الرئيسية - محليات - القمامة وطفح المجاري بمدينة رداع يشكلان أزمة كبيرة
القمامة وطفح المجاري بمدينة رداع يشكلان أزمة كبيرة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ما تزال المخلفات والقمامة والقاذورات في الحواري والأماكن العامة بمدينة رداع تشكل أزمة كبيرة وهماٍ جديداٍ ومأساة متكررة للمواطنين تضاف إلى ما يعانونه من مآسي متعددة جراء غلاء المعيشة والفقر والبطالة دون أن تجد حلاٍ من قبل السلطة المحلية بمحافظة البيضاء وبقية المكاتب التنفيذية المختصة حتى اليوم مع أن هذه الأزمة أو المشكلة وجدت الحل في بقية محافظات الجمهورية حيث بادرت قيادات السلطة المحلية في هذه المحافظات – باستثناء محافظة البيضاء – ومعها العديد من أبناء تلك المحافظات إلى القيام بحملات نظافة شاملة وواسعة شملت كافة شوارع مدنها بمشاركة منظمات المجتمع المدني والفعاليات السياسية والشخصيات الاجتماعية وطلبة المدارس والجامعات فتحول الألم إلى سلام وتحول المنظر المزعج إلى شيء راقُ بفعل التعاون والتكاتف واستشعار المسؤولية وبقيت البيضاء المحافظة الوحيدة التي ما تزال تعاني من مشكلة القمامة والمخلفات المتراكمة في شوارع مدنها وحواريها…

طفح المجاري أصبح هو الآخر يتسبب بأضرار صحية ويوفر بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والجراثيم

حين نتحدث عن النظافة نشعر بالأسى نحن سكان مدينة رداع وذلك لأن هذه المدينة عانت مأساة الإهمال في جانب النظافة سنوات عديدة ولا زالت تعاني حتى اليوم تكدس وتراكم القمامة والمخلفات في الطرقات والشوارع وأمام وجوار المنازل والمدارس.. ورغم إدراك المجتمع بمدى خطورة هذه المخلفات على حياتهم وعلى صحتهم إلا أنه لم يحرك أحد ساكناٍ وفي المقدمة المسؤولين المحليين بالمحافظة بصورة عامة وبمدينة رداع بصورة خاصة.. مخلفات متراكمة ويقول الأخ أحمد البيضاني: يدرك الجميع أن المنظر العام لمدينة رداع الملبد بالروائح الكريهة التي تبعثها المجاري الطافحة والمخلفات المنتشرة والمتراكمة في عموم أحيائها وشوارعها يسيئ لكافة أبنائها و لم يعد يسر أحداٍ منهم ولا من زوارها كما أنه لم يعد لائقاٍ بمدينة تاريخية وأثرية عريقة أن تعيش في وضع يعج بالمخلفات وحقيقة أن هذا الأمر صار يستدعي منا أن نطالب المجلس المحلي بالمدينة والمجلس المحلي لمحافظة البيضاء ومختلف مكاتب وأجهزة الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والتجار والمواطنين بالمحافظة لعمل حملة نظافة شاملة يشارك فيها الجميع ويتكاتف فيها الجميع كلا حسب إمكانياته لنتخلص من تراكم القمامة والمخلفات في أحيائنا وشوارعنا وأماكننا العامة ولكي نعيد لمدينة رداع ولعموم المحافظة وضعها الجمالي والحضاري الذي يتناسب مع تاريخها ويناسب حياة أبنائها ويمنع عنهم الروائح الكريهة وانتشار الأمراض ويجعل بيئتهم نظيفة كما حث على ذلك رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) في قوله (النظافة من الإيمان) . وأضاف: رغم أننا سمعنا قبل فترة أن هنالك نداءات أطلقها المسؤولون في المدينة تدعو إلى ضرورة القيام بحملة نظافة إلا أنه أتضح أن تلك النداءات كانت للاستهلاك الإعلامي حيث توقفت مهمتها عند انتهاء بثها عبر بعض الوسائل الإعلامية وعاد أصحابها)المسؤولون بالمدينة) إلى جحورهم دون أن يقوموا بالمهمة التي دعوا لها ودون أن نلمس توجهاٍ جدياٍ أو ملموساٍ لتحقيق هذا الأمر وتحويل النداء إلى واقع ملموس. تحركات موسمية من جانبها قالت الأخت نور علي: ما دامت الحياة عامرة في مدينة رداع فإنه من الواجب على المسؤولين المحليين والمكاتب التنفيذية أن يقوموا بما هو موكل لهم من مهام وأعمال وأن لا تكون تحركاتهم موسمية فقط فمنذ ما يقارب العام ونحن في مدينة رداع ننتظر حملة النظافة التي تحدث عنها المسؤولون المحليون بالمدينة ولكن دون فائدة فهؤلاء المسئولون اكتفوا بالحديث عن الحملة عبر بعض المواقع الإخبارية وبذلك اعتقدوا أنهم قد انتهوا من مهمتهم وقاموا بالحملة مع أن أوضاع النظافة بالمدينة بلغت مداها في السوء نتيجة لعدم وجود الوعي في صفوف المسئولين المحليين والكثير من المواطنين. تبلد المشاعر وتجولتْ بكامرتي في شوارع رداع وهالني الأمر وشعرت بالحرج جداٍ لأنني لاحظت أن الناس صاروا معتادين على هذه الأكوام المتجمعة من القمامة حيث وجدتهم يدوسون عليها وكأن الأمر لا يعنيهم ما جعلني أتساءل هل تبلدت المشاعر لهذه الدرجة¿ وحين سألت أحد الشباب الرداعي المثقف عن دور الشباب في تحريك الشارع ودفع المسؤولين إلى عمل اللازم لتنظيف الشوارع والطرقات وفرض القوانيين الصارمة وتوفير ما نحتاجه في عملية تنظيف المدينة أجاب أن الشباب جميعهم مستاؤون من هذا الوضع لكن ليس بيدهم شيء وكانت إجابة مؤسفة بالنسبة لي لأنني أدرك أن مجموعة من الشباب قد يشكلون فرقاٍ كبيراٍ إذا وجدت الإرادة والتصميم حتى بدون إمكانيات يستطيعون تسخير إمكانيات الغير لخدمة هدفهم لكن من أين لرداع مثل هذا الشباب الذين قد يحركون ساكناٍ لأنهم غير موجودين أو أنهم موجودون لكنهم صاروا يجارون مسؤولي رداع وأصبحوا يلبسون نظارة سوداء حتى لا يرون ما نراه من مناظر مؤذية ولأننا نتحدث عن رداع وهي التاريخ المنتحب والأصالة المغيبة. مشكلة المجاري وكذلك هي المجاري لا يختلف وضعها عن وضع القمامة فقد ضاقت ذرعا الكثير من الشوارع والأحياء من طفح المجاري وأصبحت هي الأخرى تهدد معيشة وحياة المواطنين وتتسبب بأضرار صحية وتوفر بيئة خصبة لانتشار الحشرات والجراثيم… وغدت عبئاٍ آخر لما تسببه الروائح المنبعثة منها من مشاعر القرف والإزعاج للناس كما شكلت عائقاٍ كبيراٍ في مرورهم ومرور سياراتهم وللمجاري في رداع حكاية طويلة من الانفجار والتجمع في الطرقات لشهور ثم تجف بعد إصلاحها لكنها سرعان ما تعود لنفس المشكلة . استغاثة لا أدري قد يبدو لكم أنه يجب أن نتصل بأحد المسؤولين لنسأله حول موضوع النظافة والمجاري بمدينة رداع لكنني لن أفعل وسأكتفي بالصور التي تعبر عن واقع الحال فقد صرت أعرف مسبقاٍ ما سيقوله المسؤول الفلاني والعلاني وهو الاكتفاء برفع التقارير وإحضار اللجان بدون فائدة تذكر ومن هنا من رداع أوجه عبر”الثورة” نداء استغاثة باسمي وباسم كل طفل وطفلة وامراة ورجل يحتاج إلى العيش في حي نظيف والعبور في شارع نظيف وباسم كل طالب وطالبة في رداع يريدون بل ويتمنون أن تكون طريقهم إلى مدارسهم طريقاٍ نظيفاٍ وباسم كل مصلُ ذاهب إلى الصلاة وهو يخشى على نفسه من رجس رذاذ المجاري المتطاير.. ننادي كل ذي مقدرة ومسئولية وقرار أن يعملوا على إعادة البهاء لهذه المدينة التي كانت في سنوات خوالي من أجمل المدن على مستوى اليمن.