إن ما يجري في مديرية خنفر بمحافظة أبين لم يأت من فراغ أو عن طريق الصدفة بل جاء نتيجة الاحداث المؤسفة التي شهدتها العديد من مناطق المحافظة وما نتج عنها من نزوح للأهالي وتدمير للمنشآت العامة والخاصة وغيرها من المنغصات التي جعلت من هذه المديرية تستغيث بانتشالها من الوضع المؤلم الذي تعيشه اليوم. ولتسليط الضوء أكثر التقينا بالأخ الدكتور محمود علي عاطف الكلدي مدير مديرية خنفر والذي تحدث بدوره عن العديد من القضايا والمشاكل التي تعاني منها خنفر.. فإلى التفاصيل: ● هل تم عودة النازحين إلى المديرية ¿ – بالرغم من كل ما تعرضت له مديرية خنفر من تشريد للسكان وتدمير للبنية التحتية إلا أن المواطنين مصرون على إعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي والدفع بعجلة البناء والتنمية والاستقرار والأمن والوقوف ضد كل من يحاول أن يدمر أو يسرق أو يختطف أو يقتل وإصرارهم على إعادة الحياة الطبيعية إلى خنفر وبصورة أكثر إشراقا وأملا من ذي قبل . وفي سياق الإجابة عن سؤالك فإن معظم النازحين من أبناء خنفر عادوا إلى منازلهم باستثناء الذين لم يستكملوا بناء منازلهم المهدمة أو ترميمها بالإضافة إلى وجود مجموعة أخرى فضلت الاستقرار في محافظة عدن فالنازحون العائدون من أبناء مديرية خنفر يمارسون نشاطهم وحياتهم اليومية بشكل طبيعي حيث كان آخر موعد لتسجيل العائدين في30 يوليو 2013م والحمد لله تم الانتهاء من مشكلة ما يعرف بالصامدين المتضررين بالإضافة إلى أنه تم توفير بعض المواد الغذائية والإيوائية لعدد 13075 أسرة لكن هناك أعدادا أخرى ظهرت من جديد بحجة انه لم يتم تسجيلها أو أنها أسقطت من الكشف وإن شاء الله سوف يتم معالجة وضعهم . فراغ أمني ● ماذا عن الوضع الأمني في خنفر¿ – ليس هناك من جديد في المديرية على المستوى الأمني والقضائي فلا شرطة ولا نيابة ولامحاكم تعمل على حل مشاكل المواطنين حيث تقوم حاليا اللجان الشعبية بتغطية الفراغ الأمني الذي لا تنوي وزارة الداخلية أن تملئه منذ أكثر من سنة تقريبا وللأسف المديرية لم تتحصل حتى على الإمكانات المطلوبة في هذا الجانب. وباختصار شديد وضع خنفر الأمني بحاجة إلى وقفة جادة وضبط الأمور لاسيما وان بعض مظاهر السطو على بعض المباني العامة وأراضيها لا تبشر بخير ولا أريد أن ادخل في تفاصيل عن هذا الموضوع ولا تسألني لماذا ¿! غياب الدولة ● كيف تقيمون دور المكاتب التنفيذية بالمديرية¿ – طبعا هناك ركود وبإمكانك زيارة مقر المديرية وشاهد بعينك من يعمل ومن لا يعمل فهناك مكاتب مغلقة بصورة شبه دائمة والبعض الآخر لم يحضر منذ مارس 2011م وحتى اللحظة والحضور فقط لاستلام المرتب وطبعا مع العلاوات الكاملة وإلا أصبح الموضوع شخصيا والسبب غياب هيبة الدولة وسلطتها وخروجها عن التغطية ومازلنا ننتظر عودة تفعيل الشبكة .. وللأسف قد طال انتظارنا وبدأ الإحباط يتملكنا رغم كل الأعمال التي تقوم بها المنظمات المانحة والداعمة في