الرئيسية - محليات - ثلاث مدن قديمة قامت على صعيد واحد وفي أزمنة متباعدة
ثلاث مدن قديمة قامت على صعيد واحد وفي أزمنة متباعدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

المعالم والآثار الباقية عكست صفحات هامة من تاريخ اليمن القديم

صعدة نشأت على أنقاض »تلمص« في 284 هـ كمدينة إسلامية

صعدة / خالد أحمد السفياني

> يقول الملك اليماني أسعد تبع في مطلع إحدى قصائده: مآثرنا في الأرض تصديق لنا إذا ما طلبنا شاهداٍ ودليلاٍ لقد خلقت الحضارات اليمنية المتعاقبة على ثرى هذه الأرض الطيبة الكثير من الشواهد والمأثر الدالة على عظمة وعراقة اليمن السعيد فما من محافظة أو منطقة يمنية إلا وعلى ترابها شاهد على حال وأخبار طوال عن واقع وحياة اليمن في عصور خلت وقرون بالية. وتزخر صعدة كغيرها من محافظات اليمن بكم هائل من المأثر والشواهد التاريخية والأثرية التي مازالت شامخة في وجه تقادم العصور وتقلبات الزمن من حصون وقلاع وكتابات ونقوش ومعابد ومساجد وسدود يصعب جمعها وإحصاءِها ومدينة صعدة الحالية لوحدها تضم عشرات المعالم والآثار الهامة وقامت على أنقاض مدينتين قديمتين هما (جماع) و (تلمص) صعدة الأولى وهذه المدن الثلاث نشئت في أزمنة متباعدة على صعيد واحد يحلو لنا الحديث عنها والتطرق إليها وإلى مأثرها الهامة على النحو الآتي:

مدينة تلمص »صعدة الأولى« تقع جنوب مدينة صعدة الحالية بـ3 كم وهي مدينة صعدة الأولى شيدت في سفح جبل تلمص وأمتدت شرقاٍ إلى جبل أظفر وقد طمرت هذه المدينة كلياٍ ولم يعد لها وجود باستثناء جبل تلمص وهو حصن عظيم ومعقل شهير شامخ يطل على مخلاف صعدة وقاع صعدة الرحب ويسيطر على ما حوله من بنايات متقنة وقد أقيمت مدينة تلمص على أنقاض «مدينة جماع» التي عمرت في الجاهلية وكان حصن تلمص مقراٍ لملوك وأقيال حمير في عهود الدولة الحميرية .. قال المؤرخ القاضي العلامة حسين عيضة الشعبي رحمه الله : إن «مدينة تلمص ورد ذكرها في النصوص الحميرية القديمة على عهد الملك نشأكرب لي يها من يهرحب وكانت مدة ملكه من 15 سنة قبل الميلاد إلى 5 سنوات بعد الميلاد حسبما ذكر المؤرخون القدماء من أهل اليمن فقد صدر أمر الملك بقوله :”شرحتم بهجرن صعدتم ويرسم” حيث ترك اليرسميون وطنهم يرسم في مدينة جماع القديمة وسكنوا مدينة صعدة الأولى فكانوا شقاٍ منها والشق الآخر للأكليين والأكيليون من قبائل الربيعة من خولان (سحار) وكان شق المدينة لبني سعدي بن سعد بن خولان والصنعانيين وكان جبل تلمص مقر الأمراء الحميريين وممن نزله في الجاهلية الوالي الحميري نوال بن عتيك غلام الملك سيف بن ذي يزن وواليه على مخلاف صعدة” وكان نوال بن عتيك والياٍ جباراٍ يضرب به المثل في القسوة والجبروت كان يسمى بـ “نازع الأكتاف”. قال الأكوع رحمه الله “كان الملوك من حمير وأمرائها الذين يتولون مخلاف صعدة والجهة الشمالية ينزلون في حصن تلمص ومنهم الوالي الحميري نوال بن عتيك مولى سيف بن ذي يزن وكان مضرب المثل في القسوة ويطلق عليه نازع الأكتاف” قال الشاعر: أصبحت توعدني بأمر معطل حتى كأنك نازع الأكتاف عبد ابن ذي يزن برأس تلمص بين الأرائك مسبل الاسجاف وقال الشاعر: تلمص القباب في تلمص كالبيض من تحت الخلاء فيها نوال مثل ثعبان النص فحل لديه كل فحل كالخصى شر نوال زايد لم ينقص يخلع أكتاف الرجال إن عصى ودونه الخدام غير نكص يقصون بالأسياف من دون العصى كم من قتيل لنوال مقعص ومن جرع بدم به مغمص إلى آخر الأبيات التي وردت في تاريخ العلامة والقاضي ابن الزحيف ونوال بن عتيك من مواليد تبوك وكان ضمن المدد الذي أمد به الملك سيف بن ذي يزن قبائل خولان عامر في حربها مع هوازن وبني سليم وقد شيد نوال بن عتيك شرق مدينة تلمص “سد الخانق” الشهير ثاني سدود اليمن بعد سد مأرب وهو السد الذي أضربه الوالي العباسي إبراهيم بن موسى بن جعفر الملقب بـ “الجزار” بعد أن أضرب المدينة القديمة وأحرق بساتينها على رأس مائتين هجري. ويقول القاضي المؤرخ حسين الشعبي رحمه الله: إن «إبراهيم العلوي قتل مائة وأربعة من خيار الرجال وأهالي صعدة إذ عندما تهيأ له الخروج معه من صعدة إلى صنعاء سألهم أن يخرج معه وجوههم من أمكنهم فخروج معه من آل أبان وسائر خنفر وأكيل وبني شهاب مائة وخمسة رجال فلما صار إلى منزل محمد العمري بطمو من بلاد سفيان أمر بهم فقيدوا وسار بهم إلى صنعاء ودق أعناقهم ولم يفلت سوى الشاعر أحمد بن يزيد بن عبدالرحمن القشيبي». وممن تولى مخلاف صعدة في العصر الإسلامي محمد بن ميمون بن جرير بن أبان الحنفري مولده في 50 هـ ومات في 175هـ وعمره 125 عاماٍ ودفن في حدبة صعدة ويعتقد بعض المؤرخين أن سعد بن معاذ رضي الله عنه دخل صعدة وبنى بها مسجداٍ على مبرك الناقة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يعرف موضعه حتى اليوم وقد كان خراب مدينة تلمص في القرن الثالث الهجري في حرب دامت من(325-330هـ ) لكن آخر أبنائها كمدينة عامرة في زمن الإمام أحمد بن سليمان بن المطهر في القرن السادس الهجري حين دخلها بعشرين ألف ودمرها و تفرق سكانها إلى خولان عامر وهمدان بن زيد وبلاد سحار وجماعة ولا يزال آثار حصنها وبعض المباني والبرك قائماٍ إلى اليوم في قمة الجبل أما المدينة فقد طمرت كلياٍ وخلال سنوات مضت تم اكتشاف آثار مباني وبعض الآثار في حفريات البناء للمنازل في المناطق المتاخمة لتلمص. ويقع في محيط جبل تلمص كثير من المعالم والشواهد التاريخية القديمة منها نقوش وكتابات حميرية في “الملحقات شرق المدينة قدر خبراء الآثار أن عمرها يتجاوز 5000 سنة وفيها نصوص تحكي دعوة يازل بيين ورسوم للأوعال رمز الدولة الحميرية وفي الشمال يوجد جبل المخروق الذي توجد به كتابات وشواهد قديمة ومن الشرق أيضاٍ يوجد في منطقة القلات آثار لقصر حميري قديم يعتقد أنه «قصر كهلان» الحميري الذي ذكرته المؤلفات التاريخية القديمة حيث يوجد في الموقع آثار أعمدة حجرية ضخمة مركومة يصل طولها من 2.5-3 أمتار وهناك “حصن العبلاء” الذي شيد على قمة جبل العبلاء شرق المدينة في مواجهة جبل تلمص ويعتقد أن في هذا الحصن كانت النار