اجتاحت عاصفة ثلجية نادرة وغير مسبوقة عددا من الدول العربية وتتصاعد بشكل غير متوقع متسببة في شل الحياة العامة وتوقف حركة المواصلات وإغلاق المؤسسات الحكومية والملاحة الجوية. وامتدت هذه العاصفة لتشمل كلا من الأردن والأراضي الفلسطينية ومصر والسعودية وسوريا , وسط توقعات باجتياح اليمن بكتلة هوائية باردة. وتكبدت عدد من الدول خسائر كبيرة جراء العاصفة الثلجية. كما زادت العاصفة من معاناة النازحين السوريين داخل سوريا , وخارجها بما فيهم اللاجئون في عدد من الدول المجاورة. وامتدت العاصفة لتشمل مناطق جديدة وسط توقعات باستمرارها وتحذيرات من آثار مدمرة. ففي الاردن شلت العواصف الثلجية الحياة وتعطلت حركة المواصلات برا وجوا , فيما حوصرت عدد من المناطق. ومنذ ايام ضربت العاصفة الثلجية الاردن حيث انخفضت درجة الحرارة إلى حوالي صفر مئويا ما أدى لتساقط الثلوج الغزيرة فتوقفت الحركة في البلاد وألغيت وتأجلت العديد من رحلات طيران المملكة. ووفقاٍ للتقارير الواردة فقد تعاملت مديرية الدفاع المدني مع 296 حالة وإخلاء 3048 شخصا محاصرين بسبب الثلوج إضافة إلى التعامل مع 211 حالة غسيل كلى لمواطنين تم نقلهم من وإلى المستشفيات. وأعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية الناقل الجوي الرئيسي «إلغاء ست رحلات كانت مبرمجة للإقلاع إلى وجهات مختلفة وتأجيل مواعيد إقلاع خمس رحلات أخرى» بسبب إغلاق الطريق المؤدي إلى مطار الملكة علياء الدولي . كما قررت المدارس الخاصة وعدد من الجامعات , تعطيل الدراسة بسبب الأحوال الجوية. و في الأراضي الفلسطينية التي شهدت عاصفة ثلجية أدت إلى وتعطل الدراسة والشلل التام سقط جراءها مئات المصابين, فيما حوصرت عدد من المناطق والأسر. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية, بان الكميات الهائلة من الثلوج شلت الحركة في مدينة القدس المحتلة في حالة نادرة تسببت بإغلاق المدارس والمؤسسات العامة وتحولت الشوارع والأماكن العامة إلى مناطق خالية. وتعد هذه العاصفة هي الأكبر في كميتها من الثلوج التي تتساقط منذ 1879. وفي غزة أعلنت حكومة حماس المقالة أن حوالي مئة فلسطيني اصيبوا جراء العاصفة الثلجية واستمر الدفاع المدني في العمل لإخلاء عشرات العائلات الذين حجزوا في بيوتهم التي غمرتها مياه الأمطار التي وصلت إلى مترين في بعض المناطق. وفي الضفة الغربية المحتلة قطعت الطرق وحرم عدد من المنازل من التيار الكهربائي.

