الرئيسية - محليات - يحدثونك عن حقوق الإنسان.. ولكن!!
يحدثونك عن حقوق الإنسان.. ولكن!!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في هذه الأيام منذ نيف وستة عقود من الزمنº كانت البداية الحقيقية الجديدة لتلك الحقبة الذهبية في منظومة القانون الدولي الإنساني º التي اصطلح على وصفها بمرحلة معرفة الفكر الحضاري الإنساني ¡ مرحلة كان من أهم معالمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان¡ الصادر عن الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر 1948 ¡ومثل عملا مبدعا وخلاقا لا يستهان به ¡فقد رسم خطوطا واضحة للحقوق المدنية والسياسية لبني آدم. بمعنى .. إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جاء في الأصل لصالح الانتصار ” لحق” الإنسان في الحياة والحرية والتعبير والتغيير والمعرفة والتفكير والاختيار¡ مرورا “بحقه” في التطبيب والصحة النفسية والتعليم والعمل والتنفس والغذاء والمعرفة ..والعيش بسعادة واطمئنان ورفاهية وتقدم º في وطن دون تمييز ولا عنصرية ..لا قمع ولا استئصال أو تهميش وامتياز ومحاصصة ومحسوبية..º والأهم أن ينتمي لدولة مؤسسات تخدمه لا أن تسرقه لمصلحة الطواغيت من غلاة التسلط والاستبداد ورموز الفساد المتوحش وذيول أصحاب المصالح وأمراء الحرب وصانعي الأزمات والمنافقين والمرتزقة¡ وخدام وأتباع المتصارعين على السلطة والثروة والنفوذø!! وبالمناسبة .. ككل عام في مثل هذا اليوم..º تكون الفرصة كبيرة للكثيرين ممن يصفون أنفسهم بـ”نشطاء حقوق الإنسان” º وسواهم من “ملاك” المنظمات ومراكز استطلاع الرأي المعلومات والمنتديات الخاصة المتاجرة أصلا◌ٍ بشعارات الحقوق والحريات والتنمية السياسية والديمقراطية ¡عبرالترويج الممل والمكرر لها في غرف فنادق الخمسة نجوم ¡كي يقفوا ويتحدثوا في كل شيء ¡ ما عدا الأمور المتعلقة بأوضاع الإنسان وحقوقه العامة والخاصة ..يتحدثون نيابة عن طفل وفتاة ومهجø◌ِر وغلبان ومهمø◌ِش دون أن يسألوه ..ماذا يريد¿ وبماذا يفكر¿..كيف يعيش وماذا يأكل ويشرب ويلبس ¿ وعلى أية أرض أو رصيف شارع ينام ¿ وإلى متى يبقى في موقع انتظار الموت حتفا أو جوعا.. عطشا أو تلوثا..ثم لماذا لا يقرأ ولم يتعلم ¿ وكيف له أن يتحرر من العبودية والدونية..ويتجنب ذل السؤال عن الحاجة أو استقطابه إلى دائرة الإجرام العاري¿ هذا نوع من الأسئلة بالغ الأهمية في المرحلة الراهنة والمقبلة. عفوا.. منهم من يتحدث في الأمور السياسية ¡ولكن لا يعبر عن الواقع بقدر ما يريد أن يلبي رغبة الممول !! واليوم º نتحدث علنا◌ٍ وضمنيا◌ٍ¡ بهذا كله..ونتساءل : ت◌ْرى بعد كل هذا الذي يحدث.. متى سيعرف أطفال ونساء وشيوخ وشباب ورجال اليمن بمخرجات ندوات ومؤتمرات وورش عمل تلك المنظمات ¿ ومتى ستقوم بدورها في توعية الإنسان اليمني بحقوق كفلتها له الدستور والقوانين والتشريعات واللوائح والمواثيق والمعاهدات الدولية.. وقبل ذلك دينه الإسلامي والقرآن الكريم وغيرها من الكتب السماوية ¿! ومشروعية علامات الاستفهام الكبيرة¡ ما نراه يوميا من انتهاكات صارخة للحقوق في كل شارع ومدينة ومكان º حيث أصبح الإنسان يعيش في المجهول لا يعرف حقوقه .ولا أي شيء عما يخطط له لحاضره وغده ومستقبله ¿! ولماذا يدفع اليمنيون وحدهم ثمن المتناحرين ويسقطون شهداء وقتلى وجرحى في معارك المتناحرين والمتورطين في النكبة الوطنية الكبرى منذ حين ¿! وما السبيل لأن يتمتع الإنسان بحق المعرفة والتنوير عبر وسائل إعلام تتمتع بالمصداقية والمهنية والموضوعية والترفع تجعله بعيدا عن منصات إعلام المال السياسي المدمرة¿ ولا أزال أرى هذه الأسئلة ومثلها لم تقم منظمات حقوق الإنسان بالتفكير المتعمق فيها: ولهذا مطلوب منها أن تعيد النظر في نشاطها ºوأن تعلن بشفافية بيانا◌ٍ للرأي العام عن مصادر تمويلها وحجم المبالغ المستلمة باسم اليمنيين ¿ومن يستفيد منها ومن يخطط لها ويملي عليها برامجها وماهية أولوياتها¿ بحيث تخرج من الغرف الفخمة في فنادق العاصمة وعدن وتعز والمكلا ¡ وتذهب إلى الواقع حيث السواد الأعظم بأمسø الحاجة لمعرفة ما لهم من حقوق ¡خاصة ونحن في اليمن مازال بيننا عشرة ملايين مواطن يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم مقابل عشرة ملايين نسمة لا يقرأون ولا يكتبون .ولهذا يكون من السهل على أي نظام مستبد أن يوظف هذا الجهل لتمزيق الوطن وإشاعة روح الفرقة وتعميق الانقسام ¡وعلى العكس من ذلك أن المواطن المتعلم سيبحث عن حقوقه وسيطالب بحريته وبنجاح الحوار الوطني ¡ وسيقف ضد كل من يتربص بالوطن ووحدته ºولن يترك للمتآمرين أن ينفذوا مشاريعهم الخبيثة º أيا تكن مذهبية أو طائفية..عصبية أو مناطقية ..قبلية أوجهوية ..وهذا هو الامتحان !! [email protected]