الرئيسية - محليات - الانتصار للوطن
الانتصار للوطن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مجددا يثبت اليمنيون جدارتهم بحمل صفة أمة الحكمة والإيمان التي أطلقها عليهم سيد الخلق أجمعين. بالأمس كان أبناء هذه البلاد ممثلين بمكونات مؤتمر الحوار الوطني الشامل على موعد لوضع بصمة تاريخية أخرى في مسيرة التحول الاستثنائي الفريد صوب المدنية والحداثة وتأسيس الدولة العصرية المأمولة وهم يستكملون بالإجماع التوقيع على وثيقة حلول ضمانات القضية الجنوبية والتي كانت ومنذ بدء التسوية السياسية واستحقاقاتها المختلفة بمثابة العقبة الكؤود أمام المتحاورين وحجر عثرة في طريق إعلان النجاح الكامل وغير المنقوص لحوار ارتأى فيه الشعب اليمني ملاذا أخيرا للخروج من أتون الصراعات وبراثن الخلافات والتوتر والأزمات إلى فضاءات الحرية والعدالة والعيش الكريم ومحطة مثالية للانطلاق الواثق نحو مستقبل أفضل لا مكان فيه للظلم والاستئثار بالثروة والسلطة من قبل أطراف أو فئات وجماعات على حساب السواد الأعظم من أبناء هذا الشعب المكافح الصبور. لقد راهن الرئيس عبدربه منصور هادي ومنذ اليوم الأول على تحمله مسؤولية قيادة سفينة الوطن في مرحلة استثنائية بالغة التعقيدات على حكمة اليمنيين وعلى تكاتف الجهود والطاقات والسمو فوق الجراحات وتغليب المصالح الوطنية العليا على ما عداها من المصالح والانتماءات الضيقة في سبيل الانتصار للوطن ومصالح أبنائه وظل يؤكد على ضرورة طي صفحة الماضي بكل مآسيه وسيئاته وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض لتسطير تاريخ اليمن الجديد في أروع صورة.. ولم ينس هذا القائد الذي فرضت عليه السلطة التشديد الدائم على أنه لا سبيل أمام أبناء هذا الشعب وقواه الحية والفاعلة في هذه المرحلة المفصلية والمصيرية إلا التوحد والاصطفاف الواسع والعمل الجاد وبنوايا صادقة ومخلصة من أجل العبور الآمن بالوطن من واقع الأزمات إلى آفاق السلام والاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وتجنيب ويلات التشظي والتمزق. ولقد أكد الرئيس هادي مرارا خلال الفترة الماضية أنه وبدون هذا الإجماع والانتصار لمصالح اليمن العليا وجعلها فوق كل الاعتبارات الأنانية والضيقة قد تنحرف المسيرة إلى دروب محفوفة بالمخاطر وستؤول إلى مآلات خطيرة وغير محمودة العواقب وستشمل آثارها المدمرة ليس اليمن فحسب بل ستأتي عواقبها على أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره. التوقيع على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية والذي اعتبره كثير من السياسيين والمحللين والمتابعين للشأن اليمني خطوة رائعة في مسيرة التحول الحضاري في اليمن جاء ثمرة لجهود دؤوبة بذلها الرئيس هادي ومعه العديد من الشخصيات الوطنية الفذة التي غلبت مصالح الأمة على ما سواها من المصالح الصغيرة والضيقة. وها هو الرئيس هادي يؤكد بالأمس عقب رعايته لاستكمال توقيع الوثيقة من قبل بقية المكونات في مؤتمر الحوار الوطني ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي وحزب الرشاد ومن تبقى من المكونات الاجتماعية والمدنية بأن هذا التوقيع ليس من أجل مصلحة فرد أو مكون أو جهة بعينها بل يمثل انتصارا للوطن وجميع أبنائه للخروج به من واقع الأزمات إلى بر الأمان والتنمية والازدهار. ويضيف: الجميع انتصر للوطن وقضاياه ووحدته ومستقبل أجياله القادمة مشيرا إلى أنه وبتوقيع وثيقة القضية الجنوبية تم تجاوز أبرز العوائق التي كانت ماثلة أمام استكمال مؤتمر الحوار الوطني ووصوله إلى النجاح التام.. موضحا بأن من شأن هذا الإجماع الوطني المشرف تجنيب الوطن تداعيات ومآلات لا يحمد عقباها بل خطوة مثالية ورائعة على صعيد ترجمة الأهداف الوطنية المنشودة لبناء اليمن الجديد والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته. ويؤكد المحللون السياسيون بأن توقيع الأمس يمثل انجازا كبيرا وخطوة نوعية في مسيرة التحول الحضاري في اليمن باعتباره يهيئ الأجواء والمناخات المناسبة لحل واحدة من أبرز القضايا المعقدة التي يناقشها مؤتمر الحوار الوطني وإن التوقيع من جميع الأطراف المشاركة في الحوار دون استثناء يخلق أمالا عريضة وواسعة في أوساط الشعب بإمكانية العبور الآمن إلى ما يصبو إليه في وطن موحد وآمن ومستقر تتوفر فيه العدالة للجميع دون إقصاء أو تهميش.