الرئيسية - محليات - وضع التعليم الفني والمهني متدن ولا يواكب متطلبات سوق العمل
وضع التعليم الفني والمهني متدن ولا يواكب متطلبات سوق العمل
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

للتعليم الفني والتدريب المهني أهمية كبيرة في كل المجتمعات ويمثل التنمية البشرية والاقتصادية والاهتمام به ضرورة من ضروريات التنمية في ظل ما يشهد العالم به ضرورة من ضروريات التنمية في ظل ما يشهد العالم من تطور في التكنولوجيا والكثير من الدول أولت هذا التعليم جل اهتمامها وأصبحت اليوم في مصافي الدول المتقدمة إلا أن التعليم الفني في بلادنا ما زال يخطو بخطى متعثرة رغم ما أولت الدولة من اهتمام إلا أنه لا زال يعاني الكثير من المعوقات والتحديات فهناك ثمانون معهدا فنيا صناعيا في الجمهورية موزعة على مختلف المحافظات ومنها محافظة الحديدة التي هي بحاجة ماسة إلى التعليم الفني والمهني كونها ذات مقومات صناعية واقتصادية وفيها نسبة كبيرة من البطالة ولتسليط الضوء على وضع التعليم الفني والمهني بالحديدة التقينا الأخ عبدالرحمن محمود المشرعي مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني في الحديدة الذي بدأ حديثه عن أهمية هذا النوع من التعليم بالقول:

* التعليم الفني والمهني صار يمثل أساساٍ لبناء المجتمعات والذي يعني أساساٍ ببناء الفرد وبناء التنمية البشرية بشكل عام التي هي المحور الرئيسي لبناء المجتمعات وبناء الدولة المتقدمة وكثيرة من دول العالم اهتمت بهذا النوع من التعليم وأولته جل اهتمامها وتقدمت كثيرا وتطورت في بنيتها التحتية والاقتصادية والاجتماعية فألمانيا على سبيل المثال وبعد أن خرجت من الحرب العالمية الثانية وهي مدمرة تماما لم يكن أمامها سوى التعليم الفني الذي استطاعت من خلاله أن تؤهل الألمانيين بشكل عام وأعادوا بناء دولتهم أيضا ماليزيا عندما اهتمت بهذا بالتعليم إلى أن تصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي وتكون دولة صناعية فهناك مثلا الجمهورية العربية السورية التي لديها ما نسبته %30 من مخرجات التعليم العام ينضموا إلى التعليم الفني والمهني وأيضاٍ لبنان تلك الدولة التي تقدر مساحتها 10452 كيلومتر مربع وسكانها لا يساوي ربع سكان اليمن بها ما يقارب 220 معهداٍ مهنياٍ وفنياٍ إذ أصبح التعليم الفني ركيزة أساسية لبناء المجتمعات ولا يمكن الاستغناء عنه لبناء أي مجتمع إلا أننا هنا في اليمن وللأسف الشديد ورغم أن التعليم الفني دخل منذ فترة قديمة حيث بدأ على يد الأتراك في صنعاء 1895م إلا أنه ما زال يخطو بخطى بطيئة جدا فهو ما زال متعثرا فاليمن وبحجم سكانها (85) معهداٍ موزعة على مختلف محافظات الجمهورية أيضاٍ ما زال اهتمام الدولة بالتعليم الفني ضعيفاٍ جداٍ فالتعليم الفني موازنته %7 بينما التعليم العام %57 والتعليم العالي %35 وذلك نتيجة قلة الوعي المجتمعي والحكومي بأهمية هذا التعليم والذي هو كنز اليمن المفقود والذي إذا ما اهتمت به الدولة فسيخرج اليمن من معظم مشاكلها الاقتصادية لذلك على الدولة أن تعي أهمية هذا النوع من التعليم وهو مسؤوليتها في المقام الأول والحاجة إليه ماسة وأصبحت ضرورية لبناء المجتمعات فإذا ما وصلنا إلى الوعي الكامل بأهمية التعليم المهني والفني إلى درجة عالية من قبل الدولة والمواطن بأهميته وبأنه لم يعد ذلك التعليم الفني الذي كان يظن أنه يقتصر على الطالب المتدني في الدراسة بل أصبح التعليم الفني ذي أهمية خاصة لبناء المجتمعات وتوضع له دراسات وبرامج من أجل تنفيذه في هذه الحالة فإننا لن نحتاج إلى خبراء أو فنيين من الخارج