المحافظة بشكل عام والمديرية بشكل خاص. مشاريع الريف ● ماذا عن المشاريع التنموية في الريف¿ – توجد هناك العديد من المشاريع التي تم الإعلان عنها عبر مناقصة ومن هذه المشاريع روضة الأطفال في جعار وحدة صحية في حلمة شبكة الصرف الصحي في منطقة الرواء توزيع مستلزمات رياضية لجميع أندية مديرية خنفر الرياضية ثلاثة فصول دراسية في منطقة الحصحوص وثلاثة فصول دراسية في منطقة الحميشانة بالحرور بالإضافة إلى مشاريع أخرى موجودة في خطة موازنة السلطة المحلية سيتم استكمال الإجراءات فيها وستكون في الدفعة الثانية وتشمل مشروع الطريق الدائري جعار رصف شوارع المثلث بناء مدارس وصفوف دراسة في ساكن طبيعة وشقرة وساكن امين بالرميلة الغربية والجبلة في باتيس وكبث والجبل والكود ومناطق أخرى أن شاء الله. أنشطة متعددة ●هل هناك مشاريع مقدمة من المنظمات الدولية للمديرية¿ – تشهد كثيرا من مناطق المديرية نشاطا متعددا من قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية والمنظمات الدولية المختلفة سواء في ترميم المدارس أو المباني الصحية أو القنوات الزراعية أو الصرف الصحي ومياه الشرب فضلا عن الفرق الطبية المتعددة التي تتبع بعض المنظمات الدولية المانحة. فمن أهم ما تم تنفيذه من قبل الصناديق المانحة والداعمة إعادة ترميم وتأهيل الوحدات الصحية في الكود وجعار بالإضافة إلى ترميم العديد من الوحدات الصحية و المدارس في مناطق مختلفة بالمديرية وكذلك المباني التعليمية وبالنسبة لترميم المدارس فقد نفذ الصندوق الاجتماعي للتنمية عملية الترميم في أكثر من عشرين مدرسة كذلك الوكالة الأميركية ستبدأ قريبا ترميم ثانوية الفاروق جعار ومدرسة في باتيس ساكن وعيص أما مدرسة ساكن طبيعة فتعمل حاليا على شراء أرضية للمدرسة أولا وذلك لتعديل تسمية مشروع لمدرسة ساكن طبيعة أما مشروع شراء أرضية لمدرسة سكان طبيعة وإن شاء الله سيقوم الصندوق الاجتماعي للتنمية بعد ذلك ببناء المدرسة في حين أن مدرسة وادي بناء في منطقة الرواء مشكلتها مرتبطة بإغلاقها من قبل مدعي الأرضية التي أقيمت عليها المدرسة منذ عشرات السنين ومشكلة مدرسة عبر عثمان مرتبطة بالدعم الإضافي الذي لم يعط للمقاول مستحقاته السابقة. تواصل مستمر ● مشكلة الكهرباء والمياه والصرف الصحي كيف يتم التعامل معها ¿ – بالنسبة لشبكة الصرف الصحي حالياٍ يتم ترميمها وإعادة تأهيلها في مدينة جعار بالإضافة إلى تنظيف وتعميق قنوات المياه التي تصب فيها بعض مياه الصرف الصحي وقد ساعد هذا كثيرا في اختفاء ظاهرة طفح المجاري في مدينة جعار التي كانت تعاني من هذا الأمر اما منطقة الحصن والتي شهدت مشروعين للصرف الصحي مازالت تعاني من ظاهرة طفح المجاري وقد عرضنا المشكلة على الأخ المحافظ والذي بدوره وجه مدير صحة البيئة بإضافة شبكة مجاري الحصن ضمن اعتماد الصندوق لترميم العيوب التي ظهرت في هذا المشروع والذي يقال بأنه كلف مئات الملايين.. أما بالنسبة للكهرباء