الرئيسية - محليات - 100مليون عربي أمي … وتحذيرات من فشل سياسات تعليم الكبار
100مليون عربي أمي … وتحذيرات من فشل سياسات تعليم الكبار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تحتفل اليمن مع سائر الدول العربية الاربعاء المقبل باليوم العربي لمحو الأمية الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام . وأوضح الأخ/ احمد عبد الله احمد رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار أن احتفال بلادنا باليوم العربي لمحو الأمية يعتبر مناسبة هامة للوقوف على مجمل الأنشطة والجهود المبذولة على المستوى الوطني والعربي لمكافحة الأمية والحد منها من خلال عملية تقويمية شاملة لما تم إنجازه في هذا المجال من أجل وضع الخطط والبرامج التي تعزز هذه الجهود وتساعد على تجاوز السلبيات التي رافقتها منوها بهذا الصدد أن الأمية ستظل أهم المشاكل وأخطرها على المجتمعات النامية ومنها اليمن مؤكدا أن بلادنا أولت هذه المشكلة اهتماما كبيرا من حيث توفير الإمكانيات اللازمة وتحديث البرامج والخطط الخاصة وتأهيل الكوادر مما ساهم في رفع مستوى العملية التعليمية في مجال محو الأمية وتعليم الكبار مشيرا إلى أن جهاز محو الأمية باعتباره جهازا فنياٍ تربوياٍ يعنى بمشاكل الأمية في بلادنا لم يدخر وسعا في تنشيط برامجه وفعالياته وإمكانياته في مجال محو الأمية , من خلال العمل على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار وتحديث برامج محو الأمية وتعليم الكبار من خلال إيجاد مناهج متخصصة والتركيز على استهداف المناطق الريفية التي توجد بها نسب مرتفعة من الأمية وبالذات في أوساط الإناث. وأشار رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار إلى أن عدد الدارسين والدارسات في مراكز محو الأمية وتعليم الكبار خلال العام الدارسي (2011- 2012م) بلغ (151843) دارسا ودارسة في مرحلتي الأساس والمتابعة ومراكز التدريب الأساسية والنسوية منهم ( 113177 ) دارس ودارسة في مرحلة الأساس منهم (4309) ذكور و( 108872 ) إناث وفي مرحلة المتابعة ( 29808) دارسين ودارسات منهم (1120) ذكور و (28688) إناث فيما بلغ عدد الملتحقين في مراكز التدريب الأساسي (586) متدربا وبلغ عدد الملتحقين بمراكز التدريب النسوي (8254) متدربة . سياسات وطنية مثلت الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار بالجمهورية اليمنية التي تم إقرارها في عام 1998م أولى وأهم اللبنات في بناء الهياكل وإطارات العمل المؤسسية لمكافحة الأمية في بلادنا حيث اعتمدت الإستراتيجية المفهوم الحضاري للأمية بأبعاده الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتحقيق مضامينه الوطنية والوظيفية في الحياة وتبنت أسلوب المواجهة الشاملة بمعنى أن لا يتم العمل بمعزل عن الجهود المبذولة في مجالات التعليم الأساسي والتنمية الشاملة . واستهدفت الاستراتيجية الوطنية محو أمية (4,485,464) أمياٍ وأمية في عموم محافظات الجمهورية في الفئة العمرية 10 – 45 سنة إضافة إلى الأميين الجدد المتوقع تراكمهم خلال فترة تنفيذ الإستراتيجية المقدرة بـ 24 عاماٍ. كما هدفت الاستراتيجية إلى القضاء على الأمية والتحرر من الأمية الأبجدية والحضارية معاٍ في آن واحد عن طريق التزود بتعليم مناسب واكتساب قدرات ومهارات ومعارف وإتاحة الفرص للتدريب على المهارات الحياتية اللازمة , وتأسيس نظام تدريب وتعليم الكبار بما يساعد في الاستمرار وتوفير احتياجات الفئات المختلفة (نساء , يافعين , راشدين , فئات خاصة ) مع ربط برامج تعليم الكبار بخطط التنمية . حق منقوص إلى ذلك قالت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الكسو) أن الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية هذا يعد فرصة كبيرة لتذكير الأمة العربية بأهمية محو الأمية بالنسبة إلى الأفراد والأسر والمجتمعات وهو أيضٍا مناسبة للتذكير بأن محو الأمية يبقى حقاٍ منقوصٍا باعتبار أن قرابة ربع سكان الوطن العربي من الكبار ما يزالون محرومين منه. وأبدت المنظمة العربية مخاوفها من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية في الوطن العربي حيث تشير الإحصاءات إلى أن مجموع عدد الأميين العرب في الفئة العمرية 15- 45 يبلغ قرابة 67 مليون أمي وأمية منهم قرابة 60% من الأميات كما تشير الإحصاءات إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الكبار في الفئة 15 سنة وما فوق يصل إلى 72.1% وهذا يعني أن قرابة 27.9 %من سكان الوطن العربي أميون كما يعني أن عدد الأميين في الدول العربية يصل إلى قرابة 97.2 مليون أمي وأمية. كما يشير تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع لعام 2011 إلى وجود 6.188 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين في التعليم في الدول العربية ممن هم في سن الالتحاق بالتعليم. وهذه الأرقام لاشك تشكل واحداٍ من أكبر الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في الوطن العربي. كما تؤكد الألكسو خطورة عدم الاهتمام الجدي من قبل الدول العربية في مكافحة الأمية ووضعها كأولوية مطلقة في برامجها ومشروعاتها التنموية وتجدد تذكيرها بأن تحقيق أهداف خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدتها القمة العربية في دمشق مارس 2008م يمثل حلا ناجعا وفرصة مناسبة للقضاء على الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار في الوطن العربي. وجددت الألكسو دعوتها لجميع المهتمين بالتنمية العربية من أفراد ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وقطاع اقتصادي وجمعيات أهلية إلى المساهمة الفاعلة والعمل الدؤوب من أجل دعم جهود محو الأمية في الدول العربية والعمل على تعميم التعليم الأساسي وتوفير فرص حصول جميع الأطفال إليه. كما تؤكد الالكسو بهذه المناسبة التزامها بالعمل على تنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي في مجال محو الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار والتعاون مع المؤسسات المعنية في الدول العربية من أجل توفير تعليم مستمر للجميع والعمل على ترسيخ تعليم الكبار ونشره حتى يصبح جزءٍا من النظام التعليمي العربي. تلبية الاحتياجات وأكدت المنظمة في بيان صدر بهذه المناسبة على ضرورة تطوير برامج تعليم الكبار في الدول العربية وتجديدها لمواجهة الاحتياجات الفعلية للشباب العربي من خلال بناء منظومة تعليمية تعلمية لتعزيز البرامج التي من شأنها توفير فرص العمل والإدماج الاجتماعي كما دعت إلى وضع خطط وطنية لمكافحة الأمية في أوساط الشباب والكبار باعتبار أن إنهاء أميتهم يمثل أولى الخطوات لإشراكهم فعليا في التنمية الشاملة والتركيز على محو أمية المرأة وبخاصة الفتاة الريفية باعتبار أن هذه الفئة هي من أكثر الفئات حرمانا من التعليم إضافة إلى الفئات التي تعيش على هوامش المدن. مسؤولية جماعية ودعت المنظمة العربية إلى وضع برامج تعليمية خاصة بالفئة العمرية (8-15 سنة) ممن تسربوا من التعليم مبكرا أو أنهم لم يلتحقوا به وذلك لتمكينهم من مواصلة التعليم مع أقرانهم.مشيرة إلى أن برامج محو الأمية وتعليم الكبار لا يقع فقط على كاهل الحكومات العربية بل إن منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية مدعوة هي الأخرى إلى تحمل قسطاٍ من المسؤولية لتحقيق الهدف المرجو والمتمثل في القضاء المبرم على آفة الأمية التي تكون دوما من الأسباب المعطلة للتنمية المستدامة.