اعتبر أكاديميون ومهتمون بأن استكمال التوقيع على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية يعد انتصارا سياسيا وتحولا مهما يجب أن يجد طريقه للتنفيذ في القريب العاجل, باعتباره ضامنا أساسيا لإنهاء الصراعات والدخول في مرحلة البناء الحقيقي لليمن الحديث. نقطة تحول الدكتور احمد محمد الحــاوري , أستاذ الإدارة العامة بجامعة صنعاء, قال: إن المشكلة القائمة في اليمن إشكالية إدارية , وإن هذه الوثيقة التي تعد واحدة من مخرجات الحوار الوطني تمثل نقطة تحول مهمة ستسهم في حل الإشكاليات القائمة في البلاد وفي تغيير نمط الحكم القائم منذ عشرات السنين. وأوضح الحاوري لـ”الثورة” أن أهمية الوثيقة الموقعة من الأطراف اليمنية تكمن في إدخال هذه الوثيقة حيز التنفيذ في القريب وتطبيق هذه الوثيقة على ارض الواقع بما يضمن للإنسان اليمني كرامته وعيشه في وضع آمن بكافة مجالات الحياة . وأضاف” الأهم حاليا تجسيد هذه التوجهات والمخرجات إلى واقع عملي , حيث أوجدت هذه الوثيقة ومؤتمر الحوار بشكل عام طريقا آمنا لليمنيين بدلا عن طريق الحرب والذي كانت اليمن على وشك أن تنزلق فيه”. وحسب الماوري , فان الحكم في اليمن كان مركزيا حتى عام 2000 , ودخلت بعده اليمن حكم اللامركزية , ولم تجد هذه الأنماط من الحكم , وهو ما استدعى البحث عن نظام حديث تضمنته هذه الوثيقة والتي تضمن بشكل مهم تلبية متطلبات الوضع وتغيير نظام الحكم إلى نظام فيدرالي , نأمل ان يغير نظام الحكم شكلا وروحا وانهاء الثقافة الإدارية السائدة حاليا والتفكير في آليات وضمانات جديدة وحديثة . ودعا أستاذ الإدارة العامة بجامعة صنعاء كافة الأحزاب السياسية والمكونات والمنظمات إلى ترسيخ مصلحة الوطن العليا بعيدا عن المصالح الضيقة , كما دعا إلى مساندة التوجهات الرامية إلى الخروج بالبلاد إلى بر الأمان , وبما يضمن تنفيذ مخرجات الحوار بشكل كلي وجدي ويضمن كذلك الحياة الكريمة للشعب اليمني. محطة مهمة من جانبه يرى ممثل الجالية اليمنية بالقاهرة ورجل الأعمال خالد شيبة أن استكمال التوقيع على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية محطة مهمة تخطوها الأطراف اليمنية للدخول في مرحلة جديدة لما بعد الحوار باعتبار الوثيقة من اهم مخرجات الحوار الوطني الشامل. وأوضح شيبة , أن التوقيع النهائي على الوثيقة خطوة مهمة ويمكن ان تطوي معها مرحلة من الصراعات التي عاشتها البلاد , وهو ما يتطلب من جميع الأطراف تقديم مزيد من الجهود من اجل بناء يمن الغد والمستقبل. وأضاف ” نشعر بالاطمئنان نتيجة هذا التوافق على الحل العادل للقضية الجنوبية , وهو ما يعني إنهاء أي مشاريع أخرى تهدف إلى تمزيق البلاد”. ضمان ووحدة اليمن بدوره قال ناصر مهتم رئيس جمعية أجيال مارب ” منظمة مدنية ” أن القضية الجنوبية من المحاور المهمة في مؤتمر الحوار الوطني ويرتكز على نجاح مخرجاتها والتوافق عليها نجاح مؤتمر الحوار الوطني , وهو ما نراه اليوم من مؤشرات جيدة في هذا الاتجاه. وأوضح أن وثيقة ضمانات الحل العادل للقضية الجنوبية ستقود البلاد في الاتجاه الصحيح يضمن المواطنة المتساوية ويضمن وحدة اليمن وبهذا التوقيع التاريخي نستطيع أن نقول أن عملية الانتقال للمرحلة الأهم في تاريخ اليمن المعاصر أصبحت بين قوسين او ادنى وإن اليمن شارف على الخروج من عنق الزجاجة ومن أزمته التي أرهقت كاهل المواطن البسيط . وتابع” نستطيع أن نقول الآن أن هناك بوادر أمل كبيرة من مؤتمر الحوار الوطني الذي يتطلع له كل أبناء الوطن بالخير والانتقال والتغيير الحقيقي الذي ينشده الشعب في كافة المجالات, كما إنني أدعو كل أبناء اليمن إلى تغليب المصلحة وجعل الوطن واليمن في حدقات العيون لنعيش جميعا في وطن واحد وآمن ومستقر .