الرئيسية - عربي ودولي - هل مات عرفات مسموما◌ٍ¿!
هل مات عرفات مسموما◌ٍ¿!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لم يمض على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات سوى 9 سنوات عجاف حتى تحركت التساؤلات حول وفاته على الرغم من موته المفاجئ والذي يستدعي حالة من الدهشة والغرابة كون الزعيم عرفات كان بصحة جيدة قبل موته بأيام , والغريب أنه شيع إعلاميا بأنه مات جراء إصابته بجلطة ناجمة عن اضطراب في الدم ولم يعرف حينها أنه مات في الأصل مسموما بمادة البولونيوم الإشعاعية والسبب هو عدم صدور تقرير سبب وفاته من المستشفى الذي نقل إليه بباريس واعتراض أرملة عرفات على تشريح الجثة بعد موته . واليوم يعاد فتح ملف موت الزعيم الراحل واستخرج رفاته من قبره في رام الله بعد طلب أرملته من السلطة الفلسطينية في نوفمبر 2012م وأعيد دفنها في اليوم ذاته بعد استخلاص عينات لإجراء البحوث عليها لمعرفه الأسباب الحقيقية لموته . وبعد عام كامل من الفحوص والتحاليل التي أجراها خبراء المعهد السويسري على عينات من رفات عرفات اظهرت النتائج أنه عثر على معدلات مرتفعة بصورة غير متوقعة من البولونيوم المشع مما يؤيد بصورة معقولة نظرية انه مات مسموما بالبولونيوم. والغريب أن الدولة الفرنسية لم تقدم أصلا على تعليل سبب موته المفاجئ في مستشفى عسكري في باريس عام 2004م مع العلم أنه من المعهود في فرنسا وغيرها من البلدان المتطورة أن يصدر تقرير من الطب الشرعي يفسر أسباب الوفاة ولو كان في حادث سير, واكتفت بإصدار تقرير نتائج الخبراء الفرنسيين والذي يظهر عدم صحة وفاة عرفات بالبولونيوم وأن أسباب وفاته كانت طبيعية وهذه بحد ذاتها مغالطات مجافية للحقيقة. وعلى إثر ذلك أعلنت سهى عرفات أرملة الزعيم الراحل ياسر عرفات يوم 6 ديسمبر أنها ستطعن أمام القضاء الفرنسي بنتائج تقرير الخبراء الفرنسيين حول أسباب وفاة زوجها الذي استبعد تسميمه بالبولونيوم. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سهى عرفات قولها: «بعد التشاور مع عدد من الخبراء القانونيين وخبراء المعهد السويسري الذي أجرى فحوصا على عينات من رفات الشهيد عرفات وبعد مقارنة التقرير الفرنسي مع التقرير السويسري قررنا التوجه إلى القضاء الفرنسي للطعن بنتائج التقرير الطبي الفرنسي» وهذا الطعن سيكون خلال الأيام القليلة القادمة. على أن يكون هناك لقاء بين الخبراء الفرنسيين والسويسريين لمناقشة التقريرين اللذين أعدوهما. وأضافت أن «الخبراء السويسريين سيثيرون جملة من التساؤلات وخاصة أنهم علماء في التخصص الاشعاعي» وقد «استخدموا أدوات متقدمة جدا لم يستخدمها الفرنسيون وأهمها أنهم أجروا فحوصا للهواء داخل قبر الشهيد الراحل ياسر عرفات وأمورا أخرى لم يجرها الفريق الفرنسي». ووفقاٍ لسهى عرفات فإن فإن هناك عيوبا فنية في التقرير الفرنسي أدت إلى استخلاصات غير دقيقة. وأوضحت أن السويسريين يرون أن نتائج التقرير الفرنسي خاطئة جملة وتفصيلا وسنطلب خبراء جددا يحللون العينات لأنه علمنا انه لا يوجد أي مختص في تحليل الاشعاعات بين الخبراء الذين اجروا الفحوصات. هذا وكان تقرير الخبراء السويسريين قد أكد وجود آثار البولونيوم في العينات المأخوذة فيما استبعد التقرير الفرنسي تسميم عرفات بهذه المادة وأشار إلى أن أسباب وفاته كانت طبيعية. وقد اتهم رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات توفيق الطيراوي إسرائيل باغتياله. وقال «إن إسرائيل هي المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات» مشدداٍ على أن فرنسا تعرف الحقيقة كاملة وتعرف كل المعطيات حول استشهاد عرفات». وأضاف أن المعطيات التي توافرت للجنة عقب تسلمها تقارير الفرق الروسية والسويسرية تشير إلى أن وفاة الرئيس عرفات لم تكن طبيعية بل نتيجة مادة سمية معتبراٍ أن كافة الدلائل والمعطيات تؤكد أن أبو عمار لم يمت بسبب المرض أو تقدم السن ولم يمت موتاٍ طبيعياٍ وأن تطور الحالة المرضية للرئيس عرفات ناتج من مادة سمية. كما أكد أنه «ومن خلال المعطيات والقرائن والتحقيقات والشهادات ومن خلال البحث والتحري اقتربنا كثيراٍ من هوية قاتل الزعيم ياسر عرفات». مشيراٍ بالقول «اقتربنا من الحقيقة» نافياٍ تكهنات بعض الفلسطينيين بأن أفراد دائرة عرفات المقربة قتلوه ووصفها بأنها «شائعات» مؤكداٍ أن اللجنة لا تتعامل إلا مع الحقائق والأدلة. وذكر يغال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لبي بي سي إن «الأمر مسلسل تلفزيوني وليس علما. فريقا التحقيق كلفتهما جهتان صاحبتا مصلحة وهما سها والسلطة الفلسطينية». وأوضح أنه «لم يكلف الفريقان أنفسهما عناء البحث عن البيانات الضرورية مثل آثار الإشعاع التي يخلفها التسمم المزعوم بمادة مشعة». وأضاف «الثغرة الضخمة الأخرى في نظرية (التسمم الاشعاعي) هو عدم التمكن من الوصول إلى بيانات المستشفى الفرنسي حيث توفي عرفات وحيث يوجد سجله الطبي». وأشار المتحدث الإسرائيلي إلى أن «إسرائيل لا تشعر بالقلق على الإطلاق « فيما يتعلق بنتائج التحقيقات. ويذكر أن أحد الصحفيين المقربين من شارون أصدر كتاب (مذكرات عن شارون ) وقال فيه إنه خلال لقاء بين بوش الابن وشارون قال الرئيس الأميركي لرئيس حكومة إسرائيل إن عرفات هرم وسيتكفل الرب بنهايته فرد عليه شارون حسب الصحفي: علينا مساعدة الرب قليلا وقد سارع مستشارون سابقون لآرييل شارون رئيس الحكومة آنذاك إلى نفي أي دور لإسرائيل وشارون في عملية القتل. فقد نقل موقع ‘يديعوت أحرونوت’ الإلكتروني عن محام شغل منصب مدير مكتب شارون قوله إنه لم يكن هناك تفكير بتسميم عرفات أو المس به. وإن سياسة شارون كانت تعتمد على الابتعاد وعدم التدخل بما يحصل لعرفات عندما كان مريضا ومسجونا بالمقاطعة. وتوجه أصابع الاتهام في موت عرفات إلى الدولة العبرية ليس فقط بسبب عداوتها الطويلة ولجوئها إلى سجن عرفات داخل المقاطعة طوال ثلاثة أعوام تقريبا بل بسبب التقنية العالية لعملية القتل واحتراف الاستخبارات الإسرائيلية وتفننها في ضروب الاغتيال.