الرئيسية - محليات - المرحلون من السعودية معاناة لا تنتهي ومستقبل مجهول ينتظرهم
المرحلون من السعودية معاناة لا تنتهي ومستقبل مجهول ينتظرهم
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عشرات الآلاف من العمالة اليمنية الذين استقبلهم منفذ حرض خلال الأسابيع القليلة الماضية والذين تقول الإحصاءات إنهم ربما تجاوزوا مائة ألف يمني كانوا ضحية قانون العمل الجديد الذي أقرته مؤخراٍ السلطات السعودية ..

حكايات من المعاناة التي لا يمكن أن يتصورها عقل يتكبدها اليمنيون ابتداءٍ من رحلات الدخول إلى المملكة أثناء عمليات التهريب التي يغامر فيها اليمنيون بحثاٍ عن لقمة العيش ومرورا بإجراءات الكفالة والبحث عن العمل وانتهاءٍ بما تعرضوا له مؤخراٍ من قانون العمل الجديد وما لحقهم جراء ذلك من عمليات تضييق وترحيل وإهانة ووصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي بالضرب وحرمان بعضهم من الماء والشرب في هناجر الاحتجاز. وفي المقابل يجد المرحلون أنفسهم أمام تقصير للحكومة اليمنية التي لم تعمل على توفير مستلزمات لهؤلاء المرحلين سواء بإقامة مخيمات كافية أو مستشفيات متنقلة .. ناهيك عن أن جل من التقينا بهم من هؤلاء المرحلين باتوا ينظرون لعودتهم إلى اليمن بأنها كارثة حقيقية لهم على المستوى الشخصي والأسري.. وفي المقابل ينظر مراقبون ومتخصصون لعملية الترحيل التي طالت اليمنيين هذه الأيام بأنها ستشكل أزمة اقتصادية حقيقية ربما تصل إلى أزمة الترحيل التي طالت اليمنيين في تسعينيات القرن المنصرم إبان الحرب الخليجية .. مؤكدين أن هذه الأزمة تأتي اليوم والبلاد تعيش العديد من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية الأمر الذي سيزيد من تدهور الوضع في البلاد وسيتدهور معه وضع اليمنيين عامة والمرحلين من المملكة على وجه الخصوص .. تدفق لا استعداد له > ما يزال تدفق اليمنيين في منفذ حرض الحدودي مستمراٍ منذ أن شرعت السلطات السعودية بتنفيذ قانون العمل الجديد بحق العمالة الأجنبية.. عشرات الحاويات وسيارات الهايلوكس تحمل المئات من اليمنيين المرحلين كل يوم من أرض المملكة .. أغلب هؤلاء المرحلين دخلوا المملكة بطريقة غير شرعية لكن هناك أيضاٍ من خرج من المملكة بالرغم أنه كان مقيماٍ بطريقة شرعية ( من المقيمين وأصحاب الكفالات ) لكن إقامتهم التي كانت بالأمس القريب تتوافق مع قانون العمل السعودي السابق .. لم تعد اليوم متطابقة مع القانون الجديد الذي ألزمهم بالعديد من الإجراءات المجحفة .. يقول أغلب من التقينا من العائدين المرحلين إنهم تفاجأوا من إجراءات الترحيل السريعة التي اتخذتها السلطات السعودية والتي لم تراع السنوات الطوال التي قضاها اليمنيون في بناء الدولة السعودية .. ناهيك عن أن أغلب هؤلاء ارتبط رزقهم في المملكة أكثر من بلدهم ( اليمن ). يقول بعض المرحلين من أصحاب الإقامات المنتهية إنهم عملوا خلال السنوات الماضية على تأسيس مشاريع تجارية في بعض مناطق المملكة يجنون منها ما يسد حاجتهم وحاجة ذويهم في اليمن .. مؤكدين أنهم عانوا سنوات من الكد والعمل المتعب حتى يصلوا إلى حالة مستقرة لهم في المملكة إلا أن القانون الجديد قد قوض مستقبلهم .. فهم لا يعد وجودهم في المملكة مرحباٍ به بحكم القانون الجديد .. كما يقول حسن عبد الله ( وهو صاحب محل في جدة ) تم ترحيله عقب إلزامه بتعديل كفالته حسب القانون الجديد أو الرحيل .. ليعود إلى اليمن لعدم قدرته على البقاء في ظل الإجراءات الجديدة .. هذا الترحيل الكبير للعمالة اليمنية من المملكة لم يقابل من السلطات اليمنية بإجراءات كافية لاستقبال هذه الأعداد وربما لا توجد خطة لاستيعابهم في مشاريع عمل في اليمن.. منفذ حرض الحدودي والذي يستقبل الآلاف كل يوم افتقر لخطة طوارئ حكومية لاستقبال هذه الأعداد المتدفقة من المملكة فالحكومة اليمنية لم توفر بالرغم من فداحة الأمر سوى تشكيل بعض اللجان البرلمانية والرسمية لتفقد أحوال المرحلين .. و لم ير هؤلاء المرحلين أياٍ من الخدمات الحكومية لهم الأمر الذي افقدهم الأمل في أن تقوم الدولة باستيعابهم مستقبلاٍ في سوق العمل.. كما أن سيارات النقل التي وعدت بها الحكومة لاستقبال هؤلاء المرحلين لم نرها .. الأمر الذي تظهر فيه الدولة اليمنية غير مكترثة اليوم بهذه الكارثة التي يعانيها بعض أبناء الوطن المنكوبين في بلادهم وفي دولة الاغتراب.. هذا الغياب للدولة اليمنية دفع بعض المنظمات المعنية لأن تتواجد في منفذ حرض الحدودي كما هو الحال مع منظمة الهجرة العالمية والتي عملت على توفير بعض الاحتياجات لاستقبال هؤلاء المرحلين .. خدمات متواضعة وبسيطة قدمتها هذه المنظمة وجمعية الإصلاح ربما لا يفي باحتياجات هؤلاء المنكوبين .. فمنظمة الهجرة العالمية قامت بإنشاء مخيم طبي تقوم فيه بتقديم المعاينات والعلاجات للمرضى وكذا الإسعافات الأولية لبعض المصابين الذين تعرضوا لبعض الإصابات أثناء عملية ترحيلهم .. كما عملت المنظمة على تقديم بعض الاحتياجات من ملابس وأحذية وبسكويتات وعصائر وغير تلك الخدمات التي قدمتها هذه المنظمة .. وعلى القرب من هذا المكان كان يوجد مخيم صغير أقامته جمعية الإصلاح الخيرية عملت على استقبال عدد قليل من هؤلاء المرحلين وتقديم بعض الخدمات المحدودة لهم .. شكا بعض هؤلاء المرحلين من أنهم يعانون من عدم قدرتهم المالية للسفر إلى قراهم ومناطقهم وأن الدولة لم تف بتوفير السيارات والحافلات التي وعدت بها لهم .. مؤكدين من أنهم يضطرون للاتصال بذويهم لإرسال مبالغ مالية لهم ليتمكنوا من العودة .. أو قد يلجأون إلى الطلب من بعض المسافرين ممن يمتلكون سيارات لإيصالهم إلى مناطقهم .. نكبة وطن > ومع استمرار ترحيل اليمنيين من المملكة تتزايد مخاوف الشارع اليمني من الآثار السلبية التي قد تصيب اليمن جراء هذا التدفق الذي لم يكن في الحسبان خاصة وأن هذا الترحيل سيتسبب في أزمة اقتصادية حادة لوطن يعاني من أزمات متعددة .. كما يخشى اليمنيون من تكرار نكبة 1990م أثناء أزمة الخليج الأولى والتي تم ترحيل اليمنيين أثنائها وكانت كارثة على المستوى الشخصي والأسري وعلى مستوى الدولة وما تزال آثارها يعاني منها اليمنيون إلى اليوم .. هذا الترحيل وكما يقول مراقبون سيؤدي وبلا شك إلى حالة اللا استقرار في كل المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .. ربما لا يعرف الكثير من أن أعداداٍ كبيرة من اليمنيين المقيمين في المملكة ربما يتعرضون لعملية الترحيل .. وأن ما يقارب من مليوني يمني باتوا اليوم يخشون من عودتهم إلى بلدهم بحجة هذا القانون ( قانون العمل ).. هذا الوضع سيرمي بظلاله على اليمن التي تعد من أفقر دول المنطقة وتعاني من أزمات طاحنة ( كما يقول الدكتور محمد يوسف الحودلي ). ويذهب متخصصون من أن عودة هذه الأعداد الكبيرة ستؤدي إلى كارثة اجتماعية حقيقية في ظل اعتماد مئات الآلاف من الأسر اليمنية على ما يتم إرساله من أبنائهم المقيمين في المملكة من مبالغ مالية تعينهم على سد حاجاتهم المادية .. الأمر الذي سيجعل من هذه الأسر ينتظرها مستقبل منكوب ووضع مالي متدهور وربما قد تصل هذا الأسر إلى وضع لا تحسد عليه في ظل ما يعانيه الوطن .. وطالب العديد من المراقبين بضرورة أن تقوم الدولة بخطة استيعاب للعمالة اليمنية العائدة من السعودية وفتح مناخات ومشاريع عمل سواء بفتح مصانع أو التنسيق مع رجال الأعمال لاستيعاب جزء من هذه الأعداد من الشباب .. حتى لا يجد هؤلاء الشباب أنفسهم أمام مستوعبين آخرين خارج إطار المشروع الوطني. وأكد الكثير من المهتمين أن عدم تحمل الحكومة مسئوليتها حيال هؤلاء المرحلين قد يوجد مناخاٍ لزعزعة الاستقرار في الوطن عن طريق وقوعهم في أيادي بعض العصابات بمختلف أعمالها ( سرقة – نهب – سطو ) وغير ذلك من المجالات التي لا تخدم الوطن .. توقيت سيء > بالرغم من الوضع الذي تعاني منه اليمن كونها ما زالت في مرحلة انتقالية أعقبت مرحلة صعبة في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية .. لتصبح اليمن اليوم تسير وفق مبادرة خليجية ورعاية دولية وكانت المملكة العربية السعودية مشاركاٍ رئيسياٍ فيها ( المبادرة ) وبالرغم من مرور عامين إلا نيف على البدء في تنفيذ بنود المبادرة وانتقال السلطة للرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي وتسلم حكومة الوفاق العمل بإدارة البلاد إلا أن اليمن ما يزال اليوم مثخناٍ بالعديد من المشاكل والإشكالات المتفاقمة في كل الأصعدة .. وخاصة في المجال الاقتصادي الذي يسير كما يقول البعض ( ببركة أرحم الراحمين فقط ) هذا الوضع الذي تعيشه اليمن في مرحلة حرجة من تاريخه كان يتطلب من كل الأشقاء وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية للوقوف معها .. المهندس عبد الغني المعافا ناشط حقوقي في الحديدة قال ( إن التوقيت الذي جرت فيه عملية الترحيل مستغرب كونه يتم في ظل ظروف صعبة تعيشها اليمن .. وكان يفترض من المملكة مساندتنا لا أن تزيد في نكبتنا .. هل تدرك الدولة المعنية والتي هي جزء في صناعة المبادرة الخليجية ما يعني عودة مئات الآلاف من اليمنيين إلى بلدهم في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة .. وصراعات سياسية وملفات شائكة تعمل الحكومة اليمنية على معالجتها .. وظروف أمنية تعاني منها البلاد .. هذا الترحيل للعمالة اليمنية سيؤدي إلى نكسة حقيقية للمرحلة الانتقالية وربما قد يكون سبباٍ في وجود زعزعة للاستقرار في اليمن … ) وطالب المعافا من الحكومة السعودية مراجعة إجراءاتها بحق العمالة اليمنية وبما يحافظ على اليمن ويجعله يجتاز هذه المرحلة الخطيرة من المرحلة السياسية .. حكايات مؤلمة > ومع الإجراءات الحازمة التي قامت بها السلطات السعودية لتنفيذ قانون العمل الجديد وجد اليمنيون أنفسهم أمام خيارات قاسية ومستقبل مخيف ينتظرهم .. ومع ذلك فقد قرر العديد من هؤلاء اليمنيين تفضيل العودة إلى بلدهم الذي ربما لا يجدون فيه ما يسد حاجتهم وربما ما يسد بطونهم .. الشاب يحيى محمد يحيى ( 25 عاماٍ ) من أبناء مدينة الحديدة وجدناه في منفذ حرض تحدث إلينا بنبرات حزينة لم تخلو من بعض الدموع .. حيث قال الشاب ( يحيى ) إنه سافر إلى المملكة قبل عام ونصف تقريباٍ بعد أن أقفلت كل الأبواب في وجهه في اليمن .. فقد تخرج من الجامعة تخصص رياضيات وقرع كل الأبواب أملاٍ في الحصول على العمل لكن دون جدوى ليشعر بالإحباط أمام أسرته التي كانت تنتظر ( كما يقول ) أن يساعدها في سد جزء من حاجاتها .. ليدفع به الحال لأن يقرر في نهاية العام 2012م السفر عبر طريقة التهريب إلى المملكة .. وأضاف يحيى ( لقد عانيت كثيراٍ جراء الارتحال عن طريق التهريب وسلكنا طرقاٍ وشعاباٍ في الليل والحمدلله تمكنا من الوصول إلى منطقة جدة وهناك تمكنت من الحصول على عمل عن طريق بعض أقاربي هناك .. وسنة ونصف وأنا أعمل في مهن متدنية .. ومع ذلك فقد استطعت أن أساعد أهلي بإرسال بعض المبالغ لهم تعينهم .. إلا أنه وبعد صدور قانون العمل الجديد قررت مع بعض رفاقي السفر إلى اليمن والعودة إلى أهلي بسبب التضييق والملاحقة من الأمن السعودي.. و في منتصف شهر 11 ( نوفمبر ) وأثناء خروجنا من جدة في طريق العودة تم القبض علينا من قبل الشرطة السعودية والذين أخبرناهم أننا في طريق العودة طالبين منهم أن يقوموا بإيصالنا إلى الحدود إن هم أرادوا أن يتأكدوا إلا أنهم قاموا بإهانتنا وسبنا بألفاظ بذيئة طالت كل شيء بالنسبة لنا ابتداءٍ بأشخاصنا ومرورا بأعراضنا وانتهاءٍ بالسب والذم بوطننا … ثم قاموا بالاعتداء علينا بالضرب وترحيلنا إلى سجن وهو عبارة عن هنجر كبير يوضع فيه آلاف اليمنيين بطريقة متزاحمة ومنع عنا الماء والشرب لمدة يومين وما كنا نستطيع أن نطالبهم بالماء والذي يتحدث أو يطالب بذلك كان يتم الاعتداء عليه بالضرب حد الإغماء .. وقال: ظللنا يومين في هنجر أو سجن جيزان في حالة جوع وعطش وضرب من قبل الجنود السعوديين ولقد شاهدنا العديد من حالات الإغماء بسبب ذلك الضرب من قبل الجنود بحق من يطالب بالماء أو الأكل .. باستثناء حصولي على قطعة كيك من أحد البنجاليين العاملين في هذا السجن دون أن يعلم به الجنود السعوديون .. وبعد ذلك تم ترحيلنا إلى حرس الحدود اليمني وأنا هنا الآن أمامكم أبكي على سنوات دراستي وعلى أهلي الذين لا أعرف من أين أصرف عليهم وعلى ما لاقيته من إهانات واعتداءات وضرب وسب . أما إبراهيم أحمد علي زميل يحيى في رحلة التهريب والترحيل فيقول إنه أخذ ذهب أمه ليتمكن من السفر إلى السعودية وظل أشهراٍ عديدة حتى استقر به الحال وحصل على فرصة عمل وبدأ في إرسال المبالغ المالية لتسديد ديون إيجار المنزل والدكان وما أن فكر في سداد أمه التي أعطته ذهبها إلا وتفاجأ بقانون العمل الجديد .. وأضاف ( أنا الآن نازل إلى اليمن وأتمنى أن أحصل على عمل لأكون بجوار أهلي لكن أنتم تعرفون صعوبة الحصول على عمل في اليمن ولا أمل .. فالوضع سيء جداٍ . عودة الموت > هذه المعاناة والإهانات التي يتعرض لها اليمنيون أثناء ترحيلهم تهون حينما يصل الأمر إلى مفارقة الروح وإزهاق الأنفس