للعمل فسيكون لدينا ما يكفينا من مهارات وخبرات فنية يستقبلها سوق العمل في البلد وسيعطي فرص عمل لكثير من الشباب وسوف يحل الكثير من المشاكل الاقتصادية.. * كم هي عدد المعاهد الفنية والصناعية بالحديدة¿ -المعاهد القائمة هي سبعة معاهد هناك معهدان كبيران هما المعهد التقني والصناعي في الحالي والمعهد الصناعي التقني بالحوك أيضا المعهد الزراعي بسردود وللأسف الشديد فإن عدم توفر السكن الكافي والتغذية الكافية أدى إلى أن يكون الإقبال عليه متدنياٍ وهناك معهد بلقيس التجاري والثورة ولم نستطع التوسع فيهما كونهما داخل مباني التربية ولا يوجد بهما إلا تخصص واحد وللأسف وجودهم داخل مباني التربية أدى إلى هذا القصور أيضا معهد اللحية المهني والذي كان قرار إنشائه في مديرية اللحية خطأ كون المديرية منطقة بعيدة عن المحافظات كالمحويت وحجة والمديريات المجاورة لها أيضا عدم توفر السكن والتغذية ولا يوجد فيه طلاب وهذا العام فتحنا معهداٍ جديداٍ معهد الآليات والمركبات وبدأنا فيه بافتتاح قسم الكهرباء وقسم الالكترونيات وقسم المساحة وهي أقسام ليست في المجال الذي أنشئ من أجله المعهد لكن هذا سيكون مؤقتا إلى أن يتم توفير التجهيزات المناسبة للمعهد من آليات ومعدات ليستفاد منه في التخصص المنشأ من أجله. معاهد متعثرة * ماذا عن المعاهد المتعثرة وما أسباب عدم افتتاحها إلى الآن¿ – في الحقيقة هذه المعاهد مكتملة البناء لكنها غير مجهزة وإلى الآن لم تفتح وهي ثلاثة معاهد تقنية وصناعية فتحنا هذا العام معهد المركبات والآليات كما أسلفت وهو من المعاهد التقنية والمهمة بالمحافظة وبني على نفقة السعودية وقد بدأنا فيه بدايات بسيطة من أقسام غير تخصصية كما أسفلت لأنه بحاجة إلى ورش ومعدات كبيرة جداٍ المعهد الثاني هو المعهد التجاري والذي تم الاستيلاء عليه من قبل الجامعة وما زلنا في مد وجزر معها وهو غير مفعل إلى الآن لأنه أيضا بحاجة إلى تجهيزات وأثاث والمعهد الثالث هو المعهد الصناعي بباجل والذي وللأسف يكاد يتهاوي ويتساقط مع العلم أن هذه المعاهد مسلمة منذ أكثر من خمس سنوات لوزارة التعليم الفني والمهني ولم تعمل على تأهيلها من البنى التحتية وتجهيزها بالمعدات اللازمة لأن المشكلة في التعليم الفني أن تأهيل وتجهيز المعاهد توازي تقريبا تكلفة البناء , وعموماٍ حالياٍ هناك .منحة بمبلغ (أربعة ملايين وخمسمائة ألف دولار) أي مايقارب مليار ريال تكلفة المعدات والتجهيزات لمعهد “الآليات والمركبات” ومعهد باجل الصناعي أيضا رصد له (ثلاثة ملايين وثلاثة وخمسون ألف دولار) منحة من قبل الدول المانحة وبحسب ما لدينا من معلومات سيتم صرفها خلال العام الحالي ونتمنى فعلاٍ أن يتم افتتاح هذه المعاهد وتجهيزها لأنها ستنقل التعليم الفني نقلة نوعية فعلى سبيل المثال المعهد الصناعي بمدينة باجل التي هي منطقة صناعية ومعظم المصانع موجودة فيها وهي بحاجة إلى صناعيين ومهارات فنية وحرفية وبوجود معهد فيها سيكون له دور فاعل لأبناء المنطقة والمصانع الموجودة. كما أن معهد المركبات والآليات الثقيلة بالحديدة سيكون له دور بارز كون الحديدة مدينة زراعية وصناعية وبحرية وبالتالي المعدات الثقيلة هي معدات الزراعة ومعدات السفن ومعدات المصانع والطرق والتي تحتاج إلى مهندسين وفنيين في هذا الجانب وأيضا المعهد التجاري بدلاٍ من أن يكون هناك تخصص واحد حاليا فإذا تم افتتاح المعهد التجاري سيكون هناك فرص لافتتاح العديد من التخصصات والأقسام بما فيها أقسام التسويق والإدارة والمحاسبة وغيرها من الأقسام والتخصصات التي تواكب سوق العمل مما سينقل المحافظة والتعليم لفني