الرئيسية - عربي ودولي - الجولة العاثرة
الجولة العاثرة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تمخض الجبل فولد فأرا.. المثل العربي الشائع ينطبق تماما على وزير الخارجية الأميركية في جولته الأخيرة التي أرادها أن تكون مفصلية في سياق رعايته للمفاوضات الفلسطينية الـ»إسرائيلية» فإذا بها تكون في عدد جولاته العاشر وتصير في وصف العاثر بما يعني ذلك على ما كانت عليه هذه الجولة من مجريات ونتائج. في جولته السابقة كان كيري قدم ما عرف بالمقترحات الأميركية ولتعزيز هذه الخطوة ابتعث إلى القدس عدد غير قليل من الخبراء والمستشارين في مظهر لم يعتبره البعض دليلا جديدا أميركيا وتحريك المفاوضات من مراوحاتها وحسب بل إحداث نقلة وهذا ما أعلنه كيري نفسه عن تقدم في اتجاه اتفاق إطار بين الجانبين. ومع أن كيري قام بجولة مكوكية بين تل أبيب ورام الله التقى خلالها رئيس الوزراء الـ»إسرائيلي» أولا وعاد للقائه ثانية بعد لقاء رئيس السلطة الفلسطينية وهو قضى في المنطقة قرابة أسبوع ذهب أثناءها للزيارة في هذا الشأن إلى كل من الأردن والمملكة العربية السعودية لكنه عاد إلى «إسرائيل» ليحزم حقائب سفره دونما لقاء نتنياهو ولم يدل بأي تصريح عما جرى وما هو قادم. التفسيرات تضاربت هناك من يقول أن كيري ونتنياهو احتدم بينهما خلاف حول غور الأردن.. بعد أن وضع الجانب الأميركي أمن «إسرائيل» في هذه المنطقة على بديلين لإصرار «إسرائيل» البقاء عسكريا في هذه المنطقة البديل الأول نشر قوات دولية والبديل الثاني شرطة فلسطينية «إسرائيلية» مشتركة. وهناك تفسير «إسرائيلي» يقول أن الخلافات التي نجمت عن المقترحات الأميركية هي خلافات فلسطينية أميركية ولم تكن هناك حاجة للقاء آخر بين كيري ونتنياهو وهم يشيرون إلى أن كيري اتصل بعباس عند مغادرته القدس. من الواضح أن كيري كان استهل تعقيدات الأزمة ومعضلة الدور الأميركي في شان هذه القضايا لا يعود إلى العلاقات الأميركية الـ»إسرائيلية» وهي غير خفية بل إلى أن هذا الدور الذي يرتدي حلة «الوساطة» و»الرعاية» يقوم من الأساس على انحياز كامل للاحتلال. مقترحات كيري تقدم على أنها جديدة وبديلة لكل الاتفاقات والقرارات الدولية ذات الصلة بهذه القضية هي من حيث الواقع تكرار لخطة «الون» التي تقوم على طمس السيادة الفلسطينية وتحويل الوضع الفلسطيني إلى كنتونات لا تقوم عليها الدولة الفلسطينية قائمة.