الرئيسية - محليات - ظاهرة تتزايد كل يوم في محافظة الحديدة..!¿
ظاهرة تتزايد كل يوم في محافظة الحديدة..!¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة / فتحي الطعامي –

مدير البحث الجنائي: – ترقيم الدراجات النارية سيساعد في كشف المعتدين وسيحد كثيراٍ من عمليات النهب

– مواطنون: عصابات (الهطاشين) أرعبتنا ويجب وضع حد لها

الحديدة / فتحي الطعامي

نهب أو ما بات يعرف بـ ( هطش ) المواطنين من قبل بعض أصحاب الدراجات النارية باتت ظاهرة مؤرقة للكثيرين وتسببت في حالة خوف لدى المجتمع في مدينة الحديدة .. خاصة مع تزايد هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة ووقوع عشرات الحالات خلال الأشهر القليلة الماضية .. فهؤلاء الهطاشون تجاوزا القيم والأخلاق بتعديهم على المارة الآمنين من الجنسين رجالا ونساء بل إن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تعدى للاعتداء الجسدي أثناء عملية الهطش .. اعتداءات وصلت إلى وقوع إصابات خطرة نتيجة هذا السطو أو النهب من قبل بعض مالكي أو سائقي الدراجات النارية .. يأتي هذا الأمر في ظل تزايد أعداد الدراجات النارية بشكل كبير في مدينة الحديدة خاصة وأنها تعتبر وسيلة الرزق لمن ليس لديه عمل .. لكن المشكلة أن معظم أو غالبية تلك الدراجات النارية اليوم لم يتم ترقيمها أو ترسيمها لدى الجهات المسئولة في المحافظة ( المرور) مما يؤدي إلى عجز تلك الجهات عن معرفة من قام بعملية النهب أو حتى من تسبب في بعض الحوادث المرورية كون تلك الدراجات لا يعرف مالكها أو سائقها ..

كثيرة هي حالات التعدي على المواطنين المارة في شوارع مدينة الحديدة من قبل بعض سائقي الدراجات النارية وازدادت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل مخيف باعث لقلق المواطنين في مدينة الحديدة الذين أصبحوا يتداولون قصص الاعتداءات من قبل الدارجات النارية على المواطنين من النساء والرجال بشكل كبير .. بل إن بعض تلك الحالات قد طالت الأطفال الذين يتم ( هطش ) ما بأيديهم والفرار بالدراجات النارية بطريقة سريعة .. وتسبب هذا الوضع في حالة عدم الاستقرار النفسي لدى المواطنين الذين أصبحوا يتوخون المرور في الشوارع الرئيسية وهم يحملون بأيديهم ( علاقيات ) زنابيل بداخلها بعض الحاجيات الثمينة. هذا الخوف لدى المواطنين في مدينة الحديدة كان سببه وقوع العشرات من حالات النهب خلال الأشهر القليلة الماضية في العديد من شوارع مدينة الحديدة وفي وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من المارة .. حيث يقوم أصحاب الدراجات النارية بتتبع الشخص المستهدف وتخمين ما يحمل من أشياء ثمينة ومن ثم المرور بسرعة فائقة واختطاف ما يحمل ومن ثم الفرار بشكل سريع .. حالات النهب أو الهطش طالت العلاقيات التي احتوت على مبالغ مالية بعضها مبالغ مالية كبيرة وكذا نهب أو هطش الجنابي (السلاح الأبيض) كما سجل العديد من حالات الهطش التي طالت شنط النساء وكانت هي الأغلب من حيث عملية النهب .. كما لم يستثن هؤلاء الهاطشون زنابيل المقاضي للأطفال والتي تحتوي في بعض الأحيان على مواد غذائية ووصل الأمر إلى زنابيل الروتي .. كما شكا العديد من المواطنين من وقوع حالات هطش للقات الذي كانوا يحملونه أثناء خروجهم من أسواق القات .. هذا الحاجيات وغيرها كثيرة كانت هدفا لتلك العصابات من سائقي بعض أصحاب الدراجات النارية والذين استغلوا عدم ترقيم دراجاتهم النارية من قبل الجهات المسئولة الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة معرفة الفاعل..

