الرئيسية - محليات - معاناة حقيقية تواجهها 700 طالبة
معاناة حقيقية تواجهها 700 طالبة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مدير المدرسة: نفتقر لأدنى أوجه الدعم  والإدارة تلتحف السماء وتفترش الأرض 

عمران / محمد الفائق

لا يزال قطاع التعليم في اليمن يفتقر للكثير من الوسائل والأدوات التي تساهم في تطويره وتجويد مخرجاته خصوصا في المناطق الريفية التي تشهد تسربا كبيرا عن التعليم من قبل الطلاب والطالبات .. ولعل أغلب المديريات والقرى تعاني غياب البيئة المناسبة المشجعة على استمرارية التعليم كالازدحام وندرة الكادر التربوي المتخصص إلى جانب غياب الوسائل التعليمية كالمعامل وأجهزة الكمبيوتر .. حيث طرقت صحيفة ” الثورة ” أحد أبواب المناطق الريفية وأخذت مدرسة السعيدة الأساسية الثانوية بمنطقة الحايط بمديرية عيال سريح محافظة عمران .. أنموذجا لمعاناة الطلاب في الأرياف :

مدرسة السعيدة تضم 700 طالبة في مختلف المراحل الدراسية ورغم هذا العدد الكبير الذي تضمه المدرسة التي تحتوي على 11 فصل إلا أنها تشهد سنويا وفقا لمدير المدرسة أمين صالح جابر تسرب العشرات  من قبل الطالبات نتيجة عدم توفر الوسائل المشجعة لاستمرارهن في التعليم إلى جانب العجز الكبير في الكادر التربوي المتخصص خصوصا في المرحلة الأساسية . إدارة المدرسة وفي محاولة منها لتخفيف الازدحام قامت بإفراغ المكتب المخصص لها وتحويله إلى فصل دراسي إلى جانب تقسيم فترات التعليم إلى فترتين الصباحية (ثانوية) والمسائية ( ابتدائية ) بهدف تخفيف الضغط على الفصول  حيث يشير مدير المدرسة إلى أنه يقوم بمهماته من ساحة المدرسة نظرا لعدم وجود مكتب أو كرسي مخصص له أو لوكيل المدرسة. بدورهن طالبات مدرسة السعيدة أكدن أن المدرسة تفتقر للكثير من الحاجيات الضرورية في التعليم كالمعامل والوسائل التعليمية إلى جانب عجز في الكتب والمدرسين المتخصصين وعدم إقامة المسابقات الثقافية والمنهجية والتنافس بين الطالبات .. الأمر الذي ترجعه إدارة المدرسة نتيجة عدم وجود الدعم الكافي من قبل قيادة وزارة التربية والتعليم والمنظمات الدولية المختصة في دعم تعليم الفتاة. وكان لنا لقاء مع أولياء الأمور والشخصيات الاجتماعية الذين طالبوا محافظ عمران ووزير التربية والتعليم بسرعة توفير احتياجات المدرسة بمختلف الوسائل المشجعة لتعليم الطالبات .. حيث يشير كمال الحائطي أحد الشخصيات الاجتماعية في منطقة الحايط بمديرية عيال سريح محافظة عمران إلى غياب أدوات التشجيع المحفزة والداعمة لتعليم الفتاة .. مؤكدا أن المدرسة تحتاج إلى وقوف جاد من قبل الجهات الحكومية المختصة ومشروع تعليم الفتاة  خصوصا وأن المدرسة تضم  700 طالبة وهن بأمس الحاجة للدعم والتشجيع والحد من عملية تسربهن وتركهن للتعليم . ودعا الحائطي المنظمات الدولية المهتمة بتعليم الفتاة كمنظمة الـ(جي تي زد) والصندوق الاجتماعي للتنمية وشركات الاتصالات للهاتف النقال كشركة MTN) )  للاتصالات  التي لها بصمات عديدة في دعم قطاع التعليم في عدد من المحافظات .. دعا إلى دعم المدرسة وتوفير احتياجاتها من أجهزة كمبيوتر وأثاث مدرسي ومكتبي وتجهيزها بما يواكب تطورات التعليم وتحسين مخرجاته حيث أن ترك هذا العدد من الطالبات وتسربهن من التعليم سيخلق كارثة اجتماعية كبيرة باعتبار أن المرأة نصف المجتمع ومستوى تعليم الأولاد يقاس بتعليم الأمهات . يبدو أنها معاناة مستمرة في ظل تجاهل الجهات المختصة لمثل هذه القضايا المحورية حيث يؤكد مدير المنطقة التعليمية في مديرية عيال سريح بمحافظة عمران خالد راجح أن مدرسة السعيدة تعتبر من أكبر المدارس في المديرية إلى جانب المدرسة الموجودة في قرية عمد في نفس المديرية ..  مشيرا إلى أنه تم التواصل لأكثر من مرة مع مكتب التربية في المحافظة بشأن توسعة مدرسة السعيدة وتوفير احتياجاتها واحتياجات الطالبات من مختلف الوسائل التعليمية إلا أن الرد لم يأت بعد وليس هناك أي تفاعل مطلقا مع معاناة الطالبات . وأوضح مدير المنطقة التعليمية أنه وبعد تجاهل مكتب التربية لمثل هذه القضايا توجه إلى جامعة عمران والتي بدورها وعدت بتوفير جزء من احتياجات الطالبات وليس كلها . كما أشار إلى الوعود التي تلقاها من قبل مشروع تعليم الفتاة والقيام بزيارة المدرستين في الحايط وعمد إلا أن ذلك لم يحدث إطلاقا . يظل الحال كما هو عليه ذلك ما يمكن أن يقال في هذا النموذج البسيط الذي يجسد معاناة كبيرة تواجهها 700 طالبة, إلا أن الأمل لا يزال موجودا في مشروع تعليم الفتاة والشركات الخاصة .