فتحت وفاة طفل حالة التقطعات القبلية في محافظة المحويت دون وصوله إلى المستشفى لتلقي العلاج النار بقوة أكبر من ذي قبل على ظاهرة التقطعات المقيتة المستمرة والآخذة بالاستفحال في المحافظة منذ ثلاث سنوات والتي لا تكاد تختفي أسبوعا حتى تعود بالعشرات لتنكيد حياة المواطنين وتنغيص سفرهم على الطرقات ولأسباب جلها تافهة.

وبرغم إعلان السلطات المحلية عن التوصل إلى حلول لإنهاء التقطعات القبيلة بالمحويت إلا أن المواطنين يقابلون الإعلان المحلي بفتور خاصة والإعلان الحكومي جاء عقب حادثة اختطاف رئيس نيابة استئناف محافظة المحويت في تقطع قبلي قريبا من مدينة المحويت قبل أن يتم الإفراج عنه بوساطة قبلية, وهو ما يعزز قناعة الناس في أن الصحوة الحكومية لا تغدو مؤقتة قبل أن تعاود القطاعات ظهورها على الطريق بحسب ما يقوله مواطنون يبحثون عن حلول جذرية للظاهرة المقيتة. فاجعة وفاة الطفل طلال بخيت شكل صدمة وفاجعة لأبناء المحافظة فوالد الطفل وقع في يد تقطع قبلي حال دون تمكنه من نقل نجله إلى المستشفى الجمهوري بمدينة المحويت بعد نهب سيارته وإعراض الخاطفين عن الإنصات لتوسلاته ما اضطره إلى وضع مريضه في مستوصف ريفي قريب توفي فيه بسبب افتقار ذلك المستوصف للخدمات الطبية اللازمة وخطورة حالة الطفل التي لم يعها المتقطعون الذين لا هم لهم سوى اصطياد المسافرين على الطريق ونهب أكبر عدد من السيارات للمساومة بها في تحقيق مطالب أو ما شابه.

تقصير وعجز! مواطنون في المحافظة أكدوا أن استفحال ظاهرة القطاعات القبلية في محافظة المحويت وخاصة على طريق صنعاء المحويت وطريق الحديدة المحويت وهما الشريانان الرئيسيان اللذان يربطان المحافظة ببقية محافظات الجمهورية يفتح النار أيضا على مدى التقصير الفاضح والعجز الذي تظهر به السلطات الأمنية والتي تكتفي نقاطها العسكرية بالتفرج على المتقطعين وهم ينصبون القطاعات لابتزاز ونهب المواطنين قريبا من مراكزها أو نقاطها العسكرية فيما هي لا تحرك ساكنا. ويضيف عبدالجبار شرف الدين :فيما كان العالم يحتقل بدخول العام الجديد 2014م كان أبناء محافظة المحويت يهتمون بتناقل أخبار القطاعات والجهود المبذولة لإزالتها بعد أن أصبح التعايش معها لا يطاق وأصبح السفر إلى كل من العاصمة صنعاء والحديدة محفوفا بالمخاطر. وقال: حادثة وفاة الطفل بخيت تتحمل مسئوليتها الأجهزة الأمنية قبل المتقطعين القبليين لأنها من سمحت لهؤلاء بفرض قطاعهم على الطريق ولم تتحرك لردع هذه الظاهرة قبل استفحالها بل ويجري مكافأة المتقطعين بتلبية مطالبهم سواء من الدولة أو من الأطراف الأخرى. مخاطرة من جانبه أشار عبدالمجيد عبدالقادر إلى أن سبعة قطاعات خنقت طريق صنعاء المحويت طيلة الأسابيع الماضية ومثلها قطعت أوصال طريق المحويت- الحديدة ليصبح السفر إلى صنعاء أو الحديدة مخاطرة بحد ذاتها إذ لا تعرف في أي تقطع ستقع وهل ستتمكن من العودة بسيارتك أم أنها ستضاف إلى رصيد المتقطعين وسيكون عليك الانتقال رحلة عذاب شديدة لاستعادة سيارتك. ويضيف: بعض ملاك السيارات اليوم يتابعون قضايا سياراتهم في النيابة بعد أن تعرضت للنهب والتشليح أثناء بقائها بعهدة المتقطعين, وكثير منهم لم يصل إلى حقه بعد وهؤلاء غدا قد يلجأون لممارسة التقطع ضد من نهب سياراتهم بسبب عدم إنصافهم من قبل الدولة وهكذا سيمضي الحبل على الجرار. سيارات معطلة ومن جانبه يقول محمد القاضي -سائق-: أنت تحرص على سيارتك وتعتني بها لكن المتقطع ليس حريصا والكثيرون استعادوا سياراتهم معطلة وبعضهم فقدوا قطعا من داخل سياراتهم دون أن يجدوا من ينصفهم. ويؤكد: إن القطاعات أصبحت اليوم تمثل مشكلة كبيرة في المحافظة منذ ثلاث سنوات وقد لا يبعد بعضها عن نقطة عسكرية للدولة سوى عشرات الأمتار ولا يحرك الجنود ساكنا للمنع أو طرد المسلحين من جوار النقطة العسكرية ومن لديه خلاف شخصي مع آخر من منطقة أخرى يلجأ اليوم إلى قطع الطريق وحجز سيارات المواطنين لإرغام الطرف الآخر على الخنوع له والطرف الآخر يفعل نفس الفعل وهكذا تتضخم المشكلة وتتوقف أرزاق الكثير من الأسر ممن تعتمد في رزقها على الطريق . ويعمل -القاضي- منذ سنوات على باص أجرة واضطر مؤخرا إلى العمل بمعية ابنته التي يقتصر دورها على الجلوس بجواره ليتمكن من كسب عيشه على الطريق الذي يعمل فيها منذ سنوات, ويقول: تحولت المرأة إلى أشبه بجواز المرور للطريق وبدون وجود عوائل في السيارة فأنت لا تعلم في أي قطاع قبلي ستسقط خاصة أن بعضها ينصب لساعات بغرض جمع عدد من السيارات قبل أن يتم رفعه ولا يمكن لآخرين تنبيهك منه ولذلك يلجأ إلى طريق فرعية في سفره لتفادي الوقوع في شرك  قطاع أقيم على الطريق بشكل مفاجئ. خدمات الطريق خطباء مساجد ومن خلال منابر الجمعة التي تلامس هموم المواطن أكدوا أن القطاعات على الطريق شكل من أشكال الحرابة للمسلمين ونزل فيه القرآن بأشد العقوبة لما تقوم به من تعطيل لمصالح الناس وتخويف الآمنين على الطريق كما أن هناك من يستغل هذه القطاعات لكسب المال الحرام عبر ابتزاز الدولة أو أطراف أخرى أو للقيام بسرقة سيارات الناس أو ممتلكاتهم. مشيرين إلى أن بعض هذه القطاعات التي يكتوي بنارها الضعفاء والمساكين من الناس قد تسببت كذلك في سفك دماء أبرياء دافعوا عن سياراتهم أو رفضوا الانصياع للمتقطعين مؤكدين كذلك أن حل هذه الظاهرة المقيتة يكون بقيام الدولة بواجبها بالضرب على أيدي هؤلاء ممن يستبيحون أمن الناس وينتهكون حرمات الطريق العام التي جعلها الله آمنة لكل الناس وإنزال بمن يتعدى على السالكين فيها أشد العقوبات, إضافة إلى قيام العقلاء وأهل الحل والعقد بدورهم إلى جانب الدولة في الضرب على أيدي من يقومون بمثل هذه التقطعات ليعود الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد ويأمن السائر على نفسه وماله وعرضه . قطع للمياه القطاعات في محافظة المحويت لم تقتصر في الآونة الأخيرة على نهب السيارات بغية تحقيق مطالب أو استرداد حقوق لدى الدولة أو الغير حسبما يتحجج به من يقوم بتلك القطاعات وآخر ما شهدته المحافظة في هذا الإطار هو فرض قطاع قبلي حال دون تمكن موظفي مؤسسة المياه من ممارسة أعمالهم والوصول إلى مضخة المياه في منطقة سارع حيث آبار المياه الجوفية التي تغذي مدينة المحويت بمياه الشرب ما يهدد المدينة بالعطش حال استمر القطاع قائماٍ وعجزت السلطات عن توفير المياه للمدينة فيما أسعار وايتات المياه في ارتفاع مستمر. ويقول العقيد حمد سعد إن القوى الأمنية قادرة على إزالة كافة القطاعات القبلية متى ما وجدت من السلطات المحلية تحركا جديا وقرارا حازما بهذا الاتجاه ودعما لإجراءات تقوم بها المؤسسة العسكرية لتأمين الطريق والمنشآت الحيوية في المحافظة من العابثين. وحول قطع المياه عن مدينة المحويت أكد أن باستطاعة القوى الأمنية تمكين موظفي المؤسسة العامة للمياه من إعادة تشغيل مشروع مياه مدينة المحويت في ظرف ساعات إذا ما توفر القرار بذلك مستهجنا في الوقت نفسه إقدام أي جهة كانت رسمية أو قبلية على فرض عقاب جماعي على مدينة بأكملها ولو كان ذا مطالب محقة. خطف واعتداءات حادثة اختطاف رئيس نيابة استئناف محافظة المحويت وعدد من مرافقيه على يد تقطع قبلي في طريق صنعاء المحويت سبقها اعتداء آخر طال أحد مسئولي المحافظة على الطريق ذاته وهو ما جعل قيادة المحافظة تقر في اجتماع مؤخراٍ أن التقطعات القبلية بدأت تشكل خطرا على هيبة الدولة وتمس بكرامتها, كما أن وفاة طفل بسبب تقطع قبلي هو الآخر يفرض تحركا سريعا وعدت به قيادة المحافظة لإنهاء التقطعات بشكل جذري حسبما تعد ومن جانبهم يأمل مواطنو المحافظة أن تكون قرارات السلطة المحلية بإنهاء التقطعات في الطرق الطويلة جادة هذه المرة وأن لا يكون كسابقة من القرارات التي لم تكن لتجف بعد قبل أن تعاود التقطعات نصب براميلها ويعاود المسلحون نصب نقاط على الطريق.