>غياب الدعم للمزارعين يحد من المبادرات والطموحات لتحسين وتوسيع نطاق زراعة البن

رغم شهرة البن اليمني المعروف بجودته ومذاقه المتميز عن الأصناف الأخرى المنتجة في عدة دول في العالم إلا أن زراعة البن لا تحظى باهتمام ورعاية من الجهات المعنية بالجانب الزراعي والذي يحد بدوره من توسع وتطوير زراعة وإنتاج البن في اليمن ويهدد بتقليص المساحة المزروعة لشجرة البن على الرغم من أهمية هذه المنتجات النقدية على الاقتصاد الوطني كون البن اليمني من أجود الأصناف عالمياٍ وقابلاٍ للتسويق خارجياٍ في عدد من دول المنطقة والعالم. والبن اليمني تختلف درجات جودته باختلاف مناطق الإنتاج فهناك البن المطري والحيمي والحرازي واليافعي والخولاني وجميع هذه الأصناف عالية الجودة ومشهورة على مستوى اليمن إلى جانب مناطق أخرى لإنتاجه في عموم اليمن ويعد البن الخولاني الذي يتم زراعته في 6 مديريات من محافظة صعدة تتركز في القاطع الجبلي الغربي للمحافظة هي (ساقين حيدان غمر جماعة رازح منبه) من الأصناف العالية الجودة ذات المذاق الرائع والمتميز وتنتشر زراعته في الأودية والمدرجات الجبلية للسفوح الغربية في المحافظة. ولعل جودة البن الخولاني تعود إلى موسمي الحصاد الصيف والشتاء خاصة ما يتم إنتاجه في فصل الشتاء حيث يتسم بالجودة العالية كما أن لأصناف البن الدور الكبير في نوعية وجودة المنتج نتيجة للاختلافات النوعية والشكلية للحبوب المنتجة وخبرة المزارعين في عمليات الزراعة المصاحبة للإنتاج وكذا أثر البيئة والمناخ وعمليات الحصاد وما بعد الحصاد لها دور في تحديد حجم وشكل ولون الحبوب وقوامها كذلك طريقة حفظ البن قبل وأثناء التصدير أو التسويق الداخلي وهذه العوامل لها تأثيرات على مظهر الحبوب ونوعية البن وجودته كما أن البن الخولاني يعتمد على الأسمدة الطبيعية وبدون أسمدة صناعية أو مبيدات. مناطق إنتاج البن: يقدر إنتاج المديريات الست التي يزرع بها البن في المحافظة إجمالياٍ بحوالي 3.500 طن سنوياٍ من خلال 502.000 شجرة بن تقريباٍ تتصدرها مديرية ساقين حيث يوجد قرابة 250.000 شجرة بن تنتج 1500 طن سنوياٍ يليها مديرية حيدان بـ157.000 شجرة بن تنتج 900 طن سنوياٍ ومديرية غمر 50.000 شجرة تنتج 500 طن سنوياٍ ومديرية رازح 20.000 شجرة بن تنتج 250 طناٍ سنوياٍ ومديرية منبه بـ15.000 شجرة بن تنتج 250 طناٍ سنوياٍ ومديرية مجز بحوالي 10.000 شجرة تنتج 100 طن سنوياٍ. وعن مناطق إنتاج البن يقول الأخ فايز عبدالله العوسجي: – تتركز زراعة البن في خولان عامر في وادي فوط وجمعة بن فاضل ووادي خير في بني بحر ووادي المجمع في بني واس وبلاد المقراني والرقة وولد نوار وعرابة والغضر وبلاد قدم والقعوة ومناطق أخرى. ويقول الأخ سلطان أحمد صالح: إن مناطق الإنتاج للبن في مجز وغمر تتركز في الست الربيع والعرضية وبني عباد ومدينة جاوي ووادي بدر وبقامة لكن زراعة البن في عموم بلاد خولان وجماعة تفتقر إلى الدعم والرعاية من الدولة ولا يحظى المزارعون بأي دعم من أي جهة والذي بدوره يقلص المساحات المزروعة بالبن في كثير من المناطق ويحد