الرئيسية - محليات - باحشوان: مسؤولية الأم في تنشئة طفلها المعاق تتطلب قدرا◌ٍ من التعليم ليمكنها من تنمية مواهبه وقدراته العقلية
باحشوان: مسؤولية الأم في تنشئة طفلها المعاق تتطلب قدرا◌ٍ من التعليم ليمكنها من تنمية مواهبه وقدراته العقلية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

انطلاقا من الاهتمام المستمر الذي توليه (الثورة) لقضايا ومشكلات المعاقين في عموم محافظات الجمهورية أجرت الاستطلاع التالي الذي تضمن جملة من المتغيرات والقضايا المرتبطة بحياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتطرق إلى دور الإعلام في نشر الوعي بحقوق هذه الشريحة. البداية كانت مع الدكتورة فتحية محمد محفوظ باحشوان الأستاذ المساعد بكلية البنات بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا التي تحدثت حول هذا الموضوع قائلة: – إن التعايش مع الإعاقة عملية صعبة ولكنها غير مستحيلة فإن تربية الطفل ذوي الاحتياج الخاص أكثر مشقة لأن أسرة الطفل المعاق تتعرض لكثير من المشكلات وتتصدى لتحديات خاصة فالإعاقة غالبا ما تنطوي على صعوبات نفسية ومادية وطبية واجتماعية وتربوية.. وتعد أسرة المعاق إحدى الأنساق التي تؤثر وتتأثر بكل المتغيرات المرتبطة بالمعاق فبالإضافة إلى ما تتحمله من أعباء رعاية طفلها المعاق فإنها تتفاعل نفسياٍ واجتماعيا مع كل ما يتعلق بحياة المعاق في حاضره ومستقبله وآلامه وأحلامه. وأضافت: ظل الاهتمام فترات طويلة ولازال بقضايا المعاقين ومشكلاتهم النفسية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والتأهيلية والبحث عن أفضل السبل لمواجهة هذه المشكلات, إن الاهتمام باحتياجات ومشكلات أسر المعاقين لم يكن بنفس المستوى على الرغم من تشابك المشكلات والاحتياجات والتأثير والتأثر المتبادل بين الأسرة والمعاق فالأم تلعب دوراٍ رئيسياٍ في تنشئة الطفل في مراحله الأولى وهي مسؤولية تتطلب قدراٍ من الثقافة والتعليم ما لم تتوفر لديها فإنها تعجز عن تنمية مواهب طفلها وقدراته العقلية وعن حمايته من العجز والمرض, كما يؤثر انخفاض المستوى التعليمي والثقافي للأم على درجة الوعي الصحي لديها وهو ما ينعكس على الطفل المعاق سبباٍ ونتيجة وفقا لما لأكدته نتائج إحدى الدراسات العلمية. أنماط السلوك وأردفت باحشوان قائلة: وقد ذكرت بعض الدراسات أيضاٍ في تحليلها لما يعرف بدورة الحياة الأسرية لتحليل العلاقة بين مجموعة من العوامل والتي تكشف عن نمط النتائج والآثار الناتجة عن وجود افراد معاقين داخل الأسرة, إن غالبية الآباء في الأسر المعاقة لا يهتمون بمساعدة الامهات في رعاية أبنائهم.. أما الأشقاء الذين يعلمون أن لديهم اخا- أو اختا معاقا عادة ما يكونوا مثقلين بالهموم وتثار اسئلة كثيرة بينهم من قبيل: لماذا يحدث هذا¿ وماذا ساقول لأصدقائي عنه¿ هل ساقوم بالعناية به طوال حياتي¿ فالأشقاء كالآباء يريدون أن يعرفوا ويفهمون قدر الامكان عن حالة أخيهم المعاق كذلك يريد الأشقاء أن يعرفوا كيف يستجيبون وكيف ستكون حياتهم مختلفة نتيجة لهذا الحدث فإذا تم الحديث عن هذه الهموم بشكل كاف فإن التنبؤ بمشاركة الأشقاء الإيجابية مع أخيهم و اختهم المعاقة ستكون أفضل.. ومن المهم أن يفهم بأن أشقاء الطفل المعاق كما هو الحال بالنسبة