الرئيسية - عربي ودولي - المنطقة العربية.. عام ساخن آخر
المنطقة العربية.. عام ساخن آخر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

 إطلاق نار .. سقوط قذائف.. براميل متفجرة.. سيارات مفخخة .. جثث متفحمة وأشلاء وآثار دماء وبقايا بشرية وهياكل سيارات محترقة ورجال إنقاذ ومسعفون يبحثون وسط الحطام عن ناجين أو مصابين.. مشاهد دموية ساخنة استقبلتها عدد من الدول العربية مع بداية العام الجديد 2014. وتعيش عدد من الدول في المنطقة العربية منذ مطلع العام الجديد سخونة في المشهد العام حيث اشتدت العديد من معارك القتال ذات التوجهات والأشكال المختلفة خلفت عددا من الضحايا بين قتيل وجريح, وكذا نزوح مئات الأسر جراء هذه المعارك الدامية. وفيما كان العالم يبتهج بالعام الميلادي الجديد, كانت الصورة في عدد من الدول في المنطقة مختلفة تماما وبعيدة عن مباهج الفرح حيث طغى أزيز الرصاص وضربات المدافع وقصف المقاتلات على ما سواه وحول برودة الطقس إلى صفيح ساخن. وتكررت مشاهد القتل المرعب, وتفنن القتلة في استخدام كافة أساليب وأدوات الموت المدمرة. وتصدر العراق المشهد الأكثر دموية, حيث سجلت إحصائيات مئات القتلى والجرحى في المواجهات المستمرة منذ أيام بين القوى الحكومية العراقية ومسلحي العشائر من جهة والدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بـ”داعش” من جهة أخرى فيما تواصلت العمليات الإرهابية في مدن أخرى كالعادة, مخلفة عشرات الضحايا. وكانت محافظة الأنبار مسرح المواجهة الأعنف حيث لا يزال مصيرها مجهولا بين تهديدات الجيش بالاجتياح وتمترس مسلحي “داعش” ومحاولات قوات الأمن والعشائر طردهم منها. وبالتزامن مع دخول مدن عراقية في مربع العنف والهجمات الانتحارية الإرهابية تاركة العشرت من القتلى والجرحى فيما يعيش الشارع العراقي الداخلي جدلا سياسيا واسعا بين معارض لحكومة المالكي ومؤيد له. وفي سوريا .. قتل أكثر من 500 شخص خلال الأسبوع الأول من هذا العام مع استمرار العنف بين الجيش النظامي ومسلحي المعارضة في عدة مناطق تشتعل فيها المواجهات. وتتهم المعارضة السورية, الطيران المروحي والحربي بشن قصف متواصل على المناطق التي تسيطر عليها في مدينة حلب وريف دمشق وحمص ودرعا أدى إلى مقتل أكثر من 517 شخصا أغلبهم مدنيين وأطفال ليضافوا إلى حين 3 سنوات من الصراع المسلح الذي أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص ونزوح نحو 9 ملايين آخرين داخل وخارج البلاد هربا من أعمال العنف والقصف في ظل ظروف إنسانية سيئة. مصر هي الأخرى كانت في مرمى العنف والمظاهرات الدموية والتهديدات الإرهابية حيث سقط قبل أيام 17 قتيلا و57 جريحا بالاشتباكات بين متظاهرين مؤيدين للإخوان المسلمين وقوات الأمن, كما تم اعتقال نحو 235 ممن تصفهم الحكومة بالمنتمين لجماعة الإخوان الذي قامت الحكومة الانتقالية بحظرها ووضعها في قائمة الإرهاب. ويتوقع مراقبون أن تتجه مصر نحو مزيد من العنف مع اقتراب موعد الاستفتاء على الدستور الجديد يوم 15 يناير الجاري والتي قررت جماعة الإخوان مقاطعته وهددت بمقاومة إجراءات الحكومة التي تصفها بالانقلابية حتى أسقطها فيما تصر السلطات المصرية على استكمال خارطة الطريق والتي منها الاستفتاء على الدستور. وفي لبنان, عادت الانفجارات المفخخة إلى المواجهة حيث هز انفجار ضخم جنوبي العاصمة “معقل حزب الله” نهاية الأسبوع الماضي أودى بحياة خمسة أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح وتبنى الهجوم الإرهابي الذي وقع في الضاحية الجنوبية ببيروت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة. كما تعيش كل من ليبيا وجنوب السودان ومناطق أخرى في المنطقة مشاهد من العنف المؤلمة في ظل انسداد الأفق أمام أي خيارات السلم والاستقرار.