الرئيسية - عربي ودولي - تضارب ادعاءات السلطة والمعارضة حول السيطرة على (ملكال) النفطية
تضارب ادعاءات السلطة والمعارضة حول السيطرة على (ملكال) النفطية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> تكثيف الجهود الدولية للحيلولة دون حرب أهلية .. والقتلى بالآلاف في مبارك الـ 15 يوما◌ٍ الماضية

اعلن كل من المتمردين وجيش جنوب السودان السيطرة على مدينة ملكال الاستراتيجية أمس بينما تجري في نيروبي مساعي دبلوماسية تحاول احتواء الازمة في هذا البلد الفتي. وصرح موزس رواي الناطق باسم المتمردين ان “ملكال تحت سيطرة كاملة للقوات الموالية لنائب الرئيس سابقا رياك مشار”¡ مؤكدا أن القوات الحكومية رحلت مساء الخميس. وتقع هذه المدينة في شمال البلاد وهي كبرى مدن ولاية النيل العالي التي تزخر بالنفط¡ وتتواجه فيها القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير مع المتمردين منذ الاثنين. ورد وزير الدفاع في جنوب السودان كوول مانيانغ جوك متحدثا عن “تضليل إعلامي”¡ مؤكدا في المقابل ان المتمردين انسحبوا وان ملكال باتت بالكامل تحت سيطرة القوات الحكومية. وقال ان “عناصر رياك (مشار) وهم في الواقع بعض عناصر الشرطة والجيش¡ قد هزموا ولم يبق منهم احدا في ملكال”. واندلعت معارك عنيفة في 15 ديسمبر وتكاد تتحول الى حرب اهلية وذلك اساسا بسبب عداوة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق المقال في يوليو رياك مشار. ويتهم الاول الثاني بانه حاول القيام بانقلاب بينما ينفى الثاني¡ مؤكدا ان الرئيس يريد القضاء على كل اعدائه¡ وفضلا عن بور سيطرت قوات مشار على مدينة استراتيجية اخرى وهي بنتيو كبرى مدن ولاية الوحدة النفطية وبور في ولاية جونقلي التي استعادها الجيش الثلاثاء. ويقوم النزاع في هذه الدولة الفتية التي استقلت عن السودان في يوليو 2011م¡ على عداوة قديمة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها سلفا كير وقبيلة النوير التي يتحدر منها رياك مشار¡ لكنه يكتسي ايضا بعدا سياسيا. ومنذ عدة ايام تفيد معلومات عن اعمال عنف واغتيالات وعمليات اغتصاب ومجازر ذات طابع قبلي. واعلنت الامم المتحدة ان حصيلة المعارك التي اندلعت منتصف ديسمبر الجاري بلغت آلاف القتلى مشيرة الى العثور على مقابر جماعية. واعلنت الامم المتحدة العثور على مقبرة جماعية في بنتيو وحصيلة تشمل مجمل انحاء البلاد¡ بسقوط آلاف القتلى¡ وان تسعين الف شخص على الاقل نزحوا من ديارهم منذ عشرة ايام. ويكثف المجتمع الدولي ـ الامم المتحدة والولايات المتحدة والدول الافريقية والصين ـ جهوده من اجل تفادي نشوب حرب اهلية في البلاد. وجددت الولايات المتحدة راعية استقلال البلاد في 2011م واكبر داعميها سياسيا واقتصاديا من حينها التأكيد الخميس الى الطرفين المتناحرين انها ستوقف مساعدتها اذا وقع انقلاب عسكري. وعقدت في نيروبي قمة طارئة للهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة الاقليمية الفرعية التي ساهمت في ابرام اتفاق السلام بين حركة التمرد والخرطوم في 2005م وضع حد للحرب الاهلية بين الشمال والجنوب وافسح المجال امام استقلال جوبا. وقال مسؤول كيني إن رئيس جنوب السودان سلفا كير لم يتوجه الى العاصمة الكينية نيروبي لحضور اجتماع مع زعماء أفارقة يحاولون التوسط لإنهاء قتال مضى عليه نحو أسبوعين وأودى بحياة الآلاف. واضاف المسؤول في الرئاسة الكينية “كير لن يأتي لأن (رئيس الوزراء الاثيوبي هيلا مريم) ديسالين و(الرئيس الكيني أوهورو) كينياتا اجتمعا معه الخميس في جوبا.. تمت مناقشة كل شيء يحتاج للبحث.” وتوجه وفدان من ايغاد إلى جوبا منذ تفجرت أعمال العنف يوم لكنهما لم يتمكنا من اقناع كير أو زعيم المتمردين ريك مشار بعقد اجتماع فيما بينهما. وفي الاثناء¡ تحاول الامم المتحدة التي هدد امينها العام بان كي مون الاربعاء المسؤولين على ارتكاب تجاوزات بعقوبات¡ ارسال تعزيزات من القوات الدولية بحلول نهاية الاسبوع الى البلد. وقررت الامم المتحدة التي تجاوزتها الاحداث مع بداية المعارك¡ ارسال ستة آلاف جندي دولي اضافي ووسائل جوية (ست مروحيات قتالية ومروحيات نقل وطائرة نم طراز سي130 من اجل حماية المدنيين الذين احتمى عشرات الآلاف منهم في قواعدها¡ ليبلغ 12500 عديد قوات الامم المتحدة في جنوب السودان (مينوس). ووافق سلفا كير ورياك مشار رسميا على الدخول في مفاوضات لكن دون تحديد موعد. وما زالت المعارك تدور في نصف الولايات العشر من البلاد اي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية والنيل العالي والاستوائية الشرقية.