للآخرين عادة ما يأخذون التلميحات من انماط السلوك والاتجاهات الوالدية فقد يقبل الأشقاء أو يرفضون الشخص المعاق اعتمادا على اتجاهات آبائهم وقد يرفضون بالتأكيد الانغماس المتزايد لابائهم مع الطفل المعاق فالقبول الحقيقي للمشاركة في رعاية الطفل المعاق يخلق موقفا عائليا أكثر إنتاجا وسعادة. أيضا قد لا يقدم الأصدقاء والأقارب مساعدة ما لأسرة المعاق لقلة اطلاعهم على مرض ذلك الطفل أو لشكوكهم في المساعدة التي ينوون تقديمها هذا بالاضافة إلى أن الأبوين اقل استعدادا لقبول تلك المساعدة لأسباب تتعلق بمشاعرهما وكرامتهما واحساسهما أن هذه المساعدة ربما تكون عبئا ثقيلا على عواتق أصدقائهم ومما لا شك فيه أن مولد طفل معاق في الأسرة يكون بؤرة محتملة للشقاق الزواجي وخاصة إذا كانت شخصية الزوجين تسمح لهذا الشقاق بمعنى أنهما لم يكونا على درجة ملحوظة من النضج ويفقدان القدرة على تحقيق قدر من التفاهم والتوافق الزواجي وكان لديهما استعداد للشقاق والمشاحنات الزوجية فإن مولد الطفل المعاق سيكون سببا كافيا لاندلاع المزيد من الخلافات وتوسيع شقة الخلاف بينهما حيث يحمل كل منهما التنصل من المسؤولية الكبيرة والثقيلة المتمثلة في رعاية الطفل والقائها على الآخر. ولذا فإن الدراسات التي أجريت في المجتمع الامريكي تبين أن الانفصال والطلاق يحدثان في الأسرة التي فيها طفل من ذوي الحاجات الخاصة بمعدل ثلاثة أضعاف ما يحدث في الأسر التي ليس فيها طفل من هذا النوع.. كما تؤثر الإعاقة سلبيا على الدخل الاقتصادي للأسرة خاصة إذا كانت الإعاقة لعائلها الوحيد فهي تؤدي إلى الحرمان من العمل والبطالة الإجبارية في كثير من الأحيان خاصة في الدول النامية ومن أهم الآثار الاقتصادية السلبية لآثار الإعاقة على الأسرة مضاعفة أجور العلاج الطبيعي وزيادة نفقات التعليم والتأهيل وشراء الأجهزة التعويضية الأخرى وغيرها. رعاية المعاق وقالت الأستاذ المساعد بكلية البنات بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا: ويعتبر المستوى الاقتصادي المنخفض من المشكلات التي تعاني منها أسرة المعاق وذلك لضعف قدرتها على إشباع احتياجات الأساسية من جانب وضعف قدرتها على الرعاية المتكاملة لطفلها المعاق من جانب آخر حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن ضعف المستوى الاقتصادي للأسرة قد يؤدي إلى عدم قدرة المعاق على أساليب العلاج والتدريب والتأهيل وكذلك زيارة الأطباء وأخصائي العلاج الطبيعي وأخصائي التخاطب والتدريب وقد يفضي في نهاية الأمر إلى عدم تنفيذ خطة العلاج. وتتسبب الإعاقة في الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تدفع المعوق إلى مقاومة العلاج أو تكون سبباٍ في انتكاس المرض ومنها احتياج المعوق إلى العلاج والتدريب والتأهيل فهو بحاجة لزيارة الطبيب وأخصائي التخاطب والتدريب والتأهيل وغيرهم ومنها تحمل الكثير من نفقات العلاج وانقطاع الدخل أو انخفاضه إذا كان المعاق هو العائل الوحيد للأسرة حيث إن الإعاقة تؤثر في الأدوات التي يقوم بها, وقد تكون الحالة الاقتصادية سبباٍ في عدم تنفيذ خطة العلاج. نشر الوعي الأخ محمد حسن كاعش منسق حضرموت لهيئة التنسيق لرعاية حقوق الطفل قال من جانبه: إن الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تعتبر معاهدة دولية قانونية تحتوي على جملة من المواد والمبادئ التي تحمل في طياتها كل الحماية والرعاية لهذه الشريحة التي عانت ومازالت تعاني من قصور في النظرة الإنسانية تجاهها وسوء المعاملة وعدم اعتمادها كشريحة مجتمعية نافعة كغيرها من شرائح المجتمع التي لديها الإمكانية في المشاركة الفاعلة في الدفع بعجلة التطور نحو نماء المجتمع المنشود. فظهور هذه الاتفاقية يعد أحد الروافد الأساسية ومستنداٍ قانونياٍ هاماٍ في حياة هذه الشريحة لفتح آفاق جديدة أمام مسيرتها المتعثرة لتنال ولو الحد الأدنى من استحقاقاتها على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية وكذا السياسية والتشريعية. نيل الحقوق وأضاف: كما أنه يقع على عاتق منظمات المجتمع العاملة في مجال ذوي الإعاقة مسئولية مباشرة في لعب الأدوار الهامة من أجل إرساء الدعائم والثوابت القانونية التي ستسند عليها هذه الشريحة في السعي نحو نيل الحقوق من خلال نشر الوعي المجتمعي بين أوساط جميع فئات المجتمع والتعريف بحق المعاق في الحياة الذي حددته له جميع الشرائع السماوية والدنيوية وأن يعترف بها الجميع ويعمل بها لتتم عملية التغيير في النظرة وتحسين المعاملة وعدم جعل المعاق عالة على كاهل أسرته ومجتمعه وأنه قادر على المشاركة الفاعلة متى ما أتيحت له الفرص الملائمة لقدراته وعبدت الطريق أمام مسيرته التعليمية على مستوى جميع المراحل التعليمية وأعطيت له حصته من الوظيفة ليحيا ويعيش بكرامة وعزة بعيداٍ عن مظاهر التسول والانكسار والاعتماد على الغير في الكسب وعلينا نحن الأسويا المتفهمين لقضيته أن نكون من المناصرين له داعمين ومساندين من خلال الاسهام في مجال اختصاصه وأن نتحمل جزءاٍ من الأعباء التي تثقل كاهله وأن نعمل معاٍ في النشر والإعلام وأقامت الورش والدورات وحلقات الحوار والندوات لما من شأنه التعريف بحق المعاق في الحياة وإقناع المجتمع وكل الجهات الرسمية بتقبله كشخص عادي لا يختلف عن غيره في شيء فهو للجميع أمام القانون له ما لهم وعليه ما عليهم من الحقوق والواجبات تجاه الوطن والمواطن في البناء والتنمية. دعم المجتمع الزميل أحمد سعد التميمي: نائب رئيس تحرير صحيفة المسيلة قال: إن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في مجتمعنا يعد مقصراٍ في تقديم خدمة إعلامية متميزة للمعاق وذلك يعود إلى عدة أسباب ولعل من أبرزها لغة التخاطب مع المعاقين حيث أن لكل معاق وذوي حاجة خصوصية في التعامل مع الوسيلة الإعلامية فمثلاٍ الكفيف لا يستطيع التعامل إلا مع المذيع كوسيلة وحيدة حسية للتواصل معه عبر وسيلة أخرى بينما الصم والبكم يستطيع التعامل مع التلفزيون والراديو بكل سهولة ويمكنهم القراءة والكتابة بطريقة سهلة وفي حال أن الإعلام المخاطب للمعاق يحتاج إلى كلفة حيث أن عملية قراءة نشرات الأخبار التي تقدم للمعاقين بالإشارة إلى مبالغ كثيرة ولهذا فإن الإعلام المخاطب للمعاق قد يكون مكلفاٍ وهي إشكالية يعاني منها الإعلام اليمني والعربي عموماٍ ونرى في ضرورة إيجاد بدائل بسيطة تساعد المعاق ليتكيف مع مجتمعه ومعرفة ما يدور حوله في العالم وهي قضية إنسانية تحتاج إلى دعم المجتمع بأسره من أفراد وجماعات خيرية وكل يساهم بطريقته في هذا الجانب الإنساني الهام.