السفير السعودي لدى اليمن يلتقي سفراء الاتحاد الأوروبي لبحث دعم اليمن وتحقيق الاستقرار
البحسني يبحث مع السفيرة البريطانية مستجدات الأوضاع المحلية والإقليمية
محافظ حضرموت يطالب بدعم دولي لتعزيز الأمن والتنمية خلال لقائه سفراء الاتحاد الأوروبي
الرئيس العليمي يهنئ بيوم الاتحاد التنزاني
سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع نظيره التركي سبل تعزيز العلاقات الثنائية
تدشين مشروع لحماية النساء والفتيات المتأثرات بالعنف في عدن وتعز
المجلس الأعلى للتكتل الوطني يقرّ خطوات تحرك سياسي ويرسم ملامح مرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب الحوثي
بعثة مجلس التعاون تؤكد دعمها لوحدة الصف اليمني خلال اجتماع مع هيئة التشاور والمصالحة
مجلي للسفيرة البريطانية: مليشيا الحوثي الارهابية جرت البلاد إلى الحرب منذ بداية تمردها قبل 21 عام
رئيس مجلس القيادة يهنىء بمناسبة العيد الوطني لجنوب افريقيا

إعلان وفاة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا عن عمر ناهز الـ 95 عاما◌ٍ تحول إلى حدث عالمي بارز انشغل به قادة وسياسيو دول المعمورة لما يشكله هذا الإنسان من أهمية ليس على مستوى دولة جنوب أفريقيا والقارة السمراء بل كل شعوب العالم¡ نظرا لنضاله الطويل ضد التمييز العنصري ونجاحه في قيادة بلاده نحو المصالحة والانتقال إلى الديمقراطية في معجزة جعلته يتحول إلى رجل صانع للتاريخ الخالد.. مانديلا الذي قرر بدنه ترك الحياة بعد صراع مع المرض أدخله المستشفى عدة مرات سيبقى للبشرية تراثا نضاليا◌ٍ وسياسيا◌ٍ وإنسانيا◌ٍ يصعب نسيانه بعدما تحول ذلك الرجل الأسود الذي ولد في بلدة” كونو” في أقاصي جنوب أفريقيا يوم 18 يوليو 1918 إلى أسطورة بعد أن دفعت به ظروف بلاده وشعبه إلى مسيرة نضال كفاحية ضد الأقلية البيضاء حتى حصل على ما يريد مواطنوه ومن التحرر والسلام والديمقراطية والتعايش بين الأغلبية السوداء والأقلية البيضاء. “ماديبا” كما يحب سكان بلدته وجنوب أفريقيا مناداته به استطاع أن يحول قضية شعبه إلى قضية عالمية عانى كثيرا◌ٍ تحت حكم الأقلية البيضاء وقضى هو نفسه لأجل هدفه النبيل 27 عاما◌ٍ في السجن بعد صدور أحكام ظالمة ضده الأول عام 1962م لمدة خمسة أعوام ثم صدر حكم آخر وهو لايزال في سجنه عام 1964م قضى بحبسه مدى الحياة بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى وظل في سجنه رافضا◌ٍ أي مساومات تضر بقضيته حتى تم في 11 فبراير 1990م الاعتراف بعدالة قضيته نتيجة تضحياته وتضحيات حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي انتمى إليه عام 1942م وأجبر نظام بروتوريا حينها برئاسة فريد ريك ويليام دوكلارك الاعتراف بحزبه وإطلاق سراحه والدخول في مفاوضات سلام حيث أثمرت المفاوضات عن إجراء انتخابات عام 1994م وفاز حزبه بالأغلبية المطلقة وأصبح أول رئيس اسود لجنوب أفريقيا من 1994-1999م. رفض زاهدا◌ٍ أن يتولى الرئاسة لفترة رئاسية ثانية رغم إصرار حزبه وتزايد شعبيته داخل بلاده وخارجها ليعطي بذلك درسا◌ٍ عظيما◌ٍ في عدم حبه للسلطة وإتاحة الفرصة للآخرين¡ ذلك جعله يزداد حضورا◌ٍ وتأثيرا◌ٍ في العالم جعلت الأمم المتحدة تحدد يوما◌ٍ عالميا◌ٍ لمانديلا يحتفل به العالم في 18 يوليو من كل عام.. ترك السياسة والسلطة بعدما قاد واشرف بنجاح على إبراز عملية مصالحة في التاريخ شهدت بلاده انتقالا◌ٍ من حكم الأقلية البيضاء إلى الأغلبية السوداء وإنهاء قرون من نظام الفصل العنصري والحقد والشعور بالانتقام وبفضله تعتبر جنوب أفريقيا من أهم الدول تأثيرا◌ٍ في القارة السمراء وعلى مستوى العالم واختير عام 1993م للفوز بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع دوكلارك كما حصل على 250 جائزة وطنية ودولية إلى أن قرر بنفسه عدم قبول أي جائزة¡ مشددا◌ٍ على وجوب تكريم الآخرين. بعد تركه العمل الحكومي اختيارا◌ٍ قرر التفرغ للعمل الإنساني والاجتماعي وترأس جمعية مانديلا المهتمة بضحايا مرض نقص المناعة الايدز كما انشغل بالقضايا الإنسانية العالمية وانضم لمجلس حكماء العالم وقاد مفاوضات سلام داخل أفريقيا ودول العالم الآخر كما اختارته الأمم المتحدة سفيرا◌ٍ للنوايا الحسنة. كانت القضايا العادلة في العالم في أولوية اهتماماته¡ فقد اهتم بالقضية الفلسطينية وعارض سياسيات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني التي وجدها شبيهة بمعاناة شعبه في جنوب أفريقيا من سياسات الفصل العنصري والقمع والتنكيل¡ كما عارض العدوان الأميركي البريطاني لغزو العراق وناصر كل الحركات النضالية ضد الاستعمار والهيمنة ودعا إلى نبذ العنف والحروب والمواجهات في أي مكان بالعالم. سيرته الخالدة وتاريخه النضالي وتمسكه بأهدافه الإنسانية النبيلة وانهاء الحكم العنصري وقيادة مرحلة انتقالية بين البيض والسود حولته إلى أسطورة عالمية سيظل تأثيرها لعصور.