التي تعبدها اليمن قبل الإسلام وعدد كبير من المعالم والشواهد الأثرية الأخرى. قال الشاعر: وقصر بكهلان لشبل إيهم دعامة هز من تلاع الدعائم مدينة جماع «يرسم»: هي أقدم المدن التي نشئت في قاع صعيد صعدة في الجاهلية الجهلاء شيدت في قلب قاع صعدة في منطقة يقال لها «يرسم» وصفها الهمداني بأنها مدينة عظيمة في الجاهلية وبأنها كورة خولان عامر وقد سكنتها قبائل من الكلاع وهمدان وبني سعد بن سعد بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ومن بقية بطون خولان وبقية من الأبناء وقد طمرت كلياٍ ولم يعد لها أثر واضح حتى اليوم.. وقد سكن على أنقاضها قبائل آل فطيمة واليرسميين في القرنين الأول والثاني الهجري وهي القبائل التي خاضت حرباٍ فاصلة ضد الإمام الناصر أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين الرسي في مطلع القرن الثالث الهجري وانتهت بسقوط الدولة الهدوية في شمال اليمن وقد قامت على أنقاض هذه المدينة تلمص في أواخر عهود الدولة الحميرية.

صعدة المدينة التاريخية أما مدينة صعدة الحالية فيعود نشأتها إلى القرن الثالث الهجري عندما اختطها الهادي يحيى بن الحسين الرسي واختط بها جامعه المعروف باسمه سنة 284هـ فأضحت عاصمة للدولة الزيدية «إحدى الدويلات المستقلة في اليمن» وقد سكن صعدة الأكيليون من الربيعة بن سعد بن خولان والربيعة هو اسم سحار بن خولان وصعدة من مدن اليمن الهامة وهي مدينة تاريخية قامت على أنقاض مدينة تلمص «صعدة الأولى» وهي متحف تاريخي هام بفعل ما تمتلكه من أرث تاريخي كبير من مساجد تاريخية وقلاع وحصون وأسواق وأحياء قديمة ويزيد من أهميتها «سور صعدة» التاريخي الذي يحيط بالمدينة دائرياٍ بطول قرابة 5كم وهي المدينة العربية الوحيدة التي ما زالت داخل سور طيني حتى اليوم وتتميز صعدة بموقعها المتوسط في قلب مناطق خولان عامر وهمدان بن زيد أي في قلب المحافظة وكان بها قصر منيف.. قال أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني «لسان اليمن» في وصفه في كتابه «صفة جزيرة العرب» قصد رجل من أهل الحجاز من بعض الملوك البحر ذلك القصر وهو تعب فاستلقى على ظهره وتأمل سمكه فأعجبه فقال: لقد صعدة.. لقد صعدة فسميت صعدة من يومئذ» وقال بعض علماء العراق أن النصال الصاعدية تنسب إلى صعدة وإنما يقال فيها الصاعدية فإذا اضطر شاعر قال صاعدية في موضع صعدة وهي كورة بلاد خولان وموضع الدباغ في الجاهلية الجهلاء كونها موسط بلاد القرض وهو يدور عليها في مسافة يومين فحده جنوباٍ بلاد خيوان وبلاد وادعة ومن الشمال مهجرة رأس المنضج من أرض بني حيف في بلاد وادعة ومن المشرق مساقط برط في الغائط ومن الغرب معدن القضاعة من بلاد الأجدود من خولان ثم لامدن بعدها من نجد اليمن وكان بها أيام وحروب.. انتهى كلام الهمداني. وعلى مدى 12 قرناٍ مضت من عمر مدينة صعدة ظلت منطقة تجارية وزراعية وصناعية وساحة للصراعات والحروب ومنطقة علمية تخرج منها مئات العلماء والقضاة والمؤرخين والحكام بفعل موقعها المهم بين جنوب وشمال