الرئيسية - محليات - العلماء والدعاة : مواجهة الإرهاب واجب على كل أبناء المجتمع
العلماء والدعاة : مواجهة الإرهاب واجب على كل أبناء المجتمع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> الإرهابيون مخالفون للشرع وكل قيم الإسلام ولا تبرير لجرائمهم

أدان العلماء الأجلاء والدعاة الجريمة الإرهابية البشعة التي استهدفت صباح أمس مبنى مجمع الدفاع “العرضي” بالعاصمة صنعاء ونتج عنها سقوط عشرات الشهداء والجرحى من العسكريين والمدنيين والأجانب إضافة إلى مصرع منفذي الهجوم الغادر. وقال العلماء أن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية قد تجردوا من كل القيم والمبادئ الإنسانية والمعاني السامية التي أكد عليها الإسلام الحنيف حين دعا أتباعه إلى التيسير والرفق والبعد عن العنف وإلى التراحم والبعد عن التشدد والإرهاب. وأشار أصحاب الفضيلة إلى أن الإسلام صان حرمة النفس الإنسانية وحتى حقوق الإنسان دمه وماله وعرضه حيث قال عليه الصلاة والسلام “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة”..وفيما يلي حصيلة اللقاءات:

* فضيلة الشيخ جبري إبراهيم حسن – مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد استنكر الجريمة الإرهابية البشعة مؤكدا أن الإسلام بريء من مرتكبي هذه الجريمة الذين خلعوا لباس الأمن عن المجتمع وروعوا أبناءه واستهدفوا حياة المواطنين والجنود مستبيحين دماءهم وأموالهم فضلا عن دماء المستأمنين من غير المسلمين الذين كانوا من ضمن الضحايا. وقال جبري: الإسلام دعا أتباعه إلى التيسير وعدم التعسير وإلى الرفق والبعد عن العنف وإلى التراحم والبعد عن التشدد أو الإرهاب كما صان حرمة النفس الإنسانية وحمى حقوق الإنسان دمه وماله وعرضه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة”. بالإضافة إلى ذلك فإن جريمة هؤلاء ـ يقول جبري – تزداد فداحة لكونها تمثل استهدافاٍ لولي الأمر الحاكم ممثلاٍ بالدولة وقد حرم الإسلام الخروج على الحاكم لأن الخارج على ولي الأمر يعتبر ناكثا للعهد وباغيا حيث قال رسول الله صلى الله على وسلم: من رأى من أجبره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية. كما أن الإسلام حذر من الخروج عن الجماعة وتوعد من دعا بدعوى الجاهلية وقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند: آمركم بخمس الله أمرني بهن: بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم قالوا: يارسول الله وإن صام وصلى¿ فقال: وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم… وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عصبة يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه فنرى في هذا الحديث تحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة والنهي عن العصبية أو القتال تحت راية عمية أو تحت راية عصبية كما دعا الحديث إلى الوفاء بالعهد لمن له عهد أمان وتحريم التعرض للمعاهدين بسوء حتى ولو كان الإنسان فاجرا ففجوره على نفسه وحسابه على الله. واختتم جبري بقوله: إن من ابسط القيم الإسلامية التي انتهكها هؤلاء الإرهابيون هي قيمة الوفاء لما تضمنه فعلهم الجبان من غدر جبان ..فالوفاء بالعهد مع الناس من سمات المؤمن الصادق وإن خلف الوعد والغدر في العهد من سمات المنافقين وإن الله تعالى يفضح الغادر على رؤوس الأشهاد يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فيقال: هذه غدرة فلان بن فلان. الإسلام قد دعا إلى الرفق اما فضيلة الشيخ الدكتور حمود السعيدي الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف والإرشاد فيقول مستنكراٍ الهجوم الإجرامي الإرهابي: هذه الجريمة واقعة دموية بشعة لا ينتمي مرتكبوها لديانة الإسلام فهذا الدين الحنيف قرر لأتباعه أنه دين اليسر لا العسر حيث قال صلى الله عليه وسلم: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا .. وهو ينأى بهم عن ظواهر الغلو والتشدد وعن العنف والإرهاب ويغرس في قلوبهم الرفق والرحمة والتسامح ومقابلة السيئة بالحسنة حيث قال الله سبحانه وتعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم. وقد وضح رب العزة سبحانه وتعالى في كتابه العزيز أنه يريد من خلقه اليسر ولا يريد بهم العسر وهو الرحمن الذي وسعت رحمته كل شيء قال جل شأنه: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وما خْير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما. ويضيف السعيدي: إن رب العزة سبحانه وتعالى يحب الرفق وهو جل شأنه موصوف بالرفق فهو رفيق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله رفيق يحب الرفق وبين صلوات الله وسلامه عليه ثمرة الرفق وإنه يزين كل شيء فقال صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه. ووضح أن الذي يحرم الرفق يحرم الخير كله حيث قال صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير. وقد وصف رب العزة سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالرفق والرحمة واللين حيث قال تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فنرى من كل هذه الأدلة – يقول السعيدي – أن الإسلام قد دعا إلى الرفق والتيسير والرحمة ونهى عن العنف والتشدد وعن سوء الظن بالناس أو اتهام أحد من الناس بالكفر قال صلى الله عليه وسلم: أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما . وما هذه الأعمال الإرهابية إلا مخالفة صريحة لمنهج الحق تبارك وتعالى على وجه الإطلاق . مقاومة ظاهرة التطرف والإرهاب أما فضيلة الشيخ يحيى النجار رئيس جمعية الإرشاد الاجتماعي الخيرية فقد أدان من جانبه هذه الجريمة الإرهابية التي أفرزتها تيارات التشدد المنهي عنه في ديننا الحنيف وقال: لقد نهى الإسلام عن التشدد والتزمت حتى في العبادة فلا تستغرق العبادة في الإسلام مساحة كبيرة من الزمن وإنما حددها رب العزة سبحانه في مواقيت معينة دون إفراط ولا تفريط ولا شقة في أدائها ولا حرج لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وقال تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم. وأضاف النجار: وقد أمرنا الله تعالى أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة والنبي المعصوم المقتدى به يحث على الوسطية وينهى عن المغالاة والتشدد وقد قال رب العزة سبحانه: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.. وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هلك المتنطعون وهم المتعمقون الذين يتشددون في غير موضع التشديد. وحول مقاومة الإسلام لظواهر العنف والإرهاب يقول فضيلة الشيخ النجار: إن مقاومة ظاهرة التطرف والإرهاب واجب كل إنسان مسلم لأن أمثال هذه الظواهر تسيء إلى الإسلام والمسلمين بل إن ترك شرها يتفاقم في المجتمع يؤثر على الجميع وان ما ينجم عن هذه الظواهر من أخطار وما تؤول عقباها إليه من شر مستطير وخطر كبير لا يخص مرتكبيها فحسب بل يشمل جميع أفراد المجتمع فإذا أخذ المجتمع على أيدي أصحابها نجا الجميع وإن تركوهم هلكوا جميعا. ويضيف : ولا يختص الضرر بمن مارس الخطر والشر فقط فهناك المسؤولية الجماعية التي يجب أن يقف فيها الرأي العام موقفا موحدا في مقاومة المنكر وفي الدفاع عن الحق فيكون له أكبر الأثر.. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا. فضلاٍ عن ذلك – يقول النجار- فلقد دعا الإسلام أتباعه إلى الثبات على الشخصية الإسلامية وعدم التأرجح في إتباع الغير كما يدعو الإسلام إلى استقلال الشخصية وإلا يحبس الإنسان نفسه بين أسوار التقاليد الموروثة أو إتباع قرناء السوء.. ويتابع الإسلام شخصية الإنسان المسلم في سلوكها بالتقويم والتهذيب لئلا تتأرجح بين مد وجزر فتتدهور قواها المعنوية متابعة كل ناعق عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. ويختتم الشيخ النجار حديثه مؤكداٍ: إذا كان الله تعالى قد أعد المسلم إعدادا محكما وهيأ له أسباب الحق والفلاح فليس للمسلم أن يكون إمعة لا رأي له ولا يصح له أن يعطل ما أودعه الله في حسه ووجدانه فكيف به يقف على مفترق الطرق يميل مع الرياح حيث تميل لقد سوى الحق نفسه وألهمها فجورها وتقواها قال الله تعالى: ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها.