الكرملين بممارسة ضغط على الرئيس والحكومة الأوكرانية لرفض التوقيع على الاتفاقية فردت روسيا بلهجة أكثر شدة وعلى لسان الرئيس فلاديمير بوتين بوصف الاتفاقية بالمسيسة وما يجري في شوارع كييف ليس بثورة¡ بل فوضى تغذيها التحريضات الآتية من العواصم الأوروبية والغربية. > وحاولت السلطات الأوكرانية تهدئة الاحتجاجات بالتعهد ببذل جهود استثنائية لمواصلة التفاوض حول الاتفاقية وأعلنت عزمها إرسال وفد رسمي رفيع إلى بروكسل برئاسة وزير الخارجية¡ كما ألزمت قوات الأمن بعدم اللجوء إلى العنف وممارسة ضبط النفس إزاء المتظاهرين السلميين¡ لكنها تعهدت بمواجهة أي خروج عن القانون واكتسبت حكومة كييف عنصر قوة جديدا بفشل التصويت على سحب الثقة منها الأمر الذي سيزيد من حدة التوتر الداخلي وزيادة التجاذبات بين موسكو وبروكسل.