نقلة نوعية كبيرة جدا. وضع متردُ * كيف تقيمون وضع التعليم الفني والمهني بالحديدة في الوقت الحالي ¿ – متردُ وبكل صراحة فمنذ أن عينت قبل سنة وشهرين كنت أظن أن هناك تعليماٍ فنياٍ من التعليم العام لكن وجدت أنه لا يوجد تعليم فني وأن نسبة التعليم الفني بالحديدة يكاد يساوي (صفر) وفي الواقع يكاد يكون منتهياٍ تماماٍ وجدنا معاهد منهارة البنية التحتية وإمكانيات ومعدات قديمة وشبه معدومة أي تعاون مع السلطة المحلية وهناك معاهد مهملة يكاد أن تنهار ومعاهد متعثرة تتساقط وهي في طور البناء كما وجدنا طلاباٍ لا يعرفون شيئاٍ حتى أبسط المقومات للتعليم الفني إضافة إلى أن هناك من المعاهد ما تبلغ تكلفته تسعمائة مليون ريال وبه (60) جهاز كمبيوتر ومولد كهربائي وأكثر من 31 مدرساٍ ولا يوجد بها إلا 37 طالباٍ في الثلاثة المستويات المستوى الأول ثمانية والمستوى الثاني عشرة والمستوى الثالث تسعة وأعتقد أنه يوجد خطأ استراتيجي في اختيار الموقع وتصل تكلفة الطالب فيه عشرات الملايين وهذا يؤدي إلى انهيار التعليم الفني أيضا معهد سردود الزراعي وهو معهد من أقدم المعاهد على مستوى الجمهورية أنشئ في عام 85م لديه مزرعة مساحتها كبيرة تساوي 40 إلى 50 معهداٍ وهذه المزرعة لو استغلت بما فيها من ثروة حيوانية يمكن أن تغطي تكاليف التعليم الفني بالحديدة بشكل كامل لكنها لم تستغل فالتعليم الفني بالحديدة ينقصه الكثير من المباني وأيضا المعدات والأجهزة التي تعتبر قديمة جداٍ منذ السبعينيات ولا تواكب سوق العمل ولدينا الكثير من العجز والكثير من النقص وإمكانيات المعاهد الحالية غير كافية ومحدودة ومع هذا نتطلع خلال العام 2014م إلى الأفضل للتعليم الفني ونتمنى أن يكون عاماٍ للتعليم الفني والمهني. * هناك أقسام في بعض المعاهد ما زالت تدرس ولا تواكب سوق العمل (مثل قسم راديو وتلفزيون) وفي المقابل تم توقيف قسم المساحة والطرق الذي سوق العمل بحاجة إليه¿ فما رأيك¿ – نعم راديو وتلفزيون فعلا ولا يواكب ما توصلت إليه التكنولوجيا وللأسف الناس وصلوا القمر ونحن ما زالنا ندرس راديو وتلفزيون صناعة السبعينيات وقد تم مناقشة هذا الموضوع مع قيادة الوزارة وطالبت بإلغاء هذا القسم تماماٍ فالناس يتكلمون عن تكنولوجيا وثورة معلومات ونحن نتكلم في عهد السبعينات وقد تمت الموافقة على تغيير تسمية القسم بحيث نبدأ تدريجياٍ في تغير المنهج لهذا القسم وقبل فترة جلست مع مدير المعهد على أساس أن يبدأوا بتدريس منهج قسم الالكترونيات وعلى أن يبدأ بخطوات جزئية إما أن تبدأ هذا العام أو العام القادم بحيث يبدأ بتجديد وتغيير ليس تغيير المسمى بل تغيير جميع المعدات والأجهزة التدريبية المربوطة بهذا القسم وبإذن الله ينفذ خلال الفترة القادمة أما ما يخص قسم المساحة فهو لم يلق أو يتوقف إنما بسبب قلة الإمكانيات وعدم وجود المكان تم نقل هذا القسم من المعهد الصناعي بالحالي إلى معهد الآليات والمركبات نظراٍ إلى الكثافة الطلابية ونظراٍ لعدم وجود الكادر وقد فتحنا القسم بالنظام الموازي من أجل أن نجلب كادراٍ من الأراضي ومهندسين مختصين بحيث أستطيع أن أدفع لهم مقابل المحاضرات فقسم المساحة هو قسم جديد وممتاز ومطلوب ومرغوب في المحافظة وحالياٍ هناك ما يقارب من أربعين إلى خمسين يدرسون فيه. احتياجات سوق العمل * هل مخرجات المعاهد تتناسب مع احتياجات السوق¿ – في الحقيقة نحن بصدد عقد ورشة تجيب على سؤال ماذا يريد سوق العمل من مكتب التدريب المهني حيث لم نجد دراسة تجيب عن هذا السؤال وقد جلسنا مع بعض رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات التجارية