من المبادرات والطموحات لتحسيين وتوسيع وتطوير زراعة البن في المحافظة وغياب الاهتمام الرسمي بزراعة البن وتشجيع المزارعين جعل من زراعة هذا الصنف من المحاصيل زراعة ثانوية في كثير من مناطق زراعته وتراجعت المساحة المزروعة بالبن بشكل مضطرد من عام إلى آخر في كثير من المناطق في بلاد خولان عامر وبلاد جماعة ورازح وغمر ومنبه بمحافظة صعدة. مبادرات أهلية وفي إطار مبادرات أهلية لتحسين وتطوير إنتاج البن وتسويقه تشكلت «جمعية البن الخولاني للتنمية الزراعية» وهي إحدى الجمعيات الزراعية الحديثة المنشأة والتي تحاول جاهدة الدفع بمستوى الانتاج من البن وتحسين واقع التسويق ويقول الأخ حمود غابش أمين عام الجمعية عن ذلك موضحاٍ: من خلال متابعتنا لمشاكل البن وما يواجهه من صعوبات في الإنتاج والتسويق يؤثر سلباٍ على زراعة البن في بلاد خولان عامر وجماعة ورازح وغمر فإن فكرة إنشاء هذه الجمعية يهدف إلى إيجاد وخلق بيئة طموحة تسهم في تحسين وتطوير وتوسيع زراعة البن وتسهم في تحسين مستوى الإنتاج وتشجيع المبادرات الرسمية والشعبية من أجل تكامل إنتاج البن زراعة وإنتاجاٍ وتسويقاٍ ونعتقد في الجمعية أن آفاق مستقبل زراعة البن الخولاني واسعة وواعدة بدليل التجاوب الذي لقيناه من رجال أعمال ومنتجين وعاملين في مجال زراعة البن لحضور فعاليات إنشاء الجمعية وتأسيسها وعلى هذا الأساس تتوقع الجمعية أن ينمو عدد أعضائها في المديريات الست لتتمكن لاحقاٍ من الوصول إليهم وتقديم خدماتها لهم وتطمح الجمعية من خلال هؤلاء الأعضاء إلى تكوين مجموعات إنتاجية وزيادة مبيعات وتصدير البن ونعتقد أن أنسب الوصول إلى منتجي البن يتم من خلال تسخير الأنشطة التوعوية والإرشاد عبر وسائل الإعلام ومن خلال إدارة حملات ميدانية للتوعية لتوجيه المزارعين إلى الاهتمام بزراعة البن وإبراز مكانته وأهميته الاقتصادية وتقديم العون والدعم للمزارعين وحل إشكالاتهم بما يمكنهم من تعزيز مستوى الإنتاج وتوسيع نطاق الأراضي المزروعة بالبن. وأضاف أمين عام جمعية البن الخولاني أن أهم أهداف الجمعية هو العمل على زيادة وتحسين إنتاج وزراعة البن من خلال استخدام الوسائل والأساليب الزراعية الحديثة ورفع مستوى الوعي الزراعي لدى المزارعين والحفاظ على مستوى جودة البن الخولاني من خلطه بأصناف أخرى مستوردة تؤثر على جودته. وكذا الحفاظ على استقرار أسعار البن الخولاني من خلال التنسيق مع المستوردين والبحث عن أسواق خارجية لتسويق محاصيل البن. وتنظيم عملية تسويق وتعليب وتصدير البن بصورة صحيحة ومنظمة تعود فائدتها على الجمعية والمناطق المنتجة للبن. إلى جانب الإسهام في تنمية وتوسيع زراعة البن من خلال ما ستقدمه الجمعية من مشاريع وإسهامات مثل توفير المشاتل التي تنتج شتلات البن الخولاني الأصيل مطعمة وسريعة وذات محصول أكثر والإسهام في إستصلاح الأراضي المهملة وإعادة زراعتها وتوفير شبكات الري الحديث والتنسيق مع الجهات الرسمية وغير الرسمية لبناء حواجز مائية وخزانين وبرك خاصة لدعم زراعة البن وإعداد الدراسات والبحوث الخاصة بزراعة البن والاستفادة منها.