الجزيرة وقد شهدت الصراعات السياسية بين الأئمة المتعاقبين وشكلت في عهد دولة آل شرف الدين والمطهر بن شرف الدين دولة آل القاسم وما تلاها حتى القرن الثالث عشر الهجري قاعدة متقدمة في مناهضة الاحتلال العثماني لليمن فشيدت الحصون والقلاع الحصينة كـ«قلعة السنارة» و«قلعة وحصن الصمع» و«قشلة صعدة» وشيد سور صعدة الشهير على يد الأمير شمس الدين بن شرف الدين بن المطهر الشقيق الأكبر للمطهر بن شرف الدين في سنة 947هـ وهو ذات العام الذي شيد فيه الأمير شمس الدين التوسعة الكبرى للجامع الكبير بصعدة «جامع الهادي» ليصبح من جامع متواضع إلى جامع كبير مربع الشكل في وسطه شمسية ليماثل المسجد الكبير بصنعاء في الشكل العام ومع تفوقه في الجمال والزخرفة والإبداع وفن العمارة الإسلامية. وقد عرفت مدينة صعدة التاريخية فنون الصناعة المتنوعة خلال تلك الفترة وخاصة صناعة الحديد الذي كان يستخرج من جبل أطفر شرق المدينة ويتم نقله إلى مدينة صعدة لاستخلاص الحديد وصناعة السيوف والخناجر وأدوات الزراعة ومتطلبات العمران وذاعت شهرتها في هذه الصناعة خلال القرن السادس الهجري حتى العاشر وكانت تصدر كميات من هذه المصنوعات إلى تركيا خلال فترة الاحتلال العثماني الأول لليمن حيث كان يوجد في صعدة ما يقارب من 2200 فرن بدائي لصهر الحديد كما كانت تصنع الأواني الفضية والحلي وأشكال الزينة وأهمها الصناعات الفضية والنحاسية حيث ظلت صعدة مزدهرة بهذه الصناعات التي كانت أبرز المهن لرئيسية لليهود الساكنين بصعدة وبعض المناطق المجاورة وظلت باقية حتى عام 1993م ومن ثم اختفت كلياٍ ومن شواهد الصناعة في صعدة أن قشلة صعدة في قلب المدينة التاريخية تربض على هضبة واسعة من خبث الحديد الذي كان يستخدم في الصناعات الحديدية طوال قرون كاملة. مآثر وشواهد تاريخية لقد خلفت 12 قرناٍ مضت من عمر المدينة الإسلامية كثيراٍ من الشواهد والمآثر التي ما زالت شامخة حتى اليوم تعكس ملامح وسمات القرون الخالية فمدينة صعدة التاريخية تعد في حد ذاتها متحفاٍ تاريخياٍ متفرداٍ بمعالمها وشواهدها ومبانيها ودورها العامرة التي شيدت من الطين وحاراتها وأزقتها فهي مدينة ذات طابع تاريخي أصيل مايزال شكلها العام وصورتها تحكي ترابط الماضي بالحاضر ومن أهم شواهدها التاريخية جامع الهادي الذي اختط في 284هـ وشهد مراحل متعددة من التوسيعات والإضافات وهو جامع متفرد في البناء والروعة والشكل يعكس مراحل مختلفة من فنون العمارة الإسلامية بقبابه المتعددة التي شيدت أغلبها في عهد الأمير أحمد بن علي بن القاسم في القرن الثاني عشر الهجري والمعروف بـ(أبوطالب) أو تلك المئذنة الفريدة الشامخة المنتصبة في صوح المسجد والتي شيدها المهدي علي بن محمد في 751هـ أو مقدمة الجامع المليئة بالنقوش والكتابات والزخرفة وآيات قرانية وقصيدة رائعة في حزام الجامع تحكي قصة بناء المقدمة والتوسعة على يد شمس الدين بن شرف الدين في 947هـ إلى جانب 27 مسجداٍ تاريخياٍ شيدت في عهود مختلفة. سور صعدة ولعل الظروف السياسية غير المستقرة