الرئيسية - عربي ودولي - العالم يفجع برحيل رمز الحرية مانديلا ويتشح بالسواد
العالم يفجع برحيل رمز الحرية مانديلا ويتشح بالسواد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

شكل رحيل بطل الحرية والتسامح والمصالحة نيلسون مانديلا سحابة حزن شديد عمت معظم عواصم العالم حيث نكست الأعلام وأعلنت عدد من الدول الحداد العام ونعى قادة العالم الزعيم الجنوب أفريقي مشيدين بمناقب ودوره الوطني من أجل الحرية ليس في بلاده جنوب أفريقيا وإنما في القارة السوداء وعموم المعمورة حيث أصبح بطلاٍ في أذهان الجميع وليس بالنسبة لشعب جنوب أفريقيا الذي اندفعت جموع منه إلى منزل مانديلا في مدينة جوهانسبرج فور سماعهم بوفاة مانديلا وهم يغنون ويرقصون في اندفاع عفوي تأبينا لرحيله واحتفالاٍ بحياته التي وضعت حداٍ لنظام الفصل العنصري الذي كان قد سيطر على كل مقدرات جنوب أفريقيا وترك ارثاٍ عظيماٍ في مجال العدالة وحقوق الإنسان.. حيث أثار رحيل هذه الشخصية الفذة وأول رئيس أسود في جنوب أفريقيا وبطل الحرية في بلاده موجة ردود أفعال عمت أنحاء العالم لتوجيه التحية إلى هذه الشخصية الاستثنائية التي لم يحظ أي رئيس دولة أو مقاوم سياسي أو حائز على جائزة نوبل أو سجين بمثل هذا الكم من تحيات الاحترام والتعبير عن الحزن من كل أنحاء العالم. واجمع القادة السياسيون الذين سيشاركون قريبا في مراسم جنازة الرئيس السابق الذي رحل عن 95 عاما على التشديد على الصفات الإنسانية للمناضل الذي امضى 27 عاما في سجون نظام الفصل العنصري. وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما اول رئيس اسود ايضا للولايات المتحدة الذي اعلن تنكيس الإعلام في الولايات المتحدة: لقد خسرنا أحد الرجال الأكثر تأثيرا والأكثر شجاعة واحد أطيب الأشخاص على هذه الارض”. وأضاف: بفضل عزة نفسه وارادته الصلبة للتضحية بحريته من أجل حرية الآخرين قام بتغيير جنوب افريقيا واثر فينا جميعا”. من جهته اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أن مانديلا كان “مصدر الهام” للعالم. وأكد للصحافيين في مقر الامم المتحدة في نيويورك “علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم افضل”. وعبر اعضاء مجلس الأمن الدولي عن “تقديرهم الشديد للصفات الاخلاقية والسياسية الاستثنائية” لنيلسون مانديلا “الذي سيبقى على الدوام في الذاكرة كشخص ضحى بقسم كبير من حياته من أجل أن يتمكن الملايين من أن يحظوا بمستقبل افضل”. وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو انه “يوم حزين ليس لافريقيا وحدها بل للاسرة الدولية باكملها. نبكي وفاة واحدة من اعظم الشخصيات في عصرنا”. اما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز فقد قال: إن جنوب افريقيا فقدت اباها والعالم فقد بطلا. اشيد بواحد من اكثر الرجال إنسانية في عصرنا”. وأكد باروزو وشولتز أن نلسون مانديلا “لم يلعب دورا اساسيا في التحول في جنوب افريقيا إلى الشعب الديموقراطي الذي نراه اليوم بل يمثل المعركة ضد العنصرية والعنف السياسي وعدم التسامح”. من جهته صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن “نورا كبيرا خبا”. وقال على حسابه على تويتر: إن نيلسون مانديلا كان بطل عصرنا”. وتابع “طلبت تنكيس العلم أمام مقر رئاسة الحكومة”. اما الرئيس الاسبق بيل كلينتون فقد وصف مانديلا “ببطل الكرامة الإنسانية والحرية.. وقال: إن التاريخ سيذكر مانديلا كبطل من أجل الكرامة الإنسانية والحرية والسلام والمصالحة”. وأضاف بيل كلينتون: نحن نعيش جميعا في عالم افضل بفضل مانديلا”. وفي باريس أشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بمانديلا معتبرا أنه “مقاوم استثنائي” و”مقاتل رائع”. وفي بيان أصدره قصر الاليزيه قال الرئيس الفرنسي: إن مانديلا “كان يجسد شعب جنوب افريقيا واساس وحدة وعزة افريقيا باكملها”. اما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد رأى في مانديلا “عملاقا كان يتمتع بحضور قوي” و”ابا لجنوب افريقيا”. وقال في بيان: مع نيلسون مانديلا يرحل اب جنوب افريقيا عماد النضال من أجل الحرية المستعادة ومن أجل المصالحة”. وفي آسيا اشاد الرئيس الصيني شي جينبينغ “بالمساهمة الاستثنائية التي قدمها مانديلا لتطوير الإنسانية” فيما شبهه رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ بالمهاتما غاندي. وأعلن الدالاي لاما أنه فقد برحيل نيلسون مانديلا “صديقا غاليا” وأشاد بشجاعة الرئيس السابق “ومبادئه ونزاهته”.. وأعلنت إيران أنها تشارك الجنوب افريقيين حدادهم بعد رحيل مانديلا كما كتب وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف على تويتر. وكتب ظريف: نحن في إيران نشارك الجنوب افريقيين حدادهم بعد رحيل مانديلا الذي شكل الهاما للإنسانية بسبب شجاته”.. وقال: إن مانديلا “كان ثوريا من أجل الحرية ولم يقاوم فقط وهزم الطغيان والعنصرية والفصل العنصري وانما هزم أيضا القوة والغضب والحقد والعنف ومشاعر الانتقام”. وفي رام الله نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس جنوب أفريقيا السابق الذي وصفه بأنه “فقيد شعوب العالم أجمع وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان اشجع واهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا”. وأضاف: جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطيني والجنوب افريقي” مؤكدا أن “مانديلا قائد ومقاتل من أجل حرية شعبه وكان رمزا للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكافة الشعوب من أجل حريتها”. وتابع: لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية حين قال: إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته”. وفي البرازيل عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا “المثل الذي سيقود كل الذين يناضلون من أجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم”. وقال اسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه على تويتر: “لقد فقدت بطلي وصديقي ورفيقي في النضال من أجل قضية الشعوب ومن أجل السلام في العالم”. واعلن رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان في برقية تعزية وجهها إلى جنوب افريقيا أن مانديلا واحد من “أكبر المحررين في التاريخ” و”شعار للديموقراطية الحقيقية”. اما الزعيم التاريخي لحركة تضامن البولندية ليش فاليسا فقد وصف مانديلا بأنه “رمز للنضال ضد الفصل العنصري والعنصرية”.. وأخيرا قال ديزموند توتو أحد أهم المناضلين ضد نظام الفصل العنصري: إن مانديلا “علمنا كيف نعيش معا ونؤمن بانفسنا وبجميع الآخرين”. وأضاف: إن مانديلا “كان موحدا منذ أن خرج من السجن” في 1990م. ونال مانديلا عام 1993م جائزة نوبل للسلام مناصفة مع اخر رئيس لنظام الفصل العنصري فريديرك دو كليرك لانه جنب شعبه حربا اهلية عنصرية في مطلع التسعينيات كانت تبدو وكأنها حتمية.