والمصانع والشركات لمعرفة ماذا يريدون منا بالتحديد هل لديهم تخصصات معنية هم بحاجة إليها فكانت الإجابات مختلف لذا اتفقنا مع الأخ المحافظ بعقد ورشة عمل تجيب عن ماذا يريد سوق العمل من مكتب التعليم الفني والتدريب المهني وبإذن الله ستعقد الورشة في شهر يناير 2014م أما مخرجاتنا الحالية وبإمكانياتنا الضعيفة وشبه المعدومة في اعتقادي فهي لا تتناسب ومتطلبات سوق العمل الذي يتطور وكل يوم في تطور مستمر وكون القطاع الخاص هو الجهة التي تستقبل مخرجات المعاهد الفنية والصناعية وهي المعنية باحتياجاتها سنعقد هذه الورشة وسندعو إليها الخبراء لتحديد ماذا يريد سوق العمل منا. عجز في الكادر * ماذا عن الكادر التدريبي في المعاهد¿ ولماذا يغيب عنه التأهيل¿ – نقولها بكل أسف الكادر التدريبي بالمعاهد مهضوم جداٍ أيضاٍ هناك عجز كبير في الكادر وقد تم رفدنا العام الماضي بمائة وثلاثين موظفاٍ من الخدمة المدنية لكن للأسف الشديد ما يقارب 80% من الموظفين ليسوا متخصصين للتدريس في التخصصات المطلوبة ومعظم هؤلاء ما بين المحاسبة وإدارة أعمال بينما نحتاج إلى مهندسين متخصصين في المكانيكيا والكهرباء وغيرها من التخصصات ونحن لدينا عجز كبير في التخصصات ودائماٍ نطالب الخدمة المدنية بالقيام بالتوزيع حسب الخطة التي تضمنت عدد 1163 عنصراٍ متخصصاٍ للاحتياج وخلال السنتين القادمتين سنفتح ستة معاهد فنية وتقنية إضافة إلى معهد الخوخة الذي على وشك أن ينتهي البناء منه أيضاٍ الشيء الجديد أننا على وشك الاستلام النهائي لمعهد الزيدية للمعلمين والذي تم تسليمه رسمياٍ إلى مكتب التدريب المهني من أجل أن يتم تأهيله وتجهيزه للعمل خلال العام 2014م وهي إضافة مهمة جداٍ للتعليم الفني ونحن نعمل جاهدين وبكل جهد للتطوير لكن نحتاج إلى كادر وكما أسلفت إننا طالبنا الخدمة المدنية لكن للأسف الشديد الخدمة لم تعطنا الأولوية بل من المؤسف أنه تم توزيع مهندسين مختصين لدى مكتب السياحة رغم احتياج مكتبنا لهم وقد طالبنا مراراٍ بذلك لكنهم رفضوا إعادة توزيعهم بحجة أن رواتبهم موزعة على وزارة السياحة وللأسف الكادر الموجود حالياٍ لا يلقي أي تدريب وهذا قصور من الوزارة لعدم تأهيل وتدريب الكادر ومع هذا هناك بعض الدورات وهي غير كافية للحاجة ونحن بحاجة إلى دورات خارجة للكادر كما أننا بحاجة إلى دورات تأهيل داخلية وقد حررت ورقة إلى صندوق تنمية المهارات مطالبة بعدد خمسة وخمسون دورة في مختلف التخصصات ولجميع العاملين بالتعليم الفني والتدريب المهني تبدأ في طرق التدريس وكيف يتعاونوا مع الطالب وعشر دورات في الحاسوب وعشر دورات في تقنيات مختلفة وغيرها من الدورات ونحن نسعى بكل جهد لتطوير التعليم الفني والمهني ليواكب سوق العمل. أولويات الدولة * هل من رؤية لكم للارتقاء بالتعليم الفني والمهني¿ – يمكن أن أوجز رؤيتنا لتطوير التعليم الفني والمهني في عدد من النقاط أولاٍ من أوليات الدولة أو السلطة المحلية أن تعد لمؤتمر عام للتعليم الفني تحدد فيها مشاكل التعليم الفني وكيفية الحلول, ثانياٍ زيادة موازنة التعليم الفني, ثالثاٍ التوعية المجتمعية بالتعاليم الفني, رابعاٍ إعادة تأهيل المعاهد القائمة والاهتمام بالمعاهد المسلمة للوزارة وإدخال تقنيات جديدة تواكب العصر والتكنولوجيا وسوق العمل…. كلمة أخيرة.. كلمتي الأخيرة: نتمنى أن يلقى التعليم الفني والمهني الاهتمام من الدولة لأنه كنز اليمن المفقود وهو المخرج الحقيقي للمشاكل الاقتصادية , كما أدعو القطاع الخاص أن يكون شريكاٍ أساسياٍ معنا لتطوير التعليم الفني كونه هو المستفيد الأول والأخير من مخرجات هذا التعليم.