التي عاشتها مدينة صعدة طوال قرون خلت خاصة بين القرنين العاشر والثالث عشر الهجري أبان النضال اليمني ضد الاحتلال العثماني قد خلفت وراءها جملة من المآثر والشواهد الدالة على تلك الفترة فشيدت القلاع والحصون داخل المدينة وفي الجبال المحيطة بها والتي مازالت شامخة في وجه تقادم الزمن علاوة على سور صعدة ذلك المعلم التاريخي البارز الذي يضم المدينة القديمة في طياته حيث يحيط بالمدينة دائرياٍ بطول 5كم تقريباٍ له أربعة أبواب هي باب اليمن الجنوبي باب نجران الشمالي باب جعران الشرقي باب السلام الغربي وعلى طول امتداد السور البالغ الارتفاع 10-12.5 متر وعرض 3 أمتار توجد كثير من التحصينات وأبراج المراقبة ونوب الحراسة إضافة إلى الأسلوب المتعرج للبناء بحيث يغطي هذا التعرج أبواب السور لطابع قتالي بحت وفي أعلى السور توجد طريق للأفراد والمواشي على طول امتداد السور ذات ساتر به فتحات مائلة لليمين والشمال لأغراض المراقبة أو القنص والسور شيد من الطين ومن نوعية متماسكة يضاف إليه التبن حيث شيد من الداخل والخارج وأفرغ في الوسط تراب خالص حافظ على تماسك وصمود البناء وعدم تأثره بالعوامل الطبيعية وتقادم الزمن. مقبرة منذ ثمانية قرون ولعل أهم ما يلفت الزائر لصعدة وجود مساحة شاسعة من الأرض تحتضن كبرى المقابر العربية الإسلامية مقبرة القرضين التي هي بحق من أعظم المقابر في الشرق الأوسط وربما العالم العربي برمته حيث تترامى المقبرة على امتداد النظر في شكل مهيب وصورة عجيبة تبعث على الحيرة والتساؤل.. من أين جاء هؤلاء الموتى بهذا الكم الهائل في هذا الإطار الجغرافي البسيط!! عشرات الآلاف من القبور وعليها الواح حجرية ضخمة من حجر البلق الأبيض نحت عليها اسم صاحب القبر ونسبه وأعماله الجليلة ومناقبه وآيات قرآنية كشواهد وتاريخ مولده ووفاته ومن هذه القبور تم التعرف إلى كثير من أنساب الأسر وصلة بعضها بأسر قديمة وشخصيات إسلامية شهيرة منها مايرجع إلى الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه والصحابي فارس اليمن وشاعرها عمرو بن معد كرب الزبيدي وهذه القبور ترجع إلى أكثر من ثمانية قرون. وفي المقبرة قبور علماء فضلاء وقضاة وحكام ومؤرخين كبار على مستوى اليمن أمثال العلامة الزاهد إبراهيم الكينعي قطب اليمن والمؤرخ ابن الزحيف والعلماء من آل الدواري وآل النجراني وآل الأعمش وآل سهيل وآل الذويد وآل مداعس وغيرهم. وفي أحد القبور يوجد شاهد فريد من نوعه لشاعر رقيق يسمى ابن الأعمش توفيت زوجته بعد قصة حب ليلة زفافها فمات على أثرها بعد فترة قصيرة كتب فيها قصيدته المدونة على اللوح الحجري ومطلعها: ياقبر لازال يهمى فوقه المطر لم لا تتيه وفيك الشمس والقمر وفيك جوهرة مخزونة تركت قلبي عليها كسيرا ليس ينجبر عدمتها قبل أن أشفي الفؤاد بها أو ينقضي لي منها أو لها وطر عقيلة من بني المختار طاهرة عديمة المثل عنها يحسن الخير والقصيدة طويلة وهذه بعض ماورد فيها نحتت بدقة على لوح حجر البلق في مقبرة آل الأعمش جزء من مقبرة القرضين.