أضرار مادية وجسدية الهطش من قبل تلك العصابات تسبب في العديد من الأضرار المادية والجسدية والتي تم تسجيلها في الأجهزة الأمنية وبعضها رهن التحقيق في النيابات المختصة .. فبعض المواطنين تعرضوا أثناء عملية الطهش لاعتداءات جسدية (بسبب تمسكهم بحاجياتهم – كما هو الحال مع المواطن (محمد النور) من أبناء جبل رأس والذي قدم إلى مدينة الحديدة قادما من مديريته لاستلام مبالغ مالية محولة له من شقيقه في السعودية ليقوم بعدها بالدخول إلى أحد المحلات التجارية في شارع الميناء وما أن خرج من المحل إلا وتقدمت نحوه عصابة مكونة من ثلاثة أشخاص كانوا يستقلون دراجة نارية بانتزاع الكيس الذي بيده والذي يحتوي على مبلغ مالي تجاوز 300 ألف ريال وذهب زوجته الذي كان بصدد إصلاحه كما قام أحد أفراد العصابة بضربه على رأسه بعصا غليضة الأمر الذي أدى بفتحة كبيرة ليسعف بعدها إلى أحد المستشفيات الخاصة في مدينة الحديدة .. يقول محمد: لم أكن أتخيل أن يتم نهبي في النهار وبتلك الطريقة التي تمت .. لقد كنت خارجاٍ من المحل التجاري وأنا في استقرار نفسي لكن تلك العصابة فاجأتني بضربي على رأسي ونهب الزنبيل الذي كان بداخله مبلغ مالي والذهب وبشكل سريع ليفروا بعدها ولم يستطع أحد اللحاق بهم .. وفي بداية الشهر الحالي تعرضت فتاة في منطقة حارة الشام أثناء خروجها من سوق باب مشرف (وهو أكبر سوق في المدينة) لعملية هطش لا أخلاقي .. حيث اقدمت عصابة تستقل دارجة نارية على اللحاق بها وانتزاع الشنطة التي كان بداخلها بعض الحاجيات النسائية والمبالغ المالية وجوال وعند تمسكها (حسب إفادتها للأجهزة الأمنية) بالحقيبة ما كان من تلك العصابة إلا جر الفتاة على الاسفلت وبمسافة طويلة الأمر الذي أدى إلى تمزق ملابسها وكسر يدها وإصابات جلدية خطيرة ليتمكنوا من الحصول على الحقيبة بعد أن تركوا الفتاة غارقة في إصاباتها ويلوذوا بالفرار .. شبكات كبيرة وتؤكد الجهات المعنية في الأمن والنيابات أن التحقيقات مع من تم القبض عليهم تكشف أن تلك العصابات لا تعمل بشكل انفرادي وإنما يتم العمل وفق تنسيق وترتيب وتوزيع المناطق والحارات بين تلك العصابات .. فإحدى العصابات التي يتم التحقيق معها حالياٍ في نيابة الحديدة اعترفت بأنها نفذت عشرات حالات النهب على المواطنين وأن بعض تلك الحالات تم الاستيلاء فيها على مبالغ مالية كبيرة وجنابي وذهب وجوالات وغيرها .. كما قالت تلك العصابة المضبوطة في النيابة والمكونة من 5 أشخاص من أن أفراد العصابة يتعدى العشرين شخصاٍ وأنهم يقومون بتوزيع المناطق ويعملون على التنسيق في ما بينهم ومن استطاع تنفيذ عملية النهب فإنه يتقاسمه مع بقية أفراد العصابة.. وقالوا إن العصابة تجتمع يومياٍ في منطقة الدوار جنوب مدينة الحديدة لتوزيع العمل في ما بينهم وتكليف أشخاص بالمراقبة أمام محلات الصرافة وأشخاص آخرين يعملون على إعاقة أي شخص يقوم بمطاردة الناهبين كما يكلف الباقي بتأمين طرق السير أثناء عملية الهروب .. هذه العصابة التي تم ضبط بعض أفرادها ليست هي الوحيد في مدينة الحديدة فهناك العديد من العصابات التي ما تزال تعكر أمن واستقرار المواطنين في مدينة الحديدة ..

