الرئيسية - عربي ودولي - أوكرانيا.. لعبة الحسابات أم تداخل المصالح¿!
أوكرانيا.. لعبة الحسابات أم تداخل المصالح¿!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تكاد تكون المواجهة بين روسيا وأوروبا شبه أزلية برغم أن روسيا جزء لا يتجزأ من أوروبا¡ ولا خلاف حول ذلك¡ ولكن المصالح والثقافات شكلت عادة مفترق طرق بين أوروبا وروسيا بحيث انتقد البعض ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في الأربعينيات عن سبب تحالفه مع الزعيم السوفياتي جوزيف استالين فرد عليهم بمقولته الشهيرة “لا يوجد عراء دائم ولا صداقات دائمة ولكن ثمة مصالح دائمة”!! من هذا المنطلق اشتعلت مواجهة بين روسيا الاتحادية من جهة وبين الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى بسبب الضغوط الروسية المتواصلة على جمهورية أوكرانيا بقصد إبقائها تدور في الفلك الروسي وبعيدة إلى حد كبير عن الاتحاد الأوروبي الذي يعمل بشكل حثيث على استقطاب الجمهوريات التي كانت واقعة في إطار الاتحاد السوفيتي حيث ترفض روسيا كوريث للاتحاد السوفيتي التسليم والإذعان للتوجه الأميركي الأوروبي في استقطاب تلك البلدان إلى فلك الاتحاد الأوروبي أو إلى حلف شمال الأطلسي بحيث أن روسيا تعتبر أن تصرفا مثل هذا يعتبر عداء سافرا◌ٍ ضد روسيا وحصارا◌ٍ اقتصاديا◌ٍ وسياسيا◌ٍ وعسكريا◌ٍ موجها من الغرب ضدها¡ وهو كذلك في حقيقة الأمر بدليل أنه بمجرد خروج جمهوريات البلطيق ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا في مطلع التسعينيات من تحت مظلة الاتحاد السوفيتي هب مسؤولو الاتحاد الأوروبي وضموا هذه الجمهوريات إلى الاتحاد مع أنها رقم لا يذكر في حسابات الاقتصاد الأوروبي. اشتعال المواجهة مؤخرا◌ٍ بين روسيا والاتحاد الأوروبي أتى على إثر انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة الليتوانية فليتوس والتي كان ينتظر فيها أن يوقع الرئيس فيكتور يانكوفيتش الرئيس الأوكراني على الانضمام رسميا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ولكن الضغوط الروسية والمصالح الأوكرانية المرتبطة بروسيا جعلت يانكوفيتش يعتذر بأسلوب مهذب ويؤكد في نفس الوقت على ضرورة إجراء حوار متوازن مع روسيا والاتحاد الأوروبي بما يحفظ مصالح جميع الأطراف. أشعلت قمة فليتوس فتيل الأزمة في أوكرانيا خاصة بين حزب الحاكم والذي يتزعمه فيكتور يانكوفيتش الرئيس الحالي للبلاد وبين أحزاب المعارضة الأخرى الساعية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي علما◌ٍ أن حزب المناطق بقياداته المختلفة بما في ذلك الدكتور فيكتور يانكوفيتش محسوبون على روسيا الاتحادية ويوصمون بالممالأة لمصالحها وكذلك الحزب الشيوعي الأوكراني وأحزاب يسارية صغيرة ويتواجد أعضاء هذه الأحزاب بكثافة في المناطق الشرقية من أوكرانيا في حين يتواجد أنصار الانضمام الأوكراني للغرب الأوروبي في المناطق الغربية في هذا البلد. الرفض الأوكراني برئاسة يانكوفيتش جعل قادة الاتحاد الأوروبي وقيادة المفوضية الأوروبية يؤكدون حق أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد وينتقدون الضغوط الروسية على أوكرانيا وهو ما كررته الرئيسة الليتوانية¡ مفاخرة بأن ليتوانيا رفضت الاذعان لمثل هذه الضغوط من قبل الاتحاد السوفيتي¡ وكانت المبادرة الأولى إلى الانفصال¡ وتبعتها بقية دول البلطيق¡ الرئيسة داليا أرادت من فيكتور يانكوفيتش أن يحذو حذوها في تحدي روسيا¡ ولكن يانكوفيتش يعلم جيدا◌ٍ أن مصلحة بلاده مع روسيا بدون حدود فهي شريكها التجاري الأول¡ وهي المصدر الحصري للغاز المستهلك في أوكرانيا ويباع بسعر تفضيلي لأوكرانيا حرصا◌ٍ على الروابط السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تربط روسيا بأوكرانيا وانفراط العلاقة بين البلدين قد ينعكس وبالا على أوكرانيا وقد يدفع بالبلاد إلى التمزق.