وشهدت مصر بالرغم من أنها تقع بالقارة الأفريقية هطول أمطار غزيرة صاحبها تساقط الثلوج بشكل كثيف ولأول مرة منذ عقود. ويتواصل هطول الأمطار بغزارة في مناطق مختلفة من المحافظات المصرية وسط تساقط كثيف للثلوج لاسيما على العاصمة القاهرة وبعض محافظاتها. واكتست بعض الشوارع باللون الأبيض جراء تساقط الثلوج وهبطت درجات الحرارة إلى مستوى غير مسبوق في بعض المناطق حيث أضحت تحت الصفر. وذكر أخصائيون أن ما حدث هو تكون قشرة من الثلج على الأرض بسبب انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير».. مشيرين إلى أنها المرة الأولى التي يحدث فيها الصقيع بالنسبة للقاهرة منذ عقود طويلة جداٍ. الأمر ذاته حدث في مدينة الأسكندرية الساحلية شمال البلاد حيث هطلت الثلوج بشكل كبير. وأدت العواصف والرياح القوية التي تضرب الأسكندرية لسقوط الكثير من اللوحات الإعلانية وإشارات المرور. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية, أن السلطات المصرية قررت إغلاق مينائي الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة , نظرا لسوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح. وأفاد التليفزيون المصري بأنه جرى إغلاق ميناءي السويس وجنوب سيناء بسبب الظروف الجوية ذاتها. وتضرب موجة من البرد القارس مصحوبة بأمطار غزيرة مصر منذ ايام حيث وصلت درجات الحرارة لأدنى مستوياتها منذ فترة طويلة. في سوريا .. فاقم البرد القارس من أزمة 6.5 ملايين نازح داخل الأراضي السورية تشردوا جراء القصف والمعارك بمناطقهم وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتسببت موجة الصقيع في مقتل نحو عشرين نازحاٍ سوريا معظمهم أطفال. وزادت هذه الموجه من معاناة السوريين, في بعض المناطق , فيما كانت بردا وسلاما في مناطق اخرى , حيث اكد ناشطون سوريون أن القتال بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة توقف في بعض الجبهات بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد. في لبنان .. تكمنْ اشكالية العاصفة الثلجية في اوساط اللاجئين السوريين والذين بلغت أعدادهم بناء على تقديرات الأمم المتحدة في جميع الدول المجاورة ثلاثة ملايين لاجئ نسبة كبيرة منهم في الاردن. وأبدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة قلقها على آلاف اللاجئين السوريين الذين يعيشون في خيام هشة في لبنان ويواجهون عاصفة قاسية مع درجات حرارة متدنية جدا. وعبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة , عن قلقها إزاء مصير آلاف الأشخاص الذين يعيشون في أكثر من مائتي مخيم غير رسمي في شرق لبنان وشماله. وتعمل المفوضية على تأمين مستلزمات الشتاء بما فيها أغطية حرارية ومبالغ مالية من اجل الحصول على وقود للتدفئة.. خصوصا وان اللاجئين يعيشون في خيم تفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية». ودخلت المملكة العربية السعودية على خط الصقيع , حيث شهدت عدد من المناطق هطول أمطار غزيرة تصاحبها موجة ثلوج ما زالت مستمرة وأن أمطارا بين متوسطة وغزيرة شهدتها مكة المكرمة وشملت أجزاء من المنطقة وضواحيها بما فيها السواحل الجنوبية في وقت شهدت فيه منطقة تبوك موجة ثلجية قادمة من سوريا وتركيا. وشملت الأمطار التي شهدتها مكة المكرمة محافظة الليث ومراكزها الغالة وغميقة والوسقة والشاقة الجنوبية والشمالية وخور الزواهر وحفار إضافة إلى محافظة دوقة والمظيلف والأحسبة والقرى التابعة لها شمال القنفذة وكذلك محافظة القنفذة. وأشارت تقارير إحصاءات الطقس إلى استمرار احتمالية هطول الأمطار على مناطق سعودية عدة. وحثت مديرية الدفاع المدني , السكان على ضرورة التقيد بالتعليمات والابتعاد عن مكامن الخطر المحددة ببطون الأودية والسدود والمستنقعات المائية والتيارات الكهربائية ومراقبة ومتابعة الأطفال عند الخروج للتنزه وعدم تركهم بمفردهم بالقرب من الغدران والمستنقعات والسدود المائية. في اليمن حذرت الأرصاد الجوية من كتلة هوائية قد تضرب عددا من المناطق خلال الأيام القادمة. وذكرت الأرصاد اليمنية أن المحافظات الجبلية وأجزاء من المناطق الصحرواية ستشهد خلال اليومين القادمين كتلة هوائية باردة. وكانت شهدت العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية موجة صقيع هي الأشد خلال السنوات الأخيرة. كما شهدت عدد من المحافظات الجبلية خلال الأيام الماضية سقوط ثلوج في حالة نادرة وغير مسبوقة. وفي جبل «النبي شعيب» أعلى قمة في الجزيرة العربية سجلت أربع درجات تحت الصفر كأسوأ حالة منذ عشرات السنين.