تخطيط وتجديد لم يكتف أصحاب الدراجات النارية بأسلوب نهب المارة وأخذ حاجياتهم وأموالهم أثناء مرورهم في الشوارع بل تعدى الأمر إلى تجديد ذلك الأسلوب وبما يوضح أن تلك العصابات ليست عادية بل إنها عصابات تعمل وفق تخطيط محكم وترتيب دقيق وتعمل على رصد ضحيتها قبل عملية النهب بفترة طويلة .. وما تعرض له أحد أصحاب المحلات التجارية في شارع جمال (محل لبيع الجوالات) من عملية نهب من قبل عصابة كانوا يستقلون 3 دراجات نارية وذلك أثناء عودته إلى المنزل في وقت المساء في نهاية الشهر الماضي يؤكد ذلك .. حيث يحكي المنهوب إنه تفاجأ بقيام صاحب دراجة نارية برمي حجرة كبيرة على سيارته أثناء سيره في شارع صنعاء لتتسبب تلك الحجرة في كسر زجاج السيارة .. وما كان منه (صاحب السيارة) إلا اعتراض صاحب الدراجة وتوقيفه والنزول إليه والدخول معه في عراك بالأيدي نظراٍ لأن فعله – حسب وجهة صاحب السيارة – تعدُ واضح وبلطجة .. إلا أنه وأثناء ذلك العراك بينه وبين الشخصين الذين كانوا على الدراجة النارية قام 3 أشخاص نزلوا من دراجتين في فتح سيارته وأخذ مفاتيح المحل ( الجوالات) ومن ثم انتهى العراك وانفض الجميع لتذهب العصابة لفتح المحل التجاري وتنهب كل ما فيه من جوالات ومبالغ مالية وودائع وغيرها ثم لاذوا بالفرار .. لكن صاحب السيارة لم يذكر فقدان مفاتيحه إلا بعد ساعتين من الحادث ليبلغ بعدها بنهب محله .. هذه الحادثة تؤكد مدى التخطيط الذي تقوم به هذه العصابات في تنفيذ عمليات النهب ومدى تطورهم في أساليب جريمتهم الأمر الذي يثير مخاوف المواطنين من أن تصبح هذه العصابات عبارة عن شبكات متدربة وتمتلك العديد من القدرات التدريبية في عالم الجريمة.

طالبات الجامعة طالبات الجامعة أيضاٍ لم يسلمن من هذه العصابات التي تعمل على تحين وقت خروج الطالبات من الجامعة ومرورهن في الشوارع المقابلة للجامعة لتقوم تلك العصابات بانتزاع حقائبهن بالقوة والفرار بها بشكل سريع. وشكا العديد من الطالبات من تعرضهن لعمليات نهب من قبل بعض أصحاب الدراجات النارية .. بل تعدى الأمر كما تقول الطالبات للاعتداءات عليهن من قبل تلك العصابات وذلك بركلهن بالأقدام أو ضربهن في رؤوسهن بالقوة ليتمكن أفراد هذه العصابات من أخذ ما يريدون .. وقال الشاب (ع العبسي) من أن زوجته وأثناء مرورها في شارع الجامعة قام شخصان يستقلان دراجة نارية بأخذ الحقيبة التي كانت بيدها وحينما تمسكت بالحقيبة ما كان من أحد الشخصين سوى النزول من فوق الدراجة النارية وركلها على بطنها بالقوة.. نهاية هاطش وكون هذه العصابات قد ألحقت الضرر بالعديد من المواطنين في أموالهم وأنفسهم فإن بعض تلك العصابات وبسبب الطريقة التي تتم أثناء عملية الهطش ( السرعة الزائدة ) كانت نهايتهم غير سارة .. ففي الأسبوع المنصرم تعرض أحد أصحاب المحلات التجارية في مدينة الحديدة أثناء عودته لمنزله وهو يحمل مبلغاٍ مالياٍ هو نتاج عمل مطعمه لذلك اليوم ليتفاجأ بقيام شخصين يستقلان دارجة نارية باختطاف زنبيله الذي كان يحمله في يده وليقوم بعد ذلك أصحاب الدراجة النارية بالفرار بصورة سريعة لكن القدر كان أمامهم .. ليفاجئوا بإحدى السيارات كانت آتيه من الخط الفرعي لتصدم الدراجة النارية بالسيارة ويتسبب الحادث في إصابات خطيرة جداٍ لمن كانوا يستقلون الدراجة النارية أحدهم فقد وعيه على الفور ليتمكن هذا التاجر من أخذ الزنبيل الذي كان بداخله المبلغ المالي ويسير في طريق عودته .. شخص آخر قام بعملية نهب ( هطش ) ويدعى ( ص . م ) على أحد المواطنين أثناء خروجه من محل للصرافة ليأخذ مبلغاٍ مالياٍ كبيراٍ عليه فما كان من رجال الأمن المتواجدين بالقرب من المنطقة إلا ملاحقته وبسبب عدم توقفه وإطلاقه الرصاص الحي على الجنود ليبادله رجال الأمن بإطلاق الرصاص الحي ويلقى حتفه على الفور .. والعديد من حالات الحوادث المرورية لهذه العصابات أثناء تنفيذهم لعملية النهب نظراٍ للسرعة الكبيرة لهم أثناء قيامهم بأخذ حاجيات المواطنين ..

