الرئيسية - محليات - اكتشاف 200 مقبرة صخرية في المحويت وتسجيل أكثر من 700 موقع أثري
اكتشاف 200 مقبرة صخرية في المحويت وتسجيل أكثر من 700 موقع أثري
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لا يحظى الزائر لمحافظة المحويت بالاستمتاع بالمناظر الخلابة وروعة مناطقها السياحية وحسب¡ فإلى جانب ما حبا الله سبحانه وتعالى هذه المحافظة بجمال طبيعي خلاب جعل منها قبلة السياحة الداخلية بامتياز¡ فالسفر إلى المحويت يعني أيضا◌ٍ انتقالا◌ٍ إلى عمق التاريخ اليمني بما تحتويه مناطقها من آثار تعكس عظمة الحضارة التي شيدها اليمنيون القدامى¡ والتي قد تناظر حضارات عظيمة عرفتها المنطقة كحضارة الفراعنة في مصر بعد الكشف المتتالي في عدد من المحافظات اليمنية عن ممارسة اليمنيين وإجادتهم لفن تحنيط موتاهم . ومحافظة المحويت تتصدر قائمة المحافظات اليمنية من حيث احتوائها على الكم الأكبر من المقابر الصخرية والمومياوات حتى أطلقت عليها عدد من البعثات الأجنبية المختصة بمقبرة الملوك¡ ور◌ْشحت لاحتضان أول متحف يمني للمومياوات والذي يجري تجهيزه في مديرية الطويلة. تحتوي محافظة المحويت على مائتي مقبرة صخرية تحتوي على موميات محنطة يرجع تاريخها إلى فترات ما قبل الميلاد ومرحلة العصر الحجري القديم¡ بحسب المسوحات الأثرية الميدانية التي نفذتها الهيئة العامة للآثار في الأعوام1998م إلى 2002م¡ وأحصت ما يزيد عن 700 موقع ومعلم أثري هام من بينها المقابر الصخرية في مناطق مختلفة من مديريات شبام كوكبان والمحويت والرجم وملحان وحفاش وبني سعد والطويلة وجميعها تعود لمراحل ما قبل الميلاد بآلاف السنين¡ بينها مقتنيات أثرية نادرة في مديرية بني سعد يزيد عددها على ألف قطعة أثرية لمراحل قديمة من العصر الحجري القديم الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 300 ألف سنة قبل لميلاد. في أعالي الجبال ويوضح مدير مكتب الآثار بالمحافظة نبيل قاسم أن المقابر المكتشفة حفرت على شكل فتحات مستطيلة في أعالي الجبال الشاهقة وتفتح إلى الداخل بشكل أوسع وهي بهيئة غرفة واحدة وأحيانا◌ٍ اثنتين أو أكثر حسب احتواء المقبرة الصخرية للجثث المدفونة فيها سواء لأفراد أو جماعات أو عائلات. وتصل أبعادها أحيانا◌ٍ إلى ثلاثة أمتار وارتفاعها إلى مترين تقريبا◌ٍ وتقترب مساحتها من متر ونصف¡ كما حفر في جدرانها الداخلية رفوف مجوفة وضعت فيها الأثاث الجنائزية التي تضم الأدوات والأواني الفخارية والحربية للمتوفين رصت بأسلوب مميز ينم عن حرفية ومهارة وبما يضمن بقائها أعواما◌ٍ ودهورا◌ٍ طويلة. اكتشافات واعدة يعود اكتشاف المقابر الصخرية في اليمن لأول مرة إلى عام (1983م) في منطقة “ شبام الغراس“ عندما ع◌ْثر على خمس جثث محنطة عن طريق الصدفة¡ وهي مكفنة بالجلد المدبوغ¡ ول◌ْفت بالكتان¡ فيما تم الكشف عن أولى المومياوات والمقابر الصخرية في المحويت في العام 1993 م في منطقة الأهجر إثر اكتشاف الأهالي لها وتعرض بعضها للعبث في منطقة ـ صيح ـ في الجنوب الشرقي من مدينة الأهجر¡ وعلى إثر ذلك قامت بعثة يمنية فرنسية مشتركة عام (1995م) بعمل مسوحات أثرية لهذه المقابر والقيام بدراستها¡ وأسفرت نتائج المسح عن وجود كثير من هذه المقابر الصخرية إضافة إلى عدد من المواقع التي ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة في منطقة الطويلة القريبة. ويؤكد مسؤلو مكتب الآثار في المحافظة أن من شأن إجراء مسوحات أثرية جديدة في المحافظة تحقيق اكتشافات جديدة وهامة في هذا الجانب¡ كما أن من شأن افتتاح متحف المومياوات بمديرية الطويلة والذي ينتظر استكمال تأثيثه ليكون متاحا◌ٍ للعامة إحداث نقلة في الجانب السياحي في المحافظة¡ وخاصة السياحة الخارجية بعد القيام بعملية التسويق اللازمة في المحافل السياحية الدولية¡ نظرا◌ٍ للاهتمام الذي يلقاه هذا الجانب من قبل السياح. حضارة إنسانية عريقة وما يمكن تأكيده أن المقابر الصخرية في المحويت مثلت ثورة كبيرة لدى المهتمين بشئون الحضارات الإنسانية القديمة كون محافظة المحويت لاتعد من أقدم مناطق اليمن تاريخيا◌ٍ ولم يكن فيها الملك الأكبر حيث يفترض أن تكون مقابر الملوك في مارب ومعين¡ لكن مقابرها المكتشفة تظهر بجلاء أن اليمنيين عرفوا أسرار التحنيط بشكل لايقل عن المستوى الذي عرفه الفراعنة في مصر وربما في زمن يسبق بكثير القرن الثالث قبل الميلاد وهو ماجعل المهتمين وعلماء الآثار الأوروبيين يطلقون على «المحويت» مسمى «مقبرة الملوك».