فقد تم تزويدنا بمولدات كهربائية وتم نقلها إلى محطة في جعار بالإضافة إلى أنه سوف يتم ايضاٍ تزويدنا بمولدات أخرى خلال الفترة القادمة .. وعن وضع المياه ومن خلال تواصلنا المستمر مع مدير عام المؤسسة المحلية للمياه أكد بأنه سيتم ربط مولدات آبار المياه في جعار بالكهرباء بخط خاص من المحطة بما يساعد على عدم توقف ضخ المياه الذي يتأثر حاليا بالإنقطاعات المتكررة للكهرباء و قد عملت مؤسسة المياه بجهد على بعض الإصلاحات لضمان وصول المياه إلى بعض القرى والمدن ومازالت العملية جارية . مشاريع مركزية ● هل تم البدء في عملية استكمال مشاريع الطرقات في خنفر¿ – معظم مشاريع الطرق مركزية وقد سبق نزول مهندسين من الوزارة واطلعوا على طريق جعار – الحصن –باتيس – كبث بالإضافة إلى العديد من الشوارع الرئيسية والثانوية لمدينة جعار ونتوقع أن تبدأ مؤسسة الطرق بالعمل في هذه المناطق وحاليا يتم بناء العبارات المائية في طريق باتيس كبث تمهيدا للبدء بالعمل في الطريق اما شوارع جعار فقد أعدينا لها دراسة متكاملة وننتظر التنفيذ من مؤسسة الطرق كما سيتم قريبا رصف بعض حارات وأزقة مدينة جعار بالحجارة بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية وقد رفعنا الدراسة بذلك للصندوق. مشاريع متعثرة ● هل توجد لديكم مشاريع متعثرة.. وماهي أسباب تعثرها إن وجدت ¿ – نعم توجد العديد من المشاريع المتعثرة منذ أكثر من ثلاث سنوات والمخصصة من الدعم الإضافيويعود سبب تعثرها عدم توفر الدراسة للمشروع ولهذا فقد كلفت الدائرة الفنية القيام بالعديد من الدراسات والاستعانة بالمهندسين المختصين حتى لا يكون غياب الدراسة سببا في تعثر أو ضياع المشروع مستقبلا . مشاكل كبيرة ● ماهي أبرز الصعوبات التي تعيقكم عن أداء مهامكم ¿ – مشاكلنا كبيرة ومعقدة وطال انتظارنا للحد منها وهذا يزعجنا كثيرا وليس من حل في آخر المطاف غير رفع اليد وإخلاء المسؤولية أذا استمر الحال بهذه الصورة وعلى هذه الوتيرة. أكبر تعقيداٍ ● افهم من كلامك في حال استمر الوضع كما هو عليه ستقدم استقالتك ¿ – نعم وقد سبق لي أن حاولت الاستقالة وسأحاول مرة أخرى رغم اعتقاد أقرب الناس إلي بأني أحاول الهروب لكن السبب لو يعلموه اكبر من ما يضنونه وأكثر تعقيدا . تعزيز الأمن والاستقرار * هل من كلمة أخيرة تودون قولها .. – أتمنى من أبناء خنفر أن يحافظوا على ما تبقى للمديرية وان يعززوا الأمن والاستقرار بينهم وان يبتعدوا عن مداخل الشر وان لا يتركوا مجالا للمخربين والمتطلعين لمكاسب غير مشروعة ونبذ الظواهر الدخيلة عليهم مثل الاختطافات وظاهرة الثأر وكذا الأعمال المخالفة لشرع الله القويم ,وأقول لهم: إن التنمية والبناء والأمن والاستقرار ليس بحمل البندقية والسلاح وارتداء احزمة الذخيرة والتقطع وتعطيل الاستثمار وأتمنى أن ترفع الأيدي غير الشرعية عن إيرادات المديرية لتسخر الإيرادات في التنمية والمشاريع الخدمية في شتى مناطق المديرية .