إجراءات أمنية وحيال ما تعرض له العشرات من المواطنين من عمليات نهب أو هطش أو سطو وما رافق ذلك من خسائر مادية كبيرة وأضرار جسدية قال مدير البحث الجنائي في محافظة الحديدة العقيد جميل الصالحي (إن الأجهزة الأمنية في المحافظة قد تمكنت خلال الفترة الماضية من القبض على عشرات من المتهمين ( من أصحاب الدراجات النارية ) والذين قاموا بعمليات النهب عن طريق استخدام الدراجات النارية .. وبعض تلك الحالات تم إرجاع حاجيات المواطنين وتحويل القضايا إلى الجهات المختصة في النيابات لتأخذ القضايا طريقها الصحيح .. وأكد العقيد جميل الصالحي بأن تلك الأعمال التي يقوم بها بعض أصحاب أو مالكي الدراجات النارية تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وألحقت الضرر بكثير من المواطنين الذين تم نهب أموالهم أو الاعتداء عليهم أثناء عملية السطو من قبل تلك العصابات .. لكن هؤلاء الناهبين وكما تم القبض على عدد كبير منهم سيتم القبض على الباقي . وأكد أن المشكلة تكمن في الأعداد الكبيرة للدراجات النارية في مدينة الحديدة والتي تصل إلى عشرات الآلاف غالبية تلك الدراجات النارية غير مرقمة ولا مرسمة ولا يعرف مالكها الأمر الذي يصعب فيه معرفة الأشخاص الذين قاموا بتلك الأعمال الشنيعة. ومع ذلك فالأجهزة الأمنية في مدينة الحديدة تبذل قصارى جهدها وتقوم بتتبع تلك العصابات في العديد من الشوارع والحارات .. وبالفعل تم القبض على العشرات منهم . وأكد الصالحي بأن جهات البحث الجنائي قد عقدت خلال الأيام الماضية لقاءٍ استثنائياٍ مع ضباط البحث والمعنيين فيه لمناقشة هذا الموضوع وسيتم خلال الأيام القليلة القادمة وضع خطة محكمة بحيث يوزع أفراد البحث الجنائي على كل مناطق مدينة الحديدة .. وطالب جميل الصالحي من الجهات المعنية في المحافظة سرعة البدء بعملية الترقيم لتلك الدراجات النارية لأن ذلك سيشمل خطوة ستعمل على الحد من عملية الاعتداءات والنهب التي تطال المواطنين في شوارع الحديدة .. لأنه حين يعرف هذا الناهب أنه سيتم التعرف عليه بواسطة رقم الدراجة النارية ومتابعته أينما ذهب فإنه لن يقدم على هذا التصرف إلا في حالات قليلة .. وبهذا الإجراء – الترقيم – سنقلل من عمل تلك العصابات .. هذا وتبقى عصابات النهب بواسطة الدراجات النارية ظاهرة تتزايد كل يوم ويتزايد معها مخاوف المواطنين الذين يؤكدون أن استمرار فلتان تلك العصابات من الضبط والإمساك يعني تماديهم في الاعتداء على المواطنين والتعدي عليهم وعلى حقوقهم .. الأمر الذي يتطلب من الجهات ذات العلاقة وخاصة في الأجهزة الأمنية القيام بإجراءات جادة وحاسمة من شأنها ضبط تلك العصابات والحد من انتشارها وتزايدها.