وهو الأمر الذي حصل للمواطن اليمني المغترب محمد عبيد حمنة ( من أبناء محافظة الحديدة – مديرية حيس 33 عاماٍ ). حيث تمثل قصة حمنة ( والتي حكاها لنا شقيقه أكرم ) مأساة حقيقية وربما لا تكون الوحيدة لكنها الوحيدة التي حصلنا عليها والتقينا بمن له علاقة بها .. فالشاب محمد حمنة والذي غادر إلى المملكة العربية السعودية قبل أعوام بهدف الحصول على عمل تمكن منه لاحقاٍ بعد حصوله على كفالة شخص كان يقوم بابتزازه وذلك بإلزامه بدفع مبلغ قدره 3 آلاف ريال شهرياٍ ( للكفيل). ومع ذلك فقد ظل حمنة يكابد الحياة ويصر على مواصلة العمل بسبب الظروف المالية المتدهورة التي تعيشها أسرته في اليمن وظل يكد ويعمل ويواصل الليل بالنهار حتى يتمكن من توفير مبالغ مالية جزء كبير منها للكفيل .. إلا أنه ومع بداية شرع السلطات السعودية بتنفيذ قانون العمل الجديد قرر محمد حمنة تغيير كفيله ليتمكن من البقاء في المملكة أو العودة لليمن .. إلا أن الكفيل ظل يماطله ويعمد على تسويف إخلاء طرفه الأمر الذي دفع بـ محمد بالذهاب إلى الجهات المختصة في المملكة ( كما تفيد الوثائق ) (وهو مكتب لوكالة وزارة العمل السعودية للشئون العمالية ) لإلزام الكفيل بإخلاء طرفه لكن الكفيل لم يكترث بالأوامر والطلبات الرسمية له والتي كان آخرها في 16/ 1/ 1435هـ إلى أن وصل حمنة إلى قناعة بضرورة الرحيل عن طريق التهريب إلى اليمن بعد أن يأس من الكفيل وهو ما قام به بالفعل بعد خمسة أيام من التاريخ السابق .. لكن حرس الحدود السعودي ( كما يقول أكرم شقيق محمد ) كان موجوداٍ هناك ليقوم بالاعتداء عليه بالضرب بالعصي والبيادات ومؤخرات البنادق الأمر الذي تسبب في إصابته بحالة إغماء .. ثم ترك في منطقة خالية وبما يشبه الصحراء بدون أكل أو شرب وهو في حالة اللا وعي ليسبب ذلك في تلف كليتيه بشكل كبير .. و مع مرور الوقت وأثناء حالة الإغماء الذي أصيب به تعرض محمد في هذه المنطقة الخالية للذعة عقرب ( حسب التقرير الطبي ) ليزداد وضعه الصحي سوءاٍ.. وبعد مرور يومين تم العثور عليه بوضعه وهو في حالة إغماء من قبل بعض اليمنيين المهربين ليتم تسليمه لحرس الحدود اليمني والذين قاموا بإيصاله إلى مستشفى حرض والذي أجرى له بعض الإسعافات السريعة لإنقاذ حياته لكن حالة حمنة كانت قد وصلت إلى وضع خطير ليتم معرفة عنوان أهله عن طريق هواتفه النقالة التي بقيت معه .. ليتم إيصاله إلى مستشفى الأقصى التخصصي بالحديدة والذي استطاع عمل تشخيص حالة محمد الصحية وعن الإصابات التي أصيب بها جراء الاعتداء ليفارق الحياة في 23/ 11/ 2013م وليتم دفنه في مسقط رأسه بمديرية حيس جنوب مدينة الحديدة .. محمد عبيد حمنة ربما لم يكن هو الوحيد ضحية الإجراءات القاسية لكنه ليس كالآخرين الذين تعرضوا للضرب والإهانات فهو قد تعرض لإزهاق روحه بسبب هذه الإجراءات القاسية وربما الظالمة بحق المغترب اليمني الذي دفعت به الظروف إلى الاغتراب .. وفي المقابل تترقب العديد من الأسر والتي باتت تسير نحو مستقبل مجهول منكوب كارثي بسبب فقدانها لمصادر التمويل من أبنائها الذين كانوا يعملون في الغربة ليواسوهم ببعض المال .. لكن أبناءهم ( المواسين بالأمس ) بحاجة لمن يواسيهم اليوم فهم باتوا في صفوف البطالة الباحثين عن عمل ..