تواصلت احتجاجات المعارضة الأوكرانية أمس¡ حيث قامت حشود المعارضة الأوكرانية بالاعتصام في قاعة اجتماعات البرلمان¡ ومنعت النواب من استئناف عملهم. وأعلن نواب المعارضة أنهم سيواصلون الاعتصام حتى رحيل الحكومة الحالية برئاسة نيقولاي أزاروف والإفراج عن رئيس الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو. وقال أحد زعماء المعارضة أرسيني ياتينيوك : إن النواب المعارضين لن يعودوا الى العمل إلا بعد عودة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذي يزور الصين حاليا¡ الى البلاد للمشاركة في تسوية الأزمة الحالية. ورفض البرلمان أمس الأول سحب الثقة من حكومة أزاروف¡ لأن النواب صوتوا لبقاء الحكومة. وكان أنصار فكرة انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي قد بدأوا حملة احتجاجات منظمة يوم 21 نوفمبر بعد إعلان قيادة البلاد عن قرارها تجميد المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن التوقيع على اتفاقية الشراكة بين الطرفين. والسبت الماضي¡ قامت القوات الخاصة بتفريق المحتجين الذين تجمعوا في ميدان الاستقلال بوسط العاصمة بالقوة¡ ما بدوره¡ دفع المعارضة الى التصعيد¡ إذ استولت على عدد من المباني الحكومية وتعرقل بشكل يومي عمل الرئاسة الاوكرانية ومقري الحكومة والبرلمان. وفد أوكراني في موسكو.. ومسؤولة أوروبية تجري مفاوضات في كييف أعلن الاتحاد الأوروبي أن هيلغا شميت نائبة المفوضة الأوروبية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي¡ تتوجه الى كييف للمشاركة في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على مستوى وزراء الخارجية يومي 5 و6 ديسمبر. وأعلنت الدائرة الصحفية التابعة للاتحاد الأوروبي أن المسؤولة الأوروبية ستجري في كييف مفاوضات مع الحكومة الأوكرانية والمعارضة على حد سواء. وشددت الدائرة على أن الحديث لا يدور عن مقاطعة المفوضة العليا كاثرين آشتون للاجتماع¡ مشيرة الى أن آشتون يجب أن تترأس في الوقت ذاته اللقاء المخطط له بين قيادة صريبا وإقليم كوسوفو. هذا ويجري وفد أوكراني برئاسة يوري بويكو نائب رئيس الوزراء الأوكراني محادثات في موسكو¡ حيث اجتمع مع رئيس الوزراء دميتري مدفيديف ونائبه إيغور شوفالوف. وكان رئيس الوزراء الأوكراني سبق وأعلن في اجتماع الحكومة أمس أن وفدين حكوميين سيتوجهان الى موسكو وبروكسل. وقال ازاروف: “الثقة بالحكومة التي وفرها البرلمان أمس الأول¡ تسمح لنا بإجراء حوار مكثف مع الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه نكثف المفاوضات مع روسيا بشأن تسوية القضايا العالقة فيما يخص العلاقات التجارية-الاقتصادية”. من جانبه حذر رئيس وزراء اوكرانيا ميكولا ازاروف المحتجين الذين يحاصرون مباني حكومية يوم أمس من مخالفة الدستور والقوانين قائلا : إن من سيقدم على ذلك سيعاقب وقاد وزراءه لاجتماع حكومي رغم محاولة المحتجين محاصرة المباني. ودعت روسيا “للاستقرار والنظام” في جارتها الجمهورية السوفيتية السابقة بعد اندلاع احتجاجات على قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تأجيل توقيع اتفاقية للتجارة والاندماج مع الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف لوفد أوكراني زائر برئاسة نائب رئيس الوزراء يوري بويكو : إن ما يحدث في أوكرانيا هو شأن داخلي. ونقلت عنه وكالة انترافكس الروسية للانباء قوله : “من المهم ان يكون هناك استقرار ونظام.” وانتقد سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي رد فعل حلف شمال الاطلسي لما يحدث في اوكرانيا وقال إنه لا يتفهم ادانة الحلف للسلطات الاوكرانية لاستخدامها العنف المفرط ضد المحتجين ودعا القوى الخارجية الى عدم التدخل في الموقف. وقال لافروف في مؤتمر صحفي بعد ان التقى مع وزراء خارجية الحلف في بروكسل : “لا أفهم لماذا يتبنى حلف شمال الاطلسي مثل هذه البيانات” مشيرا الى بيان للحلف عن الاضطرابات في اوكرانيا صدر يوم أمس الأول. وأضاف : “آمل ان يتمكن السياسيون في اوكرانيا من ان يسيطروا على الموقف بشكل سلمي. نشجع الجميع على عدم التدخل.” ومع الضغوط الاقتصادية التي تشكلها الازمة التي أدت إلى انقسام البلاد بين من يرون أن مستقبلها مع أوروبا ومن يحنون إلى علاقات أفضل مع موسكو التي حكمتهم في العهد السوفيتي سافر نائب رئيس الوزراء الاوكراني الى موسكو لاجراء محادثات تشمل الغاز الطبيعي الروسي التي تسعى كييف للحصول عليه بسعر ارخص. وظل التوتر في العاصمة الاوكرانية قائما مع اغلاق قوات مكافحة الشغب الطرق المؤدية الى مكاتب الرئيس يانوكوفيتش في مواجهة بضع مئات